الخميس، 27 نوفمبر 2008

التطور .... المزعوم ؟؟؟

::

عند قرائتي لبعض المداخلات لنقاش جرى بين زميلين ، أحدهما مسلم والآخر ملحد في منتدى اللادينين العرب إستوقفتني هذه العبارة : "هذه التغيرات لو حدثت ليست نتيجة للتطور المزعوم" ، التي أوردها الزميل المسلم JR ينتقد فيها نظرية التطور The Theory of Evolution  في أحد ردوده على الزميل الملحد Spinoza خلال هذا النقاش.

قضيت لحظات أتمعن فيها بمزيج من الدهشة والحيرة وأتأسى على مايعاني منه عقل المسلم بالخصوص وعقل المؤمن بشكل عام انتابني بعدها شعور من الغضب على الفلسفة التسليمية التي يعتمد عليها الدين وتأثيرها المدمر للتفكير المتزن في التقييم الصحيح للأمور.

لن أدخل في نقاش تفصيلي للأدلة التي تثبت ، نعم الأدلة العلمية الموجودة لاتشير فقط إلى صحة النظرية بل تثبتها وهي ، أي الأدلة ، أكثر مما يتسع لي الوقت أو توجد عندي الرغبة بأن أخوض فيها فهذا أمر مفروغ منه. إنما الهدف من طرح هذا الرأي هو لتناول الموضوع من منظور آخر ، وإن ذكر أحياناً في الكثير من النقاشات التي تدور حول "صحة" هذه النظرية ، إنما يُمر عليه مروراً سريعاً غير مدعم بتفاصيل كافية. ولهذا أرجوا أن يكون هذا الموضوع مساهمة بسيطة متواضعة لإضافة بعض القطرات لبحار الأدلة الموجودة التي تدعم النظرية.

أنا لاأستهدف الزميل المكرّم الأستاذ JR بالخصوص في هذا الموضوع وأرجو أن لاتؤخذ كلماتي هذه وإن بدت قاسية وساخرة كتهجم شخصي عليه فإني أكن له قدر وافر من التقدير والإحترام على أسلوبه الهادئ الرزين وعلمه الوافر الغزير في علوم الدين البارز في حواراته ولكني أريد أن أركز على هذه العبارة التي ذكرها لأنها تمثل نموذج رائع لرأي الإنسان المؤمن أزاء منهج علمي استطعنا من خلاله الكشف عن أهم أسرار وجودنا على هذه الأرض ، وربما أسرار أي كائنات حية أخرى ، إن وجدت ، في أي مكان آخر في هذا الكون. يقول الأستاذ JR ، وهو رأي يمثل ملايين المؤمنين كما أشرت ، أن نظرية التطور مزعومة !!

مزعومة ؟؟؟ 

هكذا وبكل بساطة ... بكم نقرة على الكي بورد توصف بأنها مزعومة ومن قبل من ؟ طبيب ... عالم في أقرب مجال علمي للنظرية !!!

حقيقةً لاأعرف كيف يكيّف المؤمن المثقف ، وبالذات بالتخصص العلمي ، تفكيره الذي يفترض أن يكون مشحوذ للرؤية العلمية الموضوعية الباردة ، ليتوافق مع المزاعم الدينية القطعية الجازمة لالسبب سوى أنها موروثة وملقنة. إذ أنه يتجاهل أطنان من الأدلة الآركيولوجية وسيول من نتائج الإختبارات الجينية التي صبت لصالح النظرية. ويتجاهل صمودها أمام الهجوم الشرس الذي لم تتعرض له أي نظرية أخرى في التاريخ خلال 150 سنة منذ نشرها والذي لايزال مستعراً إلى هذا اليوم. ويتجاهل التطور في المجالات الصيدلية والعلاجات الجينية وآلاف التجارب التي أثبتت الواحدة تلو الأخرى صحتها .... يتجاهل المؤمن الذي ببّغ (من ببغاء) الإيمان التسليمي فكره ليصفها بأنها "مزعومة" ، أو بأنها حتى "مزيفة".

وصف ديني تحفة حقاً (يستحق بروزة وتعليق على جميع حيطان البيت والمكتب لأنظر له ليلاً ونهاراً عله يرجع لي أحلام الجنة التي بخرتها النظرية) كنت أود أن أطلب من الزميل الفاضل JR ليمدنا ببعض الأمثلة عن هوية هؤلاء الحمقى الذين لايزالون يزعمون بهذه النظرية لو لم يتجاهل سؤال آخر كنت قد طرحته عليه مسبقاً فلم يشجعني تجاهله على طرح المزيد من الإستفسارات إذا كانت ردودها الصمت المطبق. ولكن لابأس لن أكترث و سوف أتطوع للإباحة عن بعض هؤلاء المغفلين الذين لايزالون يتمسكون بمزعم فنده القرآن والإنجيل معاً منذ لحظة نشأته. هذه لائحة لبعض الهيئات الهبلاء التي لاتزال تدعم نظرية التطور ، أو "المزعم" ، بجميع فروعها بواسطة الكورسات والبحوث والتسهيلات التي تقدمها :

Harvard University
Yale University
Cambridge University
Oxford University
California Institute of Technology
Imperial College London
University College London
Chicago University
Massachusetts Institute of Technology
Columbia University
Pennsylvania University
Princeton University
DukeUniversity
Johns Hopkins University
Cornell University
Australian National University
Stanford University
Michigan University
Tokyo University
McGill University
Carnegie Mellon University
King's College London
Edinburgh University
ETH Zurich
Kyoto University
Hong Kong University
Brown University
Ecole Normale Superieure
Manchester University
California University
Ecole Polytechnique
Bristol University
Northwestern University
Bristol Columbia University
California Berkeley University
Sidney University
Melbourne University
Hong Kong University of Science & Technology
New York University
Toronto University
Chinese University of Hong Kong
Queensland University
Osaka University
South Wales University
Boston University
Monash University
Copenhagen University
Trinity College Dublin


حتى لايظن القاريء بأني أخترت منهج إنتقائي متحيز شملت فيه الجامعات التي تدعم النظرية وتركت الجامعات التي لاتساندها ، أود أن أطمأنه بأن هذه اللائحة ليست من إعدادي بل هي تمثل ، إستناداً إلى النشرة الثقافية لجريدة التايمز اللندنية (1) ، أعلى جامعات على المستوى الأكاديمي في العالم لعام 2008 وهم ، أي هؤلاء الخمسون ، يمثلون الربع الأول من اللائحة والتي تشمل مائتين جامعة وهيئة أكاديمية تترأسها كما ترون ألمع الأسماء في المحيط الأكاديمي. ولقد زرت بنفسي مواقع جميع هذه الأكاديميات على الإنترنت حتى أتأكد من أنهم يشملون نظرية التطور في مقرراتهم وقد ثبت لي ذلك مع إستثناء واحد فقط وهي كلية Ecole Polytechnique Fédérale de LAUSANNE في سويسرا لعدم وجود ، حسب الموقع ، كلية متخصصة للأحياء Biology Faculty. ولم يتسنى لي الوقت لضيقه للتأكد من باقي الجامعات في اللائحة ولكني على يقين بأن أغلب ، إن لم يكن جميع ، الجامعات والمراكز العلمية الأخرى في العالم ، وليست هذه فحسب ، مالم يتحكم فيها النفوذ الديني ، سوف تشمل نظرية التطور في مقرراتها وأبحاثها.

إن كانت هناك مراكز تجتمع فيها خلاصة ماأنتجته البشرية من النبوغ والطاقة الفكرية فهي هذه المراكز. وأضيف أن من 36 عالم حائز على جائزة نوبل في العلوم (فيزياء ، كيمياء ، طب) خلال الخمس سنوات الماضية فقط ، 25 (70%) منهم إما عمل في إحدى هذه الجامعات أو تخرج منها. فالإستنتاج الطبيعي المحتوم حسب منطق المؤمنين المعادين للنظرية أن كل هذا النبوغ أخطأ على مدى مئة وخمسين سنة في تقييم الأدلة المكتشفة والتي لازالت تتراكم إلى هذا اليوم في صالح النظرية في حين أن المؤمنين قد أدركوا خطأها منذ وهلة نشرها عام 1859 . أليس هذا بديع ؟ من المذهل حقاً كيف يقلب التلقين الديني الموازين.

لاأريد أن أطيل على القارئ فقد أخذت هذه المواضيع ، برأيي ، أكثر مما تستحق في النقاش ونظرية التطور حقيقة مفروغ منها في الأوساط العلمية ولكني أود أن أرد على مثال واحد أورده الزميل JR في إحد ردوده في الشريط المذكور أعلاه وهو (بالأزرق):
"للانسان 46 صبغي ( كروموسوم) و للشمبز 48 صبغي ( كروموسوم).و قد جرت في الستينات محاولات نقل انسجة من الشمبانزي الى الانسان بناء على التشابه المتوهم ( تصور ان عدد كروموسومات الانسان, في كتاب البيولوجيا العامة general biology الذي درسنا عليه في ستينات القرن الماضي , كان 48 كروموسوما) و قد فشلت عمليات الزرع هذه فشلا زريعا.و نسبة التشابه التي اشرت اليها في تناقص مستمر نتيجة للتعمق في دراسة الجينومين البشري و الشمبي(ههههها) فبعد ان كانت النسبة المتحدث عنها في البداية 98% انخفضت الى 95% و الان الى اكثر و ستستمر طالما ان العقول مفتوحة و ليست موجهة و منحازة لهذه النظرية او تلك."

هذا نموذج ساطع للحجج التي يقدمها الخلقيون ، ولاأخص الزميل JR لأنه حسب الظاهر يقتبس منهم ، للنيل من النظرية. وهي ، أي هذه الحجج ، كما سوف ترون إما ملفقة أو محرفة أو محررة بطريقة تظهر كأن النظرية خاطئة. وهذا هو الرد على النقد المقتبس أعلاه وقد تركته بالإنجليزية لعدم معرفتي بالمصطلحات العربية المرادفة لترجمته :

Chromosome counts are poor indications of similarity; they can vary widely within a single genus or even a single species. The plant genus Clarkia, for example, has species with chromosome counts of n = 5, 6, 7, 8, 9, 12, 14, 17, 18, and 26 (Lewis 1993). Chromosome counts in the house mouse species (Mus domesticus) range from 2n = 22 to 40 (Nachman et al. 1994). 


Chromosomes can split or join with little effect on the genes themselves. One human chromosome, for example, is very similar to two chimpanzee chromosomes laid end to end; it likely formed from the joining of two chromosomes (Yunis and Prakash 1982). Because the genes can still align, a change in chromosome number does not prevent reproduction. Chromosome counts can also change through polyploidy, where the entire genome is (2)

لاحظ أنه في المثال الذي أورده الزميل الأستاذ JR ، الحجة الرئيسية التي يستند عليها التفنيد والتي تبدو مقنعة حتى لمن هو على ثقافة عالية إن كانت خارج تخصصه هي إختلاف عدد الكروسومات بين الإنسان 46 والشمبانزي 48 وإظهار هذا الإختلاف كما لو أنه حجة دامغة ضد النظرية. في حين أنه من المعروف في العلوم الجينية أن هذا الإختلاف يعتبر مؤشر ضعيف في تحديد الفروق أو التشابه بين الفصائل لأنه ، كمثال ، حتى ضمن نفس فصيلة الفأر إختلاف عدد الكروموسومات يتراوح مابين 22 إلى 40 وهذا لايمنعها من التزاوج والتكاثر.

إن كانت نظرية التطور هي مجرد "مزاعم" بوجود أطنان من الأدلة العلمية وبدعم من أعلى المؤسسات الأكاديمية مستوىً على وجه الكرة الأرضية لها ، فماذا نعتبر نظرية الخلق إذاً (ليست نظرية بل سوف نطلق عليها هذا المسمى المرموق جدلاً) والتي تنص على أن "خلق الإنسان من صلصال كالفخار" والدلائل العلمية لها :

صـفـر


مصادر:

* * * * * * * * * *
هل نظرية التطور صحيحة؟ ماهي دلائل نظرية التطور؟ هل نظرية داروين صحيحة؟ ماهي دلائل نظرية داروين؟ هل تطور الإنسان من قرد أم خلقه الله؟ هل تطور الإنسان من شيمبانزي أم إنحدر من آدم وحواء؟ هل تطور البشر من قرود أن أنحدروا من آدم وحواء؟ هل تطور البشر من قرود أم خلقهم الله؟ هل النظرية الداروينية صحيحة؟ ماهي أخطاء النظرية الداروينية؟ ماهي أخطاء نظرية التطور؟ هل نظرية داروين خاطئة أم صحيحة؟ هل نظرية التطور خاطئة أم صحيحة؟ كيف تطور الإنسان من قرد؟ كيف تطور الإنسان من شيمبانزي؟ كيف تطور الإنسان من جماد؟ كيف تطور البشر من جماد؟ هل تطور البشر من جماد أم خلقهم الله؟ ماهي الدلائل على أن الإنسان تطور من جماد؟ ماهي الأدلة على أن الإنسان تطور من جماد؟ كيف يتطور الجماد إلى الحياة؟ كيف يتحول الجماد إلى حياة؟ كيف يتحول الجماد إلى إنسان؟ متى تطور الإنسان من قرد؟ متى بدأت عملية التطور؟ متى تطور الإنسان من جماد؟

هناك تعليق واحد:

basees@bloggspot.com يقول...

There is a reason why the term to "google" entered the English lexicon and not to "yahoo". I hope this answers your question