::
لو سألني أحد مالذي يؤكد لي بشرية القرآن لقلت ينبثق من سطور كل صفحة فيه مايثبت أو يشير لي إلى ذلك. ولكن حتى أجنّب نفسي كدح كتابة موضوع يتناول هذا الكتاب صفحة صفحة وعلى القارئ عناء قرائته سوف أوجز هذا الإثبات بتفنيد مزعم واحد أعتبره أحد أهم المزاعم ، إن لم يكن أهمها على الإطلاق ، التي يسهل تعريتها من قشور القدسية بمشرط العلم لكشف الأخطاء الكامنة تحتها. وهو المزعم الذي ينسب القرآن إلى خالق لهذا الكون والحياة بوصفه لمراحل هذا الخلق.
حتى ينكشف للقارئ هول وفداحة الأخطاء الموجودة في وصف مراحل الخلق في كتاب يفترض أنه صادر من الخالق نفسه إذا ماوضع تحت أضواء الإكتشافات العلمية في هذا المجال ، يتحتم على القارئ أن يكون ملماً بشكل وافي بمراحل تطور الكون من المنظور العلمي. وهذا ماسوف أستهل به الموضوع.
من المراجع العديدة المتاحة التي تتناول هذا الموضوع اخترت منها موقع NOVA على الرابط (1) أدناه لسهولة فهمه وطريقة تقديمه التفاعلي المرأي وهذا الموقع يناسب من يريد اقتناء معلومات أكثر وليس لديه خلفية كافية في الفيزياء بالإضافة إلى موقع ويكيبيديا بالرابط (2) أدناه لاحتوائه على تفاصيل أسهب وأدق. وأتمنى ألاّ يحتج أحد بأي أختلاف في التفاصيل قد يجده بين الموقعين لأنه يوجد إجماع على المعلومات العلمية المكتسبة لتطور هذه المراحل حسب Standard Cosmological Model وأي اختلاف يلاحظ بين المراجع فهو الأرجح في طريقة التقديم لافي الجوهر.
بدأ الكون بــ "الإنفجار الكبير " Big Bang ومر بعدة حقبات أولية تقاس كل فترة منها بمليارات الجزء من الثانية تحولت خلالها الطاقة إلى دُقيقات Particles وهي المكوّنات الأساسية للمادة واستمر بعدها بالإتساع والتطور ووصل إلى مراحل متقدمة امتدت فتراتها تدريجياً إلى أن أصبحت تقاس بملايين السنين كما سوف أشرحه بأيجاز لاحقاً. هذه المراحل القصيرة الأولية لاتعنينا لعدم الحاجة إلى هذه الدقة من التفاصيل لموضوعنا ولذا سوف أقتصر على شرح ثلاثة مراحل متقدمة (نسبياً) لتطور الكون وأدرجهم باختصار بدأً من الدقيقة الثالثة من بعد الإنفجار الكبير إلى مرحلة تكوين مجموعتنا الشمسية ومن ثم الأرض.
من الدقيقة الثالثة بعد الإنفجار :
قد توسع حجم الكون بسرعة مذهلة عند وصوله إلى هذه المرحلة ووصل إلى أبعاد هائلة الآن ومن هنا بدأت الدُقيقات Particles بتكوين نواة عناصر ثلاثة فقط وهي الهايدروجين Hydrogen والهيليوم Helium والليثيوم Lithium وظل الكون في حالة سديمية مقتصراً على هذه العناصر الثلاثة مع دُقيقات وإشعاعات أخرى لحوالي 500 مليون سنة مع الإستمرار في التوسع والإنخفاض في الحرارة. والملاحظة الهامة هنا والتي يجب التركيزعليها وتكرارها لأهميتها للموضوع أن العناصر الوحيدة الموجودة في الكون خلال هذه الفترة وإلى بدأ تكوين واشتعال الشموس الأولى والتي قُدّرت بدايتها مابين 500 مليون إلى مليار سنة هي هذه الثلاثة عناصر فقط.
من 500 مليون إلى مليار (بليون) سنة بعد الإنفجار :
بدأت قوة الجاذبية بتكتيل غيوم ذرات هذه العناصر الثلاثة والذي طغى عليها الهايدروجين حتى وصلت الكثافة في هذه التكلات إلى الحد الحرج الذي دفعها بسبب ضغط الجاذبية الهائل إلى الدخول في عملية الإندماج النووي Nuclear Fusion لتشتعل معها كشموس أولية وكونت هذه التجمعات الشمسية المجرات المنتشرة في الكون.
مابعد المليار إلى 9 مليار سنة :
عملية الإندماج النووي Nuclear Fusion التي تجري في الشموس والتي تجعلها ملتهبة هي التي أنتجت باقي العناصر الموجودة في الكون مثل الأكسجين والكربون والفوسفور والحديد وغيره. فعندما تستهلك الشمس وقودها من غاز الهايدروجين تتحول إلى كتلة بخصائص أخرى مختلفة مثل White Dwarf أو Black Hole وتفاصيل هذه الأجسام لاتعنينا في هذا الموضوع بقدر ماتعنينا أحد أهم هذه الظواهر وهو الإنفجار الشمسي المسمى بــ Supernova. فحين تستنفذ بعض الأنواع من الشموس الكبيرة وقودها من الهايدروجين يحدث لها إنفجار هائل ينسف قسماً من كتلتها أو كلها لتنتشر ذرات عناصرها الجديدة في الفضاء. هذه الظاهرة Supernova هي أهم موارد العناصر التي نعرفها الموجودة في الكون.
من 9 مليار سنة إلى اليوم :
تكونت شمسنا قبل 4.57 مليار سنة بعد أن تكتلت بفعل الجاذبية بقايا شظايا وذرات إحدى إنفجارات Supernova واشتعلت. وتكونت بعدها بحوالي 300 مليون سنة الكرة الأرضية مما بقى من هذه الذرات والتي كما ذكرنا سابقاً تمثل العناصر التي نعرفها.
هذه باختصار شديد المراحل الرئيسية التي مر بها تطور الكون من المنظور العلمي حتى وصل إلى ما هو عليه الآن. ولتحقيق الهدف من هذا الموضوع بشكل واضح وجلي ، أريد التركيز على أهم النقاط في الشرح أعلاه:
1- في الخمسمئة مليون سنة الأولى لم تكن هناك أي كتل أو أجسام في الكون كله غير ذرات وبروتونات ونيوترونات والألكترونات وغيرها من الدُقيقات Particles والإشعاعات.
2- لم تتكون أي شموس إلاّ من بعد مرور حوالي 500 مليون سنة.
3- شمسنا وكرتنا الأرضية لم تتكون إلاّ بعد مرور حوالي 9 مليار سنة من تطور الكون.
والآن ، عندما نتحدث عن إله يقول أنه خلق هذا الكون فنحن نتوقع من هذا الإله أن يكون على علم بهذه المراحل وكيفية تطور المادة خلالها والمدة التي استغرقتها لتصل إلى مانراه عليها الآن كونه قد صممها ووضع قوانينها ونفذّها وتابعها وتحكم بها . وعندما يقرر هذا الإله أن يرسل إلينا كتاباً يبرهن لنا فيه على أنه هو الذي خلق هذا الكون ليجعله حجة علينا ليس فقط مخاطباً خلقه بعقول ومعلومات 1400 سنة غدت إنما بعقول ومعلومات واكتشافات وقتنا الحاضر وإلى نهاية البشر. أقول ما هو الشرح الذي نتوقع من هذا الإله أن يحجنا به وتؤكده مراصدنا الفلكية ومركباتنا الفضائية ومحطماتنا الذرية ومعادلاتنا الرياضية ؟ أليكم هذا الشرح القرآني القاطع :
أختار لكم هذه الآية القرآنية كمثال واحد مما يفوض به هذا الكتاب لأني أعتبرها تحفة حقاً MASTERPIECE لما تحتويه من معلومات تأكد بشكل مطلق لايقبل أي شك بأنها ليست من عند خالق لهذا الكون ، إن وجد له خالق ؟
قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِّلسَّائِلِينَ (10) ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (12) (فصلت)
المذهل في هذه الآية - الربانية !!! - أن جميع المعلومات المتعلقة بمراحل تطور الكون والأرض والحياة فيها خطأ !!! ولامعلومة واحدة ذكرها الكاتب ، تمت بأي صلة ، ولو بمحض الصدفة ، لما نعرفه عن الكون !!! ولنتناولها آية آية :
قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ.
الخطأ الأول :
بدأ خلق الكون بخلق الأرض ونحن نعرف أن أول 500 مليون سنة من بدايته (خلقه) لم يحتوي على أي أجسام عدا ذرات ودُقيقات وإشعاعات منفصلة يتكون منها الكون كله. وجميع تلاميذ الفيزياء يعرفون أن الكرة الأرضية تتكون من عناصر ونحن نعرف أن جميع هذه العناصر ، عدا الثلاثة المذكورة سابقاً ، لم تتكون إلاّ من خلال عملية الإندماج النووي الشمسي وانفجار الــ Supernova والذي لم يتم إلاّ بعد مليار سنة من بداية الكون على أقل تقدير. أي أن "خلق" الشموس قد بدأ بمئات الملايين من السنين قبل "خلق" أي أرض ناهيك عن أرضنا هذه والذي لم يبدأ "خلقها" إلاّ بعد تسعة مليار سنة من بداية الكون وقد تكونت قبلها واندثرت مليارات الشموس والكواكب الأخرى. فكيف تتكون (تخلق) الأرض قبل أن تتكون عناصرها التي تتركب منها ؟
الخطأ الثاني :
استغرقت عملية خلق الأرض يومين من الستة أيام لخلق الكون بمخلوقاته ، ثلث عمر الكون. والحقيقة أن الأرض تشكلت خلال 20 مليون سنة فقط من 13.7 مليار سنة عمر الكون.
وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِّلسَّائِلِينَ
الخطأ الثالث :
تفسير الجلالين: " وبارك فيها" بكثرة المياه والزروع والضروع "وقدر" قسم "فيها أقواتها" للناس والبهائم ".
أكتفي بالإشارة إلى نفس الإعتراض المذكور في الخطأ الأول لهذا الجزء من الآية وألتفت إلى مدة الأربع أيام المذكورة للتنويه على أن خلق الأرض والحياة فيها وفقاَ للآية قد أستغرق ثلثي عمر الكون أي 11.5 مليار سنة والحقيقة التي كشفها العلم لنا أن عمر الأرض والحياة عليها لايتجاوز 4.5 - 4.6 مليار سنة.
ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ
الخطأ الرابع (مرتبط بالخطأ الأول) :
بعد أن ينتهي من خلق الأرض وتزويدها بالمياه والزروع والناس والبهائم "يستوي" إلى "السماء" وهي "دخان". لنحدد أولاً مالمقصود بــ "السماء" ولانحتاج إلى رأي المفسرين لتحقيق هذا الهدف لأن التفسير واضح وضمن الآية عندما يقول "وزينا السماء الدنيا بمصابيح". أين هذه المصابيح ؟ هاهي محيطة بالكرة الأرضية تتلألأ في الفضاء. وماهي هذه المصابيح ؟ شموس ومجرات وغيوم كونية. إذاً ماهي هذه السماء المزينة بالمصابيح ؟ الفضاء الخارجي بمصابيحه أي الكون نفسه بشموسه ومجراته. عدد السموات في باقي الآية لايعنينا هنا.
نفهم من هذا أنه خلق الكون بشموسه ومجراته بعد أن أتم خلق الأرض بنباتها وحيوانها وبشرها !!! في حين أننا نعرف أن الكرة الأرضية وكل ماعليها من نبات وحيوان وجماد مع جميع الكواكب في هذا الكون هي نتيجة إنفجارات الـ Supernova لبعض أنواع الشموس ووجود وانفجارات هذه الشموس لابد أن يسبق الكواكب في الوجود حتى تنتج وتطلق وتنشر العناصر اللازمة لتكوينها. فنعيد صياغة نفس السؤال الذي طرحناه في الخطأ الأول أعلاه : كيف تتكون (تخلق) الأرض قبل تكوّن الشموس اللازمة لتكوينها ؟؟؟
ملاحظات أخرى :
1- لاأريد الخوض في حوار لغوي بخصوص استخدام الحقبة الزمنية "أيام" في الآية بدلاً عن "سنوات" أو "أعوام" مثلاً لإعطاء صورة أقرب إلى الحقيقة لمدة تكوين الشمس والأرض والحياة والأجسام الفلكية الأخرى لأن هذا النوع من الحوار يسهل على المؤمن تبريره والإلتفاف حوله بتطويع اللغة ولهذا ركزت على المعلومات المعرفية فقط. ويكفي أن أذكر أن القرآن قد فرق بين اليوم والشهر والسنة (عام) :
أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىَ يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ (259) البقرة
وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ (234) البقرة
فعندما يقول أنه خلق الأرض والحياة في أربعة أيام والسماء (الكون) في يومين فمن الواضح أن هذا بالضبط مايقصده.
2- كما لاأريد الخوض في نقاش عدد أيام الخلق في هذه الآية ومجموعها : يومين لخلق الأرض وأربعة أيام لتقدير أقواتها ويومين لقضاء السماء يجعل المجموع ثمانية أيام وليس ستة. إلاّ أن هذا الثقب لم يتم ترقيعه فحسب من قبل جهابذ المفسرين بل حددت أيامه من الأسبوع أيضاً مما يؤكد أن المقصود بالأيام هوكما في المفهوم الدارج :
القرطبي : "أَيْ أَكْمَلَهُنَّ وَفَرَغَ مِنْهُنَّ . وَقِيلَ . أَحْكَمَهُنَّ كَمَا قَالَ : وَعَلَيْهِمَا مَسْرُودَتَانِ قَضَاهُمَا دَاوُدُ أَوْ صَنَع السَّوَابِغ تُبَّع " فِي يَوْمَيْنِ " سِوَى الْأَرْبَعَة الْأَيَّام الَّتِي خَلَقَ فِيهَا الْأَرْض , فَوَقَعَ خَلْق السَّمَوَات وَالْأَرْض فِي سِتَّة أَيَّام ; كَمَا قَالَ تَعَالَى : " خَلَقَ السَّمَاوَات وَالْأَرْض فِي سِتَّة أَيَّام " [ الْأَعْرَاف : 54 ] عَلَى مَا تَقَدَّمَ فِي " الْأَعْرَاف " بَيَانه . قَالَ مُجَاهِد : وَيَوْم مِنْ السِّتَّة الْأَيَّام كَأَلْفِ سَنَة مِمَّا تَعُدُّونَ . وَعَنْ عَبْد اللَّه بْن سَلَام قَالَ : خَلَقَ اللَّه الْأَرْض فِي يَوْمَيْنِ , وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتهَا فِي يَوْمَيْنِ , وَخَلَقَ السَّمَوَات فِي يَوْمَيْنِ ; خَلَقَ الْأَرْض فِي يَوْم الْأَحَد وَالِاثْنَيْنِ , وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتهَا يَوْم الثُّلَاثَاء وَيَوْم الْأَرْبِعَاء , وَخَلَقَ السَّمَوَات فِي يَوْم الْخَمِيس وَيَوْم الْجُمْعَة , وَأَخَّرَ سَاعَة فِي يَوْم الْجُمْعَة خَلَقَ اللَّه آدَم فِي عَجَل" لايغيب على القارئ حركة إستعجال الله الخرقاء في خلق آدم يادوب في آخر ساعة. أظن حتى لايتجاوز بند الستة أيام في عقد مقاولات بناء الكون.
خلاصة القول أن الوصف القرآني/التوراتي لمراحل تطور الكون (السماء) والأرض والحياة هو بكل بساطة مبني على جهل واضح للقوانين الطبيعية التي أوصلت الكون إلى مرحلته الحالية ولايمكن أن ينسب هذا الوصف إلى قوة واعية خارقة سمها ماتشاء قامت فعلاً بخلقه وتطويره بناءً على تلك القوانين ومروراً بالمراحل التي كشفها العلم لنا. إن كان هناك خالق لهذا الكون وأراد هذا الخالق أن يتواصل معنا بالمنهج اللغوي ليقنعنا بأنه هو الذي قام بخلق وتطوير الكون فالإنسان المتسائل المتمحص لايملك إلاّ أن يتسائل عن أسباب غموض وضبابية ومطاطية هذه النصوص الربانية التي تتطلب من نفس هؤلاء البشر أن يؤلوا كلام الإله الكامل بالقدرة البشرية الناقصة. والإنسان المتسائل المتمحص الواعي والمثقف يتوقع من هذا الإله معلومات أدق وأصدق وأسلوب خطابي أوضح وأجلى لايعتريه الإبهام والغموض لإقناعه. إلاّ إذا كان هذا الإله يستهدف من لم ينل حظاً وافياً من الذكاء والعلم والقدرة على التسائل والتمحيص ولكن إستعداداً أكبر لقبول مايملى عليه ، فهذا له موضوع آخر.
للإطلاع:
حتى ينكشف للقارئ هول وفداحة الأخطاء الموجودة في وصف مراحل الخلق في كتاب يفترض أنه صادر من الخالق نفسه إذا ماوضع تحت أضواء الإكتشافات العلمية في هذا المجال ، يتحتم على القارئ أن يكون ملماً بشكل وافي بمراحل تطور الكون من المنظور العلمي. وهذا ماسوف أستهل به الموضوع.
من المراجع العديدة المتاحة التي تتناول هذا الموضوع اخترت منها موقع NOVA على الرابط (1) أدناه لسهولة فهمه وطريقة تقديمه التفاعلي المرأي وهذا الموقع يناسب من يريد اقتناء معلومات أكثر وليس لديه خلفية كافية في الفيزياء بالإضافة إلى موقع ويكيبيديا بالرابط (2) أدناه لاحتوائه على تفاصيل أسهب وأدق. وأتمنى ألاّ يحتج أحد بأي أختلاف في التفاصيل قد يجده بين الموقعين لأنه يوجد إجماع على المعلومات العلمية المكتسبة لتطور هذه المراحل حسب Standard Cosmological Model وأي اختلاف يلاحظ بين المراجع فهو الأرجح في طريقة التقديم لافي الجوهر.
بدأ الكون بــ "الإنفجار الكبير " Big Bang ومر بعدة حقبات أولية تقاس كل فترة منها بمليارات الجزء من الثانية تحولت خلالها الطاقة إلى دُقيقات Particles وهي المكوّنات الأساسية للمادة واستمر بعدها بالإتساع والتطور ووصل إلى مراحل متقدمة امتدت فتراتها تدريجياً إلى أن أصبحت تقاس بملايين السنين كما سوف أشرحه بأيجاز لاحقاً. هذه المراحل القصيرة الأولية لاتعنينا لعدم الحاجة إلى هذه الدقة من التفاصيل لموضوعنا ولذا سوف أقتصر على شرح ثلاثة مراحل متقدمة (نسبياً) لتطور الكون وأدرجهم باختصار بدأً من الدقيقة الثالثة من بعد الإنفجار الكبير إلى مرحلة تكوين مجموعتنا الشمسية ومن ثم الأرض.
من الدقيقة الثالثة بعد الإنفجار :
قد توسع حجم الكون بسرعة مذهلة عند وصوله إلى هذه المرحلة ووصل إلى أبعاد هائلة الآن ومن هنا بدأت الدُقيقات Particles بتكوين نواة عناصر ثلاثة فقط وهي الهايدروجين Hydrogen والهيليوم Helium والليثيوم Lithium وظل الكون في حالة سديمية مقتصراً على هذه العناصر الثلاثة مع دُقيقات وإشعاعات أخرى لحوالي 500 مليون سنة مع الإستمرار في التوسع والإنخفاض في الحرارة. والملاحظة الهامة هنا والتي يجب التركيزعليها وتكرارها لأهميتها للموضوع أن العناصر الوحيدة الموجودة في الكون خلال هذه الفترة وإلى بدأ تكوين واشتعال الشموس الأولى والتي قُدّرت بدايتها مابين 500 مليون إلى مليار سنة هي هذه الثلاثة عناصر فقط.
من 500 مليون إلى مليار (بليون) سنة بعد الإنفجار :
بدأت قوة الجاذبية بتكتيل غيوم ذرات هذه العناصر الثلاثة والذي طغى عليها الهايدروجين حتى وصلت الكثافة في هذه التكلات إلى الحد الحرج الذي دفعها بسبب ضغط الجاذبية الهائل إلى الدخول في عملية الإندماج النووي Nuclear Fusion لتشتعل معها كشموس أولية وكونت هذه التجمعات الشمسية المجرات المنتشرة في الكون.
مابعد المليار إلى 9 مليار سنة :
عملية الإندماج النووي Nuclear Fusion التي تجري في الشموس والتي تجعلها ملتهبة هي التي أنتجت باقي العناصر الموجودة في الكون مثل الأكسجين والكربون والفوسفور والحديد وغيره. فعندما تستهلك الشمس وقودها من غاز الهايدروجين تتحول إلى كتلة بخصائص أخرى مختلفة مثل White Dwarf أو Black Hole وتفاصيل هذه الأجسام لاتعنينا في هذا الموضوع بقدر ماتعنينا أحد أهم هذه الظواهر وهو الإنفجار الشمسي المسمى بــ Supernova. فحين تستنفذ بعض الأنواع من الشموس الكبيرة وقودها من الهايدروجين يحدث لها إنفجار هائل ينسف قسماً من كتلتها أو كلها لتنتشر ذرات عناصرها الجديدة في الفضاء. هذه الظاهرة Supernova هي أهم موارد العناصر التي نعرفها الموجودة في الكون.
من 9 مليار سنة إلى اليوم :
تكونت شمسنا قبل 4.57 مليار سنة بعد أن تكتلت بفعل الجاذبية بقايا شظايا وذرات إحدى إنفجارات Supernova واشتعلت. وتكونت بعدها بحوالي 300 مليون سنة الكرة الأرضية مما بقى من هذه الذرات والتي كما ذكرنا سابقاً تمثل العناصر التي نعرفها.
هذه باختصار شديد المراحل الرئيسية التي مر بها تطور الكون من المنظور العلمي حتى وصل إلى ما هو عليه الآن. ولتحقيق الهدف من هذا الموضوع بشكل واضح وجلي ، أريد التركيز على أهم النقاط في الشرح أعلاه:
1- في الخمسمئة مليون سنة الأولى لم تكن هناك أي كتل أو أجسام في الكون كله غير ذرات وبروتونات ونيوترونات والألكترونات وغيرها من الدُقيقات Particles والإشعاعات.
2- لم تتكون أي شموس إلاّ من بعد مرور حوالي 500 مليون سنة.
3- شمسنا وكرتنا الأرضية لم تتكون إلاّ بعد مرور حوالي 9 مليار سنة من تطور الكون.
والآن ، عندما نتحدث عن إله يقول أنه خلق هذا الكون فنحن نتوقع من هذا الإله أن يكون على علم بهذه المراحل وكيفية تطور المادة خلالها والمدة التي استغرقتها لتصل إلى مانراه عليها الآن كونه قد صممها ووضع قوانينها ونفذّها وتابعها وتحكم بها . وعندما يقرر هذا الإله أن يرسل إلينا كتاباً يبرهن لنا فيه على أنه هو الذي خلق هذا الكون ليجعله حجة علينا ليس فقط مخاطباً خلقه بعقول ومعلومات 1400 سنة غدت إنما بعقول ومعلومات واكتشافات وقتنا الحاضر وإلى نهاية البشر. أقول ما هو الشرح الذي نتوقع من هذا الإله أن يحجنا به وتؤكده مراصدنا الفلكية ومركباتنا الفضائية ومحطماتنا الذرية ومعادلاتنا الرياضية ؟ أليكم هذا الشرح القرآني القاطع :
أختار لكم هذه الآية القرآنية كمثال واحد مما يفوض به هذا الكتاب لأني أعتبرها تحفة حقاً MASTERPIECE لما تحتويه من معلومات تأكد بشكل مطلق لايقبل أي شك بأنها ليست من عند خالق لهذا الكون ، إن وجد له خالق ؟
قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِّلسَّائِلِينَ (10) ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (12) (فصلت)
المذهل في هذه الآية - الربانية !!! - أن جميع المعلومات المتعلقة بمراحل تطور الكون والأرض والحياة فيها خطأ !!! ولامعلومة واحدة ذكرها الكاتب ، تمت بأي صلة ، ولو بمحض الصدفة ، لما نعرفه عن الكون !!! ولنتناولها آية آية :
قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ.
الخطأ الأول :
بدأ خلق الكون بخلق الأرض ونحن نعرف أن أول 500 مليون سنة من بدايته (خلقه) لم يحتوي على أي أجسام عدا ذرات ودُقيقات وإشعاعات منفصلة يتكون منها الكون كله. وجميع تلاميذ الفيزياء يعرفون أن الكرة الأرضية تتكون من عناصر ونحن نعرف أن جميع هذه العناصر ، عدا الثلاثة المذكورة سابقاً ، لم تتكون إلاّ من خلال عملية الإندماج النووي الشمسي وانفجار الــ Supernova والذي لم يتم إلاّ بعد مليار سنة من بداية الكون على أقل تقدير. أي أن "خلق" الشموس قد بدأ بمئات الملايين من السنين قبل "خلق" أي أرض ناهيك عن أرضنا هذه والذي لم يبدأ "خلقها" إلاّ بعد تسعة مليار سنة من بداية الكون وقد تكونت قبلها واندثرت مليارات الشموس والكواكب الأخرى. فكيف تتكون (تخلق) الأرض قبل أن تتكون عناصرها التي تتركب منها ؟
الخطأ الثاني :
استغرقت عملية خلق الأرض يومين من الستة أيام لخلق الكون بمخلوقاته ، ثلث عمر الكون. والحقيقة أن الأرض تشكلت خلال 20 مليون سنة فقط من 13.7 مليار سنة عمر الكون.
وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِّلسَّائِلِينَ
الخطأ الثالث :
تفسير الجلالين: " وبارك فيها" بكثرة المياه والزروع والضروع "وقدر" قسم "فيها أقواتها" للناس والبهائم ".
أكتفي بالإشارة إلى نفس الإعتراض المذكور في الخطأ الأول لهذا الجزء من الآية وألتفت إلى مدة الأربع أيام المذكورة للتنويه على أن خلق الأرض والحياة فيها وفقاَ للآية قد أستغرق ثلثي عمر الكون أي 11.5 مليار سنة والحقيقة التي كشفها العلم لنا أن عمر الأرض والحياة عليها لايتجاوز 4.5 - 4.6 مليار سنة.
ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ
الخطأ الرابع (مرتبط بالخطأ الأول) :
بعد أن ينتهي من خلق الأرض وتزويدها بالمياه والزروع والناس والبهائم "يستوي" إلى "السماء" وهي "دخان". لنحدد أولاً مالمقصود بــ "السماء" ولانحتاج إلى رأي المفسرين لتحقيق هذا الهدف لأن التفسير واضح وضمن الآية عندما يقول "وزينا السماء الدنيا بمصابيح". أين هذه المصابيح ؟ هاهي محيطة بالكرة الأرضية تتلألأ في الفضاء. وماهي هذه المصابيح ؟ شموس ومجرات وغيوم كونية. إذاً ماهي هذه السماء المزينة بالمصابيح ؟ الفضاء الخارجي بمصابيحه أي الكون نفسه بشموسه ومجراته. عدد السموات في باقي الآية لايعنينا هنا.
نفهم من هذا أنه خلق الكون بشموسه ومجراته بعد أن أتم خلق الأرض بنباتها وحيوانها وبشرها !!! في حين أننا نعرف أن الكرة الأرضية وكل ماعليها من نبات وحيوان وجماد مع جميع الكواكب في هذا الكون هي نتيجة إنفجارات الـ Supernova لبعض أنواع الشموس ووجود وانفجارات هذه الشموس لابد أن يسبق الكواكب في الوجود حتى تنتج وتطلق وتنشر العناصر اللازمة لتكوينها. فنعيد صياغة نفس السؤال الذي طرحناه في الخطأ الأول أعلاه : كيف تتكون (تخلق) الأرض قبل تكوّن الشموس اللازمة لتكوينها ؟؟؟
ملاحظات أخرى :
1- لاأريد الخوض في حوار لغوي بخصوص استخدام الحقبة الزمنية "أيام" في الآية بدلاً عن "سنوات" أو "أعوام" مثلاً لإعطاء صورة أقرب إلى الحقيقة لمدة تكوين الشمس والأرض والحياة والأجسام الفلكية الأخرى لأن هذا النوع من الحوار يسهل على المؤمن تبريره والإلتفاف حوله بتطويع اللغة ولهذا ركزت على المعلومات المعرفية فقط. ويكفي أن أذكر أن القرآن قد فرق بين اليوم والشهر والسنة (عام) :
أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىَ يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ (259) البقرة
وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ (234) البقرة
فعندما يقول أنه خلق الأرض والحياة في أربعة أيام والسماء (الكون) في يومين فمن الواضح أن هذا بالضبط مايقصده.
2- كما لاأريد الخوض في نقاش عدد أيام الخلق في هذه الآية ومجموعها : يومين لخلق الأرض وأربعة أيام لتقدير أقواتها ويومين لقضاء السماء يجعل المجموع ثمانية أيام وليس ستة. إلاّ أن هذا الثقب لم يتم ترقيعه فحسب من قبل جهابذ المفسرين بل حددت أيامه من الأسبوع أيضاً مما يؤكد أن المقصود بالأيام هوكما في المفهوم الدارج :
القرطبي : "أَيْ أَكْمَلَهُنَّ وَفَرَغَ مِنْهُنَّ . وَقِيلَ . أَحْكَمَهُنَّ كَمَا قَالَ : وَعَلَيْهِمَا مَسْرُودَتَانِ قَضَاهُمَا دَاوُدُ أَوْ صَنَع السَّوَابِغ تُبَّع " فِي يَوْمَيْنِ " سِوَى الْأَرْبَعَة الْأَيَّام الَّتِي خَلَقَ فِيهَا الْأَرْض , فَوَقَعَ خَلْق السَّمَوَات وَالْأَرْض فِي سِتَّة أَيَّام ; كَمَا قَالَ تَعَالَى : " خَلَقَ السَّمَاوَات وَالْأَرْض فِي سِتَّة أَيَّام " [ الْأَعْرَاف : 54 ] عَلَى مَا تَقَدَّمَ فِي " الْأَعْرَاف " بَيَانه . قَالَ مُجَاهِد : وَيَوْم مِنْ السِّتَّة الْأَيَّام كَأَلْفِ سَنَة مِمَّا تَعُدُّونَ . وَعَنْ عَبْد اللَّه بْن سَلَام قَالَ : خَلَقَ اللَّه الْأَرْض فِي يَوْمَيْنِ , وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتهَا فِي يَوْمَيْنِ , وَخَلَقَ السَّمَوَات فِي يَوْمَيْنِ ; خَلَقَ الْأَرْض فِي يَوْم الْأَحَد وَالِاثْنَيْنِ , وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتهَا يَوْم الثُّلَاثَاء وَيَوْم الْأَرْبِعَاء , وَخَلَقَ السَّمَوَات فِي يَوْم الْخَمِيس وَيَوْم الْجُمْعَة , وَأَخَّرَ سَاعَة فِي يَوْم الْجُمْعَة خَلَقَ اللَّه آدَم فِي عَجَل" لايغيب على القارئ حركة إستعجال الله الخرقاء في خلق آدم يادوب في آخر ساعة. أظن حتى لايتجاوز بند الستة أيام في عقد مقاولات بناء الكون.
خلاصة القول أن الوصف القرآني/التوراتي لمراحل تطور الكون (السماء) والأرض والحياة هو بكل بساطة مبني على جهل واضح للقوانين الطبيعية التي أوصلت الكون إلى مرحلته الحالية ولايمكن أن ينسب هذا الوصف إلى قوة واعية خارقة سمها ماتشاء قامت فعلاً بخلقه وتطويره بناءً على تلك القوانين ومروراً بالمراحل التي كشفها العلم لنا. إن كان هناك خالق لهذا الكون وأراد هذا الخالق أن يتواصل معنا بالمنهج اللغوي ليقنعنا بأنه هو الذي قام بخلق وتطوير الكون فالإنسان المتسائل المتمحص لايملك إلاّ أن يتسائل عن أسباب غموض وضبابية ومطاطية هذه النصوص الربانية التي تتطلب من نفس هؤلاء البشر أن يؤلوا كلام الإله الكامل بالقدرة البشرية الناقصة. والإنسان المتسائل المتمحص الواعي والمثقف يتوقع من هذا الإله معلومات أدق وأصدق وأسلوب خطابي أوضح وأجلى لايعتريه الإبهام والغموض لإقناعه. إلاّ إذا كان هذا الإله يستهدف من لم ينل حظاً وافياً من الذكاء والعلم والقدرة على التسائل والتمحيص ولكن إستعداداً أكبر لقبول مايملى عليه ، فهذا له موضوع آخر.
للإطلاع:
حخ
(1) NOVA
(2) Wikipedia
* * * * * * * * * *
من كتب القرآن؟ هل أنزل الله القرآن على محمد؟ هل القرآن من تأليف محمد؟ هل القرآن بشري؟ هل القرآن رباني؟ هل القرآن كتبه جن؟ هل القرآن من صنع الإنسان؟ هل القرآن أنزل من السماء؟ هل القرآن كلام الله أم كلام محمد؟ هل المعلومات الموجودة في القرآن صحيحة؟ هل يوجد تعارض بين القرآن والعلم؟ هل يوجد تناقض بين القرآن والعلم؟ هل توجد أخطاء في القرآن؟ هل القرآن موحى من الله؟ هل القرآن يتعارض مع العلم؟ ماهي دلائل ربوبية القرآن؟ ماهي أدلة ربوبية القرآن؟ ماهي الأخطاء الموجودة في القرآن؟ ماهي أخطاء القرآن؟ من كتب القرآن؟ هل ورقة بن نوفل كتب القرآن؟ كيف نثبت أن القرآن من الله؟ كيف نثبت أن القرآن كلام الله؟ لماذا توجد أخطاء في القرآن؟ أين الأخطاء الموجودة في القرآن؟ ماهي الأخطاء الموجودة في القرآن؟ لايوجد إعجاز في القرآن. القرآن كتاب عادي. القرآن ليس كلام الله. القرآن كتاب بشري. القرآن من كلام محمد. القرآن من تأليف محمد. القرآن ممتلأ بالأخطاء العلمية. القرآن كلام البشر.