::
تخيلوا معي هذا السيناريو:
تركب السيارة وتذهب إلى فرع من شركة متخصصة لاتبعد كثيراً عن منزلك. تصل إلى الشركة وتعلن حضورك للسكرتيرة الأنيقة الجالسة خلف الطاولة، فتعطيك إستمارة لتعبئتها ببعض البيانات عن نفسك وتوقيعها وإرجاعها إليها مع كرت الفيزا للدفع. وتطلب منك بعد ذلك الجلوس لإنتظار دورك.
بعد بضعة دقائق، تأتيك السكرتيرة وتأخذك إلى غرفة فيها موظف تُعرفك عليه ويطلب بدوره منك الجلوس ليأخذ منك عينة من أحماضك النووية DNA، فيُدخل عود على طرفه قطنة إلى فمك ويمسح جدار خدك من الداخل ثم يضع العينة في قنينة ويسجل عليها بياناتك. ثم ياتي بعد ذلك بخوذة للرأس موصلة بأسلاك إلى كمبيوتر ويُلبسك إياها ويطلب منك الإرتخاء على الكرسي لفترة من الوقت. وبعد نصف ساعة، يرفع الخوذة من على رأسك معلناً إنتهاء الجلسة. فتشكره وتخرج بعدها من المكتب وتركب سيارتك وتكمل باقي أشغالك.
سوف يأتي يوماً في المستقبل، وربما يكون أقرب جداً مما كنا نتصور، لن تُكلّف فيه بالقيام بأكثر من هذه الخطوات الروتينية العادية العابرة، مع الدفع بالطبع، لتحصل على حياة الخلد، الأرضي وليس السماوي .. يجب أن أذكر. فعندما يحين ذلك اليوم، سوف يمنحك إياها موظف أرضي يعمل في إدارة، وليس كينونة سماوية تتفلسف عليك، تغريك مرة وتهددك عشرين مرة، بل إنسان عادي مثله مثلك يعاملك بكل تقدير واحترام، وقد تكون أنت أرفع منه منزلة: إجتماعياً ومالياً وثقافياً ...
وهو لن يتدلع عليك ويطلب منك أنك تغدقه بالمديح ليل نهار
ولن يطلب منك أن "تطمبز" (ترفع مؤخرتك) له خمس مرات كل يوم
أو أن تجوّع نفسك بالنهار وتتخم نفسك بالليل علشان يضحك على سذاجتك
أو أنك تقتطع من عرق جبينك وتعطيها حفنة من المجانين ليبنوا فيها قاعات تطمبز جماعي
هذه الرغبة الغريزية والركيزة الرئيسية المزروعة في جميع الكائنات الحية للتشبث بالحياة والبقاء فيها إلى الأبد، قد أخرجها الإنسان من دنيا الخيال وجسّدها الآن في عالم الواقع. وقد بدأ تحقيقها قبل أربع سنوات بأهم خطوة أنجزها العلم على درب الخلود عندما نجح في استنساخ النعجة دولي، ليأتي اليوم كريغ فنتر ويضيف أميالاً إلى تلك الخطوة بتحقيق ماكان حكراً على الآلهة فقط .. وهو الخلق من الجماد.
كنت قد كتبت سابقاً موضوع عن مشاريع كريغ فنتر وغيره لتصنيع، أو خلق، كائنات حية في المختبر، تحمل مواصفات معينة لتقوم بواجبات يحددها له خالقها كإنتاج الوقود أو اللقاحات الطبية مثلاً أو لتنضيف البيئة من التلوث أو أي عمل آخر يقتضي تصميم بنيتها الجينية أدائه. والآن قد أعلن فريق كريغ فنتر أنهم نجحوا في إختراق أحد أصعب المراحل في هذا السعي بتكوين أول خلية حية تعمل بواسطة الأحماض النووية الصناعية.
لن أتطرق إلى التفاصيل المخبرية في هذا البوست لأني أعتقد أنني قد شرحتها بشكل مقتضب ولكن وافي في بوست سابق تجدونه هـنـا ، ولكني سوف أصب إهتمامي على مايتجه إليه المستقبل المذهل حقاً في هذا المجال وتأثيره البالغ على حياة الإنسان.
إنجاز كريغ فنتر يعني أننا سوف نتمكن كبشر، بالإضافة إلى القدرة على الخلق، أن نُحيي الموتى أيضاً، وكل ماسوف نحتاجه لتحقيق هذه الخاصية الربانية هو الحصول على الأحماض النووية للكائن الذي نريد إحيائه، وهذا يشمل الإنسان. إذ أن قدرتنا على فك الشفرة النووية والتي تُمثل جميع مواصفات المخلوق في بنيته، فتحت مجالات كثيرة هامة أحدها هو إمكانية إعادة بناء سلسلة الأحماض النووية (الجينوم) في المختبر لأي كائن باستخدام مواد صناعية، فلن تعد هناك حاجة إلى استخدام الخلايا الأصلية الحية كما هو الحال في عملية الإستنساخ. فمتى ماتم تركيب هذه الأحماض بالشكل الصحيح، فعملية إحياء أي كائن سوف تكون روتينية وتأخذ نفس الخطوات التي أدت إلى إنتاج النعجة دولي.
والعائق الوحيد حالياً هو حدود التكنولوجيا في القدرة على إعادة تركيب الجينات للكائنات المعقدة مثل الثدييات. ولكن هذه المشكلة هي مشكلة تكنولوجية يتكفل في حلها الوقت. وهناك لائحة طويلة بالكائنات التي نعتزم على إحيائها: منها فيل الماموث وطائر الدودو والذئب التزماني وغيرها من الحيوانات المنقرضة حتى الداينوصور إذا استطعنا الحصول على جيناته. والأمل الأكبر الذي نرجو أن يتحقق هو إحياء أحد الفروع البشرية المنقرضة والمرشح الأول هو النياندرتال. ولكن للأسف أننا لانملك إلاّ 60% من شفرته الجينية وهذا لن يكفي في إحيائه بشكله الأصلي إلاّ إذا حصلنا على عينة أخرى متكاملة له، أو أننا بطريقة ما إستطعنا أن نستنتج تكوينة القسم المفقود من جيناته فنقوم "بترقيعها".
وماذا عن باقي البشر؟
بعد النجاح الساحق الذي حققه العلم في فك الشفرة الجينية البشرية، أصبح الآن من الممكن لأي شخص أن يرسل عينة من أحماضه النووية ليحصل على نسخة ديجيتل من جينومه ترسل له بالبريد أو بالإيميل ليتصرف بها كما يشاء. ومتى ما وصلت العلوم التكنولجية إلى مستوى يمكنها من إعادة تركيب الجينوم الكامل للإنسان فكل مايتطلب لإعادة بنائه هو هذه الخطوات:
تستخدم نسخة ديجيتيل من جينومه لتبرمج بها أجهزة مختصة قادرة على إعادة تركيب سلسلة الأحماض النووية للشخص المعني بالشكل المطلوب، يحقن بعدها هذا الجينوم الصناعي في أي بويضة بشرية، وتزرع في بطن أي أمرأة متطوعة ليتكون منها جنين بطريقة الحمل الطبيعي ويولد منها نفس الإنسان من جديد. وكما سبق أن قلت، لايهم لو كان قد مات منذ مدة طويلة وتحلل جسمه واندثر، فطالما كان جينومه موجود، وحتى لو كان مطبوع على ورق، فموته واندثاره لن يعتبر مشكلة إذ يمكن إحيائه بنفس المنهج.
لن يكون هذا الإنسان الجديد هو نفس الشخص المنسوخ وإن كان متطابقاً في التكوين الجسدي، بل سيكون أقرب منه إلى التوأم، لأن الفرد ليس مجرد لحم وعظم ودم ولكنه وعي منفصل ومستقل وفريد، يتميز عن غيره بشخصيته المختلفة وأفكاره وذكرياته وتجاربه ومهاراته واستعداداته وكل مايحتويه عقله من وعي. فكيف يُستنسخ الشخص أو يحيا بعد مماته ويكون نفس الأصل إذا لم يتواجد فيه وعيه الأصلي ليكون نفس الإنفسان جسماً وعقلاً؟
سؤال مشروع وفي الصميم، ولكن يرى بعض العلماء أن له حل من الممكن تحقيقه خلال الأربعين سنة القادمة.
يقول أيان بيرسون في مقابلة شاهدتها له على أحدى القنوات التلفزيونية، وكررها في مقابلة صحفية مع جريدة الغارديان البريطانية أنه على ثقة بقدوم اليوم الذي سوف تصل فيه التكنولجيا إلى مستوى بحيث يكون الكمبيوتر على طاقة من الأداء تمكنه من اقتناء وعي كالوعي البشري نتمكن من خلاله في توصيل الدماغ به ونسخ مايحتويه عقل الإنسان من جميع مكونات الوعي التي تميز شخص عن آخر ووضعها على قرص سي دي.
الحقيقة أنني لاأعرف مدى إمكانية تحقيق هذا الهدف خلال الأربعين سنة القادمة، ولكنني لاأستبعد إطلاقاً في أنه سوف يأتي يوماً ما. فإذا كان من الممكن أن يخزن الوعي بمكوناته على جهاز كمبيوتر، فمن الممكن أيضاً نقل هذا الوعي إلى الإنسان الجديد حين يولد لترجع إليه شخصيته، فيرجع الإنسان إلى الحياة جسداً ووعياً، ويتحقق السيناريو الذي بدأت فيه هذا الموضوع.
يوماً ما، لن يكون هناك خوفاً من المرض أو الحادثة أو الشيخوخة أو الموت. لأن التقدم العلمي سوف يكفل للبشرية حياة أزلية متجددة من الممكن أن تستمر باستمرار الكون. فحين يأتي ذلك اليوم، ونحن نكاد نراه الآن قادماً يهرع، نكون قد ارتقينا إلى مستوى الإله وسلبنا منه أعز وظائفه.
* * * * * * * * * *
من هو كريغ فنتر؟ هل كريغ فنتر عالم؟ ماهو تخصص كريغ فنتر؟ ماهي شهادات كريغ فنتر؟ ماهي مؤهلاى كريغ فنتر؟ ماهي جنسية كريغ فنتر؟ أين يعمل كريغ فنتر؟ مااسم شركة كريغ فنتر؟ هل كريغ فنتر استاذ جامعي؟ هل خلق كريغ فنتر كائن حي؟ هل أحيا كريغ فنتر ميت؟ هل يستطيع كريغ فنتر إحياء الموتى؟ ماذا حقق كريغ فنتر؟ ماذا أنتج كريغ فنتر؟ هل يستطيع كريغ فنتر خلق كائنات حية؟ هل يستطيع كريغ فنتر خلق كائن حي؟ هل يستطيع كريغ فنتر خلق إنسان؟ متى سيتمكن كريغ فنتر من خلق كائنات حية؟ هل ماهو خطة كريج فنتر؟ ماهي الصعوبات التي يواجهها كريج فنتر في ابحاثه؟ ماهي المشاكل التي تواجه كريج فنتر في أبحاثه؟ ماهي الخطوات التي يتبعها كريج فنتر في إحياء الخلايا؟ هل يستخدم كريج فنتر خلايا البكتيريا في أبحاثه؟ ماهو نوع الخلايا التي يستخدمها كريج فنتر في أبحاثه؟ ماهو مدى نجاح أبحاث كريج فنتر؟ هل فشل كريج فنتر في أبحاثه؟ هل فشل كريج فنتر في إحياء الخلية؟ هل نجح كريج فنتر في احياء الخلية؟ ماهو نوع الخلية التي نجح كريج فنتر في إحيائها؟ ماهو مستقبل أبحاث كريج فنتر؟