في الفيديو كليب أدناه مقتطف لخطبة ألقاها الداعية المصري الشيخ مازن السرساوي على قناة الحكمة في سبتمبر العام الماضي، وهي أحد أسوء الخطب الدينية المحرضة على العنف التي شاهدتها شخصياً تبث على التلفزيون (ولاشك أن هناك الكثير غيرها). وهذا المقتطف القصير منها يبين بصورة جلية ومخيفة حدة النزعات العدائية الإرهابية، ودرجة التعطش الدموي التي يتطبع بها الكثير من الإسلاميون، إنعكاساً لاشك لدموية التراث الإسلامي نفسه.
في بداية الفيديو، يذكر السرساوي رواية عن الخليفة العباسي المهدي عندما قال في حكم قتل المرتد: "والله لو إن لم يبقى من حياتي إلاّ نطق كلمة واحدة لقلت أقتله .... إقتلوه وقطعوا أعضائه عضواً عضواً"، ويقدم تلك الرواية كمثل يحرض الحاضرين والمشاهدين على الإقتداء به!!!
تمعنوا في هذا المقطع، وراقبوا جيداً درجة حماس واندفاع هذا الخطيب المتدين في تمجيد وتعظيم العنف والإرهاب المتمثل في موقف الخليفة المهدي الوحشي من قتل المرتد. وتقديم ذلك الموقف العنيف للمشاهدين كقدوة يجب الإحتذاء بها في التعامل مع كل من يجرأ على الإختلاف معه في عقيدته التي ينتمي هو إليها. لاحظوا بأن السرساوي لايكتفي بِحَثْ المشاهد على مجرد قتل المخالف، بل يحرضه على أبشع صور العنف: ذبحة ثم تقطيعه.
لايمكن وصف مثل هذه الخطبة كمجرد تحريض محدد لارتكاب جريمة محددة لسبب محدد كالإرتداد، بل هي قوام صغير لأجندة لها أبعاد أعمق من ذلك. هي محاولة لتشجيع العامة من الجماهير على انتهاج منظومة فكرية، هي عنيفة بطبيعتها، إنما حثهم على تبني أعنف أشكالها تجانساً مع عقيدة الداعية. هي محاولة للحجر على الرأي الحر لخنق المعارضة وإسكاتها. هي محاولة لمسخ الهوية الفردية المقوّضة للهوية الموحدة التي تتطلبها قطعنة الشعوب. فيقدمها السرساوي للجمهور على أنها واجب رباني إحتذى به "السلف الصالح" وطبقوه، وبالتالي فهي واجب على مسلموا اليوم أن يتّبعوه ويطبقوه. ولكنها في حقيقتها لاتغدوا عن كونها نداء خليع سافر لارتكاب الجرائم ضد الإنسانية باسم السماء لهدف إحكام السيطرة على البشر والتمكن من توجيههم آلياً لتحقيق أجندتهم.
ويأتينا المراوغون والمتنصلون والسذج في محاولة لإقناعنا بأن الدين الإسلامي دين مسالم!!! كيف يكون ديم مسالم ونصوصه وأحاديثه وسيره مكتظة بمثل هذه النماذج؟
تمعنوا في هذا المقطع، وراقبوا جيداً درجة حماس واندفاع هذا الخطيب المتدين في تمجيد وتعظيم العنف والإرهاب المتمثل في موقف الخليفة المهدي الوحشي من قتل المرتد. وتقديم ذلك الموقف العنيف للمشاهدين كقدوة يجب الإحتذاء بها في التعامل مع كل من يجرأ على الإختلاف معه في عقيدته التي ينتمي هو إليها. لاحظوا بأن السرساوي لايكتفي بِحَثْ المشاهد على مجرد قتل المخالف، بل يحرضه على أبشع صور العنف: ذبحة ثم تقطيعه.
لايمكن وصف مثل هذه الخطبة كمجرد تحريض محدد لارتكاب جريمة محددة لسبب محدد كالإرتداد، بل هي قوام صغير لأجندة لها أبعاد أعمق من ذلك. هي محاولة لتشجيع العامة من الجماهير على انتهاج منظومة فكرية، هي عنيفة بطبيعتها، إنما حثهم على تبني أعنف أشكالها تجانساً مع عقيدة الداعية. هي محاولة للحجر على الرأي الحر لخنق المعارضة وإسكاتها. هي محاولة لمسخ الهوية الفردية المقوّضة للهوية الموحدة التي تتطلبها قطعنة الشعوب. فيقدمها السرساوي للجمهور على أنها واجب رباني إحتذى به "السلف الصالح" وطبقوه، وبالتالي فهي واجب على مسلموا اليوم أن يتّبعوه ويطبقوه. ولكنها في حقيقتها لاتغدوا عن كونها نداء خليع سافر لارتكاب الجرائم ضد الإنسانية باسم السماء لهدف إحكام السيطرة على البشر والتمكن من توجيههم آلياً لتحقيق أجندتهم.
ويأتينا المراوغون والمتنصلون والسذج في محاولة لإقناعنا بأن الدين الإسلامي دين مسالم!!! كيف يكون ديم مسالم ونصوصه وأحاديثه وسيره مكتظة بمثل هذه النماذج؟
حتماً لست ممن ينادي بالحجر على الحريات، وبالخصوص حرية التعبير عن الرأي. ولكن هناك فرق شاسع بين حرية التعبير التي لاتنطوي على أي تحريض للعنف بأي أشكاله، والتحريض السافر على القتل، وبهذه الكيفية السايكوباثية البشعة. ولو ألقيت هذه الخطبة على منصة عامة في أي دولة متحضرة لسيق الخطيب إلى المحكمة ... والسجن.
فلماذا لايسجن السرساوي لتحريضه على القتل؟
أولاً لأن هذه الخطبة ألقيت في مصر، ولايمكن وصف مصر أو أي دولة أخرى بأنها متحضرة طالما كانت ترزح تحت سلطة دينية، وإسلامية بالذات، بصرف النظر عن أي تقدم علمي أو تكنلوجي حققته تلك الدولة، لأن السلطة الدينية (وأقصد أي من الديانات التوحيدية القديمة) هي تعريفياً سلطة سلفية (بمعنى الماضية وليست السلفية الطائفية) تستمد قيمها وأعرافها من تراث جامد لحقبات ماضية وليس من المبادئ المتطورة التي تتميز بها المجتمعات الحاضرة.
وثانياً، لايمكن سجنه أو حتى منعه من إلقاء خطبه، لأن تحريضه على العنف لم يختلقه عقله السايكوباثي المريض (ولا أستبعد أن مازن السرساوي بالذات يعاني من نزعات سايكوباثية يكشفها أسلوبه الهجومي العنيف على كل من يخالفه عقيدته)، بل إستمده من نصوص قرآنه وأمهات كتب عقيدته. فكيف يمكن محاكمته على نشر سموم هي من مقومات العقيدة؟
فطالما ظلت النصوص والأحاديث مسبوغة بطابع القدسية، فسوف تظل متاحة كمصدر ضبابي مفتوح، يستمد منه كل سايكوباثي مريض، شرعية ربوبية، سواءً بإجماع علمائه أو بتأويله الفردي، ليروي تعطشه الدموي بارتكاب أبشع الجرائم في حق الإنسانية ...
ولن تعالج مشاكل العنف والإرهاب في المجتمعات الإسلامية إلاّ بنزع القدسية عن التراث الديني، ولن يتحقق ذلك الهدف إلاّ بكشف بشريته.
::
::
::
::
* * * * * * * * * *