::
(تنبيه: موضوع هذا البوست قد لايستسيغه بعض القراء والقارئات الكرام لما يتضمنه من أحداث تخرق الأعراف المألوفة)
يقف فِل أمام باب البيت البَنغلو الصغير محدقاً بزجاج نافذة الباب المعتمة وهو يحاول تهدئة إضطرابه بتعديل قميصه وترتيب شعره، ويسحب بعدها شهقة طويلة في محاولة أخيرة لاستجماع جأشه قبل أن يمد يده المرتعشة للظغط على زر الجرس.
يضغط على الزر وينتظر ... تمر لحظات قصيرة من السكون يتصاعد خلالها ترقبه وارتباكه ويشتد مع اقتراب صوت خطوات من الداخل يعقبه صوتاً أنثوياً خافتاً ينادي من خلف الباب: من هناك؟
فيجيب فِل بنبرة مهزوزة: أنا .... فِل
ينفتح الباب، وتظهر من خلفه بيرل وعلى وجهها ابتسامة عريضة تنساب منها بقايا آهات حنين مكبوت تُبدد رقته ارتباك فِل، فترفع بيرل يديها لتحتظنه ودموع الفرح تنزف من عينيها.
ينظر الإثنان في عيني بعضهما بشوق متأجج لوهلة ثم يلتحما في عناقٍ طويل صامت تقطعه بيرل بسحب فِل من يده لتدخله إليها وتغلق الباب من خلفه.
فِل لم ير بيرل قط منذ ولادته قبل 26 عاماً، وبيرل لم تكن تعرف حتى بوجوده إلاّ قبل فترة قصيرة عندما استلمت رسالة منه يعرّفها بنفسه فيها ويطلب منها السماح له بزيارتها.
يقضي الإثنان أوقاتاً جميلة وممتعة بصحبة بعضهما خلال الأيام التالية، يذهبان فيها معاً للأكل في المطاعم والتسوق والتنزه، ويظل فِل ضيفاً عند بيرل في بيتها تعتني به وتداريه وتوفر له أساليب الراحة كضيف فريد مختلف له مكانة عزيزة في قلبها لم يحتلها إنسان آخر قبله.
تمر الأيام وتزداد الألفة بينهما، ويحتدم شعور بيرل الغرامي لفِل والذي تأجج لديها منذ أول تشابك للنظرات بينهما في لقائهما الأول حين فتحت له الباب حتى تصل رغبتها فيه إلى ذروتها في إحدى الليالي بعد مرور أسبوع فقط من إقامته عندها.
يسمع فِل نداء بيرل له قادماً من غرفة نومها تلك الليلة، فيذهب إليها تلبية لندائها ويدخل عليها في غرفتها ليراها جالسة على فراشها. تشير بيرل له للجلوس بجانبها، وعندما يستجيب لطلبها، تميل نحوه باستحياء وتردد لتقبله، غير واثقة ماسوف تكون ردة فعله، ولكنها تتفاجأ بتجاوبه معها، فيبادلها فِل القبلة ويحتد العناق والتقبيل بينهما ويستعر إلى شهوانية مضطرمة تنتهي بهما عراة تحت اللحاف.
تتطور العلاقة بين فِل وبيرل سريعاً إلى حب جامح ومعاشرة زوجية كاملة تؤدي بهما إلى الزواج.
قصة غرامية لايمكن وصفها للوهلة الأولى سوى أنها عادية مع إختلاف بسيط ...
همممم ... مهلاً ... وصف غير دقيق ... في الواقع القصة ليست عادية والإختلاف ليس بسيط إطلاقاً حين نعرف أن بيرل هي جدة فِل لأمه، وتكبره بستة وأربعين عاماً .... كأني أشعر بأن أحد القراء لم يستوعب العلاقة العائلية بين العشيقين فسوف أكررها بالأحمر:
بيرل هي الجدة الحقيقية البايولوجية لحفيدها فِل
سردي لهذه القصة الرومانسية الغير تقليدية، مستوحى من التفاصيل المنشورة لقصة حقيقية حصلت في إنديانا بأمريكا سنة 2006 كما صرح بها فِل وجدته لصحيفة نيوزيلندية واجتاحت فضاء الإنترنت فور ظهورها محدثة موجة من "اللوعة" والغثيان هناك تفاقمت إلى نفور من الطعام بعدما انتقلت خلال شهر أبريل الماضي إلى عالم الصحافة الورقية.
وأود الآن أن أتطرق إلى سؤال لايمكن وصفه إلاّ بالضحالة والجهل بالطبيعة الأخلاقية للبشر يُطرح دوماً من قبل المؤمن على الملحد وينبع من منطلق خاطئ يفترض أن ضوابط السلوكيات الأخلاقية في المجتمعات البشرية لاتتكوّن عند الإنسان إلاّ بواسطة أوامر ربانية مصاحبة بتهديدات جزائية ترتعد فرائص مغاوير الجن الأزرق من سعيرها وهم مخلوقون منه. ومضمون هذا المزعم أنه في غياب الإرشادات السماوية للسلوكيات البشرية والتهديد بأعنف أنواع العقاب، تسقط الأخلاق وتتفشى الرذيلة والفساد فتنتج مثل تلك الأحداث التي تُمثل القصة أعلاه نموذجاً منها. ولكن هذا الإفتراض كما سوف نرى تناقضه البحوث والمشاهدة. والسؤال الذي يُطرح دائماً للملحد هو:
إذا كان الملحد لايعترف بالله ولايهتم بتحريماته، فما الذي يمنعه من ممارسة الجنس مع أخته أو أمه؟
سوف أجيب على السؤال بإضافة بعض التفاصيل لقصة فِل وبيرل:
الجدة بيرل والتي أغوت حفيدها فِل ونادته إلى غرفتها ليست ملحدة بل نشأت في محيط مسيحي كاثوليكي متدين متزمت يحرم ممارسة الجنس بين المحارم تماماً كما يحرمه الإسلام، ولكن هذه التربية الدينية الصارمة لم تمنعها من إغواء حفيدها - حفيدها تصوروا - وهي عجوز في سن السبيعنيات من عمرها وارتكاب أحد أشد الآثام هولاً والإستمرار فيه بدون ارتياب أو غضاضة. ولم يقتصر سلوكها اللاإلحادي الورع هذا على إغواء أحد محارمها فحسب بل كانت لها سوابق لاأخلاقية أخرى (من المنظور الديني) عندما كانت في سن الثامنة عشر، فقد أنجبت في ذلك الوقت بنتاً من علاقة غير شرعية خارج الزواج إضطرت معها بعد ضغوط شديدة من أهلها المتيدينين لأن تمنح طفلتها للتبني، وبنتها تلك المتروكة في دور الرعاية هي أم حفيدها وعشيقها وزوجها فِل.
أي أن التعاليم المسيحية الكاثوليكية اللاإلحادية المتزمتة التي رضعت الجدة من لبنها وترعرت في أحضانها وشكّلت تربيتها في صغرها فشلت في ردعها في أرذل عمرها من الإنحدار في هذه السلسلة من السلوكيات الآثمة:
1- إقامة علاقة جنسية غير شرعية محرمة
2- إنجاب طفلة من تلك العقلاقة الغير شرعية
3- إغواء حفيدها في علاقة جنسية
4- الزواج من حفيدها والإستمرار في إثمها
أعرف أن هناك مؤمن سوف يثب متحدياً ويصرخ ملوحاً بسبابته في وجهي أن هذه القصة هي الإستثناء وليست القاعدة، وسوف يصر على أن المتدينين هم الأسمى أخلاقياً لأنهم يتبعون مانهاهم الله عنه خوفاُ ورهبة من بطشه إن لم يكن إمتثالاً إختيارياً منهم لأوامره. وأقول لهذا المؤمن المخدوع:
حجتك تناقضها الأدلة وهذا أحدها أقتبسه مثالاً لهذا البوست وهناك الكثير غيره:
في إحصاء لنسبة المتدينين (أي كل من ينسب نفسه إلى ديانة ما) من السكان في المملكة المتحدة لعام 2001 ، بلغت نسبة من ينتمون إلى دين في تلك السنة 71.8% . وفي إحصاء آخر جرى على السجناء بين عامي 1999 و 2000 ، أي خلال تلك الحقبة، وجد أن نسبة المتدينين السجناء في تلك الدولة قد ترواح بين 68.1% و 71.3% ، أي لم يكن هناك فرق يذكر بين نسبة المواطنين المتدينين خارج السجن وبين المجرمين المتدينين داخله مما يدل على أن تعاليم وإرشادات الإله الأخلاقية والخوف والرهبة منه لم تغير أخلاقيات البشر في المملكة المتحدة على الأقل وفقاً لتلك الإحصائيات، ولو كان هناك تأثير ديني على تحسين السلوك لظهرت علاقة طردية بين الإجرام والتدين في هذه الأرقام. بمعنى أن نسبة التدين بين السجناء يجب أن تقل حين تكثر نسبة التدين بين المواطنين خارجه. أليس الدين رادع؟ فلماذا نسبة المساجين بالداخل نفس نسبة المواطنين بالخارج؟
ولكن المثير في إحصائية السجناء لتلك السنة هو أن نسبة الملحدين في السجن لم تتعدى الواحد بالمئة من عددهم الإجمالي، في حين أن نسبتهم خارج السجن بلغت 15%. أي أن تلك الإحصائيات تشير إلى أن الإلحاد يُحسّن الأخلاقيات ولا يُفسدها، بعكس ما يدعيه المؤمنون. وقد يكون السبب في هذا الإنخفاض الساحق لنسبة السجناء الملحدين في تلك الإحصائية (وأحصائيات أخرى صادفتها في السابق) هو أن أخلاقيات الملحد التي تُوجه سلوكياته في غياب الوازع الديني تنبع من ضمير داخلي طَلِق وإحساس أعمق بالروابط الإنسانية التي نمت بحرية وبدون تأثيرات التفرقة العنصرية والمذهبية والطائفية التي تزرعها الأديان في نفوس معتنيقيها، بينما سلوكيات المتدين تغلب عليها عوامل خارجية وهي الإمتثال القسري للتعاليم الدينية تحت التهديد والخوف من العواقب. ومن الواضح حسب هذه الدراسات أن وازع الضمير الحر أشد فعالية في ضبط السلوكيات الأخلاقية وتوجيهها في مسارها الصحيح من الوازع الديني.
فِل وجدته
من هو الرجل الذي تزوج جدته؟ من هو الرجل الذي عاشر جدته؟ هل يوجد رجل تزوج جدته؟ من هو الرجل الذي تزوج أخته؟ هل يوجد رجل تزوج أخته؟ هل يوجد رجل عاشر أخته؟ هل يوجد رجل نكح جدته؟ هل يوجد رجل نكح أخته؟ ماحكم نكاح المحارم؟ ماهو عقاب نكاح المحارم؟
::