::
مرحبا بكم. هذه رسالة استلمتها منذ فترة طويلة خلال فترة انقطاعي، يعبر فيها كاتبها عن أسباب تركه للدين أنشرها هنا ضمن سلسلة لماذا تركت الدين، والتي ستجدون روابطها في أسفل الهامش على يمين الصفحة. مع وافر شكري للكاتب الكريم ل.ج.ك.
كنت مسلما عقلانيا أنتقد الملاحدة واستغرب من إلحادهم، وكنت أظن أنني أعرفهم وأنني تحاورت معهم. وكنت أخدع نفسي بتحليلات منقولة في غاية البؤس وبتعالي اشتهر به المؤمنين كتعويض عن النقص، كالقول أن سبب إلحادهم نفسي. نفسي؟ أها نفسي؟
يعني أنا كنت مؤمنا لسبب موضوعي علمي مثلاً؟ وطبعاً دخلت الإسلام بعد أن قابلت الله وتشاورت مع محمد واتفقنا على العهد، لذلك كنت متأكداً جداً. بل لأن القرآن كان معجزة، فهو كتاب لم يكتب مثله أحد. طبعاً لم أكن أعلم ماذا يعني ذلك، ولم أكن قد سمعت بسجع الكهان، ولم أتمكن من مقارنة شيئان، كان أمامي طوال الوقت، أبيات المتنبي التي تفوق القرآن بلاغة وإعجازاً كما يسمونه، ولم أشاهد بأن القرآن لم يذكر شيئ واحد لم يكن موجوداً في عصره، بل كان القرآن فقيراً جداً في المعارف والمعلومات التي تملكها الحضارات الأخرى في ذلك العصر وقبل ذلك الوقت ككتب أرسطو وأفلاطون وغيرهما.
الشاهد في القول أن مرحلة المسلم العقلاني التي عشتها كانت السبب الرئيسي في اكتشاف الحقيقة. فعند كتابة آراء ومقالات عقلانية بهدف الإنتصار للإسلام، كان النقد الفاجع هو نقد المسلمين، لأني كنت أستخدم العقل لا النص، فكيف أجرأ في نظرهم باستخدام العقل دون الرجوع للسلف لأكون غباراً لأحذيتهم كما يريدون؟ كيف أجرأ في إعادة النظر والتفكير ولدينا التافه ابن تيمية والسفيه ابن باز؟
وعندما كنت أبحث عما يبرر حقوق الإنسان مثلاً في الإسلام، لم أكن لأجد ماهو مقنع. أردت ذات مرة كتابة مقال عن سبب عدم تحريم الإسلام للرق رغم سهولة ذلك، فأنجزت المقال ثم شاهدته، فشعرت بأنه مقال مزري، ليس لأنني لا أجيد الكتابة بل لأن المبررات نفسها سخيفة، ولأنني لم أتمكن من تبرير استفادة المسلمين طوال التاريخ من بيع النساء بعد اغتصابهن وخطف أبنائهن ثم إعادة بيعهن مرة أخرى بدون الأبناء. عليكم اللعنة على دينكم التافه هذا.
حاولت ذات مرة إثبات أن الإسلام لم ينتشر بحد السيف، وحدثت لي نفس المشكلة، وعندما كنت أقرأ مايسمى بمعجزات القرآن، كنت في حالة ضياع تام، فقد كنت أميل للتصديق، وتبين لي أن بعضها كانت مجرد أكاذيب، بل أن بعضها الآخر مجرد مقالب.
اللحظة التي قررت فيها التخلص من كل ذلك، لم أجد بعدها شخص قادر على تغليطي في أي شيئ، لقد أصبحت واقعياً ومنطقياً، واكتشف أن الإسلام مصدر للشرور، وتبين لي لاحقاً أن كل الأديان الإبراهيمية بنفس الخسة والنذالة، وأن الحياة بدونها أفضل وأجمل وأشرف، وبأن انتشار الإلحاد وبعكس مايعتقد البعض، فهو خير.
ل.ج.ك
وتوجد روابط لجميع البوستات في سلسلة مقالات لماذا أصبحت ملحد، تجدونها في أسفل الهامش على يمين الصفحة.
حدثنا عزيزي القاريئ/عزيزتي القارئة عن أسباب إلحادك حتى ننشره في المدونة. يمكنك إرسال قصتك بواسطة الإيميل إلى basees@ymail.com أو كتابتها كتعليق على أي بوست في المدونة.
* * * * * * * * * *
هناك 3 تعليقات:
بعيد عن المقال .....سعيد جدا برجوعك عزيزي بصيص العقلاني ...((صديقك بصيص نور))
كل من يكذب عقله وينكر الحقيقة الراسخة رغم كثرة الادلة ووضوحها , انما هو بمثابة شخص مصاب بعمى الالوان ! ، لأن الشخص المصاب بعمى الألوان فهو يكذب وجود الألوان رغم وجودها على ارض الواقع ! ، ولكن هناك من يكذب وينكر وجود الألوان رغم انه غير مصاب بعمى الألوان ! ، وهو حال الأنسان المؤمن الذي يصر على انه لايرى اللألوان الواضحة امام عينيه ! وايضآ شبيه بالشخص الذي يعيش بالغابة وعندما تسأله عن تلك الغابة ومابها فيجيبك بأنه لايستطيع ان يرى تلك الغابة من كثرة الأشجار !!! ، وهذا هو حال اغلب المؤمنين ! ، ولكن القلة من الناس من استطاع تجاوز تلك الصعوبة وتمكن بعقله وذكائه فجأة من التعرف على حقيقة هذه الأديان المزيفة مهما بدأت واقعية ومنطقية من وجهة نظر اصحابها المتدينون ! رغم حرص ومحاولة الظلاميون من حوله الأبقاء عليه في الظلمة وايهامه بأنها مكانه الطبيعي البعيد عن النور إلا وهو نور الحقيقة الساطع الذي يخشاه كل ظلامي الخائف من انها نور الحقيقة ! .
(الجاهل عدو نفسه) لا يمكن للطبيعة أن تخلق الإنسان العاقل لأن الطبيعة ليس لها عقل وحكمة (وفاقد الشيء لا يعطيه) لا إله إلا الله الحكيم
إرسال تعليق