::
لا أتابع الأخبار السياسية ولا توجد عندي شهية لها، ولكن خبر الإتفاق النووي الذي أعلن اليوم بين أيران والسداسية لم أستطع تفاديه، ولذلك سوف أدون عنه بعض الخواطر التي تجول في بالي حالياً.
هذا المقال القصير ليس بتحليل سياسي، فهذا ليس من اختصاصي، ولا هو مبني على تقرير أو تحليل آخر إنما هو مجرد تعبير عن خواطر وتوقعات شخصية أثارها الخبر وربما أكون مخطأ في نظرتي للمستقبل، وأرجو ذلك.
دار في بالي سؤالين بعد قراءة الخبر:
1- هل سيمنع هذا الإتفاق إيران من التوصل إلى إنتاج سلاح نووي؟ (لاحظوا أني لم أقل إنتاج سلاح نووي إنما قلت التوصل إلى الإنتاج. هناك فرق)
2- ماذا ستكون نتائج رفع العقوبات المفروضة على أيران؟
الإجابة على السؤال الأول بسيط: لا. المجال النووي في إيران متقدم وسوف يستمر في النمو والتطور بمرور الوقت، ومن الإستحالة لأي قوة خارجية أن تمنع إيران، أو أي دولة أخرى في الحقيقة، من التوصل إلى إنتاج سلاح نووي، ولا يهم أن يكون متطور، إذا كانت هناك نية جامحة ومعرفة كافية لاكتسابه، وإيران تملك الإثنين. هذه حقيقة لن تغفل عنها دول الجوار وبالخصوص السعودية. الشعور بوجود قوة نووية شيعية "صفوية" على عتبة الباب، فكت عنها أغلال العقوبات وتركت لتتطور وتتوسع نووياً، وليس بالضرورة على الظاهر عسكرياً، سوف يؤدي إلى تصاعد نووي في المنطقة، لاسيما من السعودية الوهابية.
الإجابة على السؤال الثاني أيضاً بسيط: رفع العقوبات عن إيران سيجلب لها عشرات المليارات الإضافية من العملات الصعبة سنوياً لتصب في خزائنها. فهل ستذهب هذه الموارد المالية الإضافية لأهداف سلمية اجتماعية كتحسين الوضع الإقتصادي ورفع مستوى المعيشة للمواطن الإيراني؟ نعم، لاشك أن قسم منها سوف يخصص لهذا الغرض، إنما القسم الأعظم برأيي سوف يضخ في أجهزة الدولة العسكرية ومؤسسات نشر الثورة لتعضيد الهيمنة السياسية على المنطقة ولمواجهة الانتشار العقائدي الوهابي المعادي والتحركات الأصولية المتطرفة التي تزحف حولها كالنمل في كل مكان. إيران سيكون لها حضور ونفوذ متصاعد داخل المنطقة وخارجها أبرز بكثير من أي وقت سابق خلال الثلاثة عقود الماضية، هذا الحضور المتضخم لن يؤدي إلا إلى التأزيم الطائفي بين الطرفين.
أتوقع تدهور في الأمن وازدياد في عدم استقرار المنطقة كنتيجة مباشرة لهذا الإتفاق. مجرد خواطر، وأرجو أن أكون مخطأ.
* * * * * * * * * *
هناك 3 تعليقات:
تحيه طيبه اخ بصيص:
آتفق معك في مجمل ماطرحت، ولكن توسع ايران في المنطقه مدفوع برغباتها في استعاده آمجاد امبراطوريه فارس القديمه وليس بدافع مذهبي. من آسباب معارضه الخليج للاتفاق هو تبعات رفع الحظر والذي سيودي الي تصدير مزيد من النفط الايراني للسوق ومزيد من انخفاض في الاسعار، في رآيي امريكا والغرب حسموا آمرهم في الوقوف مع الشيعه ضد السنه في المنطقه، هم في حاجه لجيوش تحمل عقيده دينيه استشهاديه لمواجهه داعش في العراق وسوريا تحت اشراف الايرانيين، آمريكا ضجرت من هذه المنطقه وتريد ان تعد العده لمواجهه الصين في اسيا وتغول روسيا علي آوروبا وترك الشرق الاوسط تحت سيطره حليف آقليمي جديد قادر علي ضبط الاوضاع ولديه خبره استعماريه ولن يجدوا مثل ايران!
لقد وفقت يابصيص لطرحك هذا الموضوع في المدونه لآهميته
إيران تكون آلاف المهندسين كل عام و في مختلف المجالات: الميكانيكا، الكيمياء، المعمار، البيولوجيا، التصنيع، البنى التحتية، المعلوماتيات....
السعودية العدو الأول في المقابل لا تكون مهندسين و لكن تكون فقهاء و مشايخ في الدين الإسلامي و فقه بول البعير....
بالنهاية العلم الفكري سوف ينتصر و يكتسح العالم بأسره في القرون القادمة
سوف يشهد العالم الأنسان الأكثر حداثة وتطور بعد ثورة سوف يكون اسمها التنمية البشرية وهذه الثورة تأتي عقب الحرب العالمية الثالثة التي لا رادع لها سوى ان تسبق تلك الثورة الفكرية تلك الحرب الدموية
إرسال تعليق