::
هذا هو الجزء الثاني من مقالة القاريئ الفاضل لسان عربي، يشرح فيها أسباب تركه للدين:
السبب الثاني:
لايخفى على أحد وجود التعارض والإختلاف بين آيات القرآن وبعضها، والأحاديث المحمدية وبعضها (كمصادر أساسية للتشريع الإسلامي) ..
وهذا مايشهد به فقهاء الإسلام السابقين والمعاصرين على اختلاف طوائفهم، ويشيرون إليه بأسماء مثل: المتشابهات، ظاهر التعارض، تعارض العقل والنقل .. إلخ. ويشتهر بين العوام باسم "الشبهات" أو "الشكوك" ..
وهو أمر طبيعي للقرآن ككتاب بشري .. بل وبدائي إلى حد ما .. ككثير من الكتب التي بين أيدينا ..
في البداية: مقدمة عن الشبهات في الإسلام
في البداية: مقدمة عن الشبهات في الإسلام
والمفاجئ أن "الله" المفترض، يقول في كتاب القرآن المنسوب إليه:
{ ... ولو كان من عند الله لوجدوا فيه إختلافاً كثيراً} سورة النساء - الآية 82
الآية واضحة المعنى .. ولكن للتأكيد، أورد خلاصة التفاسير التالية (الشوكاني، الرازي، البيضاوي، النسفي، إبن عاشور) كما أوردتها "اللجنة العلمية لموقع موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة بتاريخ 27/6/2010 متمثلة بالشيخ الزنداني وأربع علماء آخرين":
(لو كان القرآن من عند غير الله، أي قول بشر، لكان فيه تناقضاً بين آياته وركاكة في عباراته وألفاظه، وكان فيه الكثير من الأباطيل والأكاذيب التي تخالف العقل وتخالف الواقع .. لذلك أي كتاب يزعم أنه من عند الله يفترض ألاّ يكون مليئ بهذه النقائص .. إذاً أي كتاب يزعم أنه من عند الله يجب أن لايكون مناقضاً لما صح من العلم ولايناقض بعضه بعضاً)
إنفجار الأزمة:
إذاً ماالجمع بين الآية التي تفيد: بأن القرآن لو كان فيه إختلاف فهو ليس من عند الله ..
وبين الشبهات القرآنية؟؟ .. ناهيك عن الشبهات حول الروايات "الأحاديث" ..!
إختلافات في القرآن = هو ليس من عند الله
الجمع ياسيدي بصيص والسادة الأفاضل القراء هو مايظهر في الرد على الشبهات (موجّه طبعاً للجمهور المسلم بالدرجة الأولى). كأمثلة لتقريب الصورة:
الجمع ياسيدي بصيص والسادة الأفاضل القراء هو مايظهر في الرد على الشبهات (موجّه طبعاً للجمهور المسلم بالدرجة الأولى). كأمثلة لتقريب الصورة:
من علماء السنة: "كتاب شبهات حول الإسلام - لـ محمد قطب" .. ولـ "إبن تيمية - درء تعارض العقل والنقل" ..
ومن علماء الشيعة: حسن العصفور في كتابه "الحدائق الناضرة في فقه العترة الطاهرة - المقدمة السادسة في التعارض والترجيح بين الأدلة الشرعية"
والردود على الشبهات، عبارة عن عملية ترقيع بتم فيها إستخدام عشرات وسائل اللف والدوران وتمطيط الكلمات .. أمثلة: الخاص والعام، المجمل والمفصل، العام والمقيد، والناسخ والمنسوخ .. إلخ. ولتلك العملية ثلاث مراحل:
الأولى: الجمع بين نصين ظاهرهما التعارض (وهي أكثر من سبعين وجه) ..
الثانية: ترجيح نص على نص "وأشهرها الناسخ والمنسوخ" ..
الثالثة: التأويل والمجاز، وهو محصور في جزء من الطوائف الإسلامية ..
كمثال إفتراضي، لو جاء في آية قرآنية: أحل لكم أكل البرياني .. وفي آية ثانية: حرم عليكم أكل البرياني، سيقال الثانية ناسخة للأولى .. أو يقال المقصود بالبرياني في الآية الأولى هو الذي طبخه طباخ مسلم .. وحرم عليهم في الثانية، أي الذي طبخه طباخ كافر .. إلخ.
مثال إفتراضي آخر وأخير، لو جاء في آية قرآنية: "لله نفس" .. وآية أخرى: "ليس لله نفس"، سيقال عن كلمة "نفس" الأولى أنها نفس إلاهية والثانية نفس مخلوقة.
الترقيع
أرجو أن تكون الحقائق السابقة قد وصلت بشكل واضح ..
أرجو أن تكون الحقائق السابقة قد وصلت بشكل واضح ..
والآن نأتي إلى مربط الفرس:
الوسائل العديدة "الرد على الشبهات" التي تعدت السبعين ... والتي هدفها الرئيسي الهروب من مأزق: (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً - الآية)، لو تم إستخدامها - أي تلك الوسائل - على أي كتاب في العالم ، فسوف تؤدي إلى إعتباره كتاب خالي من الأخطاء !!!
وبالتالي، فبناء على الآية: (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه إختلافاً كثيراً) .. كل الكتب التي في العالم هي إلاهية ومقدسة !!
شخصياً ... بعد إطلاعي على هذه الحقائق - كدارس شَرِه للدين الإسلامي وطالب علم كالشعلة .. كنت بين خيارين:
إما إعتبار "وسائل الرد على الشبهات" عمليات ترقيع لكتاب بشري إسمه القرآن (ناهيك طبعاً عن الأحاديث) .. أو إعتبار جميع الكتب، ومنها كتاب التاريخ للصف الأول الإعدادي، كتب مقدسة وإلاهية!
وسوف يتم نشر الجزء الثالث من مقالة الأخ الفاضل لسان عربي خلال الأيام القادمة.
* * * * * * * * * *