::
لحظة إرتطام البروتونات وتناثر الجسيمات المكونة لها في إحدى تجارب السي أم أس بحثاً عن الهيغز في المصادم. والتي تظهر مساراتها كخطوط متشعبة من المركز.
أعلنت المنظمة الأوربية للأبحاث النووية، سيرن، صباح هذا اليوم عن اكتشاف بوزون هيغز (جسيمة الإله)، بعد بحث دام أكثر من خمسين سنة. وبهذا الإكتشاف التاريخي الجلل، تم فك أحد أعمق أسرار الكون:
من أين تكتسب المادة كتلتها؟
::
::
تكتسبها من بوزون هيغز، الذي أكدت التجارب في المصادم الهادروني وجوده. وهذا الجسيم الأولي ينتمي إلى فصيلة البوزون من الجسيمات الحاملة لقوى مادون الذرة في الطبيعة، وفقاً لنظرية النموذج القياسي لفيزياء الجسيمات. والهيغز هو الذي يمد الجسيمات الأولية بكتلتها من خلال تفاعلها مع مايسمى بـ حقل هيغز الذي يتخلل في كل مكان في الكون (والمقصود بالـ الحقل، هو كالحقل الكهرومغناطيسي كمثال). وأفضل تشبيه لهذه العملية هو الشعور بالمقاومة عند تحريك الملعقة في العسل مثلاً، فالجسيمات تكتسب كتلتها بشكل مشابه عندما تتفاعل مع حقل هيغز ( إقرأ عن بوزون هيغز بتفاصيل أكثر هـنـا ).
::
وقد تطلب هذا الإكتشاف إنشاء أضخم وأعقد آلة أنتجها العقل البشري إلى اليوم، حيث استغرق بنائها 10 سنوات، بتعاون بين آلاف العلماء من جميع أنحاء العالم، وبتكاليف بلغت 9 مليار دولار.
وبعدما تم تشغيلها في نوفمبر من عام 2009، تطلبت تجارب البحث عن الهيغز فيها إطلاق حزمات من البروتونات باتجاهين متعاكسين بسرعة تبلغ 99.9999 من سرعة الضوء لترتطم ببعضها مليارات المرات في الثانية على مدى عدة شهور، واستخدام حوالي 3000 كمبيوتر لتحليل النتائج بحثاً عن هذا الجسيم من ضمن مئات الجسيمات الناتجة عن كل إرتطام.
ولكن رغم كل هذا، فإن بوزون الهيغز نفسه لايظهر في تلك الإرتطامات بسب تحلله السريع إلى أربعة جسيمات أخرى، 2 الكترون و2 هادرون، تظهر كخطوط منطلقة من المركز، ولكن يمكن الإستدلال على وجوده بواسطة تتبع مصدر الجسيمات الناتجة.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن العلماء لايستخدمون لقب "جسيمة الإله" في دراساتهم أو حواراتهم، حيث أن غالبيتهم الكبرى من الملحدين. إنما هذا لقب ساخر كان أصلاً Goddamn particle واختصر إلى God particle، إختلقه العالم الفيزيائي الشهير والحاصل على جائزة نوبل، والملحد بدوره، ليون ليدرمان في كتابه المعنون بذلك اللقب، ليبرز أهمية هذا الجسيم ضمن نظرية النموذج القياسي لفيزياء الجسيمات والذي تنبأت بوجوده، وليستخدمه كعنوان يستقطب الإهتمام لكتابه.
فاليوم إذاً بهذا الإكتشاف، قفز العلم خطوة عظيمة إلى الأمام، وعزّز مرتبته الأولى، والوحيدة، كمنهج بحث لايضاهيه أي منهج آخر (أي الوحي المزعوم) في التوصل إلى الحقيقة. وما يتعارض مع ذلك المنهج التجريبي العظيم، يُرمى في سلة النفايات ... فحين يتكلم العلم عن أي شيئ، الأحرى بالخرافة أن تصمت وتظل منكمشة في عقول الموهومين والبسطاء.
مقالات سابقة في المدونة عن الهيغز:
في انتظار ظهور جسيمة الإله
بوزون هيغز وصعوبة الحصول على الإيسكريم في تركيا
العلم لمح جسيمة الإله
::
* * * * * * * * * *
هناك 6 تعليقات:
التهاني لفريق العمل الذي اشرف على البحث الجبار منذ ما يزيد عن خمسين سنة ،وأهنئ ايضا العالم الجليل بيتر هيجز صاحب فكرة البحث عن بوزون
ونحن لازلنا في انتضارنتائج بحوث علمائنا الأشاوس في شؤون الحيض والنفاس ومنافع الختان، ونفعني اللهم بغزير علمهم وآخر دعوانا أن الحمد للعقل
..............
عابرسبيل
لن يفهم المسلمون أي شيء.
لاحظت أنهم لا يفهمون تماما ماذا يقول العلماء.
عموما سيبحثون عن إثباتها في آية : وأعدو لهم.
قال طعالى : والليل وما وسق ، والقمر إذا اتسق ، لتركبن طبقا عن طبق.
الطبق هو الهيقز بوسون هذا والله أعلم و استغفر الله لي ولكم وحسبي الله ونعم الوكيل وجعلنا الله وإياكم ممن طاحوا فقاموا وممن جلسوا فوقفوا.
((كل بل ران على قلوبهم ماكانوا يكسبون))
الران هو الهيغز حيسو يثقل القلب ولا تراه العيون!
تحيات: زغرور السحار
الكلام شكله حلو اوى بس انا مش فاهم حاجة
ياريت شرح تبسيطى علشان اقدر افهم ايه علاقة ده بالإله؟؟
ده مش هجوم انا فعلا عايز افهم واعرف
المدونة جميلة فعلا بس انا ادبى فمش فاهم اى حاجة :)
إرسال تعليق