شوكة الملحدين تشتد، وأفكارهم تنتشر، ومطالبهم تزداد. الملحدين الأستراليين لايطالبون الإله بتبرير أسباب تنكيده العشوائي للبشر فحسب، بل تبرير وجوده أصلاً. على شاكلة هذا السؤال:
إن كنت يارب موجود، فلماذا؟
إن كنت يارب موجود، فلماذا؟
ترجمة العبارة المكتوبة على جانب هذا الباص الذي يتجول في شوارع ميلبورن في أستراليا هي:
إن كان الإله موجود، أرجو أن يكون لديه مبرر جيّد [لوجوده].
مقتبسة من مقولة للمثل والمخرج الأمريكي وودي ألِن. والجهة التي وراء هذا الإعلان هي جمعية الملحدين الأستراليين، وقد نشرته على طاقم من الباصات كتعريف للمؤتمر الدولي للملحدين والذي سيقام في مدينة ميلبورن في الأسابيع القادمة.
يقول رئيس جمعية الملحدين الأستراليين دفيد نيكولز عن سبب إختيار هذا الشعار بالذات:
"كلمات وودي ألن، تُمثّل أفكار ذووا الفكر الحر والشكوك التي تنتاب أعداداً متزايدة من المتدينين أيضاً. ونظراً لضخامة المعاناة والآلام والهلاك الغير مستحق على هذا الكوكب، فعلى الإله المزعوم، الكامل القدرة والكامل الرحمة، الإجابة على الكثير".
أعتقد أن هذا طلب معقول ومشروع ومستحق، وأبتهل إلى الرب (إن كان موجود) أن ينزل علينا مندوب حقيقي ببرهان مقنع هذه المرة ليشرح لنا أسباب سياسته العنيفة تجاهنا.
* * * * * * * * * *
هناك تعليقان (2):
لا يحدث شيء في المجتمع إلا بقوانين.
القوى العقلانية في المجمتمعات الإنسانية المدنية، بدأت تشق طريقها في إزاحة الأديان.
السبب هو أن الأديان صارت في ظل انتشار العقلانية متهمة بالكثير من الفوضى والكراهية بين البشر.
كل الملحدين في التاريخ القديم لم يجدوا هذه الفرصة رغم وجودهم في كل زمان ومكان.
ولكن ما يحدث اليوم هو سيادة للعلم، وانتشار للديمقراطية، وتعزيز للإنسانية، وتطبيق فعلي للسلام، وكل هذا لا يحدث مع الأديان، لأنها بطبيعتها وبمجرد وجودها، تلغي الإنسان الآخر، أو صاحب الدين الآخر، فكيف بمن لا يملك أي دين بالفطرة الإنسانية السوية التي لا تؤمن إلا بالحواس الخمس.
أمنية انتشار اللادينية والإلحادية هي أمنية خيرية، ليثق الإنسان بالعقل، وبالنقاش في أخلاقه، كما قال أشار ريتشارد دوكنز.
لا يوجد أحد يهب هؤلاء الملحدين أو اللا ربوبيين أو اللا مؤمنين، قوة على هدم الأديان مثل المتطرفين في كل الأديان، كرجال الدين السعوديين، فهم يجعلون الحاجة ماسة لسحب البساط من تحت الدين، وهم بعنفهم هذا لن ينجحوا، لأن كل المعايير تغيرت، وكل المقاييس القديمة في تدمير المخالفين بقوة الذراع وما يحمله من سيوف ورماح ورباط الخيل، لم تعد هي المقياس للقوة، بل قوة العقل، ولم يملك أحد زمام العقل كما امتلكه اللا دينيون، ففي آخر إحصائية لعام 1910 تقريبا تبين أن 23% من العلماء الكبار هم مؤمنين، وفي عام 1997م، كان المؤمنين فقط 7% واليوم قد يكونوا أقل، وهم في ازدياد كما ازداد العلم.
لذلك يحافظ رجال الأديان على الجهل، سواء في السعودية أو في مصر بلد الأميين الجدد، أو في أي بلاد في العالم، لذلك فحافظهم على الجهل يزيد من الفوضى والعنف والضعف والفشل، وخاصة عند غياب الثروات الطبيعية كالنفط. وعندما تحدث هذه الفوضى، تصبح الحاجة للعقلانية ضرورية، كحاجة الجائع للطعام، ولا يمكن أن يكون العقل هنا متوافقا مع الدين، لأن الدين بطبيعه غير قادر طوال التاريخ على العقلنة، فتأتي العقلانية الخالصة، ويقضى على الدين.
صراحه غير معروف كل كلمه كتبتها صحيحه احسنت علي كلامك الاكثر من رائع شكر لك
إرسال تعليق