::
بالنسبة لنا نحن، الشريحة الصغيرة من سكان العالم، التي تقبل، والكثير منا حتى يفتخر، بانتسابنا إلى شجرة العشيرة الكبيرة التي تشمل جميع فصائل الكائنات الحية، ومنها بنو العمومة المشعرة، القرود، هؤلاء الأقارب الأفاضل الذين ذمهم التراث الجاهل وسخر منهم، فإضافة هذه الصورة الجديدة (أعلاه) إلى صور العشيرة الموقرة التي تتشعب من تلك الشجرة الحياتية الخصبة المثمرة، ماهي إلاّ خطوة طبيعية ومكمّلة.
أما بالنسبة إلى الشريحة الكبرى الموهومة المتبقية من السكان، والتي تعتقد بأنها تنتسب إلى جد من البشر، شكّلته يد الرب من الحجر، ثم عطس بعد النفخ فحيا، ثم تكلم العربية الفصحى، ثم شارك مع بعض الوجهاء، في اجتماع عقدته السماء، وسبب فيه بلبلة وجحود، من ملك كبير رفض السجود، ثم نام ذاك جد الجدود، ومن ضلعه الأعوج تشكّلت فتاة، خرج منها البشر إلى الحياة. فمن الطبيعي أيضاً أن هذه الشريحة لن تقبل الصورة.
ولكن عدم القبول لن يغير من الحقيقة شيئ، فهذه الصورة هي لأحد أقربائنا القدماء، إبنة العم الدودة الكريمة بيكايا بنت غريسيلِنس التي لم يتعدى طولها حجم الأصبع، والتي تمثل أقدم كائن تم إكتشافه من فصيلة الحبليات والتي تنتمي إليها فصائل كثيرة منها البشر. فهي إذاً إحدى الأسلاف القريبة جداً من بعض أصولنا.
وابنت العم بيكايا هذه كانت تعيش في أعماق البحار قبل أكثر من 500 مليون سنة، (لمعلومات الشريحة الأخرى: أي مايوافق بين اليوم الثالث والسادس من التقويم الخلقي القرآني)، وكانت تزحف على القاع بحثاً عن طعامها.
ومن خصائصها التشريحية التي تجعلها قريبة من البشر، هو وجود الحبل الظهري فيها، والنخاع الشوكي، والدورة الدموية، والعضلات المميزة للحبلايات والمسماة بالـ مايوميرز .
وعملاً بتزكية الأستاذ سايمون كونوي موريس، عالم الحفريات بجامعة كيمبريدج، الذي قال عنها: "عندما نضع صور العائلة على الرف المرة القادمة، سوف تكون بيكايا معهم .."، أنشرها هنا كلفتة عائلية تضامنية.
* * * * * * * * * *
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق