::
تصبحت يوم أمس على تغريدة للداعية الكويتي محمد العوضي أضحكتني وحركت في ذهني الرغبة في التعليق عليها. والتغريدة عبارة عن دعاء قصير جداً وروتيني مبتذل، يكرره المؤمن المسلم كجزء من ترانيمه اليومية لشتى التسابيح والأدعية الأخرى بتواصل ممل وتغييب ذهني تام بدون أي معاينة نقدية فاحصة لها ومقارنتها مع مايحدث على أرض الواقع. مجرد عبارات أحلامية تواقة معلقة كالفقاعات الفارغة في فضاء ذاكرته، ليس لها أي ارتباط مع حقائق الحياة، إنما يؤمن المتدين بأنها ستغير مجرى حياته. والدعاء هو هذا:
اللهم إني أستغفرك لكل ذنب
يعقب اليأس من رحمتك
والقنوط من مغفرتك
والحرمان من سعة ماعندك
فلنقتطفه سطراً سطراً من فضائه لنضعه تحت أبسط مجهر فكري ونرى ماذا يعني.
اللهم إني أستغفرك لكل ذنب. لاحظوا عبارة "لكل ذنب". سؤال يخطر ببالي كلما سمعت عن ضرورة الحاجة إلى الإستغفار إلى الرب، ولا يكفي ذلك فقط، بل إستغفاره لكل ذنب أيضاً: لماذا هذا الهوس الربوبي في إرغام "الخلق" على طلب الصفح والمغفرة؟ ولأفعال أغلبها ليس للإله أصلاً دخل فيها؟ كمثال: أنا اعتديت بغير حق أو مبرر على جاري، فها أنا قد أذنبت بحقه. طيب، أليس من الإنسانية والعدالة أني أذهب له هو وأقدم اعتذاري له وأطلب منه أن يسامحني على فعلتي؟ فما هي الحاجة إذاً أن أرسل أيضاً رسالة رسمية إلى رئيس المحافظة أو رئيس الدولة لأطلب منه أن يسامحني هو أيضاً شخصياً لاعتدائي على جاري؟ مادخل الحاكم في الموضوع؟ لماذا الحاجة إلى التذلل إلى السلطة العليا في أمور لاتعنيها؟ فكونه أعلى سلطة، لماذا إقحام الرب إذاً في كل فعلة صغيرة أو كبيرة؟ الإجابة بسيطة: لكي تعطي الوسيط الذي يمثل الرب، سواء كان نبي أو ماينوب عنه من أي معتوه ارتدى جبة وعمامة، أكبر قدر من السيطرة على حياة أتباعه من خلال إثارة الحاجة إليه كوسيط يمثل الرب.
يعقب اليأس من رحمتك، والقنوط من مغفرتك. أي لا يكفي الإعتذار من جاري وصفحه هو عني، بل مالم أتذلل إلى الحاكم أيضاً لكي يساحمني هو أيضاً على فعلتي ضد جاري الذي تصافحت معه ورجعنا أحباب، فسوف تصاحبني حالة من اليأس والقنوط فيما تبقى من عمري. هل تجدون هذه الفكرة مقنعة؟
والحرمان من سعة ماعندك. لماذا يطلب المسلم من ربه الوسع في رزقه، أو توفير المساعدة لسد أي حاجة أخرى، هو تصرف يحيرني كثيراً. فنظرة واحدة إلى الفقر المدقع والبؤس والشقاء المتفشي في المجتمعات الإسلامية التي يعيش أغلبها تحت معدل الدخل الدولي، تثبت أن هذا الرب الذي يطلبون من سعته إما أنه بخيل أو يعاني هو نفسه من فقر. ولكن في مثالنا، فهذا يعني أن جلالة الحاكم سوف يوقف عني ويحرمني أيضاً من جميع التسهيلات والمعونات المتوفرة لديه حين أحتاج إليها، لأني لم أطلب الصفح منه على عمل شخصي حدث بين اثنين واصطلح وانتهى، لا يخصه هو ولا يخص المجتمع.
ياسلام على الدعاء اليومي الفكري العميق. أو هل لأن الببغاء تردد كلام فارغ لا تفهمه.
* * * * * * * * * *
هناك 3 تعليقات:
الاخ بصيص ، ، لقد اسس صلعم ثقافة العبودية و الدونية له و لربه فى ذلك المجتمع القبلى الصحراوى البدائى لكى يضمن خضوع القطعان له . فجعل ربه ماكرآ جبارآ متكبرآ منتقمآ مذلا’ . لذلك ترى المسلم فى حال من الخوف من ذلك الرب المجرم الذى لا يوثق به و لا يؤمن جانبه . من هنا تأسست ثقافة فقدان ثقة المسلم فى عواقب افعاله و لجوئه دائما’ الى إستجداء العفو المغفرة من ذلك الرب اللئيم.
بما ان الأنسان المسلم معرض في اي لحظة ودقيقة للأساءة وفعل الذنوب وحتى لو كان مع نفسه ! فقد تم استغلال تلك الفرصة الذهبية ليبقى مربوطآ بدينه وربه مابقي له من العمر ! ، وهي طريقة الأسلام والمسلمين في ان تعتذر لهذا الرب الوهمي ! حتى لو انك لم تعتذر للشخص الذي اسأت اليه فهذا شئ ثانوي ! فالرب اهم واكبر من الجميع ! ويكون عن طريق المتخصصون من المسلمون ليرشدوك ويذكرونك دائمآ بذلك ! إلا وهم ( رجال الدين ) بأنواعهم واشكالهم ! وهي واحدة من افضل الضمانة بعدم نسيانه والدين المنسوب إليه ! حتى يبقى ماثلآ وجاثمآ على الصدور ! وامام اعين وأذهان اتباعه في جميع الأوقات وعدم تسربهم وهروبهم منه ! وهي طريقتهم ايضآ في التعامل مع غيرهم مع الغرب العلماني الحر الكافر ! عندما ينتقد مالدى المسلمون من دين ! فهم يطالبون الدول المنتقدة لدينهم ورسولهم وايضآ حتى من يأكل ويشرب لديهم جهارآ نهارآ في رمضان ! ، التذلل والأعتذار للمسلمين ! بسبب انهم يعتبروا انفسهم وسطاء يمثلون الرب بشكل وآخر وحامينه ! ، واما الأستغفار من حرمان من سعة ماعند الرب ! فهو الحرمان بعينه ! ، وهو ايضآ بمثابة العفريت الأسطوري الذي عندما خرج من قنينة صغيرة قال للرجل الفقير اطلب ماتشاء ! فقال الرجل الفقير اني اريد قصرآ ! فقال له العفريت اتريد قصرآ وانا اسكن في تلك القنينة الصغيرة فأنا آسف !! ، إذآ هو استجداء رب عاجز ولا يملك من امره في شئ ! ولايمكنه ان يسمع اي شئ مهما علا او بح الصوت ! ، وكيف يسمع واذناه واحدة من طين والثانية من عجين ! ، وهو الأمر من العبث حتى مجرد التفكير في محاولة الأستغفار إليه ! ، او يمكن الركون والأعتماد عليه مهما كانت الظروف ! ، وايضآ من مصلحة الأسلام والمسلمين ان يعم الفقر والفقراء بأستثناء المتنفذين والأمراء ! وليبقى الكثير من المسلمون الفقراء دائمآ يستغفروه ويستجدوه وهو احدى عوامل بقاء الأسلام
والمسلمين لهذا اليوم ! ، والمضحك في الأمر انهم يظنون ان رزق العالم اجمعين واستمراره على مدى اجيال طويلة هو بسبب وجود الأسلام والمسلمين وهم الفضل والبركة على العالم اجمعين ! وإلى درجة الظن ان بقاء الأرض برمتها وكل الحياة التي عليها قاطبة هي لأن المسلمون مازالوا يعيشون عليها ! وإن زوال كل الحياة على الأرض بما في ذلك الكفار العاصين وليس هذا فقط ! بل ومعه ينتهي الكون برمته ! إذا انتهى الأسلام والمسلمين اجمعين !!!! مثل ماقيل ( يوم تطوى السماء كطي السجل للكتب ) !!!!!! فهل هناك جهل مدقع وفاحش وعجيب اكثر من هذا !!!! الكون ، بحجمه واتساعه المذهل يزول مع زوال الأسلام وآخر المسلمين من على وجه الأرض !!!!!!!! ، معنى ذلك اختفاء اعداد هائلة ومذهلة من مجرات ! وما تحتويه من جميع كواكبها التي تعد بآلاف المليارات ! والحياة التي تعيش على جزء ليس باليسير منها ! ولو كان صلعم يعرف إن هناك اكوان موازية لانهائية فأنه لن يجد الأمر مختلفآ ومحرجآ بالنسبة إليه ايضآ من طيه كطي السجل واختفاءه ايضآ !!!! ، وكل هذا التدمير المرعب والمهول والمخيف
المذهل للكون ! هو بسبب إن هناك في زاوية منسية من مجرة درب التبانة توجد كرة متواضعة نسميها كوكب الأرض لاتمثل اكثر من جزيئ من دخان السيجارة ! وكان يعيش عليها مليار ونصف من الحمقى المغفلين وقد زالوا من دون رجعة !!!! ، وبما إن أخو الجهالة بالشقاوة ينعم ! لهذا فلا عجب من تلك العقول الحمقاء والفارقة
والضحلة التي يتحلوا بها والغطرسة والعجرفة وعدم المبالاة والأكتراث بكل ماجرى وما يزال يجري من حولهم في العالم ! ، ولو ادرك المدعوذون امثال العوضي وزغلول وغيرهم الكثيرون هذه الحقيقة تمامآ كما يجب لشعروا بالحرج والخجل الشديد والعار لابعده من عار ! ولتمنوا انهم كانوا غبارآ منثورآ !!!! .
انت ذكي وظريف يا سيد بصيص
إرسال تعليق