::
سمعت هذه القصة قبل بضعة سنوات من لسان أحد علماء الأحياء في مقابلة معه. لا أتذكر للأسف التفاصيل أو إسم العالم، ولكني أتذكر جوهر القصة. يقول هذا العالم، ومستواه دكتور أو باحث في مجال البايولجيا:
كنت مع زميل لي في مختبر الجامعة نناقش بحث كنا نقوم به في ذاك الوقت، فدخل علينا رجل مسن لانعرفه، غير مرتب المظهر والهندام، وسألنا عما نقوم به من أبحاث. فشرحنا باقتضاب طبيعة العمل الذي كنا نقوم به، فطلب منا أن نشرح له الخط العريض الذي يقوم عليه البحث، فتبادلت مع زميلي النظرات بشيئ من الملل، ولكن احتراماً لسن الزائر وأسلوبه اللطيف في الحديث شرع زميلي في شرح أساسات البحث، والتي كانت بمستوى بسيط يفهمه أي طالب في المراحل الأولية من علوم البايولوجيا.
يقول صاحب القصة، قضى زميلي فترة طويلة في شرحه لتلك الأساسيات البايولوجية، والرجل المسن ينصت بصمت ويهز رأسه بين فترة وفترة ليؤكد فهمه للشرح. وبعد إنتهاء زميلي من شرحه، نظر إليه الرجل المسن وشكره على شرحه، ثم عرف نفسه لنا.
الرجل المسن كان جيمز واتسون، زميل فرانسيس كريك مكتشفي التركيب اللولبي المزدوج Double Helix structre للأحماض النووية في الخلية. يقول صاحب القصة: إنتابتنا الرهبة والذهول في حضور أحد أكبر عمالقة العلم التجريبي في العصر الحديث، وربما في تاريخ العلوم بأكلمه، ولم نصدق أنفسنا بأننا كنا نشرح طول ذلك الوقت أحد أبسط قواعد علم البايولجيا لأحد أكبر علمائها، وهو ينصت لنا وكأنه طالب يستمع لأستاذه.
وأتذكر أني أنا (بصيص) قد سُألت مرة خلال جلسة مع بعض كبار العائلة، عندما كنت طالباً في المدرسة وعلى قدر من التدين والإلتزام بفروضي، ما إذا كنت أكن إحترام وإعجاب أكثر للنبي محمد أو لآينشتاين. وكان الهدف كما بدى لي لاحقاً من ذلك السؤال، هو ليس لمعرفة ميولي وأفكاري الحقيقية، بقدر ما هو محاولة لتعزيز وترسيخ مكانة محمد في ذهني ورفعها فوق أي شخصية آخرى بارزة، مهما بلغت درجة إنجازاتها. ولكن المضحك في تلك الجلسة، أن ردت فعلي لم تكن متوقعة من السائل أو الحاضرين، فكان المتوقع أن أقفز فوراً باختياري لمحمد، ولكن ماحدث هو أنني سكت طويلاً وترددت وتلعثمت في اختياري، لأني فعلاً لم أستطع العثور، حتى خلال مرحلة تديني، على أي إنجاز حققه محمد في المجال العلمي التطبيقي أو المعرفي لخدمة البشرية وتقدمها يقارن بالإنجاز الذي حققه آينشتاين.
أذكر لكم هاتان القصتان لأني أكن من الإعجاب الشديد والإجلال لهذه الشخصيات العلمية العملاقة بمجرد النظر إلى صورها، ناهيك عن وجودي في حضرتها. فإن كان هناك بشر يستحقون هذا القدر من التكريم فهم هؤلاء، وليس بمن يأتينا بتهاريف كغطس الشمس في بركة طين، وذهابها للسجود، وعبور الكون على حمار، وغيرها من أفكار بدائية تضر العقل وتلوي التفكير ولاتنفعنا في شيئ. ومما هو أسؤ من ذلك أن يُذبح البشر كالخراف رغم ذلك لمجرد إنتقاده أو الإسائة حتى إلى إسمه.
وسبب طرحي للبوست السابق وهذا البوست المكمل له، هو أن تاريخ 20 مايو من هذه السنة صادف مرور ستين عام على اكتشاف جميز واتسون (الجالس يسار الصورة) وفرانسيس كريك (الواقف يمين الصورة) للتركيبة الهيكلية للدي أن أي، التي برأيي تمثل أحد أعظم الإكتشافات البشرية. والحقيقة أني تفاجأت بعدد القراء/القارئات الذي عرفوا هويتهما من خلال الصورة، فقد كانت توقعاتي أقل من ذلك بكثير، ولكني سعيد جداً بهذا العدد الكبير الذي يدل يشير إلى درجة المستوى المعرفي والثقافي لقراء المدونة، مما سيدفعني إلى تصعيب أي سؤال من هذا النوع أطرحه عليكم في المستقبل.
* * * * * * * * * *
هناك 7 تعليقات:
ما يحزن حقا اني لا استطيع ان اناقش اي موضوع فكري واحاول ان اداري مجتمع واتظاهر بالاسلام ولا ادري الى متى استطيع الصمود ؟؟
ولولا زوجتي واولادي لهاجرت
غريب كيف أنك قد نشأت في مجتمع مسلم و لا تعترف بالانجازات العظيمة لمحمد! قد لا تقبل مصادر عربية عنه لكن كتبت كتب شتى حوله لأناس لا علاقة لهم بالاسلام حيث يمجدون انجازاته
اذكر ثلاثة او اربعة فقط منها
أنا لست بخبير في تاريخ الرسول و لو أردت اعطاءك مصادر موثوقة لاستغرقت وقتا طويلا لاتاكد من صحتها.هناك مقولات عنه لكتاب تعرفهم:
http://www.online-literature.com/forums/showthread.php?15765-What-Great-People-said-about-the-Prophet-Muhammad-PBUH
لكن أخبرني؛ كيف كان بامكان هذا الرجل تجديد دين بهذا الانتشار في يومنا هذا في مدة لا تتعدى العقدين؟
في الواقع ليس لأي نبي فائدة حقيقية تذكر ! بحيث اننا نجد حتى عامل النظافة والصباغ والبناي ومقلم الأعشاب اكثر فائدة ! فما بالك بكبار العلماء الكفار والملحدين مثل انشتاين وجيمس واطسون وفرانسيس كريك واسحق نيوتن وجراهام بيل وستيفن هوكنج وتوماس اديسون وتيم بيرنرز لي وغيرهم الكثير الكثير ولا مجال لذكرهم جميعهم !!! وهم في ازدياد بشكل مستمر ومن جميع الجنسيات بأستثناء المتدينين !!!! ، وهناك ايضآ من هم اكثر فائدة من النبي إلا وهم العديد من الحيوانات بأنواعها المختلفة !!!! الكلاب على سبيل المثال فهي تقدم خدمات وفوائد جليلة للبشر تفوق كثيرآ فوائد وخدمات النبي المفترضة ! مثل الخدمة في الشرطة والحراسة وقيادة العميان وبعض سلالاتها تستطيع حتى شم المصابين بالسرطان !!! وبعضها قادر علي شم خامات الذهب !!! وغير ذلك كثيرآ ! ، وأيضآ حتى للحيوانات المفترسة والثعابين والعقارب وغيرهم فائدة تفوق فائدة النبي المتوقعة ! إلى درجة ان النبي كان هو النكبة للبشرية ومضرة وليس فائدة ! بدليل ان مايسمون بأمة محمد هم اكثر الأمم المتضررة في العالم وبسببه اننا نجدهم اليوم من بؤس وفقر وتخلف وهمجية بحق المختلفين والتفجيرات الأرهابية بحق الأبرياء وحتى انفسهم ومن قطع الرؤس !! واتهام المختلفين عنهم والكفار بالنجاسة كما اتهم بها الكلب ! وازدراء وتحريم العلم الحقيقي والتطور والحضارة والموسيقى وكل شئ جميل في الحياة ! وايضآ لبعض الحيوانات نصيبها من ضرر النبي عليها ! مثل معاداة الوزغ والتشجيع على قتله ! بدعوى انهم من الكفار ! وجدهم عدو النبي ابراهيم وعدو التوحيد !!!! وهم مازالو يقتلون من قبل المسلمين نتيجة لذلك حتى اليوم !!!! ، والكلب ايضآ لم يسلم من عداوة النبي ! ، ومن هنا يتبين لنا انه ليس للنبي والأنبياء ايه فائدة متوقعة كما قد يتصورها المرء ! وانما نجد ان لمعظم الكفار والملحدين وحتى للحيوانات البرية والداجنة فائدة تفوق كثيرآ تلك الفائدة المفترضة لأي نبي كان ! وإن الفائدة الوحيدة للنبي هي بسببه تمكن المحتالين والدجالين والطغاة والمتنفذين من السيطرة على الناس البسطاء وتغييب عقولهم وسلب اموالهم بحجة البركة والأجر والثواب وفعل الخير ودخول الجنة ! ونتيجة لذلك تمكنهم من كسب الملايين وحتى المليارات مقابل ازدياد الفقر والبؤس من الطرف الآخر ! .
استطاع المسيح نشر دينه بشكل اكبر وعدد اكثر في مدة ٣ سنوات
عندما قلت انا : وهم في ازدياد بشكل مستمر ومن جميع الجنسيات بأستثناء المتدينين !!!! فالقصد منه لم يكن انتشارهم كمتدينين ! ، وإنما القصد منه هو استثناء انتشار العلماء المتدينين !!! بجانب العلماء الغربين وهم المسلمون تحديدآ !!!! .
إرسال تعليق