::
لماذا أثار هذا المقال اليوم ضحكي؟ إليكم السبب:
المقال يذكر مثالان يعكسان حالة التراجع الحاد في الإيمان الديني الذي يتسارع حالياً هبوطه في أغلب دول العالم المتحضر، والتي تكشفها جميع الدراسات الإحصائية التي أجريت خلال العقود الأخيرة الماضية. أحد هذان المثالان يعكس مايحدث في المملكة المتحدة والثاني مايحدث في فرنسا.
يذكر المقال أن الأسقف الكاثوليكي الإنجليزي مارك ديفيز، يتشكى لطلبته ويحذرهم من حالة التدهور في الديانة المسيحية التي كشفها التعداد السكاني الرسمي الأخير في المملكة المتحدة، والذي يشير إلى أن المسيحية قد تقلصت واضمحلت [خصوصاً خلال العقود القليلة الماضية] ليتحول معتنقيها الآن إلى مجرد أقلية في هذا المجتمع بعد أن كانت هذه الديانة هي الديانة الكاسحة خلال العشرين قرن الماضي من بداية ظهورها وانتشارها. ويضيف إلى مخاوفه توقعات بحث آخر يتنبأ بإغلاق 4000 كنيسة خلال السنوات الستة القادمة إذا استمرت حالة التراجع في أعداد المتدينين بنفس المعدل. تصوروا، أن الكنائس ستغلق بسبب قلة روادها، ليس إغلاق بالعشرات أو بالمئات بل بالآلاف، خلال فترة قصيرة جداً تعد ببضعة سنوات.
والحالة الثانية هي مايحدث في فرنسا، فالأسقف أنوسنت فيونيا يتذمر هو الآخر هناك من أن رعيته التي يخطب لها في القداس، تتكون من كبار السن المتقاعدين، بمعنى أن الجيل الشاب لا يتواجد في الكنائس، ويصف جلسات القداس في فرنسا بأنها فاترة وبلا حماس، بعكس القداسات التي تقام في موطنه الأصلي في دولة الكاميرون الأفريقية.
وهذه الحالة تعكسها هذه الدراسة التي كشفت أن مايقارب الثلثين من الجيل الشاب في فرنسا لا ينسب نفسه إلى أي ديانة، وأن مايعادل واحد فقط من عشرين مواطن يذهب إلى الكنيسة بشكل منتظم هناك.
وما يزيد من هم وغم الكنيسة، هو أن معدل عمر القسيس المسيحي في فرنسا أصبح الآن 75 سنة، أي أن القساوسة هناك هم مجرد مخلفات جيل مسن يدنو الآن من الإندثار. وهذا الوضع المتردي دفع السلطات المسيحية في فرنسا إلى إستيراد القساوسة الشباب من الدول الإفريقية التي لاتزال ترزح تحت نفوذ هذه العقائد البائدة بسبب الجهل والتخلف والفقر الذي لا يزال يبتلي هذه القارة.
ونفس هذه الحالة تتكرر في أغلب دول العالم المتقدمة، مع استثنائات تقتصر على الدول الفقيرة والمتخلفة. فما هو وضع الدين الإسلامي من هذا التراجع الدولي الحثيث؟ هل يملأ الإسلام الفراغ الذي تتركه المسيحية في هذه المجتمعات؟ هل بدأ دين الله الحق أخيراً بعد 14 قرن من الغزوات والحروب والفتوحات والدعوة والتهديد والتمجيد وهدر المليارات البترودولارية، في الإنتشار والإكتساح والترسخ، كما أرادت له السماء وأتباعها على الأرض؟
قطعاً لا، بل خيبة ما بعدها خيبة، ألا تصدقوني؟ إذهبوا إلى وكيبيديا وانظروا إلى حجم نسبة الدين الإسلامي من باقي الأديان في المملكة المتحدة وقارنوا تلك النسبة مع نسبة الشريحة الآسيوية والعربية من حجم السكان. مع الأخذ بعين الإعتبار أن معدل الولادة عند الآسيويين والعرب تفوق معدل الولادة عند الأوربيين، ستجدوا أنها ضئيلة وأن هناك تقارب وتوازي كبير مابين حجم نسبة الدين الإسلامي وحجم نسبة المسلمين النازحين والمهاجرين بالإضافة إلى معدل الولادة عندهم.
أي أن الإسلام نعم ينتشر، ببطء، ولكن ليس بقوة رسالته، إنما كنتيجة لتغييرات ديموغرافية محظة، وهذا الإنتشار محدود وقصير الأمد، ومده سيتوقف ويتقهقر كحالة الأديان الأخرى، وهناك مؤشرات كثيرة تثبت أن هذا بالضبط مابدأ يحدث. ولو كانت الرسالة الإسلامية تملك أي فعالية أو جدوى، لنجحت في إقناع المجتمع القريشي "الجاهلي" خلال العشرة سنوات من لف ودوران نبيها بقداسته وهيبته الربوبية في مجالس وأسواق وأزقة مكة، ولما عرضته للسخرية وقذف الحجارة، ولما أضطر معتنقيها من عقد الهدنات والمفاوضات مع أعدائهم، وقطع الطرق والغارات والغزوات المتكررة ضدهم لتثبيتها ونشرها.
ثقافة طيران البغال في الفضاء وغروب الشمس في الطين ووجود أباليس وجن وعفاريت ومخلوق بجناح ريشي ينزل بكلام إله وباقي الترهات والتفاهات هذه لم تعد تقنع أجيال حديثة مثقفة تعرف أن الحياة قد تطورت ولم تخلق من طين، وأن الفضاء يحتوى على فراغ شاسع لا يسمح لمخلوق أن يقطعه بدون مركبة فضائية، وأن الشمس مفاعل نووي هائل لا يغطس في بركة ماء حار أو يذهب للسجود. هذه سخافات لم تقنع حتى الجيل المكي "الجاهلي"، فهل تتوقعها أن تقنع جيل الآيفون والآيباد اليوم؟
جميع الدراسات الإستفتائية الدولية التي جرت مؤخراً، تفيد بأن الأديان تتراجع وتتقلص، إنما ليس لمصلحة دين على آخر، سواء كان الإسلام أو غيره، إنما تتراجع لتملأ فراغها اللامبالاة واللاأدرية والعلمانية والإلحاد. فالأجيال الحديثة ليست مقتنعة بفكرة الإله الميتزافيريقي الغير مرئي والغير محسوس والغير خاضع للكشف العلمي، وطالما لن يأتي أحد ليثبت لنا علمياً بالتجربة بوجود قوة ميتوافيزيقية مسيطرة على الوجود المادي، لن تقتنع الأجيال الجديدة والمستقبلية بأي دين. وحيث أن هذه القوة المسماة بالرب، لا تخضع تعريفاً لإثبات أو نفي التجربة، فسوف تظل الأجيال القادمة غير مقتنعة، وستزداد معدلات اللامبالاة واللاأدرية والإلحاد.
ومايضحكني من هذه الحقائق هو أن تفكير المؤمن يشبه تفكير الطفل الذي يقرأ قصة السندباد ويعتقد بأنها حقيقية. وكلما تقدمت العلوم وازدادت الإكتشافات، كلما ازدادت سخافة وتفاهت المفاهيم الدينية وانكشف زيفها وابتعد الناس عنها، وهاهي النتائح تؤكد ذلك.
المقال يذكر مثالان يعكسان حالة التراجع الحاد في الإيمان الديني الذي يتسارع حالياً هبوطه في أغلب دول العالم المتحضر، والتي تكشفها جميع الدراسات الإحصائية التي أجريت خلال العقود الأخيرة الماضية. أحد هذان المثالان يعكس مايحدث في المملكة المتحدة والثاني مايحدث في فرنسا.
يذكر المقال أن الأسقف الكاثوليكي الإنجليزي مارك ديفيز، يتشكى لطلبته ويحذرهم من حالة التدهور في الديانة المسيحية التي كشفها التعداد السكاني الرسمي الأخير في المملكة المتحدة، والذي يشير إلى أن المسيحية قد تقلصت واضمحلت [خصوصاً خلال العقود القليلة الماضية] ليتحول معتنقيها الآن إلى مجرد أقلية في هذا المجتمع بعد أن كانت هذه الديانة هي الديانة الكاسحة خلال العشرين قرن الماضي من بداية ظهورها وانتشارها. ويضيف إلى مخاوفه توقعات بحث آخر يتنبأ بإغلاق 4000 كنيسة خلال السنوات الستة القادمة إذا استمرت حالة التراجع في أعداد المتدينين بنفس المعدل. تصوروا، أن الكنائس ستغلق بسبب قلة روادها، ليس إغلاق بالعشرات أو بالمئات بل بالآلاف، خلال فترة قصيرة جداً تعد ببضعة سنوات.
والحالة الثانية هي مايحدث في فرنسا، فالأسقف أنوسنت فيونيا يتذمر هو الآخر هناك من أن رعيته التي يخطب لها في القداس، تتكون من كبار السن المتقاعدين، بمعنى أن الجيل الشاب لا يتواجد في الكنائس، ويصف جلسات القداس في فرنسا بأنها فاترة وبلا حماس، بعكس القداسات التي تقام في موطنه الأصلي في دولة الكاميرون الأفريقية.
وهذه الحالة تعكسها هذه الدراسة التي كشفت أن مايقارب الثلثين من الجيل الشاب في فرنسا لا ينسب نفسه إلى أي ديانة، وأن مايعادل واحد فقط من عشرين مواطن يذهب إلى الكنيسة بشكل منتظم هناك.
وما يزيد من هم وغم الكنيسة، هو أن معدل عمر القسيس المسيحي في فرنسا أصبح الآن 75 سنة، أي أن القساوسة هناك هم مجرد مخلفات جيل مسن يدنو الآن من الإندثار. وهذا الوضع المتردي دفع السلطات المسيحية في فرنسا إلى إستيراد القساوسة الشباب من الدول الإفريقية التي لاتزال ترزح تحت نفوذ هذه العقائد البائدة بسبب الجهل والتخلف والفقر الذي لا يزال يبتلي هذه القارة.
ونفس هذه الحالة تتكرر في أغلب دول العالم المتقدمة، مع استثنائات تقتصر على الدول الفقيرة والمتخلفة. فما هو وضع الدين الإسلامي من هذا التراجع الدولي الحثيث؟ هل يملأ الإسلام الفراغ الذي تتركه المسيحية في هذه المجتمعات؟ هل بدأ دين الله الحق أخيراً بعد 14 قرن من الغزوات والحروب والفتوحات والدعوة والتهديد والتمجيد وهدر المليارات البترودولارية، في الإنتشار والإكتساح والترسخ، كما أرادت له السماء وأتباعها على الأرض؟
قطعاً لا، بل خيبة ما بعدها خيبة، ألا تصدقوني؟ إذهبوا إلى وكيبيديا وانظروا إلى حجم نسبة الدين الإسلامي من باقي الأديان في المملكة المتحدة وقارنوا تلك النسبة مع نسبة الشريحة الآسيوية والعربية من حجم السكان. مع الأخذ بعين الإعتبار أن معدل الولادة عند الآسيويين والعرب تفوق معدل الولادة عند الأوربيين، ستجدوا أنها ضئيلة وأن هناك تقارب وتوازي كبير مابين حجم نسبة الدين الإسلامي وحجم نسبة المسلمين النازحين والمهاجرين بالإضافة إلى معدل الولادة عندهم.
أي أن الإسلام نعم ينتشر، ببطء، ولكن ليس بقوة رسالته، إنما كنتيجة لتغييرات ديموغرافية محظة، وهذا الإنتشار محدود وقصير الأمد، ومده سيتوقف ويتقهقر كحالة الأديان الأخرى، وهناك مؤشرات كثيرة تثبت أن هذا بالضبط مابدأ يحدث. ولو كانت الرسالة الإسلامية تملك أي فعالية أو جدوى، لنجحت في إقناع المجتمع القريشي "الجاهلي" خلال العشرة سنوات من لف ودوران نبيها بقداسته وهيبته الربوبية في مجالس وأسواق وأزقة مكة، ولما عرضته للسخرية وقذف الحجارة، ولما أضطر معتنقيها من عقد الهدنات والمفاوضات مع أعدائهم، وقطع الطرق والغارات والغزوات المتكررة ضدهم لتثبيتها ونشرها.
ثقافة طيران البغال في الفضاء وغروب الشمس في الطين ووجود أباليس وجن وعفاريت ومخلوق بجناح ريشي ينزل بكلام إله وباقي الترهات والتفاهات هذه لم تعد تقنع أجيال حديثة مثقفة تعرف أن الحياة قد تطورت ولم تخلق من طين، وأن الفضاء يحتوى على فراغ شاسع لا يسمح لمخلوق أن يقطعه بدون مركبة فضائية، وأن الشمس مفاعل نووي هائل لا يغطس في بركة ماء حار أو يذهب للسجود. هذه سخافات لم تقنع حتى الجيل المكي "الجاهلي"، فهل تتوقعها أن تقنع جيل الآيفون والآيباد اليوم؟
جميع الدراسات الإستفتائية الدولية التي جرت مؤخراً، تفيد بأن الأديان تتراجع وتتقلص، إنما ليس لمصلحة دين على آخر، سواء كان الإسلام أو غيره، إنما تتراجع لتملأ فراغها اللامبالاة واللاأدرية والعلمانية والإلحاد. فالأجيال الحديثة ليست مقتنعة بفكرة الإله الميتزافيريقي الغير مرئي والغير محسوس والغير خاضع للكشف العلمي، وطالما لن يأتي أحد ليثبت لنا علمياً بالتجربة بوجود قوة ميتوافيزيقية مسيطرة على الوجود المادي، لن تقتنع الأجيال الجديدة والمستقبلية بأي دين. وحيث أن هذه القوة المسماة بالرب، لا تخضع تعريفاً لإثبات أو نفي التجربة، فسوف تظل الأجيال القادمة غير مقتنعة، وستزداد معدلات اللامبالاة واللاأدرية والإلحاد.
ومايضحكني من هذه الحقائق هو أن تفكير المؤمن يشبه تفكير الطفل الذي يقرأ قصة السندباد ويعتقد بأنها حقيقية. وكلما تقدمت العلوم وازدادت الإكتشافات، كلما ازدادت سخافة وتفاهت المفاهيم الدينية وانكشف زيفها وابتعد الناس عنها، وهاهي النتائح تؤكد ذلك.
* * * * * * * * * *
هناك تعليقان (2):
في السعودية المساجد عامرة لعدة أسباب:
- الرياء
- التقليد
-الخوف الاجتماعي (من الأقارب والأصدقاء)
- الخوف السياسي (الهيئة- إغلاق المحلات وقت الصلاة)
- التعليم الديني
فضلا عن الصلاة بسبب التدين.
وكل الشباب دون استثناء، في معاناة دائمة مع الإلتزام بأداء خمسة صلوات تستغرق معظم ساعات اليوم والليلة، لهذا تجد حالات الفصام الديني لدى الأغلبية، والشعور بالذنب المستمر الذي يلاحقهم، وطبعا ضعف الإنتاج العام.
ومع الزمن سوف يحدث للسعودية ما يحدث للعالم، ففرنسا كانت في حالة تطرف ديني لا تختلف عما تعيشه السعودية، ومن المفارقات أن الكثير من السعوديين، يظنون أنهم معتدلين، ولكنهم مع المزيد من العمل والإنتاج والتعلم والابتعاث، سوف ينصدمون بعاداتهم اليومية الإجباية.
http://www.youtube.com/watch?v=XlvCNWLMiwc
هذا شاهد من أهلها .. الاسلام بالسيف انتشر وبالسيف يبقى. لكن الى متى ؟
احصائيات عدد المسلمين غير صحيحة فالرابط الاجتماعي وخوف التهمة بالردة يجعل كثير من لا يؤمنون بالاسلام من ابناء المسلمين يخفون تركهم له.
واعرف كثير من السعوديين لا دينين يؤدون الصلاوات بمعية أهلهم مخفين معتقدهم حتى لا يخسروهم فقط .
ex-saudimuslim
إرسال تعليق