::
أتصور أن السماء بقيادتها وسكانها، تسودها البهجة والنشوة هذه الأيام، وأتصور أن الإحتفالات بزيناتها المتألقة وأضوائها المتلألأة وكؤوسها الخمرية وأطباقها الذهبية تعم الكون بطوله وعرضه للتعبير عن تلك البهجة والسعادة. والمناسبة؟
نجاح تصعيد وتغليظ عمليات حراستها ضد إسائات الكائنات الأرضية الفاسقة لذواتها السماوية المقدسة، بعدما أقر مجلس الأمة الكويتي يوم أمس الماضي إعدام المسيئ لها ولرسولها.
وطبعاً السماء تحتاج إلى مثل هذه القرارات البشرية الصارمة بحق كل من يتطاول على ذواتها المقدسة، لأن من الواضح أنها، أي السماء، قد أخفقت بشكل محرج، ولأسباب يعرفها القليل وينكرها الكثير، في تحصين نفسها وباقي ذواتها من الإسائة، أو منع الإسائة من الوقوع أصلاً بحقها. وحتى عندما تُنزل الآلهة عقابها على أهل الأرض، حين تستشيط غضباً من تجاهلهم لها، قلما تصيب أهدافها بالدقة الربوبية المتوقعة، فالملاحظ أن عقوباتها، كالزلازل والصواعق، تصيب البشر بشكل عشوائي تماماً، فيصاب البريئ وينجو المسيئ. إخفاق آخر وفشل حتى في مهارة الرمي، لم يتحسن مع التمرين خلال مليارات السنين.
فعندما يتطوع إذاً بعض حرسها الأرضي على استهداف الناس بتصعيد عقوبات الإسائة إليها إلى حد إعدامهم، وحتى لو اقتصر تطبيق تلك العقوبة على شريحة ضئيلة من سكان الأرض لاتتجاوز نسبتها 0.01% من مجملهم، والذين سيظلون بدورهم أحراراً في توجيه أي صنف من الإسائة التي يستطعمونها لمقدسات الرب، فالفرحة السماوية لابد أن تكون عارمة لإدخال روح السعادة وتبديد جو التعاسة الذي لاشك أنه قد ملأ أجواء الجنان هناك بعد فشل القيادة الكونية العليا في فرض سلطانها على سكان هذه الذرة الحائمة في الفضاء الفسيح، وإخفاقها في حماية نفسها وأحبابها منهم حتى بعد 1400 سنة من إنزال رسالتها الأخيرة عليهم. فأي مساعدة أرضية، مهما بلغت من ضئالة، ستكون سنداً لها يستحق الإحتفال.
هذا عن واقع أهل السماء، أما عن واقعنا نحن أهل الأرض، فقد أكد لنا هذا القرار البرلماني، الدموي الإنهزامي*، حجم الفرق الشاسع في مستوى التفكير، والذي أبرزته التجربة المذكورة في البوست السابق، مابين ثراء العقلية العلمانية التي يقاس عمقها بغزارة المحيط، وفقر العقلية الدينية التي تسود البرلمان الكويتي في هذا المجلس، والتي تقاس ضحالتها بغزارة نقطة ماء سقطت على رمال الصحراء.
ولايسعني في هذا البوست إلاّ تهنئة السماء على هذا السند الجديد لها، الذي أضافته إلى حصيلتها المتواضعة من أتباعها المتمركزين في دول العالم الثاني والثالث ومادون، وتهنئة الكويت على لحاقها بركب التخلف الذي أحرزته باكستان وأفغانستان والسعودية وإيران في جميع المضـامير الحضـارية، لاسـيما مضـمار حـريات الفكر والتعبير من حقوق الإنسان.
* عندما يفلس الفكر وتسقط الحجة، يرتفع نعيق المطالبة بقتل المخالف.
* * * * * * * * * *
هناك 3 تعليقات:
اشعر بالغضب في كلامك
خبر مؤسف
وانحدار في ثقافة الجمهور الكويتي
الكويت اليوم ليست كالكويت سابقا
الكويت اليوم تتقاذفها ايران والسعوديه وكلن يشدها اليه
الكويت غدا قد تكون كارثه كالبحرين
طبعا هذا إعلان لموت الكويت.
يشهد التاريخ أن التدين كلما زاد في دولة، كلما زادت خرابا، باستثناء حالة واحدة، وهي عند تجييش الجيوش وتحويل المتدينين إلى مقاتلين لأجل المال والنساء والسلطة وبواسطة الدين. وحتى في هذه الحالة فإن الكلمة الأولى للموت والسبي والفوضى وإعاثة الفساد.
الوداع يا كويت، وأهلا بك في نادي الرجوعية!
* عندما يفلس الفكر وتسقط الحجة، يرتفع نعيق المطالبة بقتل المخالف.
========
إعدام المسيئ لها ولرسولها.
========
اكيد الاساءه للآخر إفلاس فكري وضحالة في الحجه فاحذر الوقوع في مثل ذلك.
عقلك ذهب الى افغانستان ونسي المانيا وغيرها لعلك لا تعلم ان مجرد االتشكيك في(المحرقه النازيه المبالغ فيهاوالتي مر عليها عقود طويله) يعاقب عليه بالسجن في الدول المتحضره!!!
سجن على مجرد فكر !!اكيد لديك تبريرات لمثل هذا التصرف
إرسال تعليق