::
محور هذا الطرح أثاره تعليق أحد الزوار على البوست السابق، أود أن أتناول فيه باقتضاب إحدى المفاهيم الرئيسية للديانة الإسلامية. ورغم أن هذا المحور قد أشبع بحثاً خلال التاريخ، إلاّ أني لا أرى مانع من الإدلاء بدلوي فيه، على الأقل لزيادة معلومات من لم يصادفه من قبل.
من مميزات المفاهيم الدينية التي تكشف ركاكة مصنوعيتها البشرية المعرضة للتلف السريع، هي قابليتها للتفكك والتفتت تحت أقل ضغط من النقد والتمحيص. هذا الضعف المزمن في قوامها، يستلزم صيانة متواصلة لاتنتهي من مراوغات وتملص ولوي وعجن لترقيعه وتضميده. خذوا مثلاً مفهوم اللوح المحفوظ، الذي ذكرته بعبور سريع في البوست السابق.
على حسب فهمي لهذه الفكرة، الله خلق لوح (ربما لأنه لا يثق بذاكرته) وكتب فيه مصائر البشر المستقبلية قبل أن يخلقهم. فبناءً على هذا المفهوم، فلنتخيل هذا السيناريو الإفتراضي المدون في هذا اللوح المحفوظ:
محمود سوف يتخرج من جامعة الكويت في سن الـ 21، ويتعين بعدها بسنة كرئيس لقسم مكافحة الواسطة في وزارة مكافحة الفساد الكويتية (دعونا نحلم شوية)، ثم يتزوج بعد ذلك بسنتين من زميلته الجامعية الجميلة حورية بنت رجل الأعمال المشهور الملياردير كريم بن سخي الهامور، ويعيش حياة قصيرة، إنما هنيئة ورغدة إلى أن تأتي وفاته مبكراً في سن الـ 32 بتأثير مرض فتاك.
فالنفترض الآن، أن محمود يصاب بسرطان في سن الـ 31 لم ينفع معه أي علاج، ويخبره الأخصائيون في أفضل المستشفيات الغربية بأن المرض قد انتشر في جسمه وليس له أي أمل بالعلاج، ولن يتبقى له في الحياة أكثر من سنة. ولنفترض أن محمود قد باشر بالدعاء بعد سماع هذا الخبر الصاعق، متوسلاً إلى الله ومتضرعاً إليه لشفائه عملاً بآية أدعوني أستجب لكم من سورة غافر.
هنا تظهر الركاكة والتناقض واللامعقولية في المفاهيم الدينية. حيث أن الله قد كتب له في اللوح المحفوظ بأنه سوف يتوفى في سن الـ 32، كما هو محدد لجميع البشر في هذا اللوح، أنهم سوف يموتون في وقت ما، وهو الوقت الذي حدده الله لهم، فماذا سوف تكون نتائج الدعاء الذي يطلب الله من خلقه العمل به؟
أحد إحتمالين، إما أن الله سوف يتجاهل الدعاء، وتظل الأحداث تجري كما هي مدونة في اللوح المحفوظ بدون أي تغيير، أي أن محمود سوف يموت في سن الـ 32 مهما بذل من جهد في توسله وتضرعه ودعائه. وإما أن الله سوف يتجاهل مادونه في لوحه المحفوظ، ويشفى محمود، ويناقض بذلك تعريف حفظ اللوح من أي عبث أو تغيير، ويغير بذلك ليس فقط مجرى حياة محمود، إنما مجرى التاريخ بأكمله، فربما لو عاش محمود سنة إضافية، فسوف يأتيه ولد يهاجر بدوره إلى أمريكا ويصبح رئيساً لها، ويؤثر من خلال سياسته في مصائر 7 مليار نسمة، في حين لو مات محمود في السنة المخصصة له في اللوح المحفوظ، لن يحدث ذلك.
إذا اختار الله الإحتمال الأول، أي تجاهل الدعاء، بسبب أنه قد قرر مصير محمود مسبقاً ودونه في كتابه "المحفوظ"، فذلك يعني أن حثه لخلقه على دعائه والإبتهال له هو كذبة فاحشة. وإن اختار الإحتمال الثاني وغير تاريخ وفاة محمود، كمسح الطباشير من اللوح، فمفهوم تدوين مصائر البشر المستقبلية تفقد أي معنى، فكيف تكون مصائر البشر محددة ومدونة، إذا كانت تلك المصائر في نفس الوقت خاضعة للتغيير حسب متغيرات سلوكياتهم في المستقبل. هذه مفارقة منطقية صارخة.
مفهوم حرية الخيار التي تستند عليها مفاهيم قاعدية هامة كالدعاء، والكفر والإيمان، والثواب والعقاب، تتعارض مع فكرة تحديد المصير مسبقاً. فإما أن الإنسان حر في اختياره، أي في وقت من حياته يستطيع أن يحدد مصيره بنفسه، وبذلك ينطبق عليه مفهوم الثواب والعقاب، لأنه سيختار هذا الطريق أو ذاك، أو أن مصيره محدد ومقفول مسبقاً، كما يعكسه مفهوم اللوح المحفوظ. فمفهوم الجنة والنار في هذه الحالة، كغيره من المفاهيم والأفكار الدينية الكثيرة الأخرى، لا يستحق إلا الرمي في الزبالة، مكانها المناسب.
إنما لاشك بأن قرون من النبش والتنقيب عن تبريرات وترقيعات من قبل المعتذرين للدين، سوف يزود بعض القراء المتدينين ببعض الذخيرة للرد على هذا الإشكال. وتحسباً لذلك، أود أن أطرح إشكال آخر مرتبط بالموضوع، لأرى كيف يرد عليه هؤلاء القراء:
فكرة تدوين مصائر البشر، لا تناقض مفهوم حرية الخيار فحسب، بل الأهم من ذلك أنها تناقض مفهوم العلم الكامل، أحد الصفات الربوبية. فمعرفة الرب لماسوف يحدث في المستقبل، يعني بالضرورة أن الرب لا يستطيع تغييره (لأنه سوف يحدث) وهذا يطعن في قدرة الرب. أي أن مفهوم القدرة الكاملة يتعارض مع مفهوم العلم الكامل. فكروا ملياً في هذا التناقض قبل التسرع بالرد.
من مميزات المفاهيم الدينية التي تكشف ركاكة مصنوعيتها البشرية المعرضة للتلف السريع، هي قابليتها للتفكك والتفتت تحت أقل ضغط من النقد والتمحيص. هذا الضعف المزمن في قوامها، يستلزم صيانة متواصلة لاتنتهي من مراوغات وتملص ولوي وعجن لترقيعه وتضميده. خذوا مثلاً مفهوم اللوح المحفوظ، الذي ذكرته بعبور سريع في البوست السابق.
على حسب فهمي لهذه الفكرة، الله خلق لوح (ربما لأنه لا يثق بذاكرته) وكتب فيه مصائر البشر المستقبلية قبل أن يخلقهم. فبناءً على هذا المفهوم، فلنتخيل هذا السيناريو الإفتراضي المدون في هذا اللوح المحفوظ:
محمود سوف يتخرج من جامعة الكويت في سن الـ 21، ويتعين بعدها بسنة كرئيس لقسم مكافحة الواسطة في وزارة مكافحة الفساد الكويتية (دعونا نحلم شوية)، ثم يتزوج بعد ذلك بسنتين من زميلته الجامعية الجميلة حورية بنت رجل الأعمال المشهور الملياردير كريم بن سخي الهامور، ويعيش حياة قصيرة، إنما هنيئة ورغدة إلى أن تأتي وفاته مبكراً في سن الـ 32 بتأثير مرض فتاك.
فالنفترض الآن، أن محمود يصاب بسرطان في سن الـ 31 لم ينفع معه أي علاج، ويخبره الأخصائيون في أفضل المستشفيات الغربية بأن المرض قد انتشر في جسمه وليس له أي أمل بالعلاج، ولن يتبقى له في الحياة أكثر من سنة. ولنفترض أن محمود قد باشر بالدعاء بعد سماع هذا الخبر الصاعق، متوسلاً إلى الله ومتضرعاً إليه لشفائه عملاً بآية أدعوني أستجب لكم من سورة غافر.
هنا تظهر الركاكة والتناقض واللامعقولية في المفاهيم الدينية. حيث أن الله قد كتب له في اللوح المحفوظ بأنه سوف يتوفى في سن الـ 32، كما هو محدد لجميع البشر في هذا اللوح، أنهم سوف يموتون في وقت ما، وهو الوقت الذي حدده الله لهم، فماذا سوف تكون نتائج الدعاء الذي يطلب الله من خلقه العمل به؟
أحد إحتمالين، إما أن الله سوف يتجاهل الدعاء، وتظل الأحداث تجري كما هي مدونة في اللوح المحفوظ بدون أي تغيير، أي أن محمود سوف يموت في سن الـ 32 مهما بذل من جهد في توسله وتضرعه ودعائه. وإما أن الله سوف يتجاهل مادونه في لوحه المحفوظ، ويشفى محمود، ويناقض بذلك تعريف حفظ اللوح من أي عبث أو تغيير، ويغير بذلك ليس فقط مجرى حياة محمود، إنما مجرى التاريخ بأكمله، فربما لو عاش محمود سنة إضافية، فسوف يأتيه ولد يهاجر بدوره إلى أمريكا ويصبح رئيساً لها، ويؤثر من خلال سياسته في مصائر 7 مليار نسمة، في حين لو مات محمود في السنة المخصصة له في اللوح المحفوظ، لن يحدث ذلك.
إذا اختار الله الإحتمال الأول، أي تجاهل الدعاء، بسبب أنه قد قرر مصير محمود مسبقاً ودونه في كتابه "المحفوظ"، فذلك يعني أن حثه لخلقه على دعائه والإبتهال له هو كذبة فاحشة. وإن اختار الإحتمال الثاني وغير تاريخ وفاة محمود، كمسح الطباشير من اللوح، فمفهوم تدوين مصائر البشر المستقبلية تفقد أي معنى، فكيف تكون مصائر البشر محددة ومدونة، إذا كانت تلك المصائر في نفس الوقت خاضعة للتغيير حسب متغيرات سلوكياتهم في المستقبل. هذه مفارقة منطقية صارخة.
مفهوم حرية الخيار التي تستند عليها مفاهيم قاعدية هامة كالدعاء، والكفر والإيمان، والثواب والعقاب، تتعارض مع فكرة تحديد المصير مسبقاً. فإما أن الإنسان حر في اختياره، أي في وقت من حياته يستطيع أن يحدد مصيره بنفسه، وبذلك ينطبق عليه مفهوم الثواب والعقاب، لأنه سيختار هذا الطريق أو ذاك، أو أن مصيره محدد ومقفول مسبقاً، كما يعكسه مفهوم اللوح المحفوظ. فمفهوم الجنة والنار في هذه الحالة، كغيره من المفاهيم والأفكار الدينية الكثيرة الأخرى، لا يستحق إلا الرمي في الزبالة، مكانها المناسب.
إنما لاشك بأن قرون من النبش والتنقيب عن تبريرات وترقيعات من قبل المعتذرين للدين، سوف يزود بعض القراء المتدينين ببعض الذخيرة للرد على هذا الإشكال. وتحسباً لذلك، أود أن أطرح إشكال آخر مرتبط بالموضوع، لأرى كيف يرد عليه هؤلاء القراء:
فكرة تدوين مصائر البشر، لا تناقض مفهوم حرية الخيار فحسب، بل الأهم من ذلك أنها تناقض مفهوم العلم الكامل، أحد الصفات الربوبية. فمعرفة الرب لماسوف يحدث في المستقبل، يعني بالضرورة أن الرب لا يستطيع تغييره (لأنه سوف يحدث) وهذا يطعن في قدرة الرب. أي أن مفهوم القدرة الكاملة يتعارض مع مفهوم العلم الكامل. فكروا ملياً في هذا التناقض قبل التسرع بالرد.
* * * * * * * * * *
هناك 12 تعليقًا:
http://www.ye-forum.net/vb/showthread.php?t=713801
ارسلت لك رابط لاحد المواضيع المهمة جدا لي فانا متابع لك ومتابع للكاتب الاخر ...واشعر اني في حيرة بين تصديق كلامك او كلامة !
وهذا الرابط للمرة الثانية
http://www.ye-forum.net/vb/showthread.php?t=713801
-لماذا اخترت أن تصدق كون اللوح المحفوظ لوحا على شاكلة ألواحنا المعروفة؟! هل لأن ذلك يلاقي هوى في نفسك؟ أم أنه لا يوجد فهم آخر؟
-لماذا لا يكون اللوح المحفوظ كجهاز تحكّم غير مادي بالضرورة؟
-الكون المادي يسير وفق قوانين لا تكاد تتغير (مسارات الكواكب-الحرّ في الصيف والبرد في الشتاء-لا أكسجين خارج الغلاف الجوي...إلخ)
-تلك قواعد وقوانين طبيعية يمكن أن تسميها اللوح المحفوظ إن شئت..
-لكن لماذا التصقت بفهم المفسرين القدامى وأمعنتَ في الالتصاق به؟!!!
أحسنت,
القضاء و القدر هو أول قضية جعلتني مشكك كمسلم, كانت بداية الفيض
شعراوي
(فكرة تدوين مصائر البشر، لا تناقض مفهوم حرية الخيار فحسب)
-ألست حر في اختيارك الالحاد أو اللادينية الآن؟!
(فمعرفة الرب لماسوف يحدث في المستقبل، يعني بالضرورة أن الرب لا يستطيع تغييره (لأنه سوف يحدث) وهذا يطعن في قدرة الرب)
-فرق كبير بين (لا يستطيع) و (لا يريد).
(أي أن مفهوم القدرة الكاملة يتعارض مع مفهوم العلم الكامل)
-علي العكس تماما فالعلم الكامل تم استخدامه في كتابة ما سوف يكون بشكل كامل لا يحتاج الي تغيير و لو أنه كان يحتاج الي تغيير لما أمكن اعتبار من كتبه يتصف بكمال المعرفة.
-بالعودة مرة أخري الي الاختيار و الاجبار من منطلق عام:
* من اختار النار لا يستطيع أن يعيش في الجنة و النار ستكون مناسبة لطبيعته و العذاب بها سيكون متوافق مع تفضيلاته، فضلا عن أنه اختار ذلك بمحض ارادته في حياته الأولي.
*اذن فالموضوع لا يعدو كونه تنوعا في التفضيلات و الاختيارات...هذا يفضل الجنة و يعمل من أجل ذلك و هذا يفضل النار و يعمل من اجل ذلك...و هذا لا يؤمن بجنة أو نار و لا يفرق معه وجوده في أيهما فلا يلوم أحد عندما يجد نفسه في جنة او نار...فالمكان الذي سيوجد فيه سيكون ملائم له.
-قد يكون سؤالك التالي: و هل يوجد أشخاص يحبون أن يتعذبوا و يجدوا متعة في ذلك علي الرغم من الألم؟
أعتقد أنك تعرف الاجابة لسعة اطلاعك.
-----------------------------------
مسلم مصري
ان فكرة الدعاء هي احد اهم الدوافع والحوافز لبقاء المؤمن في حظيرته الدينية لضمان عدم هروب القطيع
من منظومته الدينية بحيث يبقى راضيآ بما قد يحققه له هذا الدعاء من العديد من الامنيات ! والجديرة بالذكر
منها على سبيل المثال .. دعاء المؤمن بطول العمر على الرغم ان الله قد قرر مصيره منذ ازل سحيق ! قبل ان يخلق هذا الكون ! ،
وقد يقول قائل كيف علمت ذلك ؟ فنقول على حسب منطق المسلمين اذا لم يقرر الله مصير المؤمن الداعي منذ الازل
قبل خلق هذا الكون معنى هذا ان الله لم يكن يعلم انه في تلك الفترة السحيقة من سيخلق بعد وليقرر مصيره في اللوح المحفوظ ان
كان طويل العمر او قصير إلا بعد زمن طويل من خلق هذا العالم ! ومعنى هذا ان الله ليس كامل القدرة !
وان كان يعلم بما سوف يخلق بما في ذلك المؤمن الداعي في تلك الفترة السحيقة وقرر مصيره مسبقآ فلا معنى او
فائدة ترجى من هذا الدعاء الا اذا كان هذا الرب ليس له رأي او موقف ثابت حيث انه يمكن ان يتنازل عن قراراته
الأزلية بالدعاء ! ، وهناك الدعاء بالشفاء من الامراض مثلآ عندما يدعي المؤمن ربه ليشفيه من اي مرض كان
فأننا نلاحظ ان الامراض التي تشفي بالدعاء على حسب الظاهر هي فقط تلك الامراض التي وجد الطب الحديث علاج
لها فقط ! ولم يجد اي منا في العالم لحد الآن وبأم عينه ان هناك اي مريض قد شفى من مرض عضال لحد الآن
بالدعاء مالم يجد الطب الحديث علاج فعال له ! وكذلك قد نلاحظ ان الشفاء من الكثير من الامراض التي لها علاج
فعال الآن تكون حتى في جميع المستشفيات العالم منها الاسلامية والغير الاسلامية او حتى ملحدة دون الحاجة الى اي دعاء !
وبالمناسبة اللوح الحفوظ هذا هو اسمه المحلي في هذه البقعة من العالم ! ولو ظهر الاسلام منذ البداية في غير البلاد
العربية لما عرف هذا اللوح المحفوظ ابدآ ليس هذا فقط بل حتى لم يعرف جبريل وملائكة والجن وغيره ولظهر بدل
منهم اشياء ومسميات اخرى غير معروفة ! ، ونكتفي بهذا القدر من الكلام ونقول لبصيصنا العقلاني الى اللقاء وشكرآ .
هناك الافتراض الثالث استاذي بصيص وهو الذي ذكره احد المعلقين على البوست السابق
ان الله يقدر الدعاء ويكتبه في اللوح وعلى اساسه يكتب شفاء المريض في عمر ٣٢ ويمد في عمره الى اجل مسمى
فيصبح المكتوب في اللوح
الاخ مسلم مصري
ليه بتحاول تتفلسف
الشء اللي بتعبده بيقول كده بالنص
الله يهدي من يشاء و يضل من يشاء
ختم الله علي قلوبهم
الخ الخ
لا يوجد اله دي حقيقه حاول تتعايش معاها بدل تضييع الوقت في السجود و الوقوف و التحدث مع الهواء
أف ، مسلم مصري رجعزززعقبال السيد فرانسي
أنا لست فقيه أو عالم فيزيائى ولكن أحاول دائماً أن أطرح على نفسي أسئلة كثيرة عن فلسفة هذا الكون ..
فلغز اللوح المحفوظ والقضاءوالقدر والمسير والمخير كلهاغيبيات لن يستطيع شرحها من لم يراها.. وهذا الكون ملئى بالألغاز حولنا اذا أردنا أن نشغل أنفسنا بالاسئلة عن كل ما تقع عليه عيوننا ..
مثلاً ما فائدة حشرة الذباب ؟ وما دور الفراشات والباعوض وووحيد القرن الأفريقى فى الحياة وما فائدة الإخطابوط والأسماك المتوحشة والمسمارية والالاف المخلوقات ؟ ما فلسفتها الكونية بعيداً عن الدين ؟ هل هى عالم اخر مثلنا وما نحن اللا فصيلة من تلك الفصائل التى تتدرج الى أعلى من أصل خلية واحده ..
والان نعود ونتفلسف عن اللوح المحفوظ وأسمح لنفسي فى الرد على سئوالك فى حين إننى لا أعرف شيء إنما اجابتى هى لخلق سئوال يخيرنى ..
الجواب : إن الله خلق اللوح المحفوظ وفيه إن العبد المخلوق (س ) كتب له فى اللوح المحفوظ الاتى :
إن العبد (س) تم إعطائة أوبشن ( خيار) التفكير الحر ..وإنه بدا جيد وطيب ..ثم أنحرف وطغى وأفسد ..فأنزلنا عليه عقاب عباره عن مرض وفقر .. ثم يوم كذا فى الساعه كذا دعى واستغفر واستقام فأزلنا عنه المرض وجعناه مليونير فى خلال 5 سنوات .. / تم /ورفعناه ذلك فى اللوح المحفوظ ..
هذا يعنى إن الله لم يكشط شيء من سيرة هذا الشخص .. وما سلسلة حياته وفجوره ودعوته و استغفاره إللا تنفيذ لما هو مكتوب فى صحيفته ..
كيف يطلب الله من العبد الدعاء فى شيء كان مقضياً ؟ :
هذا يتوائم مع تضخيم لوحة اللغز ..
فأنت ناتج لومضة زمنيه كونيه عباره عن تجربة تمت وانتهت منذ 700 مليار عام مضت وانتهت وإنك اعطيت فرصة الاختيار الحقيقة من خلال رؤية الله لك قبل كتابة اللوح المحقوظ وانك الان فى ماضي سحيق منتهى رغم انك تتنفس الان ولكن بمقياس سرعة الكون فأن الزمن الربانى متقدم عنك بملايين المليارات من السنين وانك عبارة عن تجربه من تجارب الله بدأت حياتك وانتهت قبل ان تولد وان الله رآاك وكونك وكتبك فى جزء/مليار/ ثانيه ..
وإنك إمام أله ليس من دم ولحم ومختلف عنك تماماً فى التكوين والقدرة و الزمن والمعرفةوالهدف ..
فعدم وصول العقل البشرى لحل معضله ليس معنى ذلك إن تلك المعضله عبثيه بل يعنى عدم المعرفة بأبعادها ويجب علينا الصمت والتفكير بهاوالخنوع بسبب نقص المعرفةوليس الحكم عليها بالخيال الهزلى ..
فلو لديك القدرة بالتحكم فى اللعب بالزمن كأن تذهب الى المستقبل مليار عام أو الرجوع 1500 عام و أتيت بأمرأة بدوية فى جبال مكة قبل الاسلام واستحضرتها بالرجوع بالزمن للخلف وأطلقت عليها اشعة زرقاء من جهاز الليزر الذى معك وقمت بأستئصال ورم فى يدها عن بعد 12 إنش دون ان تلمسها وقمت باجراء عملية ازالة الشعر لها ثم غادرت فسوف يقسم كل من رأى المشهد ان هذا شيطان .. فى حين أنه فرق فى المعرفه فأنت طبيب تدربت وفهمت الجهاز وقام بصنعه انسان وكل مافى الامر هو لمحة فى المعرفة بفارق زمنى 1500 عام فقط فكيف وانت فى فارق زمنى أكثر من 600 مليار عام على تقديرى انا الجاهل وربما يكون فارق المعرفة تريليونات السنين بينك وبين المعرفة المتواضعة لمن صمم الكون ..
فاللوح الالكترونى المحفوظ شئ لم نلمسه ولا نعرف مغزاه ولا نعرف قوانينه ولا أصوله ولا كيف تم وهل المفروض الدعاء من عدمه
واخيراً الإستغراب والعزوف ممكن يأتى فى محلين :
المحل الأول : الاستغراب و الدهشة من شئ انت على أتم العلم به ولكنك تجده فى غير وضعه الحقيقى
المحل الثانى : الاستغراب من شيء انت لا تعرف عنه شئ ففى هذه الحالة لا مجال لأبداء رأى ويكون هنا الصمت والتفكير هو الصواب مع وضع الاعتبار للفرق فى القدرة والمعرفه هذا لو اضفت لها عنصر اختلاف التكوين ..
مثال :
مستر جان لديه كلب ذكى اسمه جو ..
مستر جان قرأ فى الصحف بأن اللحوم المخصصة للكلاب سوف يتوقف انتاجها لمدة 3 ايام فقام بشراء كمية تكفى كلبه لمدة 3 ايام ..
الكلب جو كان جوعان فعثر على اللحم كله واكله دفعه واحده ..
قام السيد جان وركل الكلب جو وعنفه ..
الكلب جو استغرب كثير ..ولكن استغرابه من النوع الثانى الذي بدون معرفه
والسبب أن الكلب جو لا يقرأ الصحف ولا يفهم لغة التلفاز ..
هنا تشبيه بمخلوقين من نفس الخليه والتكوين البيولوجى ..
وعندما تكون أمام إاله فائق القدرة و المعرفة والفرق بينك وبينه مثل الفرق ما بين الحلزون وطائرة البوينج الحديثه المزوده يأحدث الاجهزه الملاحية ..
هنا لا مجال حتى للتفكير و المقارنه ..
انا هنا ليس فى مجال إثبات اللوح المحفوظ ولا بمضوع المخير و المسير .. ولكن إذا كنا نناقش موضوع عن الغيبيات فلابد أن نضع معضله غيبية ونضع لها إفتراضات غيبية أيضاً كى نوفر على أنفسنا وعقولنا عناء البحث فى أشياء ربما لا يكون القرب منها قبل مليارات السنوات فى المستقبل السحيق ..
أرجو أن لا أكون أزعجتك بفلسفتى التى هى خاصة بى ولا أريد ان افرضها أو أسوقها لأحد على إلاطلاق ..
لك من التحية
قوس قزح
الحل للمراوغة العصرية في :
(نظرية العوالم المتوازية)
وين أبو الزغاليل عنك :))
ما الذي يحدث عندما يقوم أحدهم بالدعاء ؟ هل يغير الله المكتوب ؟ هل يغير الله المكتوب و القدر ؟هذا التناقض جعل الشيعة يخترعون ما يسمى بالبداء انطلاقا من الآية التي تقول "وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ "وهو أن الله قبل الدعاء يكون معدا قدرا لكن مع الدعاء و العمل الصالح يقوم بتغيير ذاك القدر و هو القضاء الموقوف و اخترعوا خرافات أخرى كلوح المحو و الإثبات كأن الله طفل صغير يكتب في اللوحة ثم يمحي -قاعد يلعب-وهو ما يتناقض تماما مع مبدأ الإلاه الكامل العالم العليم بالغيب.
إرسال تعليق