::
تحكم سلوكيات الإنسان وتصرفاته عدة عوامل: شعوره، أحاسيسه، عواطفه، غرائزه، تفكيره، نشأته، وغيرها. ولكن لاشك أنكم تدركون أن ربما أقوى دافع يحرك تصرفات الإنسان ويتحكم بها هو دافع الرغبة في البقاء حياً، وهذا دافع غريزي شديد الفعالية، يحكمه الخوف والهلع من المجهول، والذي هو الموت. وهذا يطرح هذه التساؤلات:
لماذا يقدم إنسان على قتل نفسه طوعاً إذاً بغياب أي ضغوط مرضية أو نفسية؟ وليس ذلك فحسب، بل يقدم على هذا الفعل، المعاكس تماماً لأحد أقوى الدوافع الغريزية التي تحركه، بكل فخر واعتزاز ورغبة وحماس؟
لكي يقدم على هذا العمل بهذا الدافع، لابد أولاً أن تزال فكرة الموت الأزلي من ذهنه واستبدالها بفكرة الإستمرارية والتواصل لحياته، بهويته وشخصيته المألوفة. وثانياً، لكي يمكن حثه على التعجيل في قتل نفسه، لابد أن يتم إغرائه بعالم أفضل بكثير من العالم الذي يعيش فيه ويعاني من مشاكله. وثالثاً لكي توثق هذه الإغرائات ويقتنع بها، لابد أن يتم صبغها بصبغة سلطوية لا تحتمل الشك أو حتى التساؤل، أي أن تنسب إلى إله.
وهذه ربما هي الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها تحريض إنسان متزن وعاقل لا يعاني من نزعات قتل الذات لأسباب نفسية. هذا هو الأسلوب الذي يتبعه مفهوم الجهاد الديني.
مفهوم الجهاد الديني، هو بلاشك أسوء وأشر وأخس مفهوم اخترعه دماغ الإنسان ضد أخيه الإنسان. أن يحرض إنسان ليس على قتل الآخرين فحسب، بل على قتل نفسه أيضاً. ولماذا؟ في سبيل تثبيت التحكم والسيطرة في يد فرد أو نخبة قيادية على الرعية لتسهيل قيادتها والتحكم بها، لا أكثر ولا أقل.
وهذا فيديو كليب لمجاهد إنتحاري مسلم، يعبر فيه عما يجول بذهنه من أفكار قبيل تفجير نفسه. شاهدوه واستمعوا إلى الدوافع التي تحرضه على الإقدام على أحد أشنع وأخس الجرائم التي يقترفها البشر بحق أنفسهم وبحق الغير.
مايبوح به من أفكار، يكشف مدى شر وخطورة هذا الفكر البشري المسمى بالدين الإسلامي، إستمعوا إلى ماذا يستند في قناعاته على إلحاق الخراب والدمار لنفسه ولغيره: النصوص القرآنية والأحاديث النبوية. والفيديو يكشف أيضاً درجة الإنغلاق والإنعزالية التي تميز هذه المجموعات الجهادية، فهي تعيش في عالم آخر وهمي، منفصل تماماً عن عالم الواقع، فهي تؤمن تماماً بأن تفجيرات فردية هنا وهناك كافية لأن تنشر دينها على الكرة الأرضية. كما تظهر مدى سطحية تفكير المؤمن الأصولي ودرجة بلاهته التي لا تصدق، فهو أيضاً يؤمن تماماً بأن الإله الذي يفترض بأنه خلق الكون وكوّن مواده وقواه وصاغ قوانينه، لم يجد منهج آخر في نشر دينه سوى إصدار أوامر لشرذمة صغيرة من أتباعه لتفخيخ وتفجير أنفسهم لكي يتحقق هذا الهدف.
إنما المحزن في هذا الفيديو، بالإضافة إلى الدمار الذي يسببه هذا المفهوم، أنه من السهولة البالغة تفادي الوقوع في هذا الفخ القاتل المسمى بالجهاد، وذلك بمجرد نشر وعي ثقافي علمي بسيط، يشرح موقعنا كبشر من الطبيعة، وكيف ننتمى لها. مجرد علوم بايولوجية وفلكية أساسية بسيطة تكفي برأيي لكشف هزالة هذه المفاهيم ولا معقوليتها. المشكلة إذا هي مشكلة غياب الوعي والثقافة، أكثر مما هي مشكلة إنتشار المفاهيم الدينية نفسها.
هذا الفيديو يقدم نموذج ممتاز للعقلية الجهادية الإنتحارية، والعوامل التي تبلور هذا الفكر الهدام.
إنما المحزن في هذا الفيديو، بالإضافة إلى الدمار الذي يسببه هذا المفهوم، أنه من السهولة البالغة تفادي الوقوع في هذا الفخ القاتل المسمى بالجهاد، وذلك بمجرد نشر وعي ثقافي علمي بسيط، يشرح موقعنا كبشر من الطبيعة، وكيف ننتمى لها. مجرد علوم بايولوجية وفلكية أساسية بسيطة تكفي برأيي لكشف هزالة هذه المفاهيم ولا معقوليتها. المشكلة إذا هي مشكلة غياب الوعي والثقافة، أكثر مما هي مشكلة إنتشار المفاهيم الدينية نفسها.
هذا الفيديو يقدم نموذج ممتاز للعقلية الجهادية الإنتحارية، والعوامل التي تبلور هذا الفكر الهدام.
بووووم، من كائن حي ذو وعي وإدراك، إلى أشلاء مكونة من مركبات عضوية وعناصر فيزيائية جمادية. ينسف نفسه في بقعة صحرواية جرداء ليرجع إلى العدم بين هتافات التكبير والتسبيح من المغيبين من مثله، و لم يسبب في فعلته الشنعاء هذه حتى خدش في ترسانة مايراه بأنه عدوه وعدو دينه. فماذا حقق له ولدينه؟ لاشيئ، فالعالم من حوله لايزال موجوداً، يتقدم ويزدهر، وشرذمته المغيبة الباقية لاتزال تتسكع في الأودية والهضاب التي شهدت غزوات وغارات أسلافها. ولا أحد خارج حلقتها الضيقة يبالي بها أو بأفكارها.
ولاتطوفكم التعليقات التي يتنصل أصحابها من وضع اللوم لهذه الجرائم على المفهوم السيطري العنيف المسمى بالدين الإسلامي، وكأن هؤلاء الجهاديون يأتون بأفكارهم من جامعات أوروبا وأمريكا، وليس من مساجد ومنابر أمتهم الإسلامية.
ولاتطوفكم التعليقات التي يتنصل أصحابها من وضع اللوم لهذه الجرائم على المفهوم السيطري العنيف المسمى بالدين الإسلامي، وكأن هؤلاء الجهاديون يأتون بأفكارهم من جامعات أوروبا وأمريكا، وليس من مساجد ومنابر أمتهم الإسلامية.
هناك 4 تعليقات:
يا أخ بصيص هؤلاء مرضي عقليون لا ينفع معهم لا علم و لا ثقافة و لا توعية، هل رأيت للمعتوه عندما ألقى بنفسه في المياه و الإبتسامة البلهاء تعلو وجهه و هو يصف نشوته و فرحته لأنه سيفجر نفسه؟ من المؤسف أننا نسكن نفس الكوكب مع هذه الكائنات الضارة أعداء الحياة
أخي بصيص هذه فيروسات ضاره بكل تأكيد قرأت كل حرف كتبته ولم أشاهد الفيديو لأني لست على أستعداد تقبل ما يفعله حتى في نفسه شباب ضاع وسبب الألم لوالديه ولعائلته قبل أن يسببها لغيره .أخي بصيص آمل الكتابة وبشكل يومي لأنني أفطر وأتغدى وأتعشى على كل ما تكتبه وأجد فيه ضالتي شكرا ثم شكرا لمثل هذه العقول النيرة .
أخوك ومحبك المتحرر من الأغلال
Godel Gauss,
عزيزي كنت مثله في يوم الأيام .. و اليوم لا نقول إلا سحقا لله
ان كل معتوه يفجر نفسه ومن معه ! ، فأن بالمقابل هناك في الطرف الآخر من المسلمون سوف يبغى جاهزآ للدفاع والمحاماة عن دينه المجرم وبأن مافعله هذا الأرهابي او غيره انما هو واجب على كل مسلم الغيور على دينه وان كل من لايغير على دينه وعرضه انما هو انسان لاشرف ولاكرامة له !! ، او قد يتخذ مناورة لتفادي التهم الموجه لدينه بأن الذي يفجر نفسه بغير اعداء الأسلام والمسلمون انما هو انسان مغسول الدماغ ومن اهل النار !وان الأسلام لم يقل لنا فجروا انفسكم في الأسواق والمساجد بين الناس والمصلين ، ولكن قال لنا قاتلوا الكفار والمشركين الذين يحاربون الله ورسوله ! ، واما الأسلام الأساس المشكلة فيبغى بعيدآ عن تهمة الأرهاب طالما ان من اخترع المتفجرات بأنواعها ومعها كل اسلحة القتل الفتاكة هي من صنع الكفار ! ، ولكن الله نفسه لماذا لايغير على دينه ويحمي مصليه ومعهم المصاحف ! ان كان موجودآ بالفعل عندما يفجر اي من الأرهابيين نفسه بين المصلين ! وهم الآخرون مغيبون بدينهم عندما يعتقدون بأن الله معهم وسوف يحميهم من اي ارهابيآ قاتلآ وهم يصلوا له وعلى نبيه ! ومع ذلك انما الله هو مجرد فزاعة اخترعها الأنبياء لأخافته من الوهم ! ، وان النبي صلعم على الرغم انه قد مات منذ 1400 عام إلا انه مازال مجرمآ الى يومنا هذا ! وحتى بعد عدة عقودآ قادمة رغمآ عن عشاقه بسبب انه اخترع مفهوم الجهاد في عقول اتباعه حتى لحظة كتابة هذا التعليق ! ، ولو فرضآ انه لم ينصب نفسه نبيآ او يحث اتباعه على جهاد اي كان .. فهل كنا في هذا اليوم سوف نعرف اي تفجير ارهابي بكل صوره ولو واحدآ على مر العقود الماضية والحاضرة والمستقبلة ؟ الجواب كلا ! ، صحيح انه نحن بالذات واغلب مانعرفهم في هذا العالم لم يكونوا ليوجدوا حيث سوف يكون التاريخ برمته مختلفآ ! ، ولكن بدل عنا نحن بالذات سوف يكون هناك اناس غيرنا مختلفون عنا تمامآ وسوف يكون عالمهم الآن افضل واكثر تطورآ وتحضرآ بكثير دون الأسلام ! وفي هذا العالم ليس المهم اننا نحن بعيننا موجودون او هي غايتنا ! وانما الأهم من هذا هو وجود بشر آخرون غيرنا ينعموا برفاهية العيش الكريم وبأمان افضل منا بكثير وما نحن بالذات إلا نتاج وجود الأسلام !! سواء كنت انا كملحد مدى الحياة او بصيص العقلاني او الزميل غير معرف المعلق الملحد او بن كريشان وغيرهم الكثير والكثير وكل اقاربنا واحبائنا وحتى الأنظمة الطاغية لم يكونوا ليوجدوا ابدآ لولا الأسلام ! وبالمقابل لم يكن هناك ارهابآ وقتلآ وتنكيلآ فضيعآ في كل لحظة ودقيقة وكذلك لم يكن هناك يهودآ صهاينة بشكلهم الحالي المتطرف حيث النبي صلعم ايضآ قد صنع تطرفهم عندمآ افتعل معهم العداوة والبغضاء والحروب ولذلك هم ايضآ قتلة ومتطرفون بعد الأسلام في يومنا هذا ! .
إرسال تعليق