::
الخاطرة التي طرحتها في البوست السابق كانت تتمحور حول إستحالة التمييز مابين الوسيط السماوي، أي النبي، ومدعي الوساطة مالم يمتلك هذا المدعي خصائص تميزه عن غيره.
لم أتطرق إلى القرآن كبرهان على صحة نبوة محمد وذلك لسبب بسيط وهو أن هذا الكتاب ربوبي مقدس عند المسلمين فقط، ولكن عند غيرهم فهو كتاب عادي لايوجد فيه ما يبرر نسبه إلى رب. والبرهان الذي لايقتنع فيه غير الذي تجرع قناعته في صغره، ليس بحجة تميز حاملها عن غيره.
ولكن رداً على ملاحظة الأخ الكريم مسلم سابق في تعليقه، أود أن أسترسل قليلاً في ربوبية القرآن التي أشعر الآن أنني لم أتطرق لها بشكل وافي في البوست السابق.
تخيلوا ماذا كان ليحدث لو أعطى الله محمد، كبرهان على نبوته بدلاً من القرآن أو بالإضافة إليه، عصى كعصاة موسى مثلاً يستطيع أن يشق بها البحار والوديان أو يرفع بها الجبال ليعلقها في الهواء. هل سينكر أحد نبوته؟
ولكن الإله الإسلامي، بعد تفكير ربوبي عميق ومعاينة ألوهية دقيقة توفر لها من الوقت مايقاس بالأزلية للبت فيها، فضل أن يختار القرآن من جميع الخيارات اللامحدودة المطروحة أمامه كبرهان ينزله على نبيه ليحج فيه البشر إلى نهاية الدنيا.
أرسى خياره على منهج لغوي لايستطيع فهمه سوى 5% من تعداد البشر ويختلف فيه حتى كبار علمائهم، كحجته الوحيدة التي يوفرها لنبيه المفضل تأكيداً على صحة نبوته!
أرسى خياره على منهج لغوي لايستطيع فهمه سوى 5% من تعداد البشر ويختلف فيه حتى كبار علمائهم، كحجته الوحيدة التي يوفرها لنبيه المفضل تأكيداً على صحة نبوته!
ونتيجة هذا الخيار؟
عشر سنوات، أو مايعادل نصف فترة النبوة، قضاها محمد يتجول في شعاب مكة في محاولات يائسة لإقناع البشر من حوله في ربوبية القرآن، لم يقتنع منهم سوى سبعين شخص. عشر سنوات عرض لهذا البرهان السماوي على الآلاف لم يقتنع به إلاّ حفنة بائسة منهم تريد تحسين وضعها بأي شكل.
يتلي تلك الفترة، دهر بلغ طوله أكثر من ألف وأربعمئة سنة، عُرض فيه هذا البرهان على البشرية بشتى الوسائل، لم يستثنى منها حتى العنف والتهديد والإرهاب، ولايزال أربعة أخماسهم إلى اليوم غير مقتنعين به، مع الإشارة مرة أخرى إلى أن قناعة البشر المقدسين له هي في الغالب قناعة متوارثة لايعتد بها.
أضف إلى كل هذا الإخفاق، أن هذا البرهان السماوي قد فشل أيضاً في إبقاء القناعة بربوبيته حتى في المسلمين أنفسهم بالرغم من تجرعهم لها بالولادة. فالخروج عن الإسلام مسجل عبر التاريخ وأعداد الملحدين اليوم في المجتمعات الإسلامية تزداد وتتضاعف، ونظرة سريعة لنتيجة الإستفتاء الموجود أعلى الهامش على يمين هذه الصفحة توفر لمحة لهذه الحقيقة.
هذا هو البرهان الذي يحتج به المسلمون، ولو أورث الله محمد عصى موسى المرمية في الجنة آلاف السنين بدون وظيفة، بدلاً عن نصوص لايرى أحد ربوبيتها غير ورثتها، لكان وضع الإسلام اليوم مختلف تماماً.
أما عن تحدي القرآن في الإتيان بمثله، فهذا تحدي غير عادل وغير مجدي إذا كان الحكم هم المسلمين أنفسهم الذين بالإضافة إلى إنحيازهم فإنهم سوف يكفّروا أنفسهم فيما لو اعترفوا بوجود نص مثله. وهذه عينة من "مثله" إسمها سورة الشجرة كتبها أحد الأعضاء السابقين في منتدى اللادينيين العرب، والمعرّف بـ الختيار:
سبحان الذي خلق فقدّر (1) وَ جَعَلَ الْقَلَمَ سُنَّةً لِلْعَالَمِينَ (2) وَ أَوْحَى إِلَى فَرِيقٍ مِنَ النَّاسِ ليؤمنوا و يصدقوا بالدين (3) وَ فَرِيقاً صَدَّ عَنْ الهُدَى فأزلّهم الشَّيْطَانُ تِلْكَ مَشِيئَةُ اللهِ (4) فَمَنْ شَاءَ الهُدَى هَدَيْنَاهُ وَ يَسَّرْنَا أَمْرَهُ وَ مَنْ رَغِبَ عَنْهُ فإنه من الخاسرين (5) تلك مشيئة الله فَرِيقٌ إِلَى النار وَ فَرِيقٌ إِلَى الْجَنَّةِ صائرين (6) و اقصص عليهم نبأ ذي الهِمَّةِ إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلى العُرجِ و أيدناه بقولٍ حكيم (7) فَكَذّبُوُهُ وَ قَالُوا ما أنت إلا كاذبٌ رجيم (8) فقال ربّ انصرني بآيةٍ علهم يوقنون (9) فقلنا خذ من نبات الجبل الأقرع و امسح على أرجلهم يستوون (10) فمسح على صغيرٍ لهم فقام من غير سوءٍ فإذا هم يتغامزون (11) فقالوا ما أنت إلا ساحرٌ يعبد الشيطانَ و اعتزلوه و هم يضحكون (12) فزلزلنا الأرض من تحتهم و سلّطنا عليهم الهجير فخرّ يبكي إلى الأرض و قال ربّ اغفر لهم إنهم لا يعلمون (13) قال يا قومي تعالوا و اسجدوا معي ينكشف البلاء قالوا ندعو زنديلَ و إنسافَ خيرٌ لنا من ربك المأفون (14) فَفَجَّرْنَا مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِم مَاءًا حَتّى بَلَغَ الْحَنَاجِرَ فَقَالوُا هذا سِحْرٌ مَكِينٌ (15) .... (وبقية السورة هـنـا)
* * * * * * * * * *
هناك 4 تعليقات:
تحية اخ بصيص
لا اعلم ما هو سر التحديات الإلهية ولماذا يضع ولا ادري كيف اقوله عقله او نفسه ( المعنى مفهوم ) بعقل انسان ، فالتاريخ اثبت ان الأنسان لو اعتمد فقط على الله الخرافة لكان الآن مصيره كمصير الكائنات المنقرضة ، المعجزات التي يتشدقون ما هي الا امنيات كانوا يحلمون بها في وقتها لملئ فراغهم الفضيع كون تلك الحقبة لم تكن اي وسائل ترفيه وهو غير خافي عليكم طبعاً... بحيث وللأسف ندفع ثمن هذا الهراء الى وقتنا الحالي.
لقد عطبت عقولنا لقرون عديدة من وراء تجار الدين وسماسرة الإلهة لكن ايامهم باتت معدوة وسقوطهم في الهاوية بات امراً لا مفر منه ومحتوم ، وحول ذكرك ( تخيلوا ماذا كان ليحدث لو أعطى الله محمد، كبرهان على نبوته بدلاً من القرآن أو بالإضافة إليه، عصى كعصاة موسى مثلاً يستطيع أن يشق بها البحار والوديان أو يرفع بها الجبال ليعلقها في الهواء. هل سينكر أحد نبوته؟ ) وهنا اكتب بالمقابل ما كتبه الكاتب المتوفي عبدالله القصيمي ( لو كان نبيٌّ مصابًا بالبَرَص، بُعِثَ إلى قوم من البُرْص، لكانت الإصابة بهذا الداء شرطًا من شروط الإيمان بالله )
مع التقدير
العزيز بصيص/ أحييك على هذا البوست الذي يطرح تساؤلات تعجز العقول المؤدلجة عن التفكبر فيها أصلا. الحقيقة أن الحديث عن القران "معجزة" الأسلام الباقية ودرة تاجه وقدس أقداسه حديث ذو شجون بالنسبة لي. أن التفكر في كتاب الأسلام المقدس هو الذي أخرجني منه. التساؤلات التي بدأت من الصبا - حيث أرسلت لشيخ في المسجد القريب من بيتنا لأبدأ رحلة حفظ القران - تلك التساؤلات التي طاردتني في مرحلة تالية من حياتي و أدخلتني في أزمة نفسية في مرحلة المراهقة حيث كنت أوشك على أتمام حفظ القران كاملا وأطفأت رغبتي في أتمام حفظي هي التي قادتني مؤخرا الي التحرر من الخوف الذي تربيت عليه...الخوف من الموت والعذاب والقبر ووووووووووكل ذلك الكم من "الأرهاب العقلي" الذي يتشربه عقل المسلم وينمو به وعليه فيصبح كالاله المبرمجة على الصلاة والعبادات الأخرى وقد فقد ليس فقط القدرة بل وأي رغبة في التفكير أو النقد لكل ما يمت لدينه بصلة ولا يجد في قتل الناس أو أرهابهم أي مشكلة طالما أنه في سبيل الله....
عذرا على الأسترسال وعودا الى موضوع القران كمعجزة رسول الأسلام....نعم كما ذكرتم في البوست: "الإله الإسلامي، بعد تفكير ربوبي عميق" أختار القران....وكيف لا يختار القران ليخضع به أعناق العرب..... أمة الكلام بأمتياز! فأنزل لهم كلامه.....وتحداهم أن يأتوا باية من مثله....وقد أوردتم أيات وأيات في البوست....و طبعا هناك غيرها.... بل لقد كنت أستمع الى الراديو في السيارة وكان يذاع برنامج عن بلاغة العرب......وذهلت عندما تلى المذيع كلام من سجع الكهان فيما قبل الأسلام روي عن كاهنة تسمى الزبراء جاء فيه: "واللوح الخافق والليل الغاسق والصباح الشارق والنجم الطارق والمزن الوادق إن شجر الوادي ليأدو ختلا ويخرق أنيابا.......ألخ" فذهبت الى البيت وبحثت على جوجل فوجدت قصتها متداولة على النت وما أذهلني أكثر أني لم أجد في أي من تلك المنتديات العربية والأسلامية التي أوردت القصة أي تساؤل عن علاقة هذا الكلام بالقران الذي يتحدى أن يأتي أحد بشىء من مثله....هو أصلا جاء من مثل سجع الكهان.....
ما الذي يجعل خالق الكون - أن كان هناك خالق - أن يحلف ويقسم (وأحيانا لا يقسم!) باليل والنهار والشمس والقمر والنجوم..... بل و بوالد وما ولد (مش عارف أيه المناسبة غير المحافظ على القافية)!!!!!
ثم أن القران يقول: "وما أرسلنا من رسول ألا بلسان قومه ليبين لهم..." (أبراهيم, الاية 4)
وفي هذا أورد الطبري ما يلي:
(حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله : { وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُول إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمه } : أَيْ بِلُغَةِ قَوْمه مَا كَانَتْ , قَالَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ : { لِيُبَيِّن لَهُمْ } الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ لِيَتَّخِذ بِذَلِكَ الْحُجَّة , قَالَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ : { فَيُضِلّ اللَّه مَنْ يَشَاء وَيَهْدِي مَنْ يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيز الْحَكِيم }) أنتهى.
ولكن عندما جاء بعده ابن كثير والقرطبي - ليصلحوا هذه المشكلة التي سببتها الأية....وقد تمدد الأسلام ووصل ألى أوربا - زادوا أن الحجة قائمة على "العجم" وأن هذه الاية ليست عذرا لهم..... وبم أستدلو على ذلك؟
Surprise surprise!
طبعا كما العادة بالأحاديث الصحيحة!.....يقول القرطبي:
(وَلَا حُجَّة لِلْعَجَمِ وَغَيْرهمْ فِي هَذِهِ الْآيَة ; لِأَنَّ كُلّ مَنْ تُرْجِمَ لَهُ مَا جَاءَ بِهِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَرْجَمَة يَفْهَمهَا لَزِمَتْهُ الْحُجَّة) أنتهى
وهذا لعمري ظلم عظيم! أيعقل هذا؟!!!!! لا أقول أين الرحمة التي وسعت كل شىء بلاش طيب أين العدل بلاش طيب أين الحكمة....؟!!!
ألا يعلم مولانا الطبري ومن خلفه طابور المفسرين والأعتذاريين والفقهاء والمحدثين ما تفعله الترجمة بالنص؟ ألم يصدعوا رؤوسنا بجمال القران وسحر البيان أنه هو المعجزة والحجة؟ لا مشكلة فمن لم يعجبه القران المترجم فالسيف يكفي وزيادةو هذه هي معجزة الأسلام الحقيقية! نعم يا سيدي صدق أولا تصدق! أنه السيف ...نعم.....هو معجزة الأسلام الحقيقية....لقد جاء موسى بالعصا وعيسى بأحياء الموتى وشفاء المرضى وجاء صالح بالناقة....أما رسول الأسلام فجاء ليس بالقران ولكن بالسيف به نشر الرسالة....وبالرعب به نصر ( حديث نصرت بالرعب)! وبه ينصر ألى يومنا هذا بالرعب والأرهاب العقلي والحسي وبكل هؤلاء الأنتحاريين وبحد الردة...ألخ
تحياتي
مسلم سابق
لدي صديق يعرف حقيقة الأديان.
ولكنه متردد ومتشكك وكان مع بداية رمضان يشعر بالذنب، بسبب ضغط والديه وزوجته، على مسألة الصلاة والإلتزام بالطقوس الدينية.
في جلسة امتدت ساعة، استطعت إقناعه بوهم الدين بشكل نهائي، لقد شعر بالتحرر، وقابلته بعدها بأيام وهو أكثر سعادة.
صار يتظاهر بالصوم احتراما لمشاعر أهله، ولكنه يفطر بكل رضى وراحة في السر.
والطريف أنني قابلته وأنا اقرأ هذا البوست، فتلوت عليه ما تيسر من سورة الشجرة الكريمة، وبأحسن الترتيل، فخر صريعا من الضحك، وخاصة عندما وصلنا إلى معجزة وهم يتغامزون.
أدعو أي متشكك أن يتحرر بشكل نهائي، فلن ينفع الارتداد إلى الوراء، ولن ينفع البقاء في الوسط.
شكرا يا بصيص!
---------------
لوجيكال
هههههه
بصيص انت مصاب بالوهم ! فالانسان عندما
يشعر بالوهم يعتقد انه يقدم شيء مفيد وهو على العكس من ذلك !
الايات التي ذكرتها هههه لايوجد بها لابلاغة ولا محسنات لغوية ولا نحو صحيح !
الله عز وجل عندما انزل القران على العرب كذبته بعض قريش الكافر منهم فتحداهم ان يأتوا بسورة مثله ثم تحداهم ان يأتوا باقل من ذلم ثم تحداهم بعد ذلك بأن يأتوا بايه وحدة فلم يستطيعوا وهم عرب خلص ..اهل لغة على السليقه منذ ولادتهم واهل بلاغة !
فكيف بك انت الذي اجزم بانه ليس لديك اصول عربية اصلا وتعلمت اللغة العربية عند اسواء المعلمين ! والدليل انك لاتفهم في اللغة قيد انملة بل انك اصبحت اضحوكة انت ومؤلف الايات المزعومة مثل مسيلمة الكذاب!
عموما اذا كنت لاتعترف بالله ربا ..مع وجود الاف الادلة المذكورة في القرأن على الربوبية والالوهية ؟ فاعلمنا من اوجدك ومن خلقك وما هو اصل الذي خلقك ؟اذا كنت بتقول انه حصل انفجار عظيم وتكونت منه الارض والانهار والصخور والحيوان والبشر والجماد والنباتات ! فاعلمني من الذي اوجد ذالك الانفجار ؟ستقول لي الجاذبية ! اذن من الذي اوجد الجاذبية ؟ وياليل ياساري ...وراح يطلع الفجر وانت لست تدري من الذي اوجد من !
حتى انه لايوجد لديك دليل واحد فقط
وداروين الفاشل اعترف في كتاباته بانه فشل في عدم اعترافه بالرب وانه مازال يؤمن بوجود اله! يعني سيدكم الذي علمكم الكفر مازال يوجد لديه بصيص ايمان يابصيص !!!!
إرسال تعليق