الخميس، 23 أبريل 2009

ثمن الإمتثال لرهان باسكال

ححح

لاشك في أن الكثيرين منكم أعزائي القرّاء قد سمع بما يسمى بــ "رهان باسكال" Pascal's Wager . والحقيقة أنني لم أكن لأخصص له حصة من وقتي للكتابة فيه لامتعاضي بالخوض في مفاهيم كهذه ، وإن أُسبغ عليها صبغة فلسفية ، لأنها برأيي لاتتعدى عن كونها رغّاً جدلي Intellectual Waffle يهدف إلى إثبات نقطة ولكن يفتقد صلابة الدليل العلمي لولا أنني لاحظت كثرة الإستشهاد به في الكثير من الخطب والكتابات الوعظية مؤخراً وكأنما يمر بفترة إنتعاش بعد غفوة طالت أكثر من ثلاثة قرون مما حدني على عرض الموقف اللاديني له من منظوري الشخصي. ولهذا سوف أتخوض في الرد عليه إلى مستوى الكعبين فقط وأتجنب التوغل والإنجراف إلى أعماق وحوله السفسطية.

المسيو باسكال لمن لم يسمع عنه هو باختصار فيلسوف ديني وعالم فرنسي إسمه بليز باسكال Blaise Pascal عاش في القرن السابع عشر ودوّن من ضمن أعماله في أواخر حياته عدة أفكار فلسفية حول اللاهوت كان هذا الرهان أبرزها. ولاتعنينا شخصيته أو تفاصيل حياته الأخرى في هذا الطرح سوى هذه الفكرة التي أتى بها كحجة للإستدلال على وجود إله من خلال ترجيح عدة إحتمالات ليتوصل من خلالها إلى الإحتمال المنطقي الأسلم ، من وجهة نظره ، وهو الإقرار بوجود خالق.

التسلسل المنطقي للرهان يجري كما يلي :
1- إذا آمنت بالله وتبيّن أنه موجود فسوف تربح (الجنة)
2- إذا آمنت بالله وتبيّن أنه غير موجود فلن تخسر شيئاً
3- إذا لم تؤمن بالله وتبيّن أنه موجود فسوف تخسر (النار)
4- إذا لم تؤمن بالله وتبيّن أنه غير موجود فلن تخسر شيئاً

ترتكز فعالية هذا الرهان ، كما هو واضح من صياغته ، على العنصرين الإساسيين اللذان استخدمهما ولايزال كل داعية عبر العصور واللذان يعتمد عليهما الدين نفسه في الإنتشار والحجز على تابعيه مغللين في معتقلاته ، وهما عصا الترهيب وجزرة الترغيب : إذا آمـنت بالله فـفي الجـنة وإذا كفـرت به فـفي الـنار. ولكن هناك خطأ جوهري في هذا الأسلوب الدعوي والمتمثل في هذا الرهان يكمن في مسلماته التي تفترض السـهولـة ، أو حتى القــدرة ، على الإخــتيــار في مثل هذين الأمرين. حيث أن صياغة الرهان تحث على إخــتيــار مايُعتبر بالأسلم ، وهو الخيار الأول ، وتُردع عن الأخطر وهو الخيار الثالث. ولكن مايغفل عنه أو يتجاهله هؤلاء الدعاة ، مراً بجُهّالهم كفضيلة الشيوخ التي تزخر وتتزخرف بهم القنوات الفضائية إلى كبار مفكريهم كقداسة المسيو باسكال ، هو الصعوبة البالغة التي يواجهها الإنسان في تغيير قناعاته تجاه أمراً ما لاسيما إذا كانت مدعمة ببراهين دامغة صلبة كالدلائل العلمية. كيف للملحد أو اللاديني أو لكل من اكتشف الحقيقة أن ينبذها ويــختــار مايناقضها بدون أن يقتنع أولاً بما يناقضها ؟ كيف يــختــار من يُحِكّم عقله ، هكذا لمجرد رهان يقيه من عذاب مزعوم ، أن يؤمن بالله وبجنته وبناره إذا رفض عقله الإقتناع بهذا الإله أصلاً ؟ حين يرسخ الإنسان على خيار مصيري يحكم سلوكه في كل ساعة من حياته إلى نهايتها، لابد أن يكون هذا القرار نابع عن قناعة بقوة الأدلة التي تدعم هذا الخيار. وعندما يتم عرض خيارات بين موقفين أحدهما تدعمه الأدلة العلمية والآخر يستند على الإيمان فحسب فلا أرى أن المجال فعلاً متاح للخيار.

هذا أولاً ، وثانياً ، أن عدم الإقتناع بالأُلوهية هو موقف يهدم تلقائياً الركيزتان الأساسيتان لفعالية الرهان وهما عنصري الترغيب والترهيب وبذلك يزيل مخاوف العقاب وآمال المكافأة وبالتالي يُفقد جدوى الرهان.

ولكن الإعتراض الأهم من هذا كله هو أن الرهان يرتكز على إحدى فرضيتان:
1- أن الله لايعرف أن المراهن على وجوده، قد قبل بوجوده ليس عن قناعة وإيمان إنما كنفاق يبعده عن العذاب، إن وجد، ويضمن له الجنة، إن وجدت. وهذا يجعل الله ناقص المعرفة إن لم يعرف أن نية المراهن مجرد نفاق.

2- أن الله يعرف نية المراهن وعدم قناعته بوجوده ولكنه، أي الله، يتغاضى عنها ويقبل نفاق المراهن. وهذا يتعارض مع عدالة الله. 

هذه الحقائق برأيي كافية لإسقاط الرهان كحجة ، ولكن قبل أن نقفل الموضوع تعالوا معي لنتسلى قليلاً بالنظر في الإحتمال الثاني من الرهان والذي يزعم بأن الإيمان بالله ، إذا تبيّن أنه غير موجود ، لن يخسر الإنسان منه بشيئ . دعوني أكرر العبارة الأخيرة من هذا الإحتمال للتأكيد على مايتضمنه من كذبة أجدها في غاية البشاعة. وسوف أُصغّر حروفه حتى أخفف على القارئ شعوره بالغثيان عند رؤيته :

لـــن يخســـر شيئـــاً

لنرى مدى قباحة هذا المزعم :

إذا أراد الإنسان أن يضمن مصلحته بتفادي الخسارة (النار) بامتثاله للرهان ، ألا يتحتم عليه بأن يقتنع بوجود الله أم أن مجرد النطق بالشهادتين يكفي ؟ قطعاً لايكفي لأن إذا كان حكم المسلم التارك للصلاة كحكم المرتد وإن أكمل باقي فروضه ، فما بالك بمن ينكر وجود الإله وإن نطق بالشهادتين ؟ إذاً حتى تمتثل للرهان ، يتحتم عليك أن تعتنق الدين قلباً وعقلاً. كيف ؟ هذه مشكلة مستعصية لمن منّت عليه الطبيعة ، أو وفقاً لبعض الدعاة ، إبتلاه الله بعقل ثاقب شديد الذكاء. ولايوجد لدي حل إلاّ الإقتراح بمحاولة تخديره أولاً وهناك أسلوب مجرّب أثبت فعاليته لهذا الهدف وهو الإستماع المتواصل إلى الترتيلات القرآنية الرتيبة المتكررة وبعد ذلك غسله تماماً بمساحيق التلقين والدوغما الدينية بالإكثار من التردد على المساجد والإستماع إلى الخطب والمواعض ومشاهدة القنوات الدينية وقراءة القرآن والأحاديث والأدعية. وأشيد بمن يتمتع بروح المقامرة منكم توخي أشد الحذر من التوغل في المواضيع العلمية أو التفكير في آيات مثل:

إللي في أمه خير يدوسني


قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا
أو: حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ

أو: اللّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا

حتى لاينزلق مرةً أخرى إلى نعيم الإرتداد. ولكن هب أن هذا الإنسان المدمّغ (سيئ الحظ) نجح في تحويل نفسه إلى روبوت robot عضوي لايفكر ولاينطق ولايتحرك إلاّ بتحكّم غيره فيه حتى يمتثل للرهان. فمالذي لـــن يخســـره كما ينص عليه الإحتمال الثاهي من الرهان:

هذالائحة مقتضبة بالذي لــــن يخســــره ولنبدأ بتتبع روتينه اليومي من إفلاقة الصباح إلى موعد نومه :

يبدأ يوم المؤمن بصلاة الفجر ، حيث يتوجب عليه أن يقطع نومه حتى لو بمنبه جرس مطافئ يوقظ فيه سابع جار إذا كان نومه ثقيل ، ويسحب نفسه من دفئ الفراش ليصحي نفسه بسكب الماء البارد على وجهه ، ولايكفي مرة أو مرتان ، بل ثـــلاث مرات خلال الوضوء حتى يضمن طرد النوم بلا رجعة. يقوم بعدها بجولة من التمارين الرياضية تنقصها الهرولة من قيام وجلوس تعقبها ترتيلات خيارية مما تيسر له من القرآن والأدعية ينكّدعلى باقي أفراد العائلة نومهم فيها إنتقاماً منهم إذا لم يشاركوه هذا العذاب الذاتي الذي قد يكون مسبق بعذاب ابتدائي متمثل بصلاة الليل الخيارية. وبهذا فـــلن يخســـر حاجته من النوم العميق الغير منقطع بأداء هذه الطقوس الإجبارية والتي لها تأثير سلبي بالغ على إنجازه في أعماله اليومية وعلى صحته .... ناهيك عن علاقاته الإجتماعية بأهله .... وربما جيرانه أيضاً.

بعد العودة إلى الفراش ، إن استطاع أن يواصل نومه فقد أضاع منه جزء ولوكان صغير ولكن ضروري ، وإن لم يستطع فلاخيار آخر سوى البحلقة في السقف وعد الخراف إلى أن يحين وقت النهوض ولـــن يخســـر بذلك مايحتاجه جسمه وعقله من الساعات اللازمة للنوم.

وعندما يبدأ عمله ، هذا إن استطاع أن يقاوم النعاس خلال قيادته للسيارة أو تشغيله لمحركات أو القيام بأعمال تستلزم يقظة تامة تجنباً للخطر على نفسه وعلى غيره ، فلن يطول به الوقت حتى تحين صلاة الظهر وعليه أن يتوقف عن العمل ليلبيها. فإن لم يتمكن من أدائها في مقر عمله فيلزم عليه أن يذهب إلى مسجد ، وهذا المستحب ، ليؤديها هناك مما لايعني إستهلاك وخســـارة للوقت في الذهاب إلى المسجد وأداء الوضوء ثم الصلاة ثم طريق العودة إلى عمله. وإذا كانت طبيعة عمله تتطلب التعامل مع زبائن ، فالصلاة أولى ويستلزم عليه أدائها في وقتها حتى لو أضطر إلى تركهم يستشيطون غضباً في انتظاره أو التخلي عنه واستبدال خدماته بخدمات منافسيه مما لـــن يؤدي إلى خســــارة في أرباحه وبالتالي لقمة عيشه. ونفس الروتين سوف يتكرر لصلاة العصر والمغرب والعشاء وسوف تعتمد درجة عـــدم الخســــارة في الوقت المستهلك وإنقطاع المدخول بسبب أداء هذه الفريضة على طبيعة عمل المؤمن وشدة إلتزامه بهذه الفريضة الغـــير مخســـرة.

طبعاً هذا الروتين اليومي ليس إلاّ مثال بسيط ساخر يُمثل نقطة ماء من بركة الخســـــائر والأضرار التي تلحق بأي إنسان حاول الإمتثال بهذا الرهان تحفظاً من العذاب الماورائي المزعوم. ففي مجال الأعمال والتجارة مثلاً تستثنى من نشاطات المؤمن جميع الخدمات والمعاملات والبضائع والصفقات والعقود والعلاقات التي يُـــحـــرّم عليه التداول بها أو التعامل معها. فالتعامل بكل مايتعلق بالخمور أو بالأغذية الغير محللة أو بمعاملات الربى البنكية أو بالموسيقى أو الفنون الطبيعية كالرسم والنحت مثلاً واللائحة أطول مما يمكن حصرها هنا كلها مغلقة عليه ومتاحة لمنافسيه الذين لن يتهاوون في اغتنام أي فرصة لغمره وسحقه.

وماذا عن حريته الشخصية في أسلوب المعيشة في هذه الحياة ؟ فهو قد فقدها في أبسط أسسها وأخضع نفسه لمبادئ وأحكام قيدته حتى في تفكيره. إذ أنه مقيد في مايأكله وفي مايشربه ومايشاهده ومايسمعه ومايلمسه ومايلبسه ومايقرأه ومايكتبه ومايقوله وهو مقيد حتى في مشيه ونومه وشعره. يقول باسكال :

إذا آمنت بالله وتنبين أنه غير موجود فلن تخسر شيئاً

إذا امتثل أحد لهذا الرهان فسوف يخسر أعز مايملك في هذه الحياة : حريته. وهذه أفدح الخسائر ..

من بعد الموت طبعاً.

* * * * * * * * * *
من هو بليز باسكان؟ ماهو رهان باسكال؟ ماذا يقول رهان باسكال؟ ما مضمون رهان باسكال؟ هل رهان باسكال حجة؟ ماهي حجة رهان باسكال؟ متى كتب باسكال الرهان؟ ماهية جنسية بليز باسكال؟ هل باسكال متدين؟ هل باسكال مسيحي؟ ماهي ديانة بليز باسكال؟ أين عاش بليز باسكال؟ ماذا قال بليز باسكال؟ ماهو نص رهان باسكال؟ هل ممكن تطبيق رهان باسكال على المسلم؟ هل ممكن تطبيق رهان باسكال على المسلمين؟ ماهو العيب في رهان باسكال؟ ماهي عيوب رهان باسكال؟ ماهي نقاط ضعف رهان باسكال؟ ماهي مشكلة رهان باسكال؟ هل يعتبر رهان باسكال حجة للإيمان بالله؟ هل بليز باسكال ملحد؟ هل بليز باسكال مؤمن؟ متى أصدر بليز باسكال الرهان؟ لمن أصدر بليز باسكال الرهان؟ لماذا أصدر بليز باسكال الرهان؟ هل رهان باسكال مقنع؟ هل يقتنع الكافر أو الملحد أو المشرك برهان باسكال؟ هل اقتنع أحد برهان باسكال؟ من الذي اقتنع برهان باسكال؟ 

هناك تعليقان (2):

م - د مدى الحياة يقول...

اذا امتثل لرهان باسكال فسوف يخسر العقل والمنطق ايضآ بجانب حريته مثله كمثل المؤمن بالإه عن قناعة بكل حالاتها ! ، والرهان باسكال ماهو إلا محاولة انعاش الدين من الغيبوبة والأحتضار ان زال عنه معظم الأتباع ! وكذلك هو شكل من اشكال القلق على مصير هذا الدين من الأنهيار والزوال ! ، وإلا مامعنى ان المؤمنين بهذه الأديان المسماة اديان سماوية وعلى راسها الأسلام وكما يقولون ان الله يقبل كل شيء من العبد إلا الشرك به فأنه يكون في النار فيها خالدآ ومخلدآ ومع هذا اذا اتى الملحد على سبيل المثال طالبآ للصفح والمغفرة فنجد ان غالبية العظمى من رجال الدين تقبل تلك التوبة من هذا الملحد نفسه وتناسى الرب للتو عندما قال انه لن يقبل الشرك به ! وهو مايكشف قمة النفاق والجمبزة والتأويل الذي يتمتع به هذا الدين الأسلامي بشكل خاص !! ، وهو مايذكرني بأحد الأفلام المصرية وهناك شخص اسمه عتريس ! عندما قال لزوجته وهو متمسك برأيه على الظاهر ! انا لن اعطيك شيئآ وهنا صرخت بوجهه ! فغير رأيه في الحال !! فقال حسنآ سوف اعطيك وهذه آخر مرة من المال وبعدها تكرر نفس الأمر عدة مرات !!! ، إذآ الأسلام يعاقب ويتوعد كل مابقبضته من المؤمنين من مغبة ترك الأسلام بأشد العذاب ! ، ويترجى كل من خرج من الأسلام بالعودة اليه في حال ان كان المرتد بعيد عن سيفه البتار والغدار ! مقابل رشوة لاوجود لها مطلقآ ! ، إلا وهي جنة عرضها السموات والأرض وما بها من انهار من عسل وحور العين والخ !!! .

بندر يقول...

مساكين انتم لامعنی لحياتكم لاعقيدة ولا اخلاق ولايوجد حافز لكم للحياة ....
الله عز وجل لايغفر لمن اشرك معاه اله اخر وغفر الذنوب الاخری الاقل من الشرك لمن يشاء...( ان الله لايغفر ان يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء )...

هذه الآية آية عظيمة، وهي آية محكمة أنزلت في أهل الشرك إذا ماتوا على الشرك، إذا مات المشرك لا يغفر له، أما إذا أسلم وتاب إلى الله يغفر، لكن إذا مات على الشرك فإنه لا يغفر له، لهذا قال سبحانه: إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء (48) سورة النساء. يعني لا يغفر له ذنوبه يدخله بها النار كما قال في الآية الأخرى: إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ (72) سورة المائدة. فالمشرك إذا مات على الشرك لا يغفر له، بل له النار أبد الآباد والجنة عليه حرام. قال تعالى: وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (88) سورة الأنعام، فالمقصود أن الشرك هو أعظم الذنوب، وأقبح القبائح فمن مات عليه لم يتب لا يغفر له والجنة عليه حرام بنص هذه الآية، وهو قوله سبحانه: إن الله لا يغفر أن يشرك به ثم قال سبحانه: ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. يعني ما دون الشرك من الذنوب كالزنا، والعقوق، والخمر، ونحو ذلك تحت مشيئة الله، إن شاء الله غفر لصاحبه يوم القيامة بأعمالٍ صالحة أخرى، وبحسناته الأخرى فضلاً من الله وجوداً وكرما وإن شاء عاقبه على قدر معاصيه التي مات عليها من عقوق ٍ للوالدين أو أحدهما أو شرب المسكر من الزنا من الغيبة وغير ذلك، ثم قال سبحانه:ومن يشرك بالله فقد افترى إثماً عظيما. في الآية الأخيرة: وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا (116) سورة النساء. فالمشرك ضال ضلالاً بعيدا، وقد افترى على الله إثماً عظيماً، حين ظن أن الله يجيز هذا الشيء ويرضاه، وعبد الأنداد والأصنام من دون الله، يظن أن هذا مرضي لله، وهذا باطل، قد افترى على الله إثماً عظيماً بهذا الظن السيء، والخلاصة أن مات على الشرك لا يغفر له، والجنة عليه حرام، من عرب، وعجم ومن جنٍ وإنس، ومن مات على ما دون الشرك من المعاصي فهو تحت مشيئة لله