الجمعة، 30 سبتمبر 2011

هل تستطيع ماما أسد إنقاذ طفلها؟

::
تنظر اللبؤة حولها بيئس بعدما سقط طفلها في هوة سحيقة.



ويحاول الأسود الآخرون في العائلة إنقاذ الطفل، ولكنهم يترددون في النزول لإنتشاله لعمق الحفرة.



ولكن الأم فقط هي الوحيدة التي تجازف وتنزل لإنقاذ طفلها.



وقبل أن يسقط الطفل إلى أعماق الهوة، تنزل أمه تحته، وتنتشله بفمهما، وتبدأ بالتسلق الشاق للوصول إلى السطح.



يعود شمل الأم والطفل بأمان وسلامة على السطح.


* * * * * * * * * *

الخميس، 29 سبتمبر 2011

إستراحة الويك إند - بابا خدعة سمعية

طرحت بوستات سابقة هـنـا وهـنـا عن بعض الخدع البصرية التي تتسبب عن كيفية عمل مخ الإنسان والتي يتعرض من خلالها لرؤية وفهم محيطه أحياناً بطريقة لاتعكس طبيعتها الحقيقية. وفي هذا البوست أطرح خدعة سمعية لاتقل في غرابتها عن الخدع البصرية التي يصدفها الكثير منا.

لاأعتقد أن أغلبنا يدرك وجود علاقة مابين تمييز الحروف عند سماعها وتمييزها بالنظر إلى حركة الفم، الشفاة بالخصوص ومواضعها (كما يفعل من يستطيع قراء الشفاة). فتمييز الحروف لايقتصر على سماع طريقة لفظها فقط بل يعتمد أيضاً على حركة وموضع الشفاة.

هذا مثال مدهش يوضح التفسير المقتضب أعلاه، بمقارنة اللفظ السمعي والرؤية النظرية لحرف الباء مقارنة مع حرف الفاء، والفكرة من التجربة هو أن المخ يتأثر بالمعلومات المرأية في ترجمته للحروف أكثر من تأثره بالمعلومات السمعية، بالرغم من أن الحروف هي أساس التواصل اللغوي وهذا أسلوب سمعي.



طريقة لفظ حرف الباء



طريقة لفظ حرف الفاء




الأحد، 25 سبتمبر 2011

في درب التبانة

من شخص ببصره في ليلة داكنة إلى الفضاء
ورأي فوقه حزاماً من الجواهر عبر السماء
وتسائل لمن تلك الدرر المتلألأة في حلكة المساء
لنا فهي تزين درب التبانة ... مجرتنا الغراء.

أروع صورة لها رأيتها إلى اليوم، والتكتل المنتفخ (في الزاوية اليسرى أعلى الصورة) هو مركزها:





(وهذا موقع المجموعىة الشمية من المجرة. إضغط على الصور لتكبيرها)


* * * * * * * * * *

السبت، 24 سبتمبر 2011

برقية إلى الماضي

لاأدري ماإذا كانت القنوات العربية الإعلامية قد بثت هذا الخبر أم لا، فأنا لاأتابعها، إنما المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية، سيرن CERN، نشرت دراسة لها ليلة الخميس الماضي أثارت بها زلزلة هزت المجتمع العلمي الدولي بكيانه، ونشرتها القنوات الإعلامية الغربية.

وهذه الدراسة هي نتائج لتجارب كثيرة قامت بها المنظمة خلال الثلاث سنوات الماضية لقياس سرعة جسيمات تسمى بـ نيوترينو Neutrino (وهي إحدى مكونات المادة) من خلال إطلاقها عبر القشرة الأرضية من مركز سيرن في جنيفا لاستقبالها في مركز أبحاث آخر في إيطاليا تحت جبال غران ساسو Gran Sasso، ويبعد عنها بحوالي 732 كيلومتر. وما سبّب تلك الزلزلة هو أن نتائج قياس سرعة وصول تلك الجسيمات إلى هدفها يشير إلى أن:

سرعة الجسيمات تفوق سرعة الضوء!!!!

وسرعة الضوء قيمتها ثابتة، 299792458 متر بالثانية، لايمكن تجاوزها وفقاً لنظرية آينشتاين النسبية. فإن صحت هذه النتائج، فهذا يعني، على لسان آينشتاين نفسه، أن:

إذا كنت تستطيع تجاوز سرعة الضوء، "فسوف تستطيع إرسال برقية إلى الماضي".

مما يعني أن إمكانية السفر إلى الماضي محتملة، وإمكانية الوصول الفوري إلى الوجهة المرغوبة على أي مكان على الأرض أو في الفضاء الخارجي محتملة أيضاً، لأن قدرة تلك الجسيمات على تجاوز سرعة الضوء قد يشير إلى وجود بعد خامس لم يكتشف إلى الآن يمكن العبور من خلاله لإختصار المسافات الكونية الشاسعة. وهذه هي الكيفية المحتملة التي إستطاعت من خلالها تلك الجسيمات تجاوز سرعة الضوء، إن صحّت تلك النتائج.

ولكن قبل أن يجنح التفكير ويتغلغل في عالم الحلم والخيال، نحتاج إلى تأكيد أو نفي لنتائج تلك الظاهرة، وهذا ماسوف يُشغل المختبرات الفيزيائية خلال الأسابيع والأشهر القادمة.

ملاحظة: في الحقيقة أن هذه النتائج لو صحت، ستكون أبعادها أشد من مجرد زلزال علمي، لأنها سوف تقلب رأساً على عقب مفاهيم دنيوية راسخة في فكر البشرية، كمفهوم السببية. فهذه النتيجة تعني أن الحدث قد يسبق السبب، وليس العكس كما هو الملاحظ والثابت. ولكني لن أضيف إلى الموضوع حتى يتم التأكد من تلك النتائج. وسوف أنشر آخر التطورات لهذا الخبر أول بأول. 


هذه الصورة ليست لها علاقة بالموضع المطروح، ولكني أرفقتها لروعتها بدلاً من طرح بوست منفصل لها، وهي لعاصفة برقية على الأخدود العظيم
 Grand Canyon في ولاية أريزونا الأمريكية. إضغط على الصورة مرة واحد لتكبيرها، ثم إضغط مرة أخرى لزيادة حجمها.

* * * * * * * * * *

الجمعة، 23 سبتمبر 2011

إستراحة الويك إند - رحلة فوق العالم في دقيقة

::
تكلفة الرحلات الفضائية السياحية لمن يرغب في السفر إلى مدار حول الكرة الأرضية، تبلغ العشرين مليون دولار على الأقل . فلمن يريد أن يشاهد مايستمتع به هؤلاء المسافرين من مناظر بدون دفع هذه المبالغ، فهذا فيديو كليب (بواسطة صور مركبة) إلتقطتها المحطة الفضائية الدولية خلال دورانها حول الكرة الأرضية. حضّر البوب كورن والبيبسي وأستمتع بالرحلة من على الكنبة.
::
::



الأربعاء، 21 سبتمبر 2011

العلم عرّى آدم ..

::

::
.. من الصحة. بمعنى أن قصة آدام وحواء كأصل البشر هي قصة:
::
عارية من الصحة تماماً .. بشهادة جينات البشر

وأستطيع أن أكتب هذه الحقيقة بالخط الأحمر العريض بكل ثقة لتراكم نتائج الأبحاث الجينية التي تؤكدها. وهذا البحث الجديد (تحتاج إلى عضوية لقرائته كاملاً) الذي أجراه علماء الأحياء الأمريكان هينغ لاي وريتشارد ديربان مؤخراً يمدنا بأدق التفاصيل إلى حد الآن لأصغر حجم سكاني مر فيه البشر خلال تاريخهم التطوري الطويل الذي أمتد ملايين السنين.

وفقاً لهذا البحث، فإن البشرية قد مرت بمرحلتين خطيرتين خلال تاريخها التطوري تقلصت أعدادها إلى أحجام صغيرة إقتربت فيهما من الإنقراض والفناء. التقلص الأول حدث قبل ثلاثة ملايين سنة حيث هبط عدد سكان أسلاف البشر ذاك الوقت إلى حوالي 10000 آلاف فرد، وقد وقع ذلك الحدث قبل هجرتهم من أفريقيا، مهد ظهورهم وتطورهم.

أما التقلص الثاني فقد حدث مؤخراً، مابين 40 و20 ألف سنة، فوفقاً للإستدلالات الجينية التي أستخلصت من الأعراق الصينية والكورية والأوربية في تلك الدراسة، فقد إنهار حجم السكان البشري من 13500 نسمة (قبل 150000 سنة) إلى حوالي 1200 فرد فقط! وهذا الحجم الصغير كان أقرب ماوصلت إليه البشرية إلى الإنقراض. وهذه الدراسة، بدعم من دراسات أخرى كثيرة قبلها، تؤكد أن البشرية لم تهبط أو تنحدر خلال أي مرحلة في تاريخها إلى أو من فردين فقط ... أبداً.

فماذا يفعل المؤمن أزاء هذه الإكتشافات التي تكشف خطأ مايرد في تراثه؟
يعترف بخطأها ويسقطها من قائمة قناعاته؟
أبداً ... لايستطيع، لأن إسقاط أي من مقومات التراث هو بمثابة طعن في مصداقية التراث ككل، فلكي يبقي التراث قائماً، عليه أن يبقي القصة قائمة ... بشكل أو بآخر، هكذا مثلاً:

"طبعا فكره ان يظهر كل البشر على سطح الارض من بشر واحد هي فكرة في غاية التفاهة
لكن لا تتعجل هكذا وتعلن انتصارك
بيولوجيا انت محق فالنفق الذي يقترحه المتدينون اضيق من ان يصدق
لكن ما لا افهمه هو اعتراضك على المجاز
هل تتخيل معي لو ان الله وضع للبشر نظرية التطور بحذافيرها وبمصطلحاتها العلمية في الرسالات السماوية هل كان احد ليصدقها هل كان احد يؤمن بها
تخيل معي انك انت هذا الاله
ماذا تفعل لتفهم اهل الزمان القديم نشاة الحياة بطريقة يفهمنها هم وغيرهم ممن ياتي بعدهم
لا حل الا بالمجاز فيفهمه القديمين حرفيا ويفهمه المتحضرون مجازا
والمجاز في القران ليس بالطريقة البهلوانية التي تتحدث عنها
فهناك دلائل لغوية نرتكز عليها وكلمات معينة تصرف غيرها من الكلمات المصاحبة لها عن المعنى الاعتيادي
ولولا وجود هذه الكلمات التي تصرف المعنى الحرفي عن الاذهان لما استطعنا ان نقول بالمجاز
طبعها المجاز صعب في الكتب الخرى غير القران لانها لا تتواجد بلغتها الاصلية والحرفية
اما القران فموجود حرفا حرفا كما قاله الرسول
ويمكننا على هذا الاساس تقرير المجاز من عدمه وتقرير صحة المعلومات الواردة في القران من عدمها"

هذا تعليق إستلمته يوم أمس الماضي كمداخلة من أحد القراء الكرام على هذا البوست المشابه الذي طرحته قبل بضعة أسابيع. وهو تعليق يجسد الأسلوب المتبع من قبل المتشبث بعقيدة أثرية قديمة قد ملئتها المعطيات والإكتشافات العلمية عبر الزمن خروماً حتى أصبحت اليوم كالمنخل، لاتحمل قطرة واحدة من حقائق الكون أوالحياة ... إستخدام المجاز.

الأخ/الأخت الفاضل/ة (سوف أستخدم الضمير المذكر بدون أي تفريق) يصف قصة آدم وحواء بأنها "في غاية التفاهة"، وربما هذا وصف أختلف معه فيه، لأني شخصياً أراها قصة خيالية لها نفس الوزن الأدبي الذي تتمع به قصص ألف ليلة وليلة وليست بالضرورة "تافهة". إنما الفرق بينها وبين القصص الأدبية الأخرى، أن هذه القصة ومثيلاتها من القصص الأخرى الموجودة في التراث الديني قد فرضت على البشرية وقبلت منهم بأنها أحداث تاريخية حقيقية وقعت بالضبط كما وردت في كتبهم "السماوية"، ولم يبرز مؤمن بها، حسب معرفتي، خلال الألفين وخمسمئة عام منذ ظهورها في التوراة في منتصف الألفية الأولى قبل الميلاد، ليعزيها إلى المجاز. والسبب الوحيد لوصفها اليوم بأنها قصص مجازية هو الدافع الإضطراري الذي فرضته الإكتشافات العلمية على المؤمنين لتبرير وجودها في كتبهم بعدما تم كشف خطئها. ولكن التبرير بأنها مجاز لايحل الإشكال، بل يزيد الطين بلة، هكذا:

يقول الأخ المعلق (وهو ليس الوحيد الذي يحاول إنقاذ القصة من الغرق المحتوم باستخدام قشة المجاز، بل يشاركه الكثير من نظائره المسيحيين عبر القارات الغربية في علمية الإنقاذ) نيابة عن التفكير الرباني:

"ماذا تفعل لتفهم اهل الزمان القديم نشاة الحياة بطريقة يفهمنها هم وغيرهم ممن ياتي بعدهم
لا حل الا بالمجاز فيفهمه القديمين حرفيا ويفهمه المتحضرون مجازا"

   
التساؤل الأول الذي يخطر على البال من هذا التفسير هو: أين يوجد في أي من الكتب الإبراهيمية إشارة إلى كيفية نشأة الحياة وفقاً لمعارف اليوم؟ بنسب قصة الخلق الآدمي إلى المجاز؟ هذا يعني الآتي:

أن الله عندما كان يحضّر المناهج الثقافية العلمية التي سوف يشملها في كتبه المقدسة قبل تنزيلها على خلقه لتثقيفهم بها، فكر طوال وقته الأزلي بكيفية التوفيق مابين المستويات المعرفية والعقلية المتخلفة للبشر في عصورهم الأولية مع مستوياتهم الذهنية ومعارفهم العلمية المتقدمة في عصورهم المستقبلية لكي يشرح للطرفين من نفس المناهج كيف نشأ الإنسان وفقاً لنظرية التطور (الحقيقة التي توصل لها البشر اليوم)، فلم يجد أي حل لهذه المعضلة التعليمية، رغم علومه وقدراته المطلقة، سوى أن يفبرك لمخلوقاته الصحرواية الجاهلة قصة طفولية وهمية تليق بمستوى عقولهم ومعلوماتهم الرعوية، ويلزمهم بتصديقها تحت التهديد والوعيد لمدة 2500 سنة. ثم فجأة الآن، وبعد أن يكشف العلم الحديث بأدلته الدامغة تلك الفبركة، يحوّل الله قصته التثقيفية، بقدرته المطلقة، إلى مجاز لايوضح شيئ ولايضيف إلى معلوماتنا بشيئ، لينقله إلى البشر على لسان وكيله على الأرض الأخ الفاضل المعلق وغيره من المجازيين الحديثين.

مالايدركه المفسرون، أن تعزية قصة تروي أحداث وحوارات مفصلة بالشكل الذي وردت فيه قصة آدم وحواء، يفتح المجال لتعزية جميع القصص والأحداث الواردة في القرآن إلى المجاز أيضاً، فيصبح نوح وطوفانه مجاز وصالح وناقته مجاز ولوط وسدوم مجاز والإسراء مجاز والمعراج مجاز ... وكل مايرد في القرآن من الممكن أن يكون مجاز.

ثم ماهو المقياس الذي يتحدد من خلاله أن هذه القصة مجاز وتلك القصة حدث حقيقي؟ ومن الذي يقرر ذلك؟ وبأي سلطة؟ وهل يوجد إتفاق بين علماء المسلمين على شيئ حتى يتفقوا على تحويل قصة ما إلى مجاز وترك أخرى كحدث حقيقي؟

الحقيقة التي لايمكن التهرب منها أن العلم قد أثبت خطأ فكرة إنتساب البشر إلى شخصين، ولكن هذه الفكرة وردت في جميع الكتب التوحيدية الإبراهيمية وظلت قائمة كتفسير رباني لكيفية ظهور البشر لعشرات القرون. أما الآن، وبعد كشف خطأها، يواجه المؤمن معضلة هائلة:

إما أن يقبل النتائج العلمية ويخطأ القصة، وهذا سوف يكون بمثابة طعن بمصداقية الرسالة برمتها، أو أنه يطعن بمصداقية النتائج العلمية، ولكن لكي يتمكن من ذلك عليه أن يحضر أدلة علمية أخرى تناقض تلك النتائج.

* * * * * * * * * *

الثلاثاء، 20 سبتمبر 2011

ستيفن ويلتشر ... الكاميرا البشرية

::
::
من منكم يستطيع أن يرسم مبنى الكولوسيوم الروماني في الصورة من الذاكرة، بنوافذه وأعمدته وزخارفه وإنحنائاته وأقواسه بأشكالها وأعدادها الصحيحة؟

ستيفن يستطيع ذلك!
لا، ليس ذلك فحسب، بل يستطيع أن يرسم من ذاكرته جميع مباني وبيوت وطرق مركز مدينة روما ... كلها، بحيطانها ونوافذها وأعمدتها وزخارفها وأزقتها بعد معاينتها من الهليكوبتر لمدة 45 دقيقة فقط ... وبعد رؤيته لها لأول مرة في حياته.
::
::


الأحد، 18 سبتمبر 2011

لايمكن إثبات وجود الإله

هذه "قنبلة القيصر" الهايدروجينية، أكبر قنبلة نووية فجرتها البشرية، تعادل قوتها 58 ميغاتون:
::
::
::
وهذا إنفجار شمسي يسمى بـ سوبرنوفا، أكبر إنفجار طبيعي يحدث في الكون، تعادل قوته 28^10 (واحد على يمينه 28 صفر) ميغاتون:
::
::
وهذه قنبلة تعبيرية شهيرة للعالم الفيزيائي والروائي العلمي آرثر سي كلارك، وبالرغم من ظاهر بساطتها فهي تمثل برأيي أشد فكرة ناسفة لمفهوم الإله ... لاتقاس قوتها بشيئ:

Any sufficiently advanced technology is indistinguishable from magic

أي تكنلوجيا متقدمة بشكل وافي لايمكن تمييزها من السحر [أي بينها وبين السحر. وكلمة السحر في العبارة تشمل أي قوة ميتافيزيقية أو غيبية أو ماورائية].

ومضمون العبارة يتضح في هذا التشبيه: 

قدراتنا التكنلوجية اليوم، متمثلة في إنجازات كالتلفزيون والسيارة والطائرة مثلاً، سوف تبدو كالسحر للبشر قبل عشرة آلاف سنة، والقدرات التكنلوجية للبشرية بعد عشرة آلاف سنة قد تبدوا لنا (أو لبعضنا على الأقل) كالسحر لو رئيناها اليوم.

هذا على المستوى التكنلوجي الناتج عن عشرة آلاف سنة من التقدم العلمي، ولكن يكفي النظر إلى ماتم تحقيقه من طفرة علمية/تكنلوجية خلال المئة سنة الماضية فقط، من إختراع الكمبيوتر والموبايل وفلق الذرة والهبوط على القمر، لتكوين فكرة عن المستوى التكنلوجي الذي سوف تصل إليه البشرية بعد مليون سنة، أو عشرة ملايين سنة، أو مليار سنة (على أفتراض أيضاً أن البشر سوف يبقون أحياء إلى ذلك الوقت).

مايعنيه آرثر سي كلارك في مقولته، وهو واقعي وصحيح قياساً بماحققه البشر خلال القرون الماضية فقط، أن التقدم التكنلوجي في المستقبل البعيد من الممكن أن يصل إلى مستوى من الصعوبة أو حتى من الإستحالة التمييز بينه وبين أعمال الإله. إذ مايستطيع الإله عمله، سوف يستطيع البشر عمله أيضاً ... ربما حتى خلق كون آخر ببشر آخر فيه. وهذا ليس مبالغة، إذ أننا على عتبة خلق الحياة في المختبرات اليوم، والمصادم الهادروني الكبير حالياً قادر على خلق ثقوب سوداء، ونحن لانزال في مهد الحضارة المستقبلية المقصودة في المقولة.

هذه الإمكانية محتملة، ليست بالضرورة من قبلنا نحن البشر في المستقبل، بل ربما هي موجودة الآن تم الوصول إليها من قبل كائنات أخرى غير بشرية في مكان ما في مجرتنا، أو خارجها في الكون الواسع. وهذا يطرح إشكال فلسفي ديني مقفول لايمكن، برأيي، التملص منه، وهو:

أن مجرد وجود إحتمال، الإحتمال فقط  دون الحاجة إلى حدوثه، أن هناك حضارة متقدمة بشكل وافي في مكان ما في الكون، يثير الشكوك فيما إذا كان وجودنا نحن على الأرض هو نتاج لتقدمهم التكنلوجي أم نحن نتاج خلق رباني أو تطور دارويني. كيف لنا أن نعرف أننا لسنا مكونات لبرنامج كمبيوتر متطور تديره كائنات متقدمة عنا بملايين السنين؟

والأدهى من ذلك هو هذا التساؤل:

كيف للإله نفسه أن يثبت لنا بأنه هو خالقنا ولسنا في الواقع نتاج كائنات أخرى أكثر تقدماً منا؟ مالذي يستطيع الإله تقديمه لنا كبرهان على وجوده؟

هل يفلق القمر أمامنا؟
هل يطفئ الشمس؟
هل يوقف دوران الكرة الأرضية؟
هل يطوي السماء؟
هل يبخر البحار من مياهها؟
هل يكتب على السماء آيات قرآنية؟
هل يرسل لنا جبرائيل بجيوش من الملائكة؟

أي عمل خارق يحدث أمامنا، أياً كانت عظمته، من الممكن تعزيته إلى مخلوقات أخرى متقدمة حضارياً - علمياً وتكنلوجياً - بشكل وافي، وليس بالضرورة نسبه إلى إله، سواء تحققت تلك الأعمال الخارقة فعلياً أو أوهمنا بها بواسطة تحكم تلك المخلوقات بما تستقبله أمخاخنا. 

فمن الإستحالة إذاً التمييز بين ماإذا كان الفاعل هو الإله أو أنها مخلوقات أخرى. وحتى محاولة إدخال الإيمان الرباني بشكل مباشر إلى عقول البشر بواسطة الإله لو قام بذلك، سوف تتمكن من نفس العمل تلك المخلوقات المتقدمة إذا رغبت في ذلك، ولكن في هذه الحالة سوف تنتزع منا حرية التفكير وسوف يكون قناعتنا بوجود الإله، سواء كانت تلك القناعة ناتجة عن تدخل الرب أو المخلوقات المتقدمة، قناعة مرغمة وليست ناتجة عن إختيار منا لها مبني على تقييم وتفكير حر. 

هذه الخاطرة ليست مجرد تمرين ذهني فلسفي الهدف منه إثارة الجدل أو الخيال، بل هي تعبير جاد يتناول وضع دنيوي محتمل الوجود. فعمر الكون يفوق الـ 13 مليار سنة، وعمر البشرية بقدراتها العقلية الحالية لاتتعدى المليون سنة بالكثير. ولكن ماتوصلنا إليه من تقدم حضاري يتمثل بمعرفة علمية وإنجازات تكنلوجية مذهلة، حدث خلال حقبة تقاس بومضة عين نسبةً لعمر الكون، فتصوروا مدى التقدم العلمي والتكنلوجي الذي حققته مخلوقات حضارية أخرى في الكون بدأت منذ مئات الملايين أو ربما حتى منذ مليارات السنين. 

فلاتوجد لدينا أي وسيلة للتحقق، بأي دليل أو برهان مهما يبدو مقنعاً، من وجود الإله. ومن الإستحالة أيضاً على الإله نفسه أن يقنعنا بوجوده طالما كان هناك إحتمال بوجود تكنولجيا متقدمة بشكل وافي في مكان ما في الكون، وطالما أتيحت لنا حرية التفكير بتلك الإحتمالات.

* * * * * * * * * *

الجمعة، 16 سبتمبر 2011

الرعشة الجنسية الأنثوية .. وظيفتها ثانوية

::

خلال زياراتي ليلة البارحة لبعض الدواوين الثقافية في فرجان (أحياء) الإنترنت، صادفت ندوة لنقاشات تدور بين عدة علماء في مجال الأحياء وتتناول دراسة أجراها عالمين منهم، زيتش وسانتيلا، وتتركز في تساؤل ماإذا كانت الرعشة الجنسية عند المرأة تكيّفية  Adaptive  أم لا.

ومعنى تكيفية في المصطلح التطوري الأحيائي هو أي خاصية، جسدية أو سلوكية، تطورت لتخدم وظيفة ما في الكائنات الحية، كوجود العين مثلاً كعضو للرؤية أو الشعور بالخوف والذي يؤدي إلى سلوك يجنب المخاطر أو المشي على رجلين للوصول إلى الوجهة المستهدفة ... إلخ، فهذه كلها أعضاء ووظائف تكيّفية ظهرت في الإنسان وباقي الحيوانات لتخدم أدوار مختلفة تساهم في بقائها.

لم أقرأ في الحقيقة جميع الآراء المطروحة في تلك النقاشات لطولها ولقصر الوقت لدي، ولكني قرأت بما يكفي لتعريفي بالنظرة العلمية تجاه أحد أهم الخصائص البشرية لم أكن أعرفها من قبل، وهي دور الرعشة الجنسية للمرأة في عملية التناسل.

وحيث أن الغالبية العظمى من البشر لايشغلهم التفكير بالجنس في يقظتهم أو نومهم، ولا يدأبون على السعي ورائه بتاتاً كلما سنحت لهم الفرصة، ولا يهتمون بأي خبر أو معلومة عنه إطلاقاً ، فأحببت أن أذكر الموضوع على أي حال وأنا على علم كامل بأنه لن يجد من القراء من يعيره أي إهتمام ... والموضوع يتعلق بأسباب وجود الرعشة الجنسية عند المرأة وملخصه القصير هو هذا: 

بخلاف الرعشة الجنسية عند الرجل، والتي لها دور بايولوجي في ذروة الأهمية وهو نقل الحويمنات  Sperms  إلى الأنثى، فإن الرعشة الجنسية عند المرأة لاتوجد لها وظيفة تناسلية! بمعنى أنها لاتساهم بحد ذاتها في عملية التخصيب كما يتحتم وجودها عند الرجل. ولذلك فالرعشة الجنسية الأنثوية لم تتطور كخاصية تكيّفية ووظيفة تناسلية، بل ظهرت كخاصية إجتماعية ترابطية ثانوية، تساهم في توثيق العلاقة بين المرأة والرجل.

وهذه بعض الروابط للناقاشات المطروحة لمن يريد التعمق في بحث هذا المجال: هـنـا وهـنـا، بالإضافة إلى الروابط الأخرى المجودة هناك. 

* * * * * * * * * *

الأربعاء، 14 سبتمبر 2011

تناقض صفات الرب

::

أعتزم على طرح موضوع جدلي من العيار الثقيل قريباً يتعلق بالإله. فكمقبلات وتحضير لذلك الموضوع، أطرح في هذا البوست بعض التعبيرات الفلسفية الشهيرة التي يفند من خلالها الفلاسفة وجود الإله:

هذا التسلسل المنطقي في تفنيد وجود الإله يعزى إلى الباحث في علم المنطق دوغلاس ولتون:

1- الإله هو ذات لايعلى عليه أي كائن أو ذات أخرى.
2- هذا العلو يصاحبه بالطبع علو في الفضيلة أيضاً.
3- إذاً الإله هو ذات بفضيلة لايعلو عليه آخر ذو فضيلة.
4- ولكن الفضيلة تتطلب التغلب على الآلام والمخاطر.
5- في الحقيقة أن وصف أي ذات بأنها ذات فضيلة، يحتم على تلك الذات أن تشعر بالآلام وتتعرض للدمار.
6- ولكن الإله الذي يقاسي الآلام أو الذي يمكن تدميره لايمكن أن يكون إله لايعلو عليه إله آخر.
7- لأنه من الممكن تخيل إله آخر غيره لايتألم ولايمكن تدميره.
8- إذاً الإله [ذو الفضيلة] ليس موجود.

وهذا التسلسل المنطقي يعزى إلى الفيلسوف الثيولوجي ثيودور درينج:

1- إذا كان الإله موجود، فهو لابد أن يكون كامل.
2- وإذا كان الإله موجود، فهو أيضاً خالق للكون.
3- وإذا كان الإله كامل، فكل خلقه لابد أن يكون كامل أيضاً.
4- ولكن الكون ليس كامل.
5- ولهذا فمن المستحيل أن يكون الإله الكامل خالق للكون.
6- إذاً الإله ليس موجود.

ولكن من أقوى التحديات المنطقية لوجود الإله بنظري هو هذا التناقض الصارخ في صفاته، والذي كشفه علماء المنطق وكتبوا عنه عبر العصور (ويحتاج من القارء درجة من التعمق في التفكير لاستيعابه) وسوف أشير إلى الحلقة الهامة بالأحمر للتفكير فيها:

1- من صفات الإله كمال العلم وكمال القدرة.
2- ولكن كمال العلم يتعارض مع كمال القدرة.
3- فإن كان الإله كامل العلم، فهو يعلم ماسوف يفعله في المستقبل.
4- وإن كان يعلم ماسوف يفعله في المستقبل، فلن يتمكن من تغييره.
5- وإن لم يتمكن من تغييره، فهو ليس كامل القدرة.
6- وإن كان ليس كامل القدرة فهو ليس بإله يمتلك تلك الصفة.
7- إذاً لايوجد إله كامل العلم وكامل القدرة.

وأرجو أن أكون قد أثرت فيكم تفكيرعميق ومثمر ... كمقبلات لما سوف يأتي.

* * * * * * * * * *

الثلاثاء، 13 سبتمبر 2011

سنجاب بالع قنينة

::







وفقاً لشركة برودوغ (الكلب الخمري) الإسكتلندية المنتجة للبيرة، "نهاية التاريخ"، هو ماركة البيرة الخاصة جداً التي أنتجت منها الشركة 12 قنينة فقط وتحتوي على 55% الكحول (نسبة الكحول في البيرة العادية يتراوح مابين 4-6%).

ولتمييز هذه البيرة عن غيرها، قررت الشركة تعليب قنانيها داخل حيوانات محنطة إلتقطت جثثها من الشوارع إثر تعرضها لحوادث السيارات. وقد أستخدمت للتحنيط 4 سناجب و 7 عرسات (إبن عرس) وأرنب واحد. وبيعت كل قنينة (بالجثة طبعاً) بسعر 765 دولار، إلتقطها كلها (أي تخامطها) مشترون من أمريكا وكندا وإيطاليا والدنمارك وأستكلندا وأنجلترا.

ولايسعني إلا أن أعزي قرائي الأعزاء عشاق البيرة على إثارة سيول لعابهم لهذه البيرة المميزة بقولي ... 

هارد لاك، راحت عليكم.


الأحد، 11 سبتمبر 2011

لست من عشاق التفاح ... ولكن

::


لست من عشاق منتجات أبل، ولم أشتري أو أستخدم قط لا الماك ولا الآيفون لا الآيباد بسبب سياسة هذ الشركة في حلب زبائنها ... ولكن:

إذا إستطاع أحد تحقيق هذا الحلم الذي ظل يراودني منذ عدة سنوات للحصول على مثل هذا المنتوج، فسوف أكون من أوائل المصطفّين في الطابور لشرائه ... وحتى لو كان من بساتين تفاح ستيف جوبز.
::

السبت، 10 سبتمبر 2011

لا الدين يبني الأخلاق ولا الإلحاد يهدمها

::
أضغط على الصورة مرة واحدة لتكبيرها ومرة أخرى لزيادة الحجم
::
أدولف هتلر - مسيحي (مجرم)
مارتن لوثر كنغ - مسيحي (مسالم)
أسامة بن لادن - مسلم (مجرم)
مالكوم إكس - مسلم (مسالم)
جوزيف ستالين - ملحد (مجرم)
بيل غيتس - ملحد (مسالم)

(إضغط على وصلة كل إسم في اللائحة أعلاه لتقرأ لمحة عن الشخصية)

* * * * * * * * * *

الخميس، 8 سبتمبر 2011

إستراحة الويك إند - يتمشي على قاع البحر

سولبين، صياد السمك الكوبي في الفيديو كليب أدناه، يتمشى على أرضية البحر لصيد الحيوانات البحرية كما لو كان يتمشى على أرضية الغابة لصيد الحيوانات البرية.

حاولوا ضبط أنفاسكم لنفس مدة غطسه لتشعروا بمدى صعوبة هذه المهمة.
::


وهذه ترجمة لبعض الملاحظات الواردة في التعليق:

* أن سولبين يغطس في هذا المقطع لعمق عشرين متر، ولكنه يستطيع الغطس إلى أبعد من هذه الأعماق.
* أن دقات قلبه تهبط إلى حوالي 30 نبضة بالدقيقة (معدل نبضات الإنسان البالغ تتراوح حول 70)
* أن ضغط الماء على صدره في هذه الأعماق يقلص حجم الهواء في رئتيه إلى ثلث الحجم الطبيعي.
* أنه يستطيع أن يبقى تحت الماء لمدة تصل إلى خمسة دقائق.
 

الثلاثاء، 6 سبتمبر 2011

جناح الملاك .. بدائي

::


لاتوجد في التراث الديني أي إشارة تفيد بتطور المصنوعات السماوية لمواكبة تطور المنتجات البشرية. فالحقيقة إذاً أن الملائكة منذ خلقها، أي منذ 13.7 مليار سنة على الأقل، إلى الآن لاتزال تطير بأجنحة ريشية تحركها عضلات بطريقة ميكانيكية كما تفعل الطيور.

إنما البشر، وبالخصوص النوعية الكافرة الفاسقة منهم، قد تمكنوا من تطوير هذه الطريقة الفردية للطيران من هذه:
::
  هذا كانت أول محاولة للطيران الفردي بأجنحة صناعية، قام بها رائد الطيران، المنهدس الألماني أوتو ليليانتال، في القرن التاسع عشر، ونجح في التزحلق على الهواء بواسطتها لمسافة قصيرة. 

إلى هذه:
::


خلال مدة قرن ونصف فقط! ومن المحتمل أن قرن آخر من التطور التكنلوجي البشري، الذي سوف تحققه بلا شك نفس تلك المجتمعات الفاسقة الفاسدة، سوف يتفوق خلاله الإنسان، هناك، في تصميمه لأجنحة الطيران على التصميم الرباني لأجنحة الملائكة، والتي ظلت مصنعيتها الأصلية الريشية جامدة لمليارات السنين.

* * * * * * * * * *

الاثنين، 5 سبتمبر 2011

خواطر هرطقية - أين باقي الأقمار؟

::

يوجد في الفضاء الخارجي 336 جسم تصنف بأنها أقمار، منها 168 قمر للثمان كواكب الرئيسية في المجموعة الشمسية، وطبعاً هناك مليارات الأقمار الأخرى تدور حول كواكبها في الكون. إنما جميع أقمار المجموعة الشمسية، بإستثناء قمر الكرة الأرضية، لم تكن معروفة، إذ لم تشاهد، قبل سنة 1610 عندما نظر جاليليو في تلسكوبه إلى كوكب المشتري ورأى أربعة أقمار تدور حوله. وبهذه المشاهدة، كان أول إنسان يكتشف وجود أقمار أخرى في الفضاء الخارجي بالإضافة إلى قمرنا.

فليس من المستغرب إذاً إذا لم تذكر أي من المصادر السجلية التاريخية أي من الأقمار الأخرى الموجودة حولنا في المجموعة الشمسية وخارجها بالإضافة إلى قمر الكرة الأرضية، لأن البشر قبل جاليليو لم تكن لديهم الوسائل لمشاهدتها فلم يدركوا وجودها.

ولكن أليس من المستغرب والمدهش أن المصادر الدينية الربانية لم تذكرها أيضاً، بل كل ماتذكره في كتبها هو القمر الوحيد الذي كان الإنسان يعرفه ذاك الوقت ...

وكأن رؤية الرب هي نفس رؤية الإنسان الذي يجلس في الصحراء وينظر فوقه إلى السماء فلايرى إلاّ قمراً واحداً؟

* * * * * * * * * *

الخميس، 1 سبتمبر 2011

الإنسان يتكون من فراغ

::


سوف أطرح تساؤل مشروع يعقبه جواب هرطقي على ضوء هذه المعلومة:

أكثرنا (وأرجو كلنا) يعلم بأن المادة، وتشمل طبعاً جسد الإنسان وباقي المخلوقات الحية، تتكون من ذرات. ولكن ربما أن أكثرنا لايعلم أن غالبية الحيز الداخلي لتلك الذرات التي تتكون منها المادة التي نراها ونلمسها هي في الحقيقة عبارة عن فراغ!

فراغ؟
نعم، فراغ بكل ماتحويه الكلمة من معنى، وإليكم الشرح:

تركيب الذرة بشكل مبسط هو أنها تتكون من جسيمات في مركزها (بروتونات ونيوترونات) وجسيمات تدور حولها (ألكترونات)، وهذه الألكترونات تمثل قشرة الذرة الخارجية. هذه الجسيمات هي الوحيدة التي تكون الكتلة (أي الوزن، أو المادة نفسها). ولكن الألكترونات التي تكون قشرة الذرة تبعد عن النواة بمسافة تعادل حمصة (نخية) في وسط ملعب كرة قدم، والإلكترونات (التي هي أصغر منها بكثير) عند شبكة المرمى ... والحيز بين النواة والألكترونات عبارة عن فراغ!

تتضح صورة هذا الفراغ الهائل الذي يكون الذرة إذا تخيلت أن الحمصة (النواة) في المثل أعلاه موجودة في وسط حيز كروي تبعد عنه الألكترونات التي تحوم حوله وتمثل قشرته بنفس النسبة القياسية الممثلة بملعب كرة القدم.

أي أن الأرض التي تقف عليها، والمباني التي تسكن فيها، والأثاث الذي تجلس عليه، وجسمك أنت وأجسام المخلوقات الحية الأخرى، في أغلبه عبارة عن فراغ. ومشاهدتك وتحسسك بوجود مادة صلبة ملموسة وليس فراغ هو مشاهدتك وتحسسك بالقوة الكهرومغناطيسية التي تشد الإلكترونات إلى النواة وتبقيهم في مدارهم ... وليس الجسيمات المادية نفسها.

والآن، التساؤل هو:

هذا يعني أن عالمنا هو عالم نتوهم فيه الصلابة إنما يسوده الفراغ، وهذه لاشك أحد أهم الأساسات المعرفية التي لابد أن يذكرها الخالق لها عندما يتكلم عن خلق المادة والكون، فلماذا لم يذكرها لنا الدين؟

الجواب، بسيط:

لأنه لم يعرفها.


الصورة أعلاه لذرات الرصاص والسيليكون والقصدير لصفيحة معدنية تحت المجهر

* * * * * * * * * *