الأربعاء، 31 ديسمبر 2014

كل عام وكلنا وكلكم بخير

::


كل عام وجميع البشر والنبات والحجر بخير

(ألم نتطور من الجماد؟ إذاً الجماد من أقاربنا ويندرج في تمنياتنا. ولي عودة قريباً)

الاثنين، 17 نوفمبر 2014

لا مشتري للبضاعة الفاسدة

::
أرسل لي معلق/ة في البوست السابق فيديوكليب في اليوتيوب على هذا الرابط وطلب/ت مني التعليق عليه. والفيديو باللغة الإنجليزية مع ترجمة عربية ويحتوي على إنتاج جيد وبروفشنال برأيي، من الواضح أنه يستهدف تسويق الدين الإسلامي في المجتمعات الغربية.

ورغم أن الفيديو قصير لا يتعدى الستة دقائق في طوله، إلاّ أني قاومت الملل والتثاؤب بصعوبة لكي أشاهده حتى النهاية، فجميع الحجج المطروحة فيه لإبراز الدين الإسلامي وتمييزه عن غيره من الأديان كالدين الوحيد الصحيح هي حجج واهية ومكررة اعتدنا على سماعها في المدارس الإبتدائية والمتوسطة، وربما كانت تؤثر على تلاميذ ماقبل الأنترنت في الزمن السابق ولكنها لم تعد تقنع أحد اليوم في عصر العلوم والمعلومات المفتوحة، بدليل أن عدد المشاهدات لهذا الفيديو يادوب تجاوز الألفين رغم وجوده على اليوتيوب لسنة ونصف.

لن أتناول محتوى الفيديو بأكمله لأن محتواه ممل في الحقيقة، إنما سأعلق على بعض النقاط فيه.

الفيديو يطرح مجموعة من التساؤلات النابعة من المنظور الإسلامي، الهدف منها تقويض  وزعزعة المبادئ والمفاهيم التي تكون قوام الديانات الأخرى وإبراز الإسلام كدين أكثر منطقية ومعقولية من غيره، ولكن حيث أن الإسلام دين لا يختلف في أساساته البشرية بكل عيوبها ونواقصها عن غيره من الأديان، فالفيديو يعج بالمغالطات والحجج الهشة الساذجة. أول سؤالين يطرحهما المتكلم في أول دقيقة فيه هما:

هل تسائلت أيها الإنسان لماذا تؤمن بما تؤمن به؟
هل تسائلت لماذا اخترت الدين الذي تمارسه؟

والزلة المشينة هنا هي أن نفس هذه الأسئلة ممكن أن تطرح على المسلم والإجابة ستكون نفسها بصرف النظر عن نوع الدين: 

البشر بجميع طوائفهم يؤمنوا بما تمليه عليهم ثقافة محيطهم، وهذا يشمل المسلمين كافة، فالذي يحدد اعتناق أي فكر أو عقيدة هي في الغالب عوامل لا إرادية وجغرافية محظة، وليست فكرية أو منطقية مدروسة وموزونة باختيار حر قبل تقبلها. فعندما يسأل المسلم المسيحي لماذا تؤمن بالمسيحية فهذا سؤال غبي، لأن المسيحي تجرع دينه بالضبط كما تجرعه المسلم، والإثنان لا يختلفان عن بعضهما في كيفية اعتنقاقهما للدين. فمحاولة إبراز أن المسيحي أو غيره قد اكتسب دينه بدون تفكير، كما يحاول الفيديو إظهاره، هي محاولة خداع سافرة بحجة بلهاء.

وفي الدقيقة الثانية، عندما يحاول المتكلم انتقاد الثالوث المسيحي بتفضيل الرب التوحيدي عليها، فهذه خداع آخر. فرغم رعونة وسخافة مبدأ الثلاثة آلهة في إله واحد، إلاّ أنه لا يوجد مانع منطقي لتعدد الآلهة. مالمانع من وجود ربين أو ثلاثة أو ألف أو مليار على الإفتراض الجدلي بوجود الرب؟ حجة اختلاف الرأي بين الأرباب التي يقدمها الإسلام هي حجة واهية تنزل الإلهة من المرتبة الربوبية إلى المرتبة البشرية بتشبيه سلوكيات الرب بسلوكيات الإنسان الذي يختلف مع غيره في الرأي وصنع القرار. تعدد الآلهة لا تعني بالضرورة اختلاف آرائها أو عدم إمكانيتها بالتعايش المنسجم مع بعضها، أليسوا آلهة؟ فهم إذا ً تعريفاً قادرين عل كل شيئ. فلا توجد حاجة أو ضرورة منطقية لانفراد الرب بنفسه، بل مبدأ التوحيد اختلقه ملوك اليهود في القرن الثامن قبل الميلاد لأهداف سياسية سلطوية محظة. 

وفي نفس الدقيقة، يلجأ المتكلم إلى مزعم تحريف الإنجيل بهدف تقويضه مقابل كمال القرآن، وتعامى عن الحقائق التي بات يعرفها الكثير اليوم عن هذا الكمال القرآني الزائف، من حرق عثمان لباقي المصاحف، إلى الآيات التي أكلها الداجن، إلى حذف آيات الغرانيق، إلى اختفاء آية الرجم وغيرها من المهازل. ناهيك عن الخلط السافر في الآيات، حين تتكلم آية عن موضوع معين ثم تدخل فجأة آية أخرى بموضوع آخر يختلف تماما عن موضوع الآية السابقة، ثم تنتهي فجأة الآية الجديدة لتكتمل الآية السابقة، كهذا المثال في سورة النساء:

وَآَتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا (2) وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا (3) وَآَتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا (4) وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا (5) وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آَنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَنْ يَكْبَرُوا وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا 

تتكلم الآية عن اليتامى ثم تقفز فجأة إلى نكح النساء ومعاملتهن، ثم ترجع فجأة إلى معاملة اليتامى. من الواضح وجود خلط في الآيات يحاول المفسرون ترقيعه.

ولاشك أنكم سوف تجدون أكاذيب ومغالطات كثيرة أخرى في الفيديو، إنما أكتفي بهذا القدر لهذا البوست.

* * * * * * * * * *



الاثنين، 10 نوفمبر 2014

تكفي الصفعة لتأديب الشقي

::
لست ممن يلحق أي أذى بأي مخلوق، ولكن الأمثلة المطروحة في هذا البوست هي للتوضيح فقط ولا تعكس أي ميول أو نوايا من طرفي.

لمن يستخدم أسلوب العنف لهدف المعاقبة أو التأديب، كوالد مثلاً يريد أن يعاقب ولده الصغير، لا يحتاج ذلك الأب لأن يذهب إلى بستان محدد ويكسر غصن من شجرة معينة ويقطعه بطول يقيسه بمسطرة، ثم يشذبه من الأوراق ثم يحكه بمبرد ثم يطليه بالورنيش ثم ينتظر حتى يجف لكي يحصل على أداة يضرب بها ولده. بل يكفي أن يرفع كفه ويضربه على مؤخرته ليحقق غرضه في المعاقبة. هذا الأسلوب البسيط يدل على كفائة بديهية في تحقيق الهدف المنشود. الكفائة والمهارة في تحقيق أي هدف هي الوصول إلى المبغى بأقل جهد وأقل تعقيد ممكن.

 لنتابع الآن المراحل المتعاقبة التي تؤدي إلى إصابة البشر بمرض الملاريا، وهذا مجرد نموذج واحد يمثل شدة التعقيد في مراحل الإصابة بالأمراض الأخرى.

مرض الملاريا يحتاج إلى عنصرين لكي يصاب به أحد، بعوضة من صنف محدد وكائن طفيلي مجهري يسمى بلازموديوم. فإذا كانت البعوضة تحمل البلازموديوم وقرصت أحد، يحدث هذا التعاقب في المراحل التي تؤدي إلى المرض:

1- تقرص البعوضة جلد الشخص بغرس أبرتها فيه، ثم تحقن لعابها المحمل بالكائن الطفيلي المسمى في هذه المرحلة بـ سبوروزوايت.
2- ينتقل الـ سبوروزوايت في الأوعية الدموية حتى يصل إلى الكبد ويبدأ بالتكاثر هناك.
3- الخلايا الطفيلية الناتجة عن هذا التكاثر، تختلف عن السبوروزوات  وتسمى بـ ميروزوات.
4- تخرج الـ ميروزوات من الكبد وتدخل الأوعية الدموية مرة أخرى لتصيب خلايا الدم الحمراء.
5- عندما تدخل الميروزوايت خلايا الدم الحمراء، تتضخم فيها وتتحول إلى تكوين خلوي جديد يسمى بـ تروفوزوايت.
6- تتكاثر الـ تروفزوايت مرة أخرى لتنتج تركيب خلوي آخر يسمى بـ زكيزونت.
7- تتكاثر الـ زكيزونت بدورها لتنتج تركيبة خلوية جديدة تسمى بـ ميروزوايت.
8- خلية الدم الحمراء بعد هذا الغزو تنفجر وتخرج منها هذه الـ ميروزوايت بسمومها التي تسبب أعراض مرض الملاريا من حمى وصداع وآلام وإسهال وتقيئ وغيرها من أعراض قد تؤدي إلى الوفاة إذا لم تعالج.

فإذا التفتنا الآن إلى التفسير البدائي السخيف، بأن وجود الأوبئة والأمراض هي إنتاج ربوبي متعمد، الهدف منها العقاب أو الإختبار، ونظرنا إلى المراحل المعقدة المدرجة أعلاه والتي لابد أن تسبق الإصابة بمرض الملاريا، يصبح أسلوب الرب في معاقبة أو إختبار خلقه أسوء في عدم كفائته من مثال الأب الذي يذهب إلى البستان ليحصل على عصا لتأديب ولده. فالأب في العادة لا يحتاج لكل هذه التعقيدات، بل يتصرف في ضمن إطار مايمكن تحقيقه بأقل جهد ووقت لتحقيق الهدف، وهو رفع كفه وصفع ولده. أما الرب، فحسب الرؤية الدينية، يلجأ إلى أشد الأساليب تعرجاً والتفافاً والتواءً لتحقيق نفس الهدف، وهو إلحاق الأذى بمخلوقاته.

هذا مجرد مثال بسيط يظهر مدى لا معقولية وسخافة الرؤية الدينية حين تحاول تفسير ظواهر الحياة.  إنما رغم حجم وتقدم مستوى المعارف التي وصلنا إليها اليوم في تفسير الظواهر الطبيعية، لايزال عدد هائل من الناس في بعض المجتمعات يتمسك بفاهيم يضحك عليها أغلب طلبة المدارس الإبتدائية اليوم.


* * * * * * * * * *

الخميس، 6 نوفمبر 2014

لا حياة بعد الممات

::
وقعت عيناي صباح اليوم على صفحة في الجريدة يطالعها ربما أغلب القراء ولكني لا أهتم بها وأحاول حتى أن أتجنبها، وهي صفحة الوفيات. تمعنت في لائحة المتوفين وفي أسلوب كتابتها. لم أجد فيها أي شخص أعرفه ولكن تركزت نظرتي لفترة على عبارة "وأسكنه فسيح جناته".

رجعت بظهري على الكرسي وحدقت بها لفترة طويلة باستغراب وكأني أقرأها لأول مرة. شعرت بأني لا أستطيع إبعاد نوبات الدهشة والحيرة التي تنتابني باستمرار منذ زمن طويل  حول لغز إيمان هذا الكم الكبير من البشر بفكرة أن الإنسان سوف يرجع إلى الحياة بعد أن يموت ويتحلل وينتهي أمام أعينهم. وليس هذا فحسب، بل سوف يعيش إلى الأزل في محيط من الكمال والسعادة لا يحلم فيها في دنياه. كيف يؤمن أحد، اليوم، بهذا المزعم الهائل بلا ذرة دليل واحدة ملموسة محسوسة، بل كل إيمانه هذا مستند على أقوال كتاب قديم من العصور الوسطى تتناقض في كل صفحة فيه مع معارف هذا العصر. 

عدم وجود الدليل التجريبي المحسوس على مزاعم هذه الكتب التي يصدقها ويقدسها الناس، فهذا بحد ذاته يثير الشكوك حول صحتها في أفضل الأحوال. ولكن حين نسلط عليها الضوء العلمي الفيزيائي، فجميع مزاعمها تتبخر فوراً، ولنأخذ مثال الحياة مابعد الموت.

لمن لايعرف عنها شيئ أو لم يسمع عنها، فالنظرية الكوانتية أو الكم (نفس النظرية بعدة مسميات) هي أقوى وأصلب نظرية في حقل الفيزياء. هذه النظرية تصف عالم الذرة ومادونها، وهي نظرية في غاية الدقة والصلابة تسندها معادلات رياضية وتجارب ومشاهدات امتدت عدة عقود.

جسم الإنسان يتكون من ذرات كما يعرف الجميع، وهذه الذرات تتفاعل مع بعضها بطريقة مفهومة فيزيائية وتتفق مع كل ماتنص عليه النظرية الكوانتية. فعندما يموت الإنسان، يتحلل جسده وتنتثر ذراته المكونه وتختلط مع التراب والماء والهواء وترجع إلى طبيعتها التي كانت عليها قبل ظهوره. فحتي يستمر هذا الإنسان أو ينتقل بعد موته إلى عالم الخلود، سواء جنة أو نار، ويحتفظ بهويته الدنيوية، لا بد أن تكون هناك وسيلة تحتفظ بتلك الهوية ولا تتأثر بالموت. فما هي؟

الدين يقدم لك مايسميه بالروح، والتي يزعم بأنه كيان يمثل الإنسان ولا يموت، ولكنه كالعادة لا يقدم لك أي دليل أو حتى أي تفاصيل عن هذا الكيان. فعلى افتراض أن هذه الروح موجودة وتحمل هوية الإنسان، فلابد أنها تتفعاعل مع خلايا دماغه التي تكون وتحمل أفكاره وقناعاته ومعتقداته، وتوجه سلوكياته وتصرفاته، وتكون هويته وشخصيته التي يعرف بها خلال حياته، وتنسخ أو تنقل أو تحتوي على كل هذه المعلومات. وإن كانت الروح تتفاعل مع خلايا دماغ الإنسان، فهي تتفاعل بالضرورة مع الذرات المكونة لهذه الخلايا.

ولكننا اليوم نعرف تماماً من خلال النظرية الكوانتية كيف تتفاعل الذرات مع بعضها وكيف تتفاعل حتى مكوناتها من الكترونات وكواركات وقواها الأربعة، ولا توجد أدنى إشارة إلى أن الذرات ومكوناتها تحمل أي معلومات عن الإنسان بعد أن يموت وتتحلل خلايا دماغه وتنتثر ذراتها. كما أنه لا توجد أي إشارة إلى أن هناك عناصر أخرى تكون مايسمى بالروح وتتفاعل مع هذه الذرات حتى تحمل معلومات خلايا صاحبها، ولو تواجدت هذه العناصر الروحية لاكتشف الآن، هكذا بكل ثقة. ما نعرفه اليوم من مركبات عالم الذرة هو كل ماهو موجود، فلا توجد أي عناصر أو مركبات أخرى لم تكتشف بعد. وحتى لو وجدت مركبات أخرى من قوى أو جسيمات لم تكتشف بعد، فهي لا تتفاعل مع ماهو مكتشف، أو أن تفاعلها ضعيف إلى درجة لا تؤثر على مجري سير الذرات المروفة ومكوناتها، وبالتالي لا يمكن أن تنقل أو تحمل أي معلومات عن الإنسان. وإن قال أحد أن الروح هي كيان ماورائي غيبي لا يخضع لقوانين الفيزياء الطبيعية، فالإجابة هي لو كان مثل هذا الكيان موجود لأسقط جميع معارفنا عن الذرة ومكوناتها. ولكن وجود النظرية الكوانتية وصلابتها ودعم التجارب والمشاهدات لها وقوة معادلاتها الرياضية وعدم ظهور أي خرق لقوانينها كل هذا يثبت عدم وجود مثل هذا الكيان الروحي.

فتبقى فكرة الخلود بمفهومها الديني أمنية ووهم يعزي بهما الإنسان نفسه حين يفقد أحد أحبائه، ويطمئن بهما قلبه بخداع نفسه أمام فنائه المحتوم.

* * * * * * * * * *

الخميس، 30 أكتوبر 2014

منبت جذور غناء السماء

::
أبدأ هذا البوست بما يتيسر من سورة البقرة، بترتيل الشيخ محمد المنشاوي. 




ولكي لا يتهمني أحد بالإنحياز إلى الترتيل القرآني، وحفاظاً على مشاعر الأخوان المسيحيين، فهذه أيضاً بعض التراتيل القبطية الجميلة.




ولزوارنا اليهود، هذا ترتيل عبري مما يتيسر من إصحاحات التوراة.




ولزورانا الزرادشتيين (المجوسين)، فهذه ترانيم من كتابهم الأفيستا المقدس.




وحتى لمن لايزال يعتنق الديانات الفرعونية القديمة، فهذه بعض من ترانيمهم المقدسة أرجو أن تعجبهم.




وصلت الفكرة؟

يقول كاتب الوحي في سورة المزمل: ورتل القرآن ترتيلا، أي أن المطلوب هو التنغيم في القراءة. ولكن لماذا الحاجة إلى تنغيم قراءة رسالة خطابية إرشادية؟ 

التنغيم في قراءة أي خطاب، سواء مقدس أو مدنس، لا يساهم في توضيح نصوصه أو فك طلاسم رموزه، إنما السبب الحقيقي لتنغيم القراءة القرآنية هو لأن الخطاب القرآني يتبع في أسلوبه نفس الخط التراثي المنتهج في الخطب والقراءات الكهنوتية الدارجة داخل المنطقة وخارجها والمتبعة عبر التاريخ البشري، فجميع النصوص الكهنوتية، ربما بلا استثناء، تقرأ بالتلحين والتنغيم، مع الموسيقى في بعض الأديان، والسبب بسيط ونتيجته واضحة وهي إثارة شيئ من التلذذ السمعي لدى المتلقي لترغيبه في الإستماع إلى النص، وللتعويض أيضاً عن كون هذه النصوص في العادة رتيبة ومكررة ومملة.

القرآن ظهر في القرن الثامن الميلادي، وسار على نفس الخط التنغيمي المسيحي في قراءته كما هي ممارسة في الكنيسة القبطية التي سبقته بسبعة قرون والجاري في التراث اليهودي أيضاً. والكنيسة المسيحية بدورها سارت على نمط الترتيل التنغيمي اليهودي الذي سبقها بأكثر من خمسة قرون. والترتيل اليهودي نفسه ربما تأثر بالترنيمات التنغيمية التي كانت تمارس في المعابد الفرعونية والمعابد الكهنوتية الأخرى في المنطقة حينذاك .... وهكذا دواليك. الممارسات والطقوس الدينية تقتبس وتسرق من بعضها البعض أساليبها في نشر عقائدها.

والقرآن لم يحد في أسلوب قراءته عن باقي الديانات العديدة التي عاصرته وسبقته.

* * * * * * * * * *

الاثنين، 27 أكتوبر 2014

تأكيد جديد على انتشار وازدهار العلمانية

::
ليس هناك أدنى شك على أن العلمانية واللاأدرية والإلحاد في انتشار دولي مطرد، إذ أن أغلب الدراسات الإحصائية التي أجريت خلال العقود الأخيرة الماضية تثبت ذلك، وقد ظهرت الآن دراسة استفتائية جديدة تؤكد هذا التوجه. ولكن قبل أن أتطرق إليها، أود أن أبدأ بمقدمة قصيرة:

ليس من السهولة أبداً أن يترك الإنسان المبادئ والأسس العقائدية التي تجرعها في صغره وتربى وترعرع عليها طوال فترة نموه ونضوجه وبنى عليها هويته وانتمائه وطموحه وآماله. فعندما يواجه المؤمن الدلائل الدامغة الكثيرة التي تناقض عقيدته ولا يجد مفر للتهرب منها، فيبدأ بالإنتباه والتشكيك بثوابته ومسلماته، يدخل في العادة في عدة مراحل يبتعد فيها تدريجياً عن دينه، ويستمر في الإبتعاد إلى أن ينتهي إلى الإلحاد. إذ ليس بالضرورة أن يتحول خلال يوم وليلة إلى ملحد، فهذه المراحل المتدرجة قد تطول عدة أيام أو أسابيع أو حتى سنوات، يتذبذب فيها المؤمن الباحث إلى أن تتضح الصورة في ذهنه ويتلاشى تأثير الترهيب والترويع من قلبه. حينذاك، يستطيع المؤمن السابق أن يعترف لنفسه بأنه ملحد.

هذه المراحل المتدرجة من الإيمان إلى الإلحاد قد تسير على هذا المنوال: 

1- يبدأ المؤمن بالشك والموازنة والتمحيص والتفكير بمعتقداته.
2- يدخل في مرحلة إنتقائية، يرفض فيها بعض جزئيات عقيدته ويقبل بعضها الآخر.
3- يقلل من أو يتوقف عن الذهاب إلى المسجد أو الكنيسة وعن المشاركة في المناسبات الدينية.
4- ينكر انتمائه إلى الطائفة التي نشأ عليها ويُعرّف نفسه بأنه مسلم أو مسيحي دون انتماء إلى مذهب معين.
5- يعترف أخيراً لنفسه وحتى ربما لمن حوله بأنه ألوهي أو لاديني أو ملحد.

تعتبر الولايات المتحدة أكثر الدول الغربية تديناً، وقبل أقل من سنتين ظهرت دراسة إستفتائية هامة أشارت إلى أن نسبة متزايدة من السكان تقدر بـ 15% لا تعتبر نفسها بأنها تنتمي إلى طائفة أو مذهب معين، بل تنسب نفسها إلى المسيحية بمفهومها العام دون انتماء طائفي. إنما مؤخراً، ظهرت دراسة جديدة تشير إلى أن هذه النسبة قد طفرت الآن من 15 إلى 38% في فترة أقل من سنتين!!! هذه الظاهرة تعادل المرحلة الرابعة في التدرج أعلاه وربما تشير إلى مرحلة انتقالية وهجرة مكثفة من التمسك بالدين إلى قبول أوسع للعلمانية.

هذا تدرج مذهل ومقلق للمؤسسة الدينية، ليس في أمريكا فحسب بل دولياً، لأنه يؤكد بشكل صارخ ابتعاد شمولي عن الدين وميول إلى مواقف فكرية أقرب إلى العلمانية والإلحاد تكتسح المجتمعات الدينية دولياً، والتي برأيي  سوف تنتهي إلى الإلحاد، وبوادر ذلك واضحة في كل المجتمعات.

* * * * * * * * * *

الجمعة، 24 أكتوبر 2014

عندما يسقط الرب وينكسر رأسه

::
هناك أكثر من مليارين مسيحي وحوالي مليار ونصف مسلم ومليار هندوسي من تعداد سكان العالم. هذه تكتلات هائلة من البشر، كل فئة منها تؤمن بإله يختلف تماماً في طبيعته عن الآخر. إختلاف معتقدات هذه الفئات عن بعضها وضخامة حجم كل فئة منها وتكتلها جغرافياً وقِدمها - الإسلام 1400 سنة، المسيحية 2000 سنة، الهندوسية 4000 سنة على الأقل - هذه الحقائق تثبت أن المؤمنين بهذه الديانات وغيرها الكثير ليسوا مؤمنين بقناعة محايدة اكتسبوها بعد تمحيص موضوعي ناضج ومجرد من تأثير تراث المحيط الذي نشأوا فيه، وإلاّ لطغى دين واحد على جميع الأديان الأخرى الآن وبعد كل هذا الوقت الطويل لكونه هو الدين الصحيح، بل كل منهم تجرع معتقداته مع حليب أمه، ولهذا السبب تتميز الديانات بتكتلاتها الجغرافية. تجرع الموروث عند الصغر هو لب المشكلة.

فعندما تقع حادثة مثل هذه التي في الفيديوكليب، هل ستزعزع إيمانهم بمعتقداتهم؟



يقع أقدس رمز للرب، وسط بيته ويتشلخ بدنه ويتحطم رأسه، فهل ينتاب أحد الحضور الشك في أن هذا الإله الذي يتجسد في هذا الرمز لربما يستحق الإعادة في التفكير؟

أبداً، سوف يواجه الحضور هذه المأساة المهولة باختلاق أهش وأسخف التبريرات والأعذار لكي يبقوا معتقدات صغرهم ثابتة في عقولهم. تماماً كما فعل المسلمون مع أقدس مقدساتهم حين تكسرت كعبتهم بالمنجنيق واحترقت وغطست في سيول مياه الأمطار عدة مرات خلال القرون.

ماحدث هنا لا يختلف عما حدث للكعبة. اختلفت الأديان والهشاشة واحدة.

* * * * * * * * * *

الخميس، 23 أكتوبر 2014

المعول الذي يحفر قبر الدين ...

::
إسمه نظرية التطور. وإليكم السبب:




تطور الحياة حقيقة دامغة، لا يمكن تكييفها مع مفهوم الخلق كما ورد في القرآن والإنجيل. فإما أن تقبلها، وهذا يفتح لك باب الإلحاد، وإما أن تنكرها، وهذا تعامي سافي وخداع صارخ للذات.

الخيار لك.

* * * * * * * * * *

الاثنين، 20 أكتوبر 2014

خواطر هرطقية - الأديان تسفيه لميزات الرب

::
الأديان سطحياً تكثر من المدح والتمجيد للرب، إنما باطنياً وعن غير قصد تكثر من تسفيهه وتحميقه، فتجعله كالغبي الأحمق في أساليب تنفيذه لخططه وأهدافه.

ماهو الهدف الرئيسي والأساس الذي أنزل فيه الرب رسالاته؟

أساس الدين، الإسلامي بالخصوص، والهدف الأول من تنزيله كرسالة سماوية إلى البشر هو للإعتراف بالله وتوحيده. هذا هو هدف وأساس الدين برمته، وكل مايحتويه من أحكام وإرشادات هي جزئيات أضافية تتبع تلقائياً قبول البشر للهدف الرئيسي الذي هو الإعتراف بالربوبية وتوحيدها.

إنما نفس الدين الإسلامي هذا يقول، على لسان الذي لا ينطق عن الهوى، أن الله الذكي أنزل على البشر منذ خلق جدهم الأول آدم ابن طين الصلصالي، 124000 نبي!!!!!

عن أبي أمامة قال أبو ذر: قلت يارسول الله: كم وفاء عدة الأنبياء؟ قال: مائة ألف وأربعة وعشرون ألفاً ، والرسل من ذلك ثلاثمئة وخمسة عشر، جماً غفيراً.

هذا يعني أن الله قد حاول 124000 مرة خلال مئات الآلاف من السنين، مستخدماً نفس الأسلوب لتوصيل الرسالة، بأن يقنع البشر الذين خلقهم ويعرف كيف تشتغل أدمغتهم لأنه صممها وركبها بنفسه، بأن  يعترفوا به وبوحدانيته ورغم ذلك وإلى اليوم لم يستطع إتمام هذه المهمة البسيطة.

هذا مايقوله لنا الدين، فهل هناك تسفيه للرب وقدرته أكثر من هذا؟

* * * * * * * * * *

الخميس، 16 أكتوبر 2014

هل الملحد وحش كاسر؟

::
أرسل لي أحد أصدقاء الفيسبوك قبل فترة قصيرة رسالة يعبر فيها عن استيائه الشديد على السلوك المشين الذي طرأ على بعض معارفه، والذين يصفهم بالوحوش الكاسرة بعد أن تحولوا إلى ملحدين، ويتسائل فيما إذا كان من الأصلح له أن يتوقف عن نشر الإلحاد في مجتمعه اليمني إذا كان سيؤدي إلى هذه النتيجة.

لا أريد التطرق إلى مشكلة صديقي بالذات لأنه لم يمدني بتفاصيلها، ولكنها أثارت التفكير حول فهم تشاؤمي للوجود يكتسبه البعض ويسيروا عليه، يروا فيه أن الحياة بلا معنى ولا هدف ولا حتى قيمة، ويبنوا حياتهم وعلاقاتهم وسلوكياتهم على هذه النظرة. هذا الموقف أو الرؤية السلبية تسمى بالفلسفة: العدمية. فحين يلحد الإنسان ويتخلى عن معتقداته الدينية كالحياة مابعد الموت والثواب والعقاب ومفهوم الإختبار، ويرى أن الحياة مجرد ظاهرة من ظواهر الكون التي ظهرت بعشوائية محظة بدون خطة مسبقة أو هدف، وأن الوجود بأكمله يبدو بلا تدبير أو غرض، فربما يجنح لهذا الموقف الفكري أو الحالة النفسية ويتصرف من منطلقها. فهل الملحد إذاً بالضرورة عدمي لايرى للحياة أي هدف أو معنى، فيصبح كالوحش الكاسر، لا يتهاون في قتل أخيه واغتصاب أخته وسرقة جاره ويعيش حياة تعمها اللامبالاة والفوضى؟

رغم أن هذه إحدى أسوء التهم التي يحاول أعداء الإلحاد إلصاقها بالملحدين، إلا أن نظرة عابرة لما يجري على أرض الواقع من حولنا تثبت أن هذه تهمة باطلة. فالمجتعات الملحدة هي أكثر استقراراً وأماناً وازدهاراً وسعادة من المجتمعات المتدينة، إقرأ هـنـا و هـنـا

ولكني أقر بوجود مفارقة في تفكير من لا يؤمن بالمفاهيم والمسلمات الدينية كالجنة والنار والإختبار بل يرى الحياة على واقعها العلمي الفارغ من أي خطة أو هدف. إنما هذه المفارقة لا تؤدي بالضرورة إلى موقف عدمي فوضوي انهزامي، بل الحقيقة عكس ذلك كما تشاهد في المجتمعات العلمانية الملحدة. ففي نظري، أنا أرى أن الحياة والوجود بلا خطة ذكية مسبقة وبلا هدف، حاضراً أو مستقبلاً، ولا أرى أن لهما أي قيمة أو معنى ضمن الصورة الكبرى للكون. فوفقاً لهذه الرؤية، أنا تفكيري تجاه الحياة والوجود بشكلهما العام عدمي إذاً، ولكني في نفس الوقت أرى أن حياتي الشخصية، لها قيمة كبرى ومعنى وأهداف عديدة. فأنا لا أستعجل الموت لأني أفضل الوعي والإدراك والحيوية والوجود على الفناء والعدم، فحياتي إذاً لها وزن وقيمة. وعندما أذهب إلى عملي كل يوم لكي أحقق من خلاله إنجاز شخصي لي ولعائلتي يوفر لي راحة البال والأمان والسعادة، فهذا قطعاً هدف. وحتى التطلع إلى سفر قادم أو زيارة صديق أحبه أو الذهاب إلى النادي أو المطعم، كل هذه أهداف في ذهني وإن كانت صغيرة، تجتمع كلها لكي تمدني بغرض ونكهة وطعم جميل ومعنى لحياتي.

فرفض القناعات البدائية المتوارثة الفارغة من أي دليل أو برهان، وقبول حقيقة الواقع المدعم بالأعمدة العلمية، والذي يشير إلى أن الحياة والوجود ليس لهما رب بغرض ونية، لن يؤدي بالضرورة إلى تخريج وحوش كاسرة تعبث بالأرض فساداً. 

مشكلة صديقي اليمني هي مشكلة محلية استثنائية، لا أكثر.

* * * * * * * * * *

الاثنين، 13 أكتوبر 2014

دمامة دين السلام

::
أنا لا أنظر إلى أن ما يحدث في هذا الفيديو هو جريمة قتل جماعي من شخص بكامل القوى العقلية مع سبق الإصرار والترصد كما يميزه القانون، إنما أراها كواقعة مؤلمة اقترفها شخص مسلوب العقل والإرادة، يخنع لشخص آخر يسيره كالروبوت بواسطة ارشادات من كتاب كارثي قديم يؤمن كلاهما بأنه منزل من إله. فأساس المشكلة ليس الأشخاص بحد ذاتهم، بل الإرشادات التي يتبعونها في ذلك الكتاب والثقافة الدموية المبنية عليها.

هذا شخص يطلق النار على مجموعة من الشيعة في باكستان خلال جلستهم لإحدى مآتمهم التي يحيونها سنوياً.



هذه مجزرة طائفية بحتة، لم ترتكب لأي سبب آخر سوى الإختلاف في بعض الجزئيات لنفس دين الطرفين، لا تختلف في بشاعتها عما تفعله داعش من تطهير طائفي في سوريا والعراق. ظهور حركة داعش وزحفها الحثيث ومايصاحبه من وحشية، لم يكن دافعه سياسي أو حتى ديني بفهومه العام، وأي إنسان يعتقد ذلك فهو موهوم ساذج. بل ظهور داعش وغيرها من المجموعات الإراهبية الأخرى كان في المقام الأول بدافع طائفي محظ مصبوغ بصبغة سياسية، اندلع وتزود بوقود الكره الشديد الذي تحمله فئة مسلمة ضد فئة مسلمة أخرى لم تتمكنا إلى الآن التكيّف والتعايش السلمي مع بعضهما رغم مرور 1400 عام على نشأتهما. هذا البغض الدفين ضد المخالف والمتجذر في كيان الكتلة الإسلامية والمتوارث منذ نشأتها، منبعه الأساسي هو النص العدائي الإنقسامي بطبيعته، والذي بإبهامه وتعدد أوجهه فتح الأبواب لكل داني وقاصي لأن يستخدمه لأي هدف تتطلبه أجندته أو يمليه عليه مزاجه. 

إن كان هذا النص نازل من رب، فمن الواضح الجلي أن هذا الرب يحمل نفس الطبيعة البشرية التي ابتلى بها خلقه.

* * * * * * * * * *

الجمعة، 10 أكتوبر 2014

خواطر هرطقية - كذبة رزق السماء

::
هذه خاطرة قصيرة تصبحت بها اليوم من الجمعة المباركة على موجات ترتيل القرآن عبر سور بيت الجيران.

في العقيدة الإسلامية، كل ما يحصل عليه الإنسان من أموال وأملاك وصحة ونفوذ ومرتبة يعتبر عطية، أو بتعبير آخر رزق، من ربه، حتى الأولاد (بمعنى إنجاب الأطفال) ... همممم، حتى إنجاب الأطفال رزق من ملك السماء؟؟ لنتناول هذا المزعم بنظرة عابرة.

أولاً لنعرف ماهو الرزق. الرزق بالمفهوم الديني كما أفهمه هو منحة ربوبية يحدد مقدارها ووقتها ولمن يستحقها الرب وحده. أليس كذلك؟

إنما بناءً على أن الغالبية الكبرى من البشر قادرين طبيعياً على الإنجاب بدون أي تدخل طبي أو سماوي في هذه العملية، وإذا كانت قرارات الإنجاب أو عدمه، وتحديد عدد الأطفال ووقت إنجابهم، واليوم حتى تحديد جنس الجنين، وغداً احتمال لون بشرته وشعره وطوله ومقدار ذكائه، كلها راجعة إلى الزوجين، فكيف يكون الإنجاب رزق من السماء إذا كان التحكم التام في هذا القرار راجع إلى الزوجين، شاء الطب أو الحكومة أو العمة أو الجيران أو بوعلوي أو السماء أم أبت؟؟؟

* * * * * * * * * *

الثلاثاء، 7 أكتوبر 2014

من أخطاء السماء - تحقير العنكبوت

::
أرادت إحدى العناكب أن تمد نسيج بيتها تحت حافة سقف الكراج، فلم تستطع تثبيته من تحت بسبب ضيق زاوية السقف. فماذا فعلت؟ عثرت على صخرة وربطتها بخيط متصل بحافة النسيج من تحت، واستخدمت ثقل الصخرة لكي يشد شبكة النسيج ويثبتها من الأسفل كالوتد، وبذلك حلت المشكلة بذكاء مذهل.

العناكب من أغرب وأعجب الكائنات الحية في سلوكياتها وإبداعها، ولم تظهر هذه الخصائص العجيبة فيها إلا مؤخراً بعد دراسات مستفيضة ومراقبة دقيقة لها من قبل علماء الأحياء. إنما الإنسان الجاهل لا يرى حقيقتها بمجرد النظر إليها، بل يراها على ظاهرها البسيط كمجرد حشرة (وهي ليست حشرة، بل تنتمي إلى فصيلة العنكبيات التي تختلف عن الحشرات في التصنيف) تبني نسيج لزج ضعيف سهل الدمار بمرور اليد، تستخدمه كبيت لها وتصطاد به الحشرات. وهذا كل مايراه فيها.

والآن أنظروا إلى هذه الآية:

مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (العنكبوت - 41)

كاتب هذه الآية، الذي يفترض أنه قد خلق العنكبوت ووضع فيها جميع خصائصها المدهشة، يريد تحقير المشركين. فبماذا يشبههم؟ يشبههم بالعنكبوت المبدعة ويسخر من ضعف بيتها!!! أي أنه قد اختار من جميع مخلوقاته إحدى أبدعها وأعجبها لتحقيرها بإقرانها مع أعدائه، نفس أسلوب السب والتحقير الذي يستخدمه مع اليهود حين يقرنهم مع القردة والخنازير، إشارة إلى أن العناكب والقردة والخنازير هي مخلوقات متدنية حقيرة.

إنما الصورة التي أثارت إعجابي هي حجم الصخرة المتدلية من أسلاك نسيج العنكبوت الدقيقة، والتي تبين مدى قوة هذه الأسلاك التي اكتشف أنها أقوى من أسلاك الحديد السبيكي الصلب حين تكون بنفس السماكة. فعندما يبني العنكبوت بيته بأسلاك تفوق قوتها قوة الحديد الصلب، كيف يمكن وصف هذا البيت بأنه أوهن البيوت؟؟؟

لأن كاتب الآية بشر جاهل، يرى الأشياء على ظاهرها فقط ويتكلم من ذلك المنطلق.







* * * * * * * * * *


الأحد، 5 أكتوبر 2014

بسكلة على حافة الهلاك

::
أجد صعوبة بالغة في فهم لماذا يجنح البعض في المجازفة والإستهتار بأرواحهم إلى هذه الدرجة!! لو انزلقت العجلة بضعة سنتميترات فقط، انتهت حياة الراكب. تعرقت يداي من مجرد مشاهدة المنظر:




* * * * * * * * * *

الخميس، 2 أكتوبر 2014

مالهدف من وجودنا؟

::
وصلني خبر يوم أمس أن أحد أصدقائي الذي أجرى عملية استئصال لورم سرطاني في البنكرياس قبل عامين، قد عاد إليه السرطان في ماتبقى من بنكرياسه وانتشر أيضاً في رئتيه والغدد الليمفاوية. لم يعطه الأطباء تقدير إلى الآن على ماتبقى من عمره، ولكن لا يبدو أنه سوف يكمل عام 2015 على قيد الحياة.

هذا ثالث شخص ضمن حلقة أهلي ومعارفي يفتك به السرطان خلال الخمسة سنوات الماضية. الأول كان نسيبتي التي أصيبت بسرطان البنكرياس أيضاً وماتت شابة قبل بضعة سنوات، وقد كتبت مقالة بذلك الحدث هـنـا، والثاني أحد أقرب أصدقائي وقد مات من سرطان الرئة ولم يتعدى على موته سبع أو ثمان شهور من هذه السنة، وهذا الآن الثالث. ولمن تجنح به أفكاره إلى أن هذا عقاب رباني على إلحادهم، فأقول له أن الثلاثة مؤمنين بالله رغم أنهم ليسوا كلهم ملتزمين بطقوسه.

هذا البوست سوف يكون مجرد تدوين لخواطر مبعثرة غير مترابطة تدور في رأسي حالياً ليس له هدف محدد سوى ربما التنفيس.

*  إحدى سلبيات عدم الإيمان بوجود رب وبعث وخلود - في جنة أو نار - هو الشعور المرهف بالضعف والإستسلام لواقع الحياة المجرد العاري على حقيقته القاسية، وماتحتويه من مخاطر ومصائب كامنة خلف كل زاوية من منعطفاتها. الشعور بأنك تحت حماية القوانين الوضعية القاصرة ورحمة العلوم والتقنية المحدودة وحسن أو سوء الحظ والصدفة، وليس تحت حماية وأمان قوة ربوبية خارقة تراقبك وتستجيب لك لتنتشلك من الكوارث وتبعد عنك الأذى بنفخة سحرية. بل الحقيقة العارية هي إذا أصبت بمرض، فأمل علاجك يعتمد على درجة المرض ونوعه، ودرجة كفائة الخدمات الطبية في محيطك، وقدرتك المادية، ومدى تقدم العلوم الطبية في علاج ذلك المرض، كلها من ضمن عوامل أخرى تحدد وفاتك أو نجاتك. هذا الشعور بالإعتماد في وقت الشدة والضيق على الخدمات البشرية المحدودة وإمكانياتك الشخصية مقابل القدرة الربانية على إنتشالك من مأساتك، هو خسارة كبيرة للملحد. إنما أفضل رغم الشعور بالعزلة والضعف أن أعيش في عالم الواقع المادي الحقيقي المؤلم على أن أعيش في العالم المخملي الوهمي الذي يعصب عيني ويجعلني أتخبط في حيطان الأمل الزائف كالأحمق المخدوع.

*  إدراك درجة ضعف الإنسان جسدياً وقصور إمكانياته وقدراته على التصدي للكوارث الطبيعية للحفاظ على نفسه من أمراض وأوبئة وحوادث ومصائب كثيرة أخرى، ربما يحبب لي ولكنه لا يقرب فكرة وجود الرب من خواطري، بل بالعكس، يبعدها عني لسبب  بسيط، وهو فقر وتناقض التفسيرات السخيفة التي تقدمها الأديان كأسباب للكوارث، وعدم توافقها وترابطها مع طبيعة هذه الكوارث. فكارثة كمرض السرطان مثلاً لا يمكن تكييفها مع فكرة أنها عقاب لمعصية كعدم الصلاة أو تدنيس القرآن أو الإسائة إلى الرب. السرطان خاصية جينية كامنة في خلايا جسم كل إنسان، تثيره عوامل ليس لها أي علاقة بالأهواء والنزعات الماورائية من غضب وحنق رب عصبي يعشق الإنتقام. السرطان تثيره عوامل محيطية/جينية، ككثرة التعرض لمواد مسرطنة، مثلاً كالـ دايوكسين الموجود في الكثير من المستهلكات البلاستيكية والـ أكريلامايد الذي ينتج في الأكل عند الشوي أو القلي، أو التعرض المطول للأشعة مافوق البنفسجية من الشمس، أو الإستنشاق المتكرر الطويل للملوثات الجوية ... وغيرها الكثير من العوامل التي ليس لها أي ارتباط بإيمان الإنسان أو كفره.

*  هل للحياة أو للوجود بأكمله هدف؟ لا، لا يبدو أبداً أن لهما هدف. ما الهدف من خلق كون يحتوي على مليارات المجرات التي تبعد غالبيتها العظمى عنا بملايين السنين الضوئية؟ هل لكي تكون قناديل تضيئ لنا الطريق بالليل كما يقول القرآن؟ ياسلام على الذكاء الرباني الخارق في إنارة أمسيات خلقه وياسوء عقل المخلوق الذي يصدق ذلك. وما الهدف من وجود أسماك وكائنات تعيش في قاع المحيطات لانراها ولا نعرفها، وجودها أو انقراضها لن يؤثر علينا أو على البيئة بقيد شعرة. وما الهدف من وجودنا نحن البشر؟ هل لكي نروي عطش الإستعباد لرب مهووس به، يتلذذ بشوي مخلوقات رفضت عبادته؟ وجدنا في هذا الكون الفسيح لكي نكون عبيد؟؟؟؟ لقد تعودت أن أشبه ظهور الإنسان ككيان ووعي عند ولادته من رحم أمه كظهور الفطر في المراعي. يظهر الفطر وكأنما من لاشيئ، إنما مع بعض الفحص والتدقيق نعرف أن ظهوره تحكمه عوامل طبيعية معروفة لا تدخل فيها قوى أخرى غير ماهو معروف من قوانين الطبيعة. فينمو هذا الفطر ويزدهر ثم يذبل ويموت ويتلاشى، وهذا مايحدث للإنسان وجميع الكائنات الحية الأخرى، لا تختلف في ظهورها ونهايتها عن بعضها، ولا يتميز الإنسان عنها بتاتاً. لا يوجد لنا أو للوجود بأكمله هدف، فالعلم الذي يقول أننا إنتاج إحدى صدف الطبيعة أثبت صدقه، والدين الجاهل العبودي المبتذل انكشف كذبه.

*  الحياة فريدة وغير محتملة وقصيرة، وأكبر غلطة يقترفها الإنسان بحقه وحق الآخرين هو أن يهدرها ويهدر حياة غيره. حافظوا عليها وتمتعوا بها قبل أن تزول، وحظاً سعيداً لكم جميعاً في حياتكم.

* * * * * * * * * *

الثلاثاء، 30 سبتمبر 2014

طفرة ضد الدين خلال بضعة سنين

::
عندما بدأت هذه المدونة قبل حوالي خمس سنوات لكي أطرح مابفكري تجاه الدين، ورغم أني كنت أرى أن ظاهرة الإلحاد تنتشر بشكل متسارع في المجتمع، لم يخطر ببالي أبداً حينذاك أن خلال سنوات قليلة فقط سأرى الإلحاد يعبر عنه بشكل شخصي وعلني مع كشف الهوية وعلى القنوات الإعلامية أيضاً في عقر الدول الإسلامية بدون خروج جموع الرعاع في الشوارع تطالب بحز رؤوس المرتدين.

قبل أربع سنوات، كنت أحذر من خطورة كشف الإلحاد في بوستات هـنـا و هـنـا، أما اليوم فتحدرج كرة الإلحاد الثلجية الهائلة التي تزداد حجماً وقوة مع كل دورة قد حطم أبواب تابو الإرتداد ونزع الخوف وأخرج جيلاً جديداً من الشباب والشابات إلى الساحة المكشوفة ليعلن على الملأ بكل ثقة وشجاعة رفضه لاعتناق خرافات وخزعبلات إنسان العصر البرونزي وما يصاحبها من طقوس ومراسيم سخيفة وتافهة، ليس لها هدف سوى هدر الحياة وتشويه المنطق وقمع التفكير لأجل السيطرة والإخضاع.

 ظاهرة إعلان الإلحاد بكشف الهوية على القنوات الإعلامية بلا خوف أو تستر، هي ظاهرة جديدة ولا تحتاج إلى أملنا بأن تنتشر، فهي سوف تنتشر بلا شك، وهذا أول الغيث وقد بدأ في مصر التي تتحضن أكبر تكتل إسلامي مجاور لمنبع هذا الدين.

أهمية هذه الظاهرة لا تنحصر في الدول الإسلامية فحسب، بل قد انتبه لها حتى الإعلام الأوروبي. وهذه إحدى القنوات الفرنسية التي بثت تقريراً بها يوم أمس الماضي تجدوه هـنـا. وهذه سلسلة من المقابلات مع ملحدين مصريين أجرتها إحدى القنوات المصرية هـنـا.

* * * * * * * * * *

الجمعة، 26 سبتمبر 2014

الإستنجاد بالغير موجود لا يجدي

::
هذا فيديوكليب لمشهد مؤلم ألتقط مؤخراً وانتشر في قنوات التواصل، وهو لطالب هندي سقط في حضيرة النمر الأبيض في حديقة الحيوان في دلهي بعدما تسلق السور ليلتقط صورة أفضل.

بجانب الهدف التوعوي الذي يحذر من مغبة السلوك الأرعن الخطر كتسلق السور الفاصل بين الأمان والموت، هناك أيضاً ملاحظة، رغم أنها ليست جديدة، إنما جديرة بالتفكير والإشارة، وهي مشهد الطالب المسكين وهو يصلي ويدعو بإلحاح إستنجاداً بإلهه في التدخل لإنقاذه. وبالنظر إلى أسلوب تحريك يديه، فمن الواضح أن الطالب يستغيث بإلهه الهندوسي.

وطبعاً كل من يشاهد هذا التضرع والإستغاثة، ماعدا الهندوس، سوف يعرف أن تضرعه هذا في وجه الموت لا طائل له لأن آلهة الهندوس مختلقة لا وجود لها، وقد أكد هذه الحقيقة أن النمر قد قتل الطالب. ولكن ماذا لو كان الطالب مسلم واستغاث بإله القرآن، وعضد دعائه وتضرعه بسورة الكرسي مثلاً أو أحد الأدعية المزكاة سماوياً والتي يستخدمها المسلم يومياً لحفظه من الشرور، هل سيكون أمله في الإنقاذ أكبر من أمل نظيره الهندوسي؟

بصرف النظر عن نوعية عقيدة الإنسان المبتلى، فالخدعة الكبرى للأديان تكمن في قدرتها ومهارتها على المراوغة والتملص من كشف زيفها ولا جدواها في حالات الحوج والإستغاثة، فلو دخل الحرس داخل الحضيرة وانقذوا هذا الطالب من النمر، فسوف يعزي المؤمن انقاذه إلى تدخل آلهته بتعجيلها في إدخال الحرس إلى القفص. ولو قتله النمر، كما حدث في هذه الحالة، فسوف يعزى ذلك إلى أن الله/براهمان/يسوع/زيوس/ثور/جوجو/مومو/كوكو قد حدد يومه وختم مصيره ولا تبديل لقضاء جوجو/كوكو المحتوم. أو أن جوجو قد انتقم منه لسوء أعماله، أو لكي يكفي البشر شره في المستقبل، أو حتى ليبتليه في الدنيا ويكافئه في الآخرة، والأعذار والتبريرات كثيرة ومتنوعة لا تنتهي، اختلقت كلها وصقلت وشحذت وزخرفت عبر القرون لتحصين الوهم الموروث وتزيينه لكي يظل ثابتاً في رؤوس أتباعه. فهمها كانت النتيجة، سيكون هناك عذر لتغطيتها.

إنما هذا ضعف وليس قوة، لأن هذه الأعذار ليست حصرية على دين واحد تميزه عن غيره بل تستخدمها جميع الأديان على حد سواء، مما يجعلها كلها على نفس المستوى من القوة والإقناع. ويظل في نظر غير الهندوسي، أن استغاثة الطالب لم تجديه لأن آلهته زائفة، ونفس النظرة ستنطبق على المسلم وغيره من المؤمنين، ولكنهم سيتعاموا كلهم عنها.




* * * * * * * * * *

الاثنين، 22 سبتمبر 2014

المكافآت العلمية بالطريقة الإسلامية

::
هذا بوست صادفته في الفيسبوك لأحد الأخوة الملحدين، نقله من كتاب تاريخ الإلحاد في الإسلام للدكتور عبدالرحمن بدوي، أنقله لكم بدوري كما جاء، والشكر موصول للأخ العزيز صاحب البوست.

يتفوه الكثير من المسلمين السذج والمغفلين بعبارات يسمعونها من شيوخهم، دون وعي أو إدراك بصحتها، ويرددونها كالبلهاء:

الإسلام دين حضارة وعلم
الإسلام دين يقوم على العلم
الإسلام دين المدنية والتقدم
لولا العلماء المسلمين، لما وصل الغرب إلى ماوصل إليه الآن.

ولكن التاريخ يقول عكس ذلك تماماً، فاٌلإسلام والمسلمين هم أول من حاربوا العلم والحضارة، وفتكوا بالعلماء، وأحرقوا علومهم وإنتاجاتهم المعرفية الغزيرة.

قتل الطبري، وصلب الحلاج، وحبس المعري، وسفك دم ابن حيان، ونفي ابن المنمر، وحرقت كتب الغزالي وابن رشد والإصفهاني، وتم تكفير الفارابي والرازي وابن سيناء والكندي والغزالي، وربما لا تعلمون أن السهروردي مات مقتولاً، وأنهم قطعوا أوصال ابن المقفع، ثم شويت أمامه ليأكل منها قبل أن يلفظ أنفاسه.

وأن الجعد بن درهم مات مذبوحاً، وعلقوا رأس أحمد بن نصر وداروا به في الأزقة، وخنقوا لسان الدين بن الخطيب، وحرقوا جثته، وكفروا ابن الفارض وطاردوه في كل مكان. وأغلب الظن أن عامة الناس لا يعلموا بما قالوه عن ابن سيناء الطبيب والعالم والفقيه والفيلسوف، ولا يعلموا بما قاله عنه ابن القيم في إغاثة اللهفان 2/374 حين قال: "إنه إمام الملحدين الكافرين بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر". وقال عنه الكشميري في فيض الباري 1/166: "ابن سيناء الملحد الزنديق القرمطي". وقال عنه الشيخ صالح الفوزان: "إنه باطني من الباطنية، وفيلسوف ملحد". 

ولا يعلم الناس بما قالوه عن أبي بكر الرزاي، الطبيب والعالم والفيلسوف. فقال عنه ابن القيم في إغاثة اللهفان 2/179: أن الرازي من المجوس وأنه ضال مضلل.
وقال ابن العماد في شذرات الذهب 2/353 عن الفارابي: اتفق العلماء على كفر الفارابي وزندقته. وقال عن محمد بن موسى الخوارزمي: أنه وإن كان علمه صحيحاً، إلاّ أن العلوم الشرعية مستغنية عنه وعن غيره.

وقالوا عن عمرو بن بحر الجاحظ: أنه سيء المخبر، رديئ الإعتقاد، تنسب إليه البدع والضلالات. 
وقال عنه الخطيب بسنده: أنه كان زنديقاً كذاباً على الله وعلى رسوله وعلى الناس.
وقالوا عن ابن الهيثم: أنه كان من الملاحدة الخارجين عن دين الإسلام، وكان سفيهاً زنديقاً كأمثاله من الفلاسفة.
وقالوا عن أبي العلاء أحمد بن عبدالله المعري: أنه كان من مشاهير الزنادقة، وفي شعره مايدل على زندقته وانحلاله من الدين.
وقالوا عن نصير الدين الطوسي: أنه نصير الشرك والكفر والإلحاد.
وقالوا عن محمد بن عبدالله بن بطوطة: أنه كان مشركاً كذاباً.
وشتموا يعقوب بن إسحاق الكندي وقالوا عنه: أنه كان زنديقاً ضالاً. فقال عنهم: هؤلاء من أهل الغربة عن الحق، وإن توجوا بتيجان الحق دون استحقاق، فهم يعادون الفلسفة ذياً عن كراسيهم المزورة التي نصبوها من غير استحقاق، بل للترؤس والتجارة بالدين، وهم عدماء الدين. وكان يرى: أن في علم الأشياء بحقائقها علم الربوبية وعلم الوحدانية وعلم الفضيلة وجملة علم كل نافع والسبيل إليه.



المصدر: تاريخ الإلحاد فى الإسلام - د.عبدالرحمن بدوى" - الطبعة الثانية 1993 - الطبعة الأولى 1945 - الناشر "سينا للنشر - مصر - القاهرة.




* * * * * * * * * *

الخميس، 18 سبتمبر 2014

صلاة الفأر حجة لاتنكر

::
يقول الله في محكم كتابه: 

يسبح لله مافي السموات ومافي الأرض (التغابن - 1)

وهاهنا في هذا الفيديو فأر يصلي على باب المعبد ... البوذي!!! بنفس صلاة البوذيين حين يشبكون أيديهم ويرفعونها إلى جباههم. متجاهلاً تماما التفاحة التي وضعت بجانبه وغير عابئ بالمارة.

دليل على ربوبية البوذا جل وعلا، بلسان القرآن.


* * * * * * * * * *

الثلاثاء، 16 سبتمبر 2014

فن أم على طفلها النائم

::
أم رتبت حول طفلها النائم على السجادة بعض الملابس والألعاب وبعض القصاصات ثم صورته من الأعلى، فأنتجت هذا العمل الفني الرائع.















* * * * * * * * * *

الجمعة، 12 سبتمبر 2014

لماذا ألحدت - التفكير النقدي يهدم الأسطورة

::
قصة إلحاد أستاذة جامعة في الجزائر، مع وافر الشكر لها على إرسالها لنا.

لقد ولدت وتربيت في  كنف عائلة مسلمة بالوراثة وفي بيئة محافظة، وخصوصاً في ما يتعلق بالمرأة وحريتها. ولكني حظيت بوالدين محبين للعلم رغم أميتهما وذلك لأنهما قد حرما منه في طفولتهما لظروف إجتماعية قاهرة. أهم ما في الموضوع هو كوني قد حبيت بحب كبير للمطالعة وكانت القراءة هوايتي منذ الصغر، بل وهوسي كما تقول أمي، حتى أن معلمتي بالإبتدائي قد لاحظت أنني في حصة المطالعة ألتهم قصتي ثم أتبادلها مع زملائي، فلا تنقضي الحصة حتى أكون قد قرأت نصف القصص الموزعة علينا. وقد حملها هذا على أن أهدتني كتاب عقيدة المؤمن لأبي بكر الجزائري، فكان ذلك أول كتاب أقرأه وأنا بسن العاشرة.

وفي المرحلة المتوسطة كان الإنفجار على الكتب الدينية، فقد كانت المكتبة تسمح باستلاف ثلاثة كتب وكذلك في الثانوية. ولكني لا أخفي عليك أن مطالعتي في تلك المرحلة كانت ممزوجة بكتب الأدب والشعر، فلم تمر تلك الفترة حتى كنت قد قرأت الكثير للعقاد والمنفلوطي وأحمد أمين وتوفيق الحكيم وجرجي زيدان وأنيس منصور ونجيب محفوظ والطاهر وعبدالحميد بن هدوقة و... و... و... والقائمة طويلة. كما قرأت لدعاة وشيوخ معتدلين  خصوصاً الشيخ محمد الغزالي الذي أستطيع القول أني قد قرأت جل ماكتب.

ثم جائت الجامعة. ودعني قبل الحديث عن الجامعة أن أصارحك بأن الجو في بيتنا لم يكن متشدداً بل منفتحاً، فأنا قد ارتديت الحجاب بإرادتي عند حصولي على شهادة البكالوريا وكان تشدد أبي وأخوتي يدور حول رفضهم التام للإختلاط بين الجنسين. كما أن أهلي قد لاحظوا شغفي بالدراسة وتفوقي، فلم يصدر مني أي تصرف يجبرهم على تقييدي. الجامعة كانت أملي وفرصتي لأرى العالم بعيداً عن المنطقة التي كنت أسكنها، حيث الجميع يعرف الجميع، والجميع يراقب الجميع.

تعرفت على الكثير من الأصدقاء وكانت هواية الجميع التعرف على المدينة [التي أسكنها] وأحيائها وجسورها. فكنا في أوقات فراغنا نذهب مباشرة في نزهة من الجامعة إلى المدينة. وذات يوم ونحن نتجول، وجدنا أطفالاً يحملون كتباً تبدو دينية ويمزقونها ويطؤونها بأرجلهم، وعندما سألناهم أخبرونا أنها أناجيل أعطوها لهم في الكنيسة البروتستينية. وفعلاً فقد كانت الكنيسة قرب المدرسة، وقررنا الدخول والإستكشاف، فوجدنا امرأة ورجل (مسلم سابق من بلاد القبائل عندنا)، رحب بنا الزوجان وحدثانا طويلاً وقدحا في ديننا برواية قصة تحول الزوج من الإسلام إلى المسيحية. لقد قال لنا أن أهم أسباب تركه للإسلام هو كونه لا يتكلم اللغة العربية (لغته الأم هي الأمازيغية ويحاورنا بالفرنسية). أخبرنا أنه لم يستطع يوماً أن يحب أو يتواصل مع رب لا يفهم غير العربية ولا يعبد إلا بها. المهم أننا خرجنا من الكنيسة مجروحين وخائبين، فرغم ثقافتي الدينية وقفت واجمة أمام الكثير من حججه ضد ديننا، وخصوصاً ضد نبينا وسمعته الجنسية الطيبة؟؟؟؟؟

لقد كانت تلك الزيارة نقطة تحول في حياتنا وأخذنا عهداً على أنفسنا أن نكرس حياتنا دعاة ومدافعين عن الإسلام. ورغم أن تخصصي في الجامعة كان اللغة والحضارة الإنجليزية، إلا أنني كنت أنفق معظم وقتي في تحصين إسلامي بمطالعة الكتب الدينية، وقد أوحى لي عقلي أن الدعاة والشيوخ المعاصرين لا يسمنون ولا يغنون من جوع، فالتفت إلى كتب الدين القديمة وهنا بدأت رحلتي من ابن تيمية وابن قيم الجوزية والغزالي والنووي والذهبي وابن الجوزي والبخاري وابن كثير والقائمة طويلة كما تعلمون ومؤلفاتهم لا تعد ولا تحصى. ولكن قبل قرائتي لهذه الكتب جميعها، كانت صديقة لي قد أهدتني كتاب قصة الإيمان بين الفلسفة والعلم والقرآن لنديم الجسر، وإن كنت قد اطلعت عليه فلا بد أنك تعلم كيف أن الكاتب يأخذك في رحلة ساحرة علمية منطقية إلى الإيمان بالله. وثغرة كل مسلم تكمن في عدم انتباهه للقفزة التي يقفزها كل دعاة الإيمان من اثبات ان الله حق إلى ادعاء أن الإسلام حق؟؟؟؟ فالكاتب لم يزعج نفسه بجمع الأدلة الفلسفية والعلمية ليثبت صحة الإسلام، بل استعمل الإسلام نفسه كدليل على وجود الله. إنما كانت قراءة هذا الكتاب الفاصل في حياتي وصار إيماني جبلاً لا تهزه الرياح.

ولا أخفي عليك أنني طيلة حياتي كانت تنتابني الشكوك والتساؤلات التي تعتري كل مسلم، خصوصاً قضية وجود الشر في وجود رب قادر عليم، وكنت ككل مسلم أبررها بأنه ابتلاء، ثم أعود فأسأل نفسي ولم الإبتلاء؟ وأسئلة أخرى كثيرة سأطرحها كلها في مدونتي التي سميتها bigquestions لأنها الأسئلة التي لم ولن أجد لها إجابة في الإسلام. كنت الداعية إينما ذهبت، في الجامعة وفي البيت وفي الحافلة.

أكملت دراستي وحصلت على شهادة الماجستير متخصصة في اللسانيات وتحقق حلمي في أن أمتلك منبراً للدعوة عندما أصبحت استاذة في الجامعة. لم أفوت أي فرصة إلا ومررت رسائل دينية للطلبة، فمهما كانت المادة التي أدرسها، سواء Oral expression أو Research methodology أو TEFL كنت أستعمل أمثلة إسلامية لتقريب المعلومات إلى أذهان الطلبة، وكنت أستغل فرصة احتياج الطلبة لمصادر وكتب في بحوثهم حتى أملأ الـ flash disk بمختلف الكتب الإسلامية. ولا أخفي عليك أنني إنسانة مرحة ومحبوبة وجميلة، كما أن حجابي أنيقاً ولا يوحي بتزمت أو تشدد، كلها عوامل ساعدتني على تحقيق مأربي.

وذات يوم وفي عملية تبادل للمصادر العلمية كالعادة مع صديقة لي، وجدت في الـ flash disk مجموعة متنوعة من الكتب التي لم أقرأها من قبل: سدنة هياكل الوهم لعبد الرزاق عيد، يكذبون لكي يروا الله جميلاً للقصيمي، التفكير في زمن التكفير لأبو زيد .... واستيقضت الشكوك المكبوتة بعنف، فالقصيمي يصعقك وعيد يزعزع كل مسلماتك وبديهياتك ونصر يوقضك. فقررت أن أغير مجرى مطالعتي، لابد أن هناك خللا ما. بدأت أول الأمر بتجميع كل تساؤلاتي ودونتها، ثم بدأت قراءة الكتب التي ترد عليها، وكانت المفاجأة: ليس هناك أي أجوبة مقنعة، الكل يلفق، الكل يلف ويدور. فمثلاً كتاب سليمان بن صالح الخراشي الذي يجمع فيه ردود أهل العلم على القصيمي، لا يحتوي على أي إجابة على أي من القضايا التي أثارها القصيمي. وجائت العطلة الصيفية وجاء رمضان، وكانت فرصتي للمطالعة، فالنهار طويل والزوج غير متطلب في الأكل. تفرغت للإنترنت وأخذت أبحث في المدونات والمواقع، عثرت عليك وعلى ابن كريشان والراوندي وابي لهب والشلة كلها، يتسائلون نفس تساؤلاتي ويفكرون بالقضايا نفسها التي تشغلني، بل وفي سلاسة ويسر يجيبون ويحللون. يكفي أن تنزع فكرة أنك مسلم من رأسك وتبدأ التفكير النقدي حتى تنهار الأسطورة أمامك بيسر وبدون ضجة حتى.

يارب أين أنا من كل هذا؟ لم لم أعثر على أي من هؤلاء من قبل، إلى هذه الدرجة كنت في غيبوبة؟ تركت الإسلام بفضلكم، لقد مر حوالي شهر ونصف منذ أن تحررت، سعادتي لا توصف. أين أنا طيلة ثلاثون سنة من عمري، قضيتها في لوم نفسي على تأجيل الصلاة وترك الذكر وعدم إيجاد الوقت لقراءة الورد (أم لبنتين) والطاقة الضائعة في الدعاء وكره واحتقار غير المحجبات.

أنا في بداية المشوار، ولكني أريد فقط أن أؤكد أنه كلما كان اطلاعك على الإسلام واسعاً وعميقاً، كلما كان تركك له عنيفا ونهائياً. للحديث بقية وأعتذر على الأخطاء الإملائية واللغوية.


وتوجد روابط لجميع البوستات في سلسلة مقالات لماذا أصبحت ملحد، تجدونها في أسفل الهامش على يمين الصفحة. 
حدثنا عزيزي القاريئ/عزيزتي القارئة عن أسباب إلحادك حتى ننشره في المدونة. يمكنك إرسال قصتك بواسطة الإيميل إلى basees@ymail.com أو كتابتها كتعليق على أي بوست في المدونة.


* * * * * * * * * *

الثلاثاء، 9 سبتمبر 2014

لماذا أسخر من القرآن

::
إستنكر علي أحد المؤمنين الليلة البارحة أسلوبي الساخر في نقد الدين ونصوصه وانتقدني على عدم انتهاج الأسلوب الجاد الخالي من السخرية في انتقاد مايعتبره مقدس يتطلب رؤية تليق بـ "مقامه" وإن كانت نقدية. فقدمت له سببين لسخريتي في انتقاد النصوص أطرحهم في هذا البوست السريع.

1- السخرية هي أسلوب للإنتقاد تعكس درجة تدني فعل أو موقف أو موضوع ما في نظر الناقد. فعندما أسخر من شيئ، كنص قرآني مثلاً، فأنا في الحقيقة أعبر بأدق أسلوب ممكن رأيي حول محتوى ومضمون النص. فالكثير من النصوص لا يكفيها مجرد النقد الصرف فقط، بل أشعر بأنه من الضروري أن أوصل أيضاً للمتلقي جانب الحمق والبلاهة في محتوى النص المنتقد، وأفضل أسلوب يبرز هذا الجانب هو وضعه في إطار النقد الساخر.

2- الكثير من النصوص والأحاديث كوميدية وتهريجية فعلاً في درجة خطأها وبلاهتها حين نضعها في سياق ثقافة ومعارف عصرنا هذا. فعندما يأتينا أحد بهذا التصريح الكلاسيكي مثلاً ويزعم بكل ثقة وجدية بأنه صادر من خالق الكون:

فلما بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة (الكهف - 86)

ونضعه تحت أضواء معارف اليوم، نجد أن ليس فقط ظاهر هذه الآية فعلاً مضحك، بل حتى تفاسيرها الحديثة التي تحاول ترقيعها، تنصبغ بطابع كوميدي يشبه أسلوب مستر بين حين يعتقد هو أن تصرفاته رزينة ومعقولة بينما يتلوى المشاهد على كرسيه من الضحك عليها. فالتفاسير المراوغة تقول أن الآية لا تقصد أن الشمس تغرب في بركة حارة، بل أن الله ينقل لنا انطباعة ذو القرنين عن منظر غروب الشمس حين تهيأ له أنها تغطس في البركة. طيب، وحتى لو افترضنا أن هذا هو المقصود من الآية رغم أن معنى الآية واضح كما وردت، فمالهدف من تبليغ الله للبشرية قاطبة عبر التاريخ هذه الإنطباعة الخاطئة البلهاء التي كانت تجول في ذهن ذو القرنين حين كان يراقب غروب الشمس؟ هل كان الله يريد أن يفضح للبشرية جمعاء جهل وغباء نبيه لأحد أبسط الحقائق الكونية؟ 

إن أخذنا الآية على ظاهرها فهي مضحكة، وإن أخذنا بتفسيرها الحديث فهو أيضاً مضحك. والقرآن أغلبه على هذه الشاكلة، ولهذا أسخر منه.

* * * * * * * * * *

السبت، 6 سبتمبر 2014

طه يعارض طه

::
عندما يتبنى إنسان مفكر مبدأ أو أي موقف فكري مناهض لمبدأ أو منظومة فكرية أخرى، فضرب هذا التحول كمثال وحجة على صدق أو صحة الفكرة الجديدة المتبناة مقابل الفكرة المتروكة سيمثل حجة ضعيفة ويائسة في حالة أن المفكر المعني يمثل نفسه فقط أو يمثل جماعة صغيرة ومحدودة. ولكن لو كان هذا المفكر مجرد فرد واحد من شريحة ضخمة من المفكرين والجهابذة والمبدعين الذين يتبنون نفس الفكرة الجديدة ففي هذه الحالة، استحضار التحول الفكري لهذا المفكر لاشك سيكون نموذج ومؤشر قوي على أن الفكرة المتبناة تتفوق على الفكرة المتروكة. أرجو أن كلامي واضح.

ما استهدفه في هذا البوست هو الرد على التهليلات والتكبيرات والأفراح التي تعم الإنترنت كلما انظم شخص أجنبي إلى حضيرة القطيع الخانع لهيمنة الموروث المقدس المسمى بالدين الإسلامي. وآخر احتفال صدعوا رؤوسنا بتهليلاته هو انظمام الممثل الأمريكي شون ستون (ابن المخرج الأمريكي البارز أوليفر ستون) إلى الإسلام. وشون ستون هذا، عدى كونه مثل ومخرج مغمور في هوليود، لا يملك أي ميزة أخرى تبرزه فكرياً أو ابداعياً وتشير إلى أن قراره هذا كان نابع عن نظرة عميقة أو تحليل سليم لعقيدة الذبح والتنكيل هذه التي قرر أن يتبناها ويبني حياته حولها، وأتسائل كم سيمضى من الوقت قبل أن يكتشف هذا الخطأ الفادح في قراره ويرتد ليدخل نفسه تلقائياً في قائمة المحكوم عليهم بالإعدام.


ليس من الغرابة أبداً أن يتبنى إنسان بسيط عادي عقيدة شاذة وقاسية، تفيض بالخرافات وتناقض المنطق والعلم والواقع كالعقيدة الإسلامية، فالربما وجد فيها عنصراً كان يفتقده في حياته أو ربما تبناها عن جهل أو خداع أو حتى لاكتساب مصلحة مادية منها، ولكن الغريب أن ينظم إليها إنسان عاقل مفكر ذو نظرة ثاقبة، يملك القدرة على الوزن والتقييم. ولذلك من الندرة النادرة أن تجد عالم أو مفكر شهير قد تبنى العقيدة الإسلامية، فأغلب العلماء والفلاسفة المعاصرين لا ينتمون إلى أي دين، الإسلام أو غيره من الأديان، وقد طرحت عدة بوستات سابقة في المدونة بهذا الموضوع.

فحتى لو وجد المسلمون شخص آخر يحتفلوا بإسلامه برز في الساحة العلمية والفكرية وذاع صيته، وليس شون ستون الإنسان العادي هذا، ولا يحضرني إسم أي أنسان بارز فكريا انظم إلى الإسلام في وقتنا هذا، فطالما أن طبقة المفكرين والمبدعين يغلب على أكثريتها الساحقة الفكر الإلحادي الكفري الرافض للأديان بجملتها، فاحتفال المسلمين بهذا العضو الجديد في ساحتهم سيكون احتفال اليائس المتشبث بقشة.

أما نحن اللادينيون، فنستطيع وبكل فخر واعتزاز تقديم نجم ساطع من قلب المجتمع الإسلامي اكتشف هزالة وزيف الفكر البالي الذي نشأ عليه ونبذه بكل صدق وجرأة، وكتب ضده قصيدة بسيطة معبرة، تكشف ببضعة بيوت حقيقة هذه المنظومة الفكرية والمفارقات التي تنضح منها. وطه حسين ليس فرداً وحيداً نبذ الدين، ولو كان هذا الواقع لكان نموذجنا هذا هش وضعيف ويائس، ولكنه فرداً ينتمي إلى المجتمع الفكري العبقري الدولي الذي يجتمع على رفض فكرة الإله والدين.

هذه قصيدة لعملاق الفكر والأدب طه حسين وعنوانها كنت أعبد الشيطان، يشرح فيها باقتضاب معبر وسلس لماذا ترك الإسلام.



* * * * * * * * * *