الخميس، 30 ديسمبر 2010

إنجاز رائد للبرلمان الكويتي

::

في قفزة برلمانية رفيعة صعدت بإنجازات مجلس الأمة الكويتي إلى إكسوسفير(1) أجواء الديموقراطية التي تعلو شاهقة في سماء الكويت بمئات المليمترات الكيلومترات، وحطمت بها قيد آخر يكبل شعبها العائم في نقعة محيط الحريات، حقق البرلمان الكويتي يوم أمس أحد أهم الخيبات الإنجازات الرائدة التي، حسب علمي، لم يحققها أي برلمان آخر في التاريخ. فقد أقر البرلمان الكويتي ....

أقر البرلمان الكويتي بـ ....
أقر بـ ...
أقر بـ ... ماذا؟ قولها .. طلعت روحنا ...

أقر السماح للعسكريين في القوات المسلحة بإطلاق اللحى!

أرأيتم؟ كيف أن العملية الديموقراطية عندنا في الكويت تتغلغل في جميع نواحي الحياة؟ حتى في السماح بنبت الشعر ... فهي عندنا عملية شاملة وكاسحة، لاتترك صغيرة أو كبيرة إلاّ مستها. أين تجدون مجتمع ترفع ديموقراطيته الكاسحة منزلة نمو الشعر إلى مستوى النمو الإقتصادي والثقافي والحضاري ليُطرح في البرلمان؟

في الكويت السباقة.

نحن شعب هيمنت الديموقراطية على أرواحنا وسحرت أفأدتنا، ولن نسمح حتى للظواهر البايولوجية الجسدية مثل نبت الشعر في الإفلات من قبضتها. فجميع أمور الحياة عندنا تتطلب مراسيم ديموقراطية برلمانية رسمية تقتضي تصويت شعبي يقوم به أعضاء البرلمان الموقر .... حتى لحلق أو تربية اللحية. 

ولهذا تستحق هذه الخطوة تعظيم سلام للبرلمان الكويتي مع دأ المزيكا ... يالاّ ياحسب الله:

تترلا ...ترتترلا ... تترلت ترلت ترلا


(1)  إكسوسفير = أعلى طبقة للغلاف الجوي

المصدر
متى أسس مجلس الأمة الكويتي؟ من هم أعضاء مجلس الأمة الكويتي؟ كم عدد أعضاء مجلس الأمة الكويتي؟ متى أسس البرلمان الكويتي؟ كم عدد أعضاء البرلمان الكويتي؟ متى بدأت الديموقراطية في الكويت؟ هل حكومة الكويت ديموقراطية؟ هل الحكم في الكويت ديموقراطي؟

الثلاثاء، 28 ديسمبر 2010

الموهبة المدهشة لـ كسنييا سيمونوفا

::


سوف أمنح نفسي عطلة قصيرة لبضعة أيام خلال هذه الفترة من رأس السنة أمتنع فيها عن كتابة المواضيع الثقيلة التي دأبت عليها منذ بداية توديني. وفي محلها، ولفترة مؤقتة فقط، سوف أنشر لكم بوستات خفيفة بدأتها بالبوست السابق وهذا بوست خفيف آخر أرجو أن تجدوه تستمتعوا بمشاهدته كما أستمتعت أنا به:

لمن لم يسمع عنها، أقدم لكم الفنانة الموهوبة كسنايا سيمونوفا:


كيف تتعلم الرسم على الرمل؟ كيف تتعلم الرسم على الرمال؟

الأحد، 26 ديسمبر 2010

الليلة الصامتة

::
إضغط على الصورة

أنا احب الأعياد ...

ولاأهتم بديانتها أو جنسيتها أو موقعها، فإن كان هناك عيداً أو احتفالاً حيث أكون متواجد، شاركت أهله فيه. لأن الأعياد من صنع البشر لبهجة البشر، وكوني أحدهم فأني أشاركهم فيها .... هكذا، بكل بساطة، بلاطائفية ولاطبقية ولاعرقية. وربما الإستثناء هو المناسبات التي تمجد الشر بأي من أشكاله، فهذه لاتستحق إلاّ النبذ والإحتقار.

ولكن لحسن الحظ أن عيد الكريسمس الذي نمر به في الفترة الحالية ليس أحدها، فهو إحتفال قديم وثني الأصل، وفلكي يتعلق بطول الليل وقصر النهار (الإنقلاب الشتوي)، سرقته المسيحية ونسبته إليها. ولكن تلك السرقة السافرة لم تكن سلبية بالكامل، فقد كانت لها نتائج إيجابية أيضاً، إذ قد أنتجت عبر القرون حصيلة ثمينة من الإبداع الموسيقي أثرى التراث البشري بكنوز من الأعمال الفنية، يسعدني خلال هذه المناسبة أن أقدم لكم أحد أحب عيناتها إلى قلبي ...

وهي مقطوعة قصيرة إسمها "الليلة الصامتة" Silent Night. تجاهلوا صبغتها الدينية واستمتعوا بعذوبتها الموسيقية: 

(اليوتيوب بطيئ اليوم - قد يستغرق الفيديو فترة ليبدأ)
ماهي أفضل أغنية لعيد الميلاد؟ ماهي أفضل أغنية لعيد ميلاد المسيح؟ ماهي أفضل أغاني عيد الميلاد؟ ماهي أفضل أغاني عيد ميلاد المسيح؟ ماهي أجمل أغاني عيد الميلاد؟ ماهي أجمل أغاني عيد ميلاد المسيح؟ ماهي أجمل أغاني الكريسمس؟ ماهي أفضل أغاني الكريسمس؟

الجمعة، 24 ديسمبر 2010

جيش الخلاص يدخل الكويت

::

تتبني المنظمة الدولية المسماة بـ "جيش الخلاص" The Salvation Army هوية عسكرية تلزم أعضائها بارتداء زي عسكري يعكس الكيان القتالي لأي جيش، وتصنفهم بنفس رتبه: من جندي إلى جنرال. هذا من جانب، ومن جانب مقابل، تنتهج تلك المنظمة في برنامجها العملي روح المحبة والتسامح ومساعدة الضعفاء والمحتاجين، من خلال نشاطات خيرية كثيرة تخدم الكثير في شتى أقطار العالم.

تناقض سافر بين هوية عسكرية قتالية ومنهج خيري متسامح، ينظر له الكثيرون في منشأه الغربي بمزيج من السخرية والتقدير ككيان مزدوج يعاني من مفارقة سكيتسوفرينية تخفي طبيعته الحقيقية في كونه منظمة مدنية دينية مسيحية، سلاحها العقيدة وهدفها التبشير ...

للتأكيد ... هدفها ماذا؟
التبشير ... المسيحي، وهذا هو الوقود الذي يعبأ مصفحات هذا الجيش المدني المصطنع إلذي يزحف عبر أرجاء العالم لخلاص البشرية من ذنوبها الفطرية، التي يرثها بالمناسبة كل مولود من جده آدم حسب المبدأ المسيحي، ولايستطيع أحد تطهير نفسه منها والنجاة من عذابها الأبدي إلاّ بواسطة الوسيلة الوحيدة المتاحة له ... لا، بل المفروضة عليه، وهي: الإعتراف بألوهية المُخلّص يسوع، ومحبته لتضحيته بنفسه على الصليب لأجل تخليص البشر! وهذا هو الثمن الذي يدفعه المنتفع من أعمالهم الخيرية، إنتزاع العقلانية والمنطق من تفكيره ... فخدماتهم الخيرية ليست مجانية بل باهضة في حقيقتها.

وقد وصلت كتيبة إستطلاعية صغيرة من هذا الجيش التبشيري إلى الكويت، تتألف من الضابط الرائد مايكل هولي وزوجته الرائدة تيرزا اللذان عسكرا ضمن أسوار الكنيسة الإنجيلية الوطنية.

وبمناسبة وصولهما إلى الكويت، لدي رسالة قصيرة أود توجيهها إليهما:

حيث أن قدومكما إلى الكويت نابع عن رغبة رئاسة أركان جيشكم المستعار بعد الإطلاع على الدراسة المستفيضة التي قام بها ممثله المسؤول عن نشاطات "نشر المسيحية في العالم" العقيد ديك كرومينهويل للتحقق من صلاحية الكويت لهدف هذه النشاطات التبشيرية وإقراره بصلاحيتها لنشر التعاليم المسيحية ومبادئها عندنا، أود إحاطتكما علماً أنه بالرغم من أن حضوركما بيننا مرحب به، وأتمنى لكما معه قضاء أسعد الأوقات وأطيبها في الكويت، إلاّ أن رسالتكما التي أحضرتموها معكما ..

غير مرغوب بها بيننا ... إطـلاقـاً.

والسبب هو أن مجتمعنا الصغير مشبع حتى الغثيان بالخرافات الإسلامية، وآخر مانحتاجه هو إضافة، أو إستبدال، خرافاتنا المحلية بخرافاتكم المسيحية التي لاشك أنكم أحضرتموها معكم أو سوف تحضرونها في المستقبل، شفهية أو مطبوعة، لنشرها بيننا.

بعضنا يحاول جاهداً تنظيف تراثنا من الخرافة وإستئصالها من التفكير، واستبدالها بالمنطق والعقلانية والعلم للحاق بأقرانكم التنويريين الذين سبقونا وسبقوكم بعدة سنين ضوئية، ولانرغب في كيان تبشيري مستورد يقف على منصة الشعوذة ليتنافس مع رواة الأساطير والمشعوذيين المحليين في دس الخرافات والأساطير في عقول الناس ويهدم الجهد المبذول في إزالتها.

إن كان مجيئكم هو لهدف نشر تعاليمكم الإنجيلية، فأتمنى أن تعيدوا حزم حقائبكم لترجعوا أنتم وأقانيمكم الثلاثة من حيث جأتم. والأفضل برأيي أن لاترجعوا من حيث جأتم لئلا ليبتلي بكم مواطنيكم هناك، بل ربما الأصلح لنا ولهم وللبشر عامة أن تذهبوا إلى مكان آخر يخلو من أي كائنات تحمل عقول لها القدرة على الإبداع والتقدم .... إلى القطب الجنوبي مثلاً. إذهبوا هناك لنشر تعاليمكم الكنعانية على البطاريق، حتى إذا غلت دمائهم غيظاً من محاولات تلقينهم بمعتقداتكم الخرافية السخيفة تكونوا قد أديتوا لهم خدمة مفيدة، وهي .....

تدفئتهم من البرد.
هل توجد كنيسة في الكويت؟ كم عدد الكنائس في الكويت؟ هل توجد كنيسة في السعودية؟ لماذا لاتوجد كنيسة في السعودية؟ كم كنيسة كانت موجودة في السعودية؟ هل كانت هناك كنائس في السعودية؟ متى بنيت أو كنيسة في الكويت؟ ماهي أول كنيسة في الكويت؟ كم عدد المسيحيين في الكويت؟ كم عدد المسيحيين في السعودية؟ هل يوجد مسيحيين كويتيين؟ هل يوجد مسيحيين سعودينن؟ كم عدد المسيحيين الكويتيين؟ كم عدد المسيحيين السعوديين؟:: 
مصدر الخبر

الأربعاء، 22 ديسمبر 2010

هام إساءة للإسلام

::


وكنتم تظنون أن أمثال قصة الدكتور المسكين ناوشاند فالياني مع البطاقة المقدسة هي أحداث نادرة الوقوع؟
أوووه ... يؤسفني أن أقول أنكم مخطئين. هذه حادثة أخرى، تختلف في المظهر وتتطابق في الجوهر:

يبدو أن بعض المسلمين المتشددين يتمنون خفية في أنفسهم من شدة ورعهم وتقواهم أن تزال بعض الكلمات من القرآن!!!
لماذا؟
لأنهم يشعرون أنها تسيئ إليهم كمسلمين وإلى الإسلام نفسه كدين!

هل تعتقدون بأنني أبالغ أو أسخر؟
أوكي .... إليكم هذا الحدث، قرروا بأنفسكم:

عندما كان مدرس الجغرافيا الإسباني هوزي رييس فيرنانديز يشرح لطلبة أحد المدارس الثانوية في مدينة لالينيا في إسبانيا كيف أن المناخ البارد في إقليم غرناطة يسهل عملية تحضير أحد أنواع لحم الخنزير المسمى بالـ "هام" (في الصورة أعلاه)، إحتج طالب مسلم للمدرس على إستعماله لكلمة "هام" وطلب من أستاذه أن يكف عن ذكرها في شرحه .... لماذ؟

لأنها، أي كلمة "هام"، كونها تنتسب إلى الخنزير، تسيئ إليه كمسلم كلما سمعها!

لاحظوا أن الكلمة المسيئة كانت "هام" وليست "خنزير"، فماذا كانت ردود فعل الطالب لو نطق الأستاذ بكلمة خـنـزيـيييييير؟ لأغمى على الطالب؟ أصابته سكتة قلبية؟ مات؟ لم أعرف أن الحساسية الدينية قد وصلت عند بعض المؤمنين إلى هذه الدرجة! مما يتحتم علينا أن نفرض رقابة شديدة على كلماتنا، فلا نرغب في أن يسقط أحد صريعاً من الصدمة لمجرد أننا سولفنا معاه. (سولفنا = تحادثنا)

وعندما إشتكى الطالب إلى أبويه على هذه الإساءة من أستاذه، ماذا كانت باعتقادكم ردة فعل الأبوين؟ هل حصل الإبن منهم على زجر وتوبيخ لتصرفه الأبله ومقاطعته للدرس بتلك الحجة التافهة؟

أبداً .... بل قاما بترسيخ البلاهة في عقل ولدهما والتأكيد على صواب تفكيره الملتوي، الذي لاشك أن الفضل في أعوجاجه يرجع لهما على هذا الإنجاز التربوي الباهر، بتقديم شكوى ضد المدرس عند الشرطة. ولم يكتفيا بذلك فحسب، بل رفعا أيضاً قضية عليه في المحكمة لتصرفه "العنصري" و"المعادي للأجانب" .... والسبب؟

أن المدرس لم يتوقف عن ذكر كلمة "هام" المسيئة لشعور إبنهما المسلم خلال الشرح، مما أدى إلى تسبب أذى نفسي للإبن ..... الذي يبدو أن غيرته على دينه تفوق حتى غيرة موجد ذلك الدين على دينه الذي ارتضاه للناس، لأن الموجد قد وضع بنفسه أصل تلك الكلمة المسيئة في كتابه.

ولكن يسعدني أن أبلغكم أن السلطات الإسبانية بعدما قامت بالتحقيق في الموضوع، كما تجري العادة في الدول المتحضرة مهما سطعت تفاهة الإدعاء وبزغت درجة غبائه، قررت رفضه.

إنتهى ملخص الخبر الذي لم يذكر للأسف ماذا تفعل هذه العائلة المسلمة التقية الورعة بكلمة "الخنزير" الموجودة بكامل لحمها وشحمها النجس في عدة مواضع في القرآن الكريم الطاهر. فبما أنهم وجدوها مسيئة لهم كمسلمين، فهل يمحوها ياترى بـ "أستيكة" من صفحات القرآن أينما وجدوها؟ أو ربما يقصوا مواضعها بالمقص ليطهروا القرآن منها تماماً؟

همممم ... أشعر أن هناك حاجة لفتوى جديدة، تحد من إستعمالات الأستيكة والمقص ...خصوصاً في أيدي المؤمنين المتشددين.


الأستاذ هوزي رييس فيرنانديز
لماذا يحرم الخنزير؟ لماذا يحرم أكل الخنزير؟ هل أكل الخنزير حرام؟ لماذا الخنزير نجس؟ هل يجوز تربية الخنزير؟ هل يجوز شراء الخنزير؟ هل يمكن ذبح الخنزير بالطريقة الإسلامية؟ لماذا لايأكل اليهود الخنزير؟ لماذا لايأكل المسلمون الخنزير؟

الاثنين، 20 ديسمبر 2010

أمنا حواء أم لوسي؟

::

في ظهيرة يوم الأحد الرابع والعشرون من نوفمبر عام 1974 توقف الباحث البيليوأنثروبولوجي الأمريكي دون جوهانسن Don Johanson عن الحفر والتنقيب الذي كان يقوم بهما طوال فترة الصباح مع أحد تلاميذه توم غري Tom Gray في أتربة منطقة هادار بعدما إشتدت حرارة الشمس الأفريقية اللاهبة عليهما وأصبح العمل فيها لايطاق. (بيليوأنثروبولوجي  Paleoanthropology = حقل دراسة علم المتحجرات وعلم الإنسان) 

كان الباحثان من ضمن حملة علمية نضمها متحف كليفلاند للعلوم الطبيعية في أمريكا للتنقيب عن متحجرات بشرية للإنسان القديم تتواجد في هذه المناطق الأفريقية التي دلت سنوات طويلة من الحفريات على أنها المهد الذي حضن تطور الإنسان. وفي ذلك اليوم عندما دنت الحرارة من درجة حرق الجلود، قرر العالمان التوقف عن التنقيب والعودة إلى المعسكر.

وفي طريق العودة ، بينما كانا يرتقيان سطح تلة ، حانت من دون جوهانسن إلتفاتة عفوية لمح فيها عن قرب منه شظية صغيرة بارزة من التراب تتلألأ تحت أشعة الشمس، عرف بعد أن التقطها وتفحصها أنها قطعة من عظام كوع ينتمي إلى فصيلة لأحد أسلاف الإنسان تصنف بالهومينيد Hominid . فحث هذا الإكتشاف المفاجئ الباحث دون وتلميذه على البقاء، بالرغم من شدة الحرارة، للبحث عن المزيد من هذه العظام المتحجرة. ولم تمر فترة طويلة على التنقيب حتى عثرا على قطع أخرى تمثل شظايا من جمجمة وعظام الفخذ وقطع أخرى من الأضلاع والحوض والأسنان.

واستمر البحث بعدها لعدة أسابيع حيث تكثف التنقيب والفرز والتصنيف حتى وصل عدد الشظايا العظمية المكتشفة إلى مئات القطع تمثل 40% من الهيكل العظمي لهذا الكائن والذي تأكد الباحثون من أنه لأنثى تنتمي فعلاً لعائلة الهومونيد. وخلال حفلة أقيمت في المعسكر القريب من الموقع بمناسبة هذا الإكتشاف الباهر ، كانت تنبعث من المذياع أغنية  Lucy in the sky with diamonds  لفرقة البيتلز فاقترح أحد أعضاء الحملة بأن يطلق أسم لوسي Lucy على الهيكل العظمي المكتشف.

دون جوهانسن

وعندما تم تركيب الشظايا العظمية في مواقعها الصحيحة من الهيكل العظمي ، ظهرت الدلائل التي تؤكد بما لايعتريه الشك بأن لوسي تمثل أحد الأسلاف البشرية. إذا أنها تميزت بأحد أهم العلامات التي تنحصر بالبشر دون سائر الحيوانات الثديية الأخرى. فبينما تمشي جميع هذه الحيوانات ، بما فيها الأيبس Apes والقرود ، على أربعة أرجل ، ينفرد من بينها الإنسان بمشيه على رجلين. ولهذا السبب غدت لوسي بعد هذا الإكتشاف لتصبح أيقونه في الساحة العلمية حيث مثلت بصورة باهرة الوضوح إحدى الحلقات الهامة المكتشفة في سلسلة التطور البشري الذي أوصل الإنسان إلى هيئته الحالية. وصنفت لوسي ضمن فصيلة الـ Australopithecus afaransis وهي مخلوقات تجتمع فيها خصائص من الإنسان الحديث والأيب Ape قد عاشت قبل ثلاثة إلى أربعة ملايين سنة.

ولإظهار مدى أهمية هذا الإكتشاف المدهش ومساهمته البالغة في في إضافة المزيد من الأدلة لتأييد صحة تنبأ نظرية التطور لاسيما فيما يتعلق بأحد أهم عناصرها وأشدها جدلاً وهو مايختص بمراحل تطور الإنسان ، تعالوا معي لندخل في بعض التفاصيل التشريحية لنبيّن من خلالها الدلائل التي تمكن العلماء بواسطتها من تصنيف هذه الأحفورات ومنها إلى استنباط مراحل التطور البشري.

كما ذكرت سابقاً ، أحد أهم الميزات التي ينفرد بها الإنسان دون سائر الحيوانات الثديية الأخرى هي خاصية المشي على رجلين بالإضافة طبعاً إلى حجم مخه والذي يفوق نسبياً حجم مخ أي مخلوق آخر. وحيث أن نظرية التطور تشير إلى أن جميع الكائنات الحية ، بما فيها الإنسان ، قد تفرعت من أصول مشتركة ، فيتوقع بناء عليها تواجد كائنات تتوسط بين الإنسان الحديث وأسلافه القديمة تتوافر فيها خصائص تتواجد في الإنسان الحديث وتنعدم في أسلافه القديمة وخصائص أخرى تقتصر على أسلافه القديمة ولاتتواجد في الإنسان الحديث. فاكتشاف أي مخلوق تجتمع فيه الصفات المحصورة على أسلافه وتلك المقتصرة على سلالاته سوف يمثل حلقة الوصل ويدعم ماتنص عليه النظرية. ولوسي تمثل أروع نموذج لمثل هذا المخلوق.

المشي على رجلين ميزة ينفرد بها البشر ، ويتطلب هذا النوع من الحركة عدة خصائص تظهر في الهيكل العظمي البشري وينعدم وجودها في الهياكال العظمية لباقي الحيوانات الثديية الإخرى ومنها الأيبس والقردة. وهذه أهم تفاصيل هذه الخصائص:

عظمة الحوض Pelvis :

أنظروا إلى عظمة حوض الـ Australopithecine لوسي B في الصورة رقم 1 أدناه وقارنوها مع عظمة حوض الإنسان C لأنثى و D لذكر ترون أن هذه العظام الثلاثة متشابهة إلى حد كبير في الشكل وبناء عليه في الوظيفة. وقارنوا هذه الأحواض الثلاثة مع حوض A وهو لشيمبانزي ولاحظ الإختلاف الشاسع بينها. وأنظروا أيضاً إلى عظام الحوض في الرسمة رقم 2 (مظللة بالأحمر) لترون كيف يساهم شكل الحوض على إستقامة أو إنحناء جسم الحيوان خلال المشي. من الواضح أن عظم حوض لوسي قد خضع لتغيير كبير أدّى إلى قوام منتصب يتطلب توازن جذع الجسم على رجل واحدة عند تتابع إرتفاع كلا الرجلين عن الأرض خلال ميكانيكية المشي.

صورة 1

عظمة الفخذ ولقمة الركبة منها Femur & Condyles :

هذه العظمة في لوسي لها إنحنائة مشابهة لإنحنائة عظمة الفخذ في الإنسان بالنسبة إلى الجزء الذي يتصل بالركبة منها وهذا هام لهدف التوازن حين يرتكز الجسم على رجل واحدة بالتتالي خلال حركة المشي. كما أن لعظمة فخذ لوسي هذه نتوئة في طرف الإتصال بالركبة لمنع إنزلاق رضفة الركبة بسبب هذه الإنحنائة. وأيضاً يلاحظ أن حجم لقمتي الجزء المتصل بالركبة Condyles كبير نسبياً لتحمل ثقل الجسم المستقيم عند المشي.

عظمة كاحل القدم Talus :

يظهر من هذه العظمة في لوسي أن الموقع الذي يتصل به الأصبع الكبير في الرجل يشير إلى أن هذا الأصبع قد انظم إلى باقي أصابع الرجل الأربعة ليسهل حركة المشي على رجلين مقارنة مع موضع هذا الأصبع في الأيبس والقرود والذي يبتعد عن باقي الأصابع ليمكن الكائن من القبض برجله وهي خاصية مفقودة عند البشر.

فقرات الظهر Spinal vertebrae :

يظهر على فقرات ظهر لوسي دلائل تشير إلى تواجد نفس الإنحنائات الطبيعية للعمود الفقري البشري والذي تجعل الإنسان منتصب القوام بشكل دائم.

الفورامن ماغنم (لم أجد لهذا المصطلح ترجمة عربية) Foramen Magnum :

وهي حفرة أو تقعيرة تقع في أسفل جمجمة الإنسان تدخل فيها الفقرة الأولى العليا من العمود الفقري ليتوازن رأسه عليها بشكل عمودي نتيجة لانتصاب قامته، وهي موجودة في جمجمة لوسي في وضع مقارب لموقعها في الإنسان وتعتبر أحد أهم الدلائل التي تُثبت أن لوسي كانت تمشي على رجلين كما في الإنسان الحديث. إذ أن موقع هذه التقعيرة يختلف في الحيوانات التي تمشي على أربع كالقرود والأيبس، فهي تقع عندهم خلف الجمجمة لأن العمود الفقري لهذه الحيوانات أغلب مايكون في وضع أشبه بالأفقي فيدخل في الجمجمة من خلفها (أنظر إلى الصورة رقم 2 أدناه). وهذ مايلاحظ على جميع جماجم أشباه الإنسان مثل الـ Australopithecine لوسي حيث أن هذه التقعيرة قد انتقلت فيها إلى الناحية السفلية أيضاً من الجمجمة كما هي في الإنسان. أنظر إلى الرسمة رقم 3 وقارن موقع تقعيرة لوسي (الجمجمة الوسط) مع نظيرتها في الغوريلا والإنسان. (التقعيرة هي الدائرة المضللة في وسط جمجمة الإنسان وطرف جمجمة الشيمبانزي في الصورة)


صورة 2


صورة 3

هذه الأدلة التي طرحتها أعلاه تثبت بأن هناك مخلوق عاش قبل ثلاثة ملايين سنة كانت له قامة منتصبة وكان يمشي على رجلين يماثل فيها مشي الإنسان الحديث وكون هذه الطريقة في المشي محصورة على الإنسان فقط ، فالإستنتاج الذي لايمكن الحياد عنه أن هذا المخلوق كانت له صفات بشرية وهي انتصاب القامة والمشي على رجلين. وحيث أن لوسي تمثل أحد الحلقات التي تربط الإنسان الحديث بأسلافه التي انفصل عنها فلابد أن تتواجد فيها خصائص أخرى تتواجد في الأسلاف وتفتقد في الإنسان ، فأين هي؟

يقودنا هذا السؤال إلى الرأس. لحسن الحظ ، من بين عظام لوسي ، عثر على قطعة تنتمي إلى الجزء الخلفي لجمجمتها. وعندما جرى قياس درجة الإنحناء فيها قُدّر حجم المخ مابين 375 - 500 سنتيمتر مربع ، أي أنه لايتعدى حجم مخ الشيمبانزي (معدل حجم مخ الإنسان الحديث 1400 سنتيمتر مربع). وهذا يتوافق مع أكتشافات أخرى لهذا المخلوق حيث عثر على جماجم في حالة أكمل مكّن العلماء من إعادة بناء رأس ووجه هذا المخلوق وهو، كما ترون من صورة لوسي الحسناء في أعلى البوست، لايختلف كثيراً عن رأس الشيمبانزي.

إذاً فهانحن أمام مخلوقات عثرنا على عظامها التي أثبتت لنا بأنها مزيج من الإنسان الحديث وحيوانات تشبه الشيمبانزي وأنها تواجدت على الأرض قبل ثلاثة ملايين سنة، وهذا يثير بعض التساؤلات الهامة:

أين موقع آدم وحواء منها؟
كيف تتوافق فصيلة لوسي النصف قردية بدلائلها العلمية الدامغة كأحد أصول البشر التي لاتتمكن حتى من الكلام، مع قصة آدم وحواء المخلوقان البشريان اللذان لايتكلمان فحسب بل مسلمان أيضاً؟
ولماذا لم يأت أي ذكر لها إطلاقاً، لا في القرآن ولا حتى في أي من الكتب الإبراهيمية الأخرى؟

وهذا فيديو كليب رائع لجدتنا لوسي وعائلتها، أتمنى لكم مشاهدة ممتعة (الجزء الأول):
::




إضغط على الوصلات أدناه لمشاهدة ..

الجزء الثاني 

من هي لوسي؟ هل لوسي أصل البشر؟ ماهي أدلة أصول البشر؟ ماهي دليل أصل البشر؟ ماهي الأدلة العلمية على أصول البشر؟ ماهو الدليل العلمي على أصول البشر؟ ماهي الأدلة على أصل البشر؟ ماهو الدليل على أصل البشر؟ متى عاشت لوسي؟ أين عاشت لوسي؟ هل لوسي أم البشر؟ من هي أم البشر؟ ماهي صورة لوسي؟ أين أجد معلومات عن لوسي؟ كم عمر لوسي؟ هل لوسي قرد؟ هل لوسي قرد أم إنسان؟ هل لوسي قرد أم بشر؟ هل لوسي أصل الإنسان؟ ماهو أصل الإنسان؟

السبت، 18 ديسمبر 2010

الإساءة إلى البطاقة حرام

::

إليكم هذه النكتة الطويلة:

الدكتور ناوشاند فالياني في الصورة أعلاه يواجه حالياً سخط السلطة القضائية الباكستانية، ويتحسب بأوصال ترتعد رعباً وأسنان تصطك ذعراً، أحكامها الجزائية. وهل يلام على ذلك إذا كانت التهمة الموجه إليه هي الإساءة إلى أحد أقدس الرموز الإسلامية؟

وماهي تلك الجريمة النكراء التي سلطت على الدكتور الضال سوطاً غليظاً في الدنيا وبوئته مقعداً مستعراً في الآخرة؟

هل خدش الذات الإلهية؟ .... لأ.
هل رسم كاريكاتورات نبوية؟ .... لأ
هل نتف ريشة ملائكية؟ .... لأ .... لأتته صفعة جبرائيلية!
طيب، ماذا فعل إذاً؟

الدكتور ناوشاد فالياني سيئ الحظ يواجه غضب القضاء الباكستاني بتهمة الإساءة إلى ....

بطاقة !!!

بطاقة تعارف (للأعمال) بالتحديد.
أو بزنس كارد بالإفرنجية Business card.

وكيف أساء إلى كرت البزنس هذا؟

الدكتور "المجرم" رماه في سلة المهملات !!!!!
تصوروا بشاعة الجريمة؟ لقد رمى بكرت البزنس في القمامة !!
من رحمة الله الواسعة إنه لم يطبق السماء على رأسه على هذه الفعلة الشنيعة.

وماهي بالضبط مرتبة أو فصيلة قداسة ذلك الكرت أو البطاقة التي حتمت على قوات الأمن الباكستانية القبض على الدكتور المذنب وجره إلى المحكمة لإسائته للدين برميها في السلة، حتى نوسع معلوماتنا اللاهوتية الإسلامية ونعامل تلك الفصيلة من البطاقات بالتبجيل الذي تستحقه؟

هل تلك البطاقة المقدسة تحتوي على بيانات نورانية أُنزلت مع مندوبات حورانية من مكاتب الربوع الجنانية في الطوابق السماوية؟

لا ... فهي بطاقة تعارف عادية، من النوع الورقي الدنيوي الأرضي، من إنتاج مطابع حيدرآباد في باكستان تحمل هذا النوع من البيانات:

سركة حيدرآباد مال سيدلة
(الترجمة: شركة حيدرآباد للصيدلة)

إسم نفر مندوب مال سركة:
(الترجمة: إسم مندوب الشركة)

مستر محمد فيزان

ركم تلفون: 654321 00987
(الترجمة: رقم الهاتف)

أونوان:
حيدرآباد - باكستان - يَم أفكانستان
(الترجمة:العنوان - لاهور - باكستان - قرب أفغانستان)


فقط، وهذا كل ماهنالك (هذا مايشير إليه الخبر على أي حال). ولكن بالنظر إلى محتوى البطاقة فلابد أن حذاقة بعضكم - لا، بل كونكم تقرأون هذه المدونة، لابد أن حذاقتكم العالية قد نبهتكم كلكم للسبب ... نعم، السبب هو إسم مندوب الشركة:

محمد فيزان ...

مـحمـد

إسم محمد فيزان المطبوع على البطاقة، والذي يطابق إسم الرسول، هو العنصر المقدس الذي دفع قوات الشرطة الباكستانية للقبض الدكتور المدنس للمقدسات الإسلامية وإحضاره إلى المحكمة لينال جزائه جراء رميه في سلة المهملات.

مما يعني أن أي قصاصة ورق أو لوحة أو جريدة أو كتاب أو نشرة أو أي مادة أخرى تحمل أي من هذه الأسماء: محمد، عيسى، موسى، إبراهيم، يوسف، يعقوب .... إلخ، أليسوا كلهم أنبياء لهم قدسيتهم؟ وأيٍ من هذه الأسماء أيضاً: عبدالله، عبدالرحمن، عبد الغفور، عبداللطيف، عبدالعزيز .... إلخ، أليست هذه بدورها تشمل أسماء الله الأشد قداسة؟ لابد أن ترتقي على الأقل إلى مرتبة القرآن في التبجيل والمعاملة .... مما يعني أيضاً أن 90% من الأسماء العربية هي كلمات مقدسة يعاقب قانون التجديف(1) الباكستاني كل من يسئ إليها بأي شكل .... وخصوصاً، من واقع تجربة الدكتور، رميها في سلة المهملات. (التجديف يعني الإسائة اللفظية إلى المقدسات).

ضحكتوا على النكتة؟
لأ؟
لاألومكم، لأن الحدث تراجيدي أكثر مما هو هزلي. وهذا مايحدث عندما يجتمع مشرعين مرضى بداء طالبانيوروسس، لتقنين أحكام هلامية مطاطية مبهمة بحجة الذود عن الدين الإسلامي، الذي أصبح يعامل كاللوح الزجاجي الهش، يُخاف عليه من أي حصوة ترمى عليه وتكسره، فينجحوا في سعيهم اللامبارك على صعيدين: صعيد التحكم برقاب البشر وإبقائهم في virtual world بلا إحساس أو وعي، يسيرون كالزومبي حسب سوفتوير يحدده المبرمج لخدمة مصالحه، وصعيد إضحاك باقي البشر عليهم بقهقات إحتقارية مدوية يصاحبها شعور حاد بالغثيان والإزدراء الذي يستحقونه.

 (1) ماهو قانون التجديف؟
التجديف (بالإنجليزية: Blasphemy‏) هو مايعتبر في الأوساط الدينية بأنه إسائة، وذلك بواسطة السب أو الإنتقاد أو حتى عدم اظهار تقدير أو احترام لشخصيات مقدسة في ديانة ما أو تجاه رموز دينية. وفي الديانات الإبراهيمية الإدانة بالتجديف قد تكون بالغة الشدة. كما أن بعض البلدان مثل باكستان تشرع قوانين تعاقب على تهمة التجديف، في حين أن بلداناً أخرى تمنح اللجوء لأشخاص وجهت إليهم تلك التهمة في بلدانهم. وقد تستخدم بعض البلدان قوانين التجديف لإدانة أشخاص يختلفون مع الأغلبية أو أشخاص منشقين عن طائفة أو دين معين، وتعتبر البلدان التي تتبنى ديناً رسمياً في دساتيرها هي أكثر المعاقبين باستخدام قوانين التجديف. (التعريف من ويكيبيديا).

الخميس، 16 ديسمبر 2010

إنتشار الإلحاد، يبدو أنه يزداد

::

عندما وضعت الإستفساء الذي ترونه في أعلى الهامش على يمين الصفحة، لم أتوقع إطلاقاً أن يكون عدد الملحدين واللاأدريين من مجمل القراء الذين سجلوا آرائهم في الإستفساء بهذه النسبة الكبيرة!

بالرغم من أني لاأزعم بتاتاً أن العينة الصغيرة في هذا الإستفتاء، أو حتى المدونة نفسها، تعطي صورة حقيقية لنسبة هذه الشريحة في المجتمعات العربية الإسلامية، إلاّ أن ضئالة الفرق بين عدد الملحدين واللاأدريين من جهة وعدد المتدينين الذين استجابوا لهذا الإستفتاء من جهة أخرى قد فاجأني. وأشعر أنه إذا استمرت النسبة حول هذا المعدل فسوف تكون على الأقل مؤشر تقريبي لحجم هذه الفئة الخافية في المجتمعات الإسلامية والذي قد يكون أضخم بكثير مما يبدو على الظاهر.

أغلب قراء هذه المدونة هم من دول شبه الجزيرة العربية، وبالخصوص الكويت والسعودية، وهناك نسبة كبيرة منهم أيضاً من مصر ومن دول شمال أفريقيا، وهذه كلها دول إسلامية تصل نسبة المنتسبين فيها إلى الدين الإسلامي والأديان الأخرى إلى أكثر من 95% إذا إعتبرنا تركيا العلمانية التي تحظى بنفس النسبة كمقياس (لأنها تمثل المجتمع الإسلامي الوحيد الموجود في هذا الجدول). ومنذ أن وضعت هذا الإستفتاء قبل بضعة أسابيع، فقد مر على هذه المدونة عدة آلاف من القراء يمثلون مزيج من التوجهات تغلب عليها الإنتمائات العقائدية بشتى صورها، فكون نسبة الملحدين واللاأدريين الذين استجابوا لهذا الإستفتاء منهم بهذا الحجم الهائل، وإن كانت العينة صغيرة، لابد أن ذلك يشير إلى تيارات إلحادية ولاأدرية كبيرة كامنة تحت سطح التدين الظاهر ... لاتُرى، إنما تعكس حقيقة واقع تلك المجتمعات الإسلامية المتحفظة.

وسوف أتطلع بترقب وشوق بالغ لنتائج هذا الإستفساء التي سوف تقترب من المعدل الحقيقي مع مرور الوقت وزيادة حجم العينة. وأي انحياز لجهة أو أخرى فيه سوف يتصحح تلقائياً مع الوقت.
كم عدد الملحدين في العالم؟ كم عدد الملحدين في السعودية؟ كم عدد الملحدين في الكويت؟ كم عدد الملحدين في مصر؟ كم عدد الملحدين العرب؟ كم عدد المسلمين الذين ألحدوا؟ ماهو الإلحاد؟ ماهو تعريف الإلحاد؟ مامعنى الإلحاد؟ من هو الملحد؟ هل يوجد ملحدين في السعودية؟ هل يوجد ملحدين في الكويت؟ هل يوجد ملحدين في مصر؟ لماذا يلحد الإنسان؟ ماهو عقاب الملحد؟ كيف يعيش الملحد؟ هل الإلحاد في إزدياد. هل نسبة الإلحاد في ازدياد؟ هل يزداد الإلحاد؟ هل تزداد نسبة الإلحاد؟

الثلاثاء، 14 ديسمبر 2010

على وشك إحياء الحجر

::

ماذا لو استطاع أحد أن يُحيي تمثال في عصرنا هذا؟

أن يأتي شخص بصخرة صماء، كيفما كان شكلها، ثم يعالجها بطريقة ما فتتحول تدريجياً إلى كائن حي! ماذا ستكون أصداء هذا الإنجاز؟ كيف سينظر أكثر البشر إلى هذا الشخص، وكيف سيُعامل؟

كإنسان رباني مقدس، وُهِب بقدرة ألوهية؟

طيب، ماذا لو أصبحت عملية إحياء الصخور وتحويلها إلى كائنات حية، مجرد إجرائات عادية تجري في شتى المختبرات بشكل روتيني متكرر بواسطة أي إنسان مدرب علمياً على هذا العمل؟ هل تُكلل رؤوس علماء البايولوجيا وفنيوا المختبرات بنفس تلك الهالة القدسية أيضاً؟

لأن إحياء الجماد هو مايسعى جيرالد جويس إلى تحقيقه في المختبر، وإن ظن أحد أن هذه العملية الخلقية محصورة على القدرات السماوية فقط، فيأسفني أن أخيب ظنه بإعلامه بأن السيد جويس .. البشري .. قد أنجز الآن خطوة هامة في حقل هذه التجارب المذهلة واقترب من هذا الهدف، والذي بالمناسبة سبقه إليه كريغ فنتر الذي حققه بمنهج آخر(إضغط هـنـا وهـنـا)، ويسعى لإنجازه علماء آخرون في شتى أنحاء العالم. وإليكم تفاصيل هذا التجربة الجديدة التي تختلف بطبيعتها ومنهجها عن تجارب كريغ فنتر وتحمل أهمية معرفية أعظم بكثير مما حققه كريغ حيث أنها تحاول إكتشاف أسرار نشأة الحياة ذاتها وليس مجرد خلقها .. بعد مقدمة تمهيدية قصيرة:

التطور حقيقة، بمعنى أننا من المنظور العلمي، لم نُخلق بالكيفية التي جائت في التراث الديني، إنما تُثبت الأدلة، وهناك أطنان منها، بأننا تطورنا من خلية مايكروسكوبية مفردة تفرعت منها جميع الكائنات الحية الأخرى، من البكتيريا إلى البشر، وهذه الخلية الحية بدورها تطورت من جماد ضمن القوانين الكيميائية الطبيعية بدون الحاجة إلى تدخل قوة خارجية ذات وعي وإدراك في نشأتها. هذه حقيقة لاخلاف عليها، ضمن الدائرة العلمية على الأقل، إن شاء القارء الكريم قبولها أم لا، ولهذا فلن أناقش صحتها أو أدلتها في هذا البوست كونها حقيقة علمية مسلم بها.

فحين تكونت الأرض قبل 4.5 بليون سنة وبدأت تستقر في تكوينها الجديد، بدأت تجري أيضاً عدة تفاعلات كيميائية طبيعية ضمن قشرتها كان أهمها هو ماأدى إلى ظهور الحياة بواسطة تكوّن الأحماض النووية، أو الدي أن أي DNA، والذي يعرف الكثير أنها تمثل تعليمات لتركيب الكائنات الحية. ولكن هناك مشكلة عويصة لهذا السيناريو تتعلق بكيفية تكوين هذه الأحماض يحاول العلماء حلها وهي هذه:

كيف تكوّن هذا الـ  DNA  الشديد التعقيد والذي يحتاج إلى بروتينات معينة لتكوينه أصلاً؟ وكيف تكوّنت تلك البروتينات التي تُكوّن الـ  DNA  إذا كانت هي بدورها تحتاج إلى تلك الـ  DNA  لتكوينها هي أيضاً؟ دعوني أكرر المشكلة مرة أخرى للتوضيح: حتى تظهر الأحماض النووية، الـ DNA، فهي تحتاج إلى بروتينات معينة لتركيبها، ولكن نفس تلك البروتينات التي تركب الـ DNA تحتاج هي بدورها لتلك الأحماض النووية لتركيبها. مشكلة لايبدو أن لها حل؟  ....  بل لها حل: 

الـ RNA 

الـ آر أن أي  R (Ribonucleic acid)   RNAهو فصيلة أخرى من الأحماض النووية وله وظيفة إزدواجية، فهو من الممكن أن يقوم بوظيفة إختزان المعلومات الجينية، أي كما يفعل الـ DNA ، وفي نفس الوقت يستطيع أن يقوم بوظيفة تلك البروتينات، كإنزيم  Enzyme، يركب الـ  DNA. وهذه الفصيلة من الأحماض النووية تعتبر الآن المرشح الأول كالجزيئات الكيمائية الإبتدائية الجماد التي تطور منها الـ DNA  والحياة. وتجارب جيرالد جويس المذكور أعلاه تدور حول تطور الـ RNA.

فالعلماء يعتقدون أن الحياة قد بدأت بتفاعلات كيميائية أدت إلى ظهور أنواع متعددة من الـ RNA والذي هو أساساً مجرد جزيئ ذري يتواجد بشكل طبيعي على الكرة الأرضية، ثم تطورت هذه الجزيئات مع الوقت لتكون الـ DNA والبروتينات في عملية ليست مفهومة بعد وأدت إلى ظهور الحياة كما نعرفها الآن. ومايحاول جيرالد جويس وغيره من العلماء هو خلق جزيئات مشابهة لتلك التي كوّنت الحياة قبل قرابة الأربعة بليون سنة على الأرض وتكرارها في المختبر بواسطة حث الـ RNA على التطور ليصل في النهاية إلى تركيبة لها نفس خصائص الكائن الحي، وبهذا يكون قد نجح في تحويل الجماد إلى مخلوق حي في المختبر ... وقد حقق الآن خطوة قربته من هذا الهدف.

فقد نجح في حث هذا الجزيئ الكيميائي الجماد على دخول مرحلة التطور الدارويني، والذي يعني البقاء للأصلح ، ففي مختبرات هذا العالم توجد الآن جزيئات كيمائية غير حية، الـ RNA ، تتطور لحالها بنفس المنهجية الداروينية التي تسير عليها الكائنات الحية، وتتحول إلى مركبات أشد تعقيد وأشد فعالية في استخدام الموارد المتاحة لها في عملية يعتقد العلماء أنها مماثلة لما حدث قبيل بداية تكوين الحياة على الأرض وأدى إلى ظهور الخلايا الأولية ... 

أما إذا أدى هذا التطور المدهش إلى تكوّن حياة من هذه التجارب، التي لابد أنها تُصَفْ في عداد أهم الأبحاث التي يقوم بها البشر، أم لا فهي مسألة وقت فقط، ولكن النتائج إلى الآن مشجعة.

عندما بدأت هذا البوست، طرحت سؤال عما إذا استطاع أحد أن يحيي تمثال، وبالرغم من أن تجارب جيرالد جويس لن تؤدي إلى إحياء تمثال بالمفهوم الذي يشير إليه السؤال، إنما أساس العملية واحد. فالـ RNA  هو الآخر تمثال، لأنه بالرغم من إختلاف الشكل والحجم بينه وبين أي تمثال مادي آخر، إلاّ أن النوعان يشتركان في طبيعتهما ... فكلاهما جماد. 
هل يستطيع الإنسان الإحياء؟ متى سوف يستطيع الإنسان الإحياء؟ هل الإنسان قادر على إحياء الميت؟ هل الإنسان قادر على إحياء الجماد؟ هل يستطيع الإنسان إحياء الميت؟ هل يستطيع الإنسان إحياء الجماد؟ هل من الممكن إحياء الجماد؟ هل من الممكن إحياء الميت؟

الأحد، 12 ديسمبر 2010

هز ياوز

::
من كان يظن أن موهبة الببغاء محصورة في الكلام فهو مخطئ ...

هز ياوز ... أممم، آسف ... ياببغاء ياجميل أنت:

الفيديو كليب مصاحب بصوت


الجمعة، 10 ديسمبر 2010

إستراحة الويك أند - جبال من الألماس

::

في الصورة أعلاه، خاتم يحتوي على قطعة صغيرة من الألماس الوردي (الزهري) النادر لايتعدى وزنها 25 قيراط، بيعت قبل بضعة أيام في مزاد في جينيفا بسعر .... مستعدين للصدمة؟

خمسة وأربعين مليون وستمئة ألف دولار!

هذا السعر بلغ ضعف السعر الذي كان يتوقع سماسرة المجوهرات تحقيقه في ذلك المزاد، والسبب ليس ندرة هذا اللون في الألماس فحسب، بل درجة صفائه أيضاً. عاملان من الصعب تواجدهما في الألماس في آن واحد. ولكن الألماس الطبيعي على أي حال يباع بأسعار فاحشة تتصاعد بدرجات تتجاوز الزيادة في حجمه مهما كان لونه، والسبب الرئيسي كما يعرف الجميع هو ندرته وصعوبة تشكله في قشرة الكرة الأرضية، إذ يحتاج إلى ملايين السنين من الضغوط الجيولوجية حتى يتكون، والملاحظة الأخيرة تثير تساؤل من له إهتمام بنشأة الكواكب والعوامل الطبيعية التي تساهم في تكوينها، وهو:

هل يوجد في مكان ما في الكون كواكب أخرى تتعرض إلى نفس العوامل الجيولوجية التي تكوّن الألماس ولكن بشكل أشد مما يحدث على الكرة الأرضية وبالتالي تتواجد فيها هذه الأحجار البراقة المرغوبة بكميات تفوق بكثير مما هو متواجد هنا على أرضنا؟

حجم الكون الهائل وتعدد أجسامه يرفع إحتمال وجود مثل هذه الكواكب إلى درجة التأكيد، وقد ثبت هذا الإحتمال بعد أن أكتشفت مجموعة من علماء الفلك البريطانيون مؤخراً ولأول مرة كوكب يتركز فيه عنصر الكربون بكميات هائلة، وحيث أننا نعرف أن الألماس ماهو إلاّ أحد أشكال الكربون الذي تعرض للضغوط الجيولوجية حتى تحول إلى تكوينته الكريستالية الصلبة الشفافة، فهل يعني هذا الإكتشاف أن كميات الألماس تتوافر بشكل أكبر في هذا الكوكب؟

نعم .... في الواقع أن الألماس يتواجد في ذلك الكوكب بصورة خيالية، وهذا إقتباس لأحد العلماء المكتشفين لهذا الكوكب يصف فيه كميات الألماس الموجودة هناك:

"قد ترون هناك سهول وجبال مكونة من الألماس"

جبال من الألماس؟ هل ضاعت ملايين لورنس على حصوة إذاً (لورنس غراف الملياردير الذي اشترى الألماسة الوردية بذاك السعر) بينما تتواجد جبال منها في مكان آخر؟ لا، في الحقيقة لم تضيع، لأن هناك مشكلة عويصة بعض الشيئ يجب ذكرها قبل أن يهرع أحد لبناء، أو شراء، أو تأجير مركبة فضائية، ويحمل مجرافه وفأسه ومتاعه ليشد الرحال إلى هذا الكوكب، وهي أن جهة السفر المنشودة تبعد عنه بألف ومئتي سنة ضوئية، مما يتحتم على المسافر الطموح أن ينطلق بسرعة الضوء وينتظر في كبسولته 1200 سنة حتى يصل إلى ذلك الكوكب، ويرجع بنفس السرعة ونفس المدة إلى الأرض.

مما يعني أن المسافر سوف يحتاج إلى أن يعيش 2400 سنة على الأقل حتى يتسنى له قطع المسافة إلى ذلك الكوكب، إذا إستطاع أن يسافر بسرعة الضوء. ومن يملك القدرة على أن يحيا كل هذه المدة فلن يحتاج إلى جبال الألماس على أي حال لأنه يملك ماهو أثمن منها ....

بالإضافة إلى أن توافر بعض الصخور الألماسية، وليس بالضرورة جبال منها، كافي لأن يمحي ندرتها لتنهار قيمتها. إنما من مفارقات الكون وغرائبه المدهشة، أنه بينما تُقيّم حصوات صغيرة من هذه الأحجار بهذه الأسعار الخيالية هنا على الأرض لندرتها، تتوافر في نفس الوقت في أماكن أخرى في هذا الكون الهائل العجيب على هيئة جبال وسهول ووديان ... 

بل يتألف الكوكب كله منها، ويومض متألقاً بعيداً عنا 
كجوهرة ألماسية كونية مرصوصة على خاتم مداره
ينعكس بريقها الخلاب ليبهر أطياف الظلام بجواره.

كوكب  Wasp 12b  الألماسي وهو يدور حول شمسه


وهنا خبر إكتشاف هذا الكوكب
ماهو أغلى أنواع الألماس؟ ماهي أكير ماسة؟ ماهي أكير ألماسة؟ ماهو ثمن أغلى الألماس؟ ماهو ثمن أغلى ألماسة؟ أين يوجد الألماس؟ كيف يقطع الألماس؟ من أين يستخلص الألماس؟ ماهو أفضل أنواع الألماس؟ هل يوجد ألماس أسود؟ ماهي أكير شركة ألماس؟ أين توجد مناجم الألماس؟ كيف يتكون الألماس؟ هل الألماس أصلب المواد؟

الاثنين، 6 ديسمبر 2010

بعدما خرجنا من الماء

::
::
بعدما خرجنا من الماء ... ضربتنا الحازوقة.

أولاً، أود أن أأكد بأن النقطة لم تتدحرج وتسقط من فوق الخاء في كلمة "حازوقة" أعلاه، فلم يكن المقصود بالكلمة خازوق (وإن كان هو المغزى)، إنما أريد من تلك العبارة الإشارة إلى ظاهرة حنجرية لاإرادية غريبة تصيب البشر، وجميع الحيوانات الأخرى التي تملك جهاز تنفس مشابه لنا، وهي ماتُسمى بالحازوقة أو الفواق أو البوفاق، وأبين أسبابها وأسباب أربعة ظواهر أخرى ترتبط كلها بالموضوع السابق حيث أن هذا البوست تكملة له.

كلنا قد صادفنا نوبات من الفواق، مابين إصابتنا نحن بها ومشاهدتنا لأشخاص أخرين يعانون منها. وهذه الحالة تكون في العادة عابرة ولاتسبب أي خطورة ... فيما عدى بعض الإحراج ... الشديد أحياناً، والذي يستوجب الفرار في بعض الحالات إذا أتت في موقف كهذا:
::


فما أسبابها؟

أسبابها تعود إلى أسلافنا السمكية القديمة عندما بدأت بالخروج من عالمها المائي قبل بضعة ملايين سنة لتزحف على الضفاف الطينية بحثاً عن الطعام وعن فرص جديدة للعيش، وهرباً أيضاً من معجبيهم من الأسماك الأخرى الثقيلة التي لاهم لها في حياتها سوى ملاحقتهم لتحتضنهم بفكوكها وتقبّلهم بأنيابها ... (أو، من ضمن عوامل أخرى، ربما اكتشف أسلافنا البحرية روعة الشواطئ وجمال الطبيعة البرية فقررت أن تخرج من الماء للتنزه في ربوعها والإستجمام على بلاجاتها .... وإنشاء المشاريع السياحية على طولها وعرضها والتي حققها نسلها فيما بعد ... أليس هذا ماحدث؟)

فخلال تلك المراحل الإبتدائية لتطور الكائنات خرجت بعض الأسماك من الماء لتستغل الموارد البرية من طعام ومساحة للعيش وعدم وجود منافسة أو خطر لتنتشر على الأرض وتصبح فيما بعد ... نحن ... وغيرنا من الحيوانات البرية. ولكن لتمكينها من الخروج على البر خلال تلك المراحل الأولية من تطورها وتنفس الأوكسجين من الهواء مباشرة، ظهرت لتلك الحيوانات رئة بدائية بسيطة بالإضافة إلى خياشيمها الموجودة أصلاً، فكانت تلك الحيوانات البرمائية تستخدم الخياشيم في تنفسها تحت الماء ورئتها حين تخرج إلى البر. فحين كانت تغوص في الماء، كانت تغلق عنق القصبة الهوائية أو مايُسمى بـ "مزمار الحنجرة" لمنع دخول الماء إلى رئتها، وتستخدم خياشيمها في التنفس. وكانت عملية الإغلاق تلك تحتم سحب الماء إلى الخياشيم وإغلاق المزمار الحنجري في نفس الوقت. وتطورت الرئة فيما بعد كاملاً واختفت الخياشيم، ولكن ظلت بقايا عملية إغلاق المزمار الحنجري موجودة فينا إلى اليوم تبرز بين فترة وأخرى لتنكد على المذيعين ظهورهم التلفزيوني وتضحكنا عليهم. وحيث أننا لانعيش في الماء، استُبدل سحب الماء بسحب الهواء مع إغلاق المزمار الحنجري في نفس الوقت، وهذا مايسبب الفواق.

والظاهرة الثانية التي وهبها لنا التطور، غير مشكوراً ولاممنوناً، هي آلام الظهر والتي هي أشد تأثيراً على الإنسان من ضرب الحوازيق، ولابد أن كل إنسان قد عانى منها في وقت ما من حياته. وسببها هو أن العمود الفقري في الحيوانات الفقارية قد تطور كعمود أفقي يسند بنية الحيوان وتتعلق منه الأمعاء في البطن ... مثل الملابس على حبل الغسيل! وهو، كما تلاحظون في تلك الحيوانات، له إنحنائة كانحنائة الجسر تدعمه في حمل أثقاله. ولكن عندما وقف الإنسان على رجليه وانتصب جسمه من الوضع الأفقي إلى القامة العمودية، أصبح ذلك الوقوف كما لو قُلِب جسراً من وضع أفقي إلى وضع عمودي تحولت معه إنحنائة العمود الفقري إلى اعوجاج يشبه حرف الـ S الإنجليزي في شكله، لم يكن الغرض منه دعم الأثقال المحمولة. وكلنا طبعاً يعرف تبعات هذا الإنقلاب في جسرنا الفقري: ضغوط على الفقرات وإنسحاق للغضاريف التي بينها وآلام ومشاكل لاينجو منها أحد.

أما الظاهرة الثالثة فهي أحدى التبعات الأخرى لانقلاب عمودنا الفقري. فعندما وقفنا، تعلقت أمعائنا إلى الأسفل بعد أن كانت تحتضنها الجدران الداخلية لعضلات البطن. ففي هذا الوضع الجديد، فقدنا دعم جدار البطن كما في هو الحال في الحيوانات الأخرى، وتكدست الأمعاء على بعضها وعلى الأعضاء الداخلية الأخرى في البطن بشكل فوضوي. وربما الأسوء أنه بين حين وآخر تنساب أجزاء من أمعائنا من جراء وضعها الجديد، من خلال الفراغات في جدران الجسم الداخلية لتسبب عدة حالات من الفتوقات Hernia.

والظاهرة الرابعة هو الشعور بالقشعريرة من البرد أو الخوف. وهذه خاصية مفيدة عندما كانت أجسادنا مغطاة بالشعر الكثيف كما هو في الشيمبانزي مثلاً. فنهاك عضلات في الجلد تنصب الشعر لينتفش في الجو البارد ليرفع من فعالية تدفئة الجسد، وأيضاً عند الخوف، كما يلاحظ في القطط مثلاً، ليبدوا الحيوان (والإنسان) أكبر حجماً مما هو في الحقيقة، وذلك ليُثني خصمه عن مقاتلته وبالتالي ذود الخطر عنه. ولكن عندما فقدنا الشعر من أجسادنا، لم تعد لهذه الخاصية منفعة، فلم يعد نفش الشعر يحمينا من البرد أو ينجح في تخويف الخصم، فليس لدينا شعر ينفش ... إلاّ إذا لاحظ الخصم نتوئات القشعريرة على أجسامنا ... وخاف منها! .... سيناريو غير محتمل ... للأسف ... لكانت مبارزات نفش الشعر تكفينا مبارزات السيف.

أما الظاهرة الخامسة، وقطعاً ليست الأخيرة، فهي تَزاحُم أسناننا في فك أصغر سعة من عدد الأسنان المرصوصة عليه، والسبب هو هذا:

حصل تغيّر جيني Mutation في أسلافنا نتج عنه إتساع في الجمجمة سمح بازدياد في حجم المخ، وكانت هذه أحد العوامل التي أدت إلى تطور مخ الإنسان إلى المستوى المذهل الذي وصل إليه الآن. ولكن الجينات التي سببت في توسع الجمجمة حققت ذلك التوسع بواسطة تحويل قسم من عظام الفك، والذي كان أكبر في السابق مما هو عليه الآن في الإنسان، إلى عظام الجمجمة مما أدى إلى تقلص في حجم الفك نتيجة لذلك النقص في كمية عظامه. ولكن حيث أن الأسنان منفصلة في بنيتها عن عظام الفك، فلم يصاحب تقلص الفك نقص في عدد الأسنان، وظلت على وضعها متراصة بشكل متزاحم في فك أصغر حجماً مما كان عليه سابقاً. وأدى ذلك التزاحم في بروز مشكلة "ضرس العقل", وهو آخر سن يظهر في الآنسان عند البلوغ، والذي يستلزم في حالات كثيرة خلعه بسبب عدم وجود مساحة على الفك لاحتوائه.

كان من السهولة على المصمم أن يزيد قليلاً من حجم الفك ليخلق مساحة لضرس العقل أو يعيد تصميم العمود الفقري ليكفينا مشاكل الظهر أو يحذف عضلات النفش بعدما فقدت وظيفتها، ولكن التطور ليس بمصمم مدرك أو واعي إنما هو عملية عشوائية تحكمها آلية الإنتخاب الطبيعي الذي لايعرف التخطيط للكائنات التي يختارها أو يهتم بإنزال الرحمة عليهم.


في الصورة أعلاه الحيوان المسمى بـ "تيكتاليك"  Tiktaalik  وهو أحد المخلوقات السمكية البرمائية المتقرضة التي بدأت في الخروج من الماء إلى البر وكانت تملك خياشيم للتنفس تحت الماء ورئة بدائية للتنفس خارجه. عاش التيكتاليك قبل 375 مليون سنة ويمثل نموذج لأسلاف الحيوانات البرية بما فيها الإنسان. للمزيد من المعلومات عنه إضفط هـنـا.  

المصدر
مالذي يسبب الحازوقة؟ ماهي أسباب الحازوقة؟ مالذي يسبب الحازوق؟ ماهو أسباب الحازوق؟ ماهو علاج الحازوقة؟ ماهو علاج الحازوق؟ كيف تعالج الحازوقة؟ كيف تعالج الحازوق؟ كيف تتسبب الحازوقة؟ كيف يتسبب الحازوق؟ هل الحازوقة خطرة؟ هل الحازوق خطر؟ ماهو خطورة الحازوقة؟ ماهي خطورة الحازوق؟ هل أصول الإنسان سمك؟ هل أصل البشر سمك؟ أصل الإنسان سمك؟ هل أصول البشر سمك؟ ماهي أسباب آلام الظهر؟ كيف تعالج آلام الظهر؟ كيف تطور العمود الفقري؟ هل الإنسان من الفقاريات؟ متى تطور مخ الإنسان؟ كيف تطور مخ الإنسان؟ هل يوجد مخ أكبر من مخ الإنسان؟

الخميس، 2 ديسمبر 2010

مشاكلنا الخلقية أسبابها داروينية

::
لم نكد نجلس حول الطاولة في مطعم "فاروق" اللبناني تلك الظهرية حتى أتانا الجرسون مسرعاً تسبقه يده بقوائم الطعام التي قذفها علينا ووقف بعد ذلك على رؤوسنا بصبر معدوم ينتظر الطلبات! أحد أسوء التصرفات لجرسونات بعض المطاعم، والتي تسبب في الغالب إحراج للزبائن وإمتعاض منهم يؤدي، كما حصل منّا في تلك الحالة، إلى توبيخ علني للجرسون على تصرفه المغضب إستلم من خلاله بأحقية عادلة السهم الأكبر من الإحراج الذي سببه في تعجيله لنا.

ولكن ذلك الحدث الطفيف لم يكن الوحيد الذي وقع في المطعم في تلك الظهرية، إنما أعقبه بدقائق قليلة حدث آخر أشد وقعاً على النفس، لازمني شبحه لعدة سنوات وغيّر أسلوبي في الأكل لباقي حياتي. وهذا ماحدث:

لم أنتبه للعائلة الصغيرة الشابة الجالسة حول الطاولة المقاربة إلاّ بعدما دوت صرخة من الزوجة أعقبها صوت سقوط كرسي على الأرض. وعندما ألتفت تجاه المصدر، رأيت الأب منحنياً يضرب إبنته الصغيرة، التي لاأظن أنها قد تجاوزت الثلاث سنوات، على ظهرها بشكل متتالي وعلامات الهلع تملأ وجهه. لم يدرك أياً منا خلال تلك الوهلات الأولى مالذي كان يحدث، ولكني أدركت السبب فوراً حالما لمحت وجه الطفلة، الذي قد تحول لونه إلى الأزرق، بأنها كانت تغص بطعامها. توالت ضربات الأب على ظهر ابنته وفمها المفتوح يحاول بيأس أن يشهق ويداها تمسك بعنقها وكأنما تستجدي الأكل بأن يخرج من قصبتها. لم تنجح محاولات الضرب، فلف الأب ذراعيه حول إبنته يحتضنها وصراخ الأم يتعالى في المطعم، وأخذ يضغط على صدرها في محاولة يائسة أخرى لإخراج الطعام من قصبتها.

تتابعت الأحداث بسرعة لم تمكن أحد من التفكير أو مد يد العون لإنقاذ الطفلة المختنقة، ولم يكن هناك أسلوب آخر يمكن تطبيقه غير ما كان الأب يفعله، فوقف الجميع على أرجلهم يراقبون الأحداث بهلع وهي تنطوي أمامهم وحياة البنت الصغيرة تنحسر منها. وبينما الكل يحاول الإفاقة من روع المنظر، أتت إمرأة تهرع واختطفت الطفلة من ذراعي أبيها وقلبتها برفعها في الهواء من رجليها وصرخت على الأب أن يضربها بقوة على ظهرها، فلم يتردد الأب وأخذ يضرب إبنته بقوة مرات متتالية حتى سعلت ولفظت الأكل الذي كان عالقاً في قصبتها ثم أجهشت بعده بالبكاء. وذلك البكاء، الذي يكون مزعجاً على السامعين في العادة، كان أعذب صوت وقع على مسامع الحاضرين بعد تلك اللحظات المهولة، لاسيما أمها وأبوها.

لم يظل الأبوان طويلاً في المطعم بعد تلك الصدمة، فنهضا والأم تحتضن إبنتها وخرجا وأطباق الأكل لاتزال على طاولتهم تكاد لم تلمس. والحقيقة أنا ومن كان معي شعرنا أيضاً بفقدان الشهية، فاقتصرت وجبتنا تلك الظهرية على القهوة وبعض المشروبات الباردة فقط.

تلك الحادثة نبهتني، بل هزتني في الحقيقة، وهكذا فعلت لاشك مع باقي الحضور، وحذرتنا كلنا من خطورة الغص في الطعام. غيّرت بعدها أسلوب أكلي، فصغّرت حجم لقمتي وطولت في مضغها وامتنعت عن الكلام خلال الطعام إذا سمح لي الوضع بذلك. ولكن تلك الحادثة لم تنتهي هناك، بل تزامنت مع خبر صادف أن قرأته في أحد الصحف بعدها ببضعة أيام يصف حادثة أخرى وجدت فيها الشرطة جثة رجل في سيارته، إتضح بعد تشريحه أنه قد مات مختنقاً بعلكة، تصوروا بعلكة! قد دخلت في قصبته وعلقت فيها، وحيث أن الإغماء من الممكن أن يحدث بعد دقيقتين من إمتناع الأوكسجين عن المخ والموت بعد حوالي ثلاث دقائق، فلا عجب أن ذلك الرجل قد مات مختنقاً بعلكة وهو في سيارته.

هذه الأحداث تحث على طرح ملاحظة وتساؤل:

لابد أن كل إنسان قد غص عدة مرات في حياته، إما بجرعة ماء أو، والأخطر، بالأكل، فلماذا يغص الإنسان بهذا التكرار وهذه السهولة؟

اللوم يقع على موضع المريئ من القصبة الهوائية، في الإنسان بالذات مقارنة مع باقي الحيوانات، إذ أنه عيب خلقي يعاني منه جميع البشر، وأصابع الإتهام في هذا العيب المميت يجب أن توجه إلى التطور وليس إلى مصمم، لأن المصمم الماهر، ناهيك عن المصمم الكامل القدرة، لايقع في هذا الخطأ الفادح في تصميم منتوجاته. والخطأ هو هذا:

في معظم الحيوانات، حيث أن رقابهم تمتد بوضع أفقي، يقع المريئ (وهو أنبوبة البلع) تحت القصبة الهوائية. فعند البلع، لايمكن للأكل أن يدخل بالخطأ في القصبة الهوائية كما يحدث في الإنسان بنتائج كارثية وذلك لأن الجاذبية تشده في الحيوانات للأسفل ليدخل في المريئ. أما في الإنسان، فبعد أن تطورنا من الوضع الأفقي الآمن إلى الوضع العمودي عندما وقفنا على أرجلنا، وتطورت لدينا القدرة على الكلام، هذه القدرة اللفظية إستلزمت دفع مدخل المريئ والقصبة الهوائية بعمق أكثر داخل الحنجرة لتمكيننا من اللفظ والمخاطبة، وفي نفس الوقت أصبح إتجاه القصبة الهوائية والمريئ عمودي، وحيث أن عملية التطور ليس لها مصمم ليصحح الأخطاء ويضع تلك الأنابيب في مواضع آمنة ويدقق في صنعه لتفادي أي مشاكل أوخطورة تنتج عن البلع، بل أنها تتقدم بطريقة إعتباطية تسمح بأي منهج طالما أنه يوفي بالغرض، سواءً كانت النتيجة متقنة أو خرقاء كما في وضع المريئ من القصبة الهوائية، فوضع هاتين الأنبوبتين بهذا الشكلية يرفع إحتمال دخول الطعام في المريئ أو في القصبة الهوائية إلى نسبة متكافئة تصل إلى 50% لك منهما. والضمان الوحيد الذي يمنع دخول الأكل في القصبة الهوائية هو الأبيغلوتس أو "لسان المزمار" بالعربية، وهذا الضمان الهام لايغدو عن كونه غطاء مكون من قطعة لحمية غضروفية مرنة تسد عنق القصبة الهوائية عند البلع، ولكنه غطاء غير فعال، إذ أنه يخفق كثيراً في وظيفته التي صمم خصيصاً لها وهي حفظ حياة الإنسان بمنع الطعام والأشياء الأخرى مثل العلكة من دخول القصبة خطأً وسدها، كما تعرفون من تجاربكم الشخصية وتسمعون عن حوادث الموت بالغص.

وضع المريئ من القصبة الهوائية في الإنسان يمثل أحد الدلائل الكثيرة التي تشير إلى أن تركيب الإنسان لايمكن أن يكون قد صدر عن تصميم ذكي ومتقن، إنما يتماشى مع ماتنص عليه نظرية التطور التي تفسر بسهولة أسباب هذه المشكلة السيئة والخطرة. وهذه المشاكل الخلقية ليست الوحيدة التي ييتلي بها البشر، فجسد الإنسان، وباقي الكائنات الحية أيضاً، يمتلأ بمثل هذه العيوب. وسوف أذكر عيوباً خلقية أخرى هامة نعاني منها، وأدرجها في البوست القادم لأن هذا الموضوع طويل لاأريد أن أحشرها كلها في بوست واحد تفادياً للملل.

يتبع .....

تنويه هام: الرجاء عدم إعتبار طريقة إنقاذ الطفلة المذكورة بالقصة أعلاه من الغص هي طريقة سليمة بالضرورة، فقد ذكرتها لأني شاهدتها، إنما الطرق السليمة حسب ماينصح به المركز الطبي لجامعة بنسلفانيا الأمريكية هو إتباع هذه الخطوات الموضحة بالصور:
::
::






خطورة الغص في الطعام. كيف تعامل الغص في الطعام؟ كيف تتفادى الغص في الطعام؟ لماذ يغص الإنسان في الطعام؟ ماذا تفعل عندما يغص أحد في الطعام؟ ماهي خطورة الغص في الطعام؟ كيف تتجنب الغص في الطعام؟ تجنب الغص في الطعام. ماهي نسبة الذين يغصون في الطعام؟ كم عدد الذين يغصون في الطعام؟ مالذي يسبب الغص في الطعام؟ لماذا يغص الأطفال في الطعام؟ ماذا تفعل إذا غص طفل في الطعام؟ 

الاثنين، 29 نوفمبر 2010

لم يخبرنا أحد بشيئ

::

لم يخبرنا أحد بشيئ، فاخترعنا لنا قصة ....

منذ أن برزنا من بُركة البكتيريا وتشكلت هيئاتنا، أو ربما هي بُركة الطين منها تكونت أجسادنا، ونُفخت فيها بعد ذلك أرواحنا. لايهم أي واحدة منهما. إذ بعد أن وقفنا على أرجلنا، وراقبنا الشعر يتساقط من جلودنا، وشعرنا بأمخاخنا تتضخم في رؤوسنا، وسمعنا ألسنتنا تتلفظ بأفكارنا، وانتبه الإدراك إلى مايجول حولنا ....

لم يخبرنا أحد عن أسباب وجودنا.

منذ أن شعرنا بالجوع يلوي أمعائنا، ورأينا الأرض تمتلأ بأطعمتنا، التي كانت تهرب كلما حسّت بنا، أو تستدير نحونا وتشرع في قتلنا ....

لم يخبرنا أحد لماذا نعاني لإشباع جوعنا.

ومنذ أن شعرنا بالحاجة إلى الإلتصاق ببعضنا، لتخرج من البطون مخلوقات مثلنا، تصرخ طالبة حصة من قوتنا، الذي لايسد ولايكتفي منه أحدنا ....

لم يخبرنا أحد عن أسباب صعابنا.

ومنذ أن داهم الموت أحياناً صغارنا، وأحياناً أمهاتهن أو أحد آخر حولنا، عرفنا أننا نحن أيضاً سوف نذهب يوماً كما ذهب الكل قبلنا ....

لم يخبرنا أحد بشيئ عن وضعنا.

فحدث في ليلة ما، ربما حول نار متوقدة تدفئنا، أو في أغوار كهف يأمنا، بعدما سكن شيئ من روعنا، واعتدنا على صيد طعامنا، أننا جلسنا نتسامر كلنا، ليسلي بعضنا لبعضنا، فانفتحت قريحة أحد شيوخنا ... ليسلينا بقصة تجيب على تساؤلاتنا.

ثم تطورت تلك القصة ....

فأصبحت رسومات بهائم على جدران كهوفنا، ثم تجسدت في أحجار لتبجيل نجومنا، وأصنام بعد ذلك لتهدئة خوفنا وتحقيق أحلامنا، وشفاء أمراضنا، وإحياء أمواتنا، وضمان خلودنا.

ولكننا لم نكتب القصة من بدايتها لأننا لم نعرف آنذاك الكتابة، فضلّت عائمة في فضاء الخيال، تنتقل بين شفاه الرواة من جيل إلى آخر، وكلما وصلت إلى جيل جديد كلما أضيف إليها أو أنتقص منها حتى زيّنها الوقت وحلاّها الزمن لتصبح لقمة سائغة سهلة البلع، فقبلناها وبلعناها ... كحقيقة لايعتريها الشك، وآمنا بمحتواها الذي خلقناه في البداية للتسلية.

وياله من شعور رائع حين آمنا بها ...

شعور رائع أن نؤمن بأننا لسنا ذرات تافهة، تائهة في غياهب الكون ... وحتى لو نبدوا كذلك.
وشعور رائع أن نؤمن بأن وجودنا لم يكن نتاج صدفة متناهية الصغر ... وحتى لو يبدو كذلك.
وشعور رائع أن نؤمن بأن موتنا ليس فناء وعدم ... وحتى لو تبدو النهاية كذلك.

وكذلك زرعت فينا القصة التي اخترعناها ثم صدقناها شعور الطمئنينة والأمان والهوية والإنتماء، وكان الثمن الخضوع لإحكامها. وبالرغم من أن أغلبنا لم يرغب في الخضوع لها ولأحكامها، بل كل ماأرادوه هو طعام يشبعهم وسقف يظللهم ... وربما عناق يؤنسهم، إنما الخضوع كان الثمن، فدفعناه على مضض ....

وأستمرت القصة وتشعبت، وأصبح لكل قوم منا نسخة منها، مماثلة في الفحوى ومختلفة في المعنى. وعندما صادفنا يوماً قوماً غيرنا، ورأينا أن نسختهم تختلف عن نسختنا، وآلهتم ليست هي آلهتنا، إزدادت مشاكلهم وتفاقمت مشاكلنا ....

لأن ذلك أثار شيوخنا، وهم أعلم بالقصة منا، وأكثر دراية بما يضرنا وما ينفعنا، فتبجيلاً لهم علينا أن نفعل كما أُمرنا: أن نُثبت لهؤلاء القوم بأن آلهتنا أفضل من آلهتهم، وأحكامنا أعدل من أحكامهم، وأن علينا أن نفرضها عليهم، وننشرها بينهم، حتى لو كان بسلبهم وسبيهم وقتلهم ....

وياللمصيبة، فهذا مافعلناه بهم.

وترسخت وتقدست واستقرت القصة على هذا المنوال، لتؤمن بها الأجيال، وأحوالنا تتردى بها من حال إلى حال.
كيف خلق الإنسان؟ كيف خلق البشر؟ هل تطور الإنسان أم خلقه الله؟ هل تطور الإنسان من قرد؟ هل قصة الخلق حقيقية؟ هل القرد أصل الإنسان؟ كيف تطور الإنسان من قرد؟ كيف تطور الإنسان؟ هل يوجد دليل على تطور الإنسان؟ ماهي أدلة تطور الإنسان من قرد؟ هل ينحدر الإنسان من قرد؟ هل ينحدر البشر من قرد؟ هل ينحدر البشر من قرود أم من آدم؟ هل كان آدم قرد؟ هل البشر قرود؟ هل الإنسان قرد؟ هل صحيح أن الإنسان أصله قرد؟ هل صحيح أن أصل الإنسان قرد؟مبني على مقالة لـ  كريستينا باترسون