الأربعاء، 24 فبراير 2010

دخل اليكساندر الدولاب .. وشنق نفسه

::


لاأتوقع في الحقيقة أن أحد منكم قد صادف خبر أن هناك شخص في مكان ما يُسمى أليكساندر قد دخل الدولاب (خزانة الملابس) وشنق نفسه فيه. وحتى لو صادفه ، لاأتوقع أن هذا خبر يثير بالضرورة الإنتباه إن كان ضمن السيول العارمة للمعلومات التي تفيض بها وسائل الإعلام - إذا استثنينا منها هذا البلوغ - على الأقل للبعض إن لم يكن للغالبية منّا ، وإن اكتنفت ظروف هذا الحدث صبغة من الغرابة والغموض. فهناك آلاف الأرواح التي تُزهق يومياً في شتى الظروف من خلال الحوادث والجرائم والأمراض وغيرها ، والإنتحار ماهو إلاّ أحد عواملها. ولكني مع ذلك ، وجدت نفسي في حيرة عندما قرأت الخبر ، ليس فيما يختص بظروف الحدث نفسه أو المنهج المستخدم ، إنما في الإسباب التي دفعت هذا الرجل إلى إخماد أنفاسه بنفسه إذا عرفنا من هو اليكساندر هذا.

هو اليكساندر ماكوين Alexander McQueen ، أحد أشهر مصممي الأزياء البريطانيين والذي اكتسب شهرة دوى صداها دولياً وتوّجتها عدة جوائز حصل عليها تقديراً لموهبة قلما تجد لها نظير (هذا مايُعرف عنه وليس رأي منّي ، إذ أن خبرتي الطويلة في عالم الأزياء والتي لم تخرج عن نطاق التيشيرت والجينز ربما لاتؤهلني للحكم على أو حتى فهم ماترتديه هذه الكيانات الكربونية - البشر - التي تنتمي إلى مايسمونها بالمجتمعات المخملية - أنظر إلى الصور). وقد عُثر على جثته معلقة بحبل داخل دولاب كبير للملابس في شقته في لندن. وسبب إستخدامه للدولاب لشنق نفسه هو تواجد قصبة بداخله أمكنته من تعليق الحبل حولها. أعتقد بأن غرابة ملابسات إنتحاره قد تبددت هنا ، نأتي الآن إلى أسباب حيرتي ..

ماأثار حيرتي هو هذا:

اليكساندر ماكوين قد ارتقى سلم المجد والشهرة في مجاله حتى وصل إلى قمته ، وكدّس ثروة تقدر بثلاثين مليون دولار في طريقه إليها ، سكنه يقع في أحد أرغب وأغلى البقاع على وجه الأرض ومعارضه تنتشر في بؤرات دنيا الشمبانيا والكافيار حول العالم. اليكساندر كان يتمتع بصحة جيدة ولم يتخطى منتصف العمر بعد ، فلماذا أنتحر ؟؟؟

ليست هناك حاجة لتنبيهي بأن الحالة النفسية ، إذا وصلت إلى الحافّة في تدهورها ، لن يمنعها من الإنزلاق والإنحدار في هاويتها حتى مخيلة صور الأوغاد الزبانية وهي تلوح بأسياخ الباربيكيو الحامية ، تنتظر في جهنم لتغرزها بأمر الآلهة السايكوباثية السادية ، في مؤخرة من خانته قدرته الواهية ، على مواجهة شجون الحياة القاسية ، وشويه على حمم البراكين السرمدية الكاوية ، إن كان المنتحر متدين ، ولن يمنعها كذلك فكرة الإندثار الأزلي إن كان ملحد ، فأنا أدرك كل هذا وهاقد استعرضته لكم هنا بكامل بهاراته السجعية. ولكن بالرغم من ذلك السيناريو السابق المخبول والإحتمال اللاحق المعقول هل يوجد هناك عامل ما على درجة أكبر من الفعالية بحيث ينجح في منع الإنتحار تحت أي ظروف نفسية ، مهما كانت قاسية ؟

بإعتقادي أن هذا العامل موجود ، ولاأستطيع إسناد هذا الإعتقاد إلى أي بحث أو دراسة مررت بها إنما هو نتاج قناعة شخصية وصلت إليها بعد إستيعابٍ وافٍ - وليس بالضرورة إستيعاب كامل - لفكرة الفناء بعد الموت قبل عدة سنوات. فما تشير إليه إحصائيات الإنتحار - التي رأيتها أنا - هو عدم وجود علاقة بين درجة الإيمان أو الإلحاد ونسبة الإنتحار والدراسات في هذا الموضوع يبدو أنها متضاربة ولذلك فلن ألجأ إليها وسوف أقتصر في هذا المقال على الأفكار التي راودتني بعد قرائتي لخبر إنتحار اليكساندر.

لايوجد برأيي ماهو أشد وأهول وقعاً على النفس من الإستيعاب الـوافـي لفكرة الفناء بعد الموت. فكرة أن حياتك هذه وحياة أهلك وأحبائك وأصدقائك كلهم سوف تنتهي وتـفـنـى بعد الموت ، وأنه لن يكن هناك بعث لك أو لهم أو إجتماع معهم تحت أي ظرف أو في أي عالم آخر غير هذه الدنيا الموجودة هنا. وحتى يمكن هضم هذه الفكرة ، لابد أن تكون درجة إستيعابها كـافـيـة ـ وهذه هي الكلمة السحرية التي قصدتها بعبارة: "عامل أكثر فعالية" في الفقرة أعلاه ، وهو ليس بالأمر الهيّن ، صدقوني. فيبدو أن هناك صعوبة في التعمق في التفكير بهذه النهاية وكأن العقل يقاوم هذه الفكرة ويتجنب أي محاولة للتوغل فيها ، ولكن من استطاع أن يهضم أبعاد هذا المصير فسوف يرى الحياة ، بعد أن يفيق من الصدمة المروعة ، بنظرة تختلف جذرياً عن أي منظور سابق مهما كان مداه. فالحياة بعدها ، بمكوناتها الزمنية والحدوثية - أي من وقت وأحداث - تكتسب فجأةً قيمة لايمكن تخيل حجمها وتصبح مصدر نادر يتوجب التقنين فيه حتى لايُعجل في إستنفاذه.

فالخواطر التي كانت تراودني بعد سماعي لخبر إنتحار هذا الإنسان الذي كان ناجحاً بكل المعايير الدنيوية هو : هل كان يُدرك القيمة الحقيقية للحياة ؟ ولكن لايمكن بأي حال من الأحوال أن يكون على إدراك وافي لها مالم يكن غير مؤمن بأي من مفاهيم البعث بعد الموت وهي متعددة بتعدد أغلب الأديان. فهل كان اليكساندر مؤمن ؟

لم يستسرغ مني الوقت إلاّ ثوانِ معدودة في بحث الغوغل حتى جائتني الإجابة تحدق فيني من خلف إنعكاسات شاشة المونيتر: الـيكسـانـدر كـان مـتديـناً. أرجوا عدم سوء فهمي ، فأنا لاأعمم بأن المؤمنين معرضين للإنهيار النفسي والإنتحار أو أن الملحدين بمأمنِ منه ، ولكني أقول ، وهذا نابع من الإستدلالات المنطقية عن قيمة هذه الحياة فيما لو لم تكن هناك حياة غيرها ، بأن الإسـتيعـاب الـوافـي لمصير البشر ، وهو الفناء ، يمد الإنسان بأصدق ميزان لتثمين الأهمية الحقيقية للحياة لايمكن تحقيقه إلاّ من خلال منظور إلحادي. فالملحد الواعي المدرك لمصيره الفاني المحتوم هو أكثر تشبثاً بحياته من أي شخص آخر يحمل أبهت بصيص من الأمل في تواجد حياة أخرى بعد الموت ، بصرف النظر عما يعتقد عن مصيره فيها. وعليه ، فالملحد الواعي المدرك لمصيره الفاني هو أقل تعرضاً للإنتحار من أي مؤمن ينتمي إلى أي دين تتضمن فيه مفاهيم البعث بعد الموت.

هل كان اليكساندر ماكوين لينتحر لو كان ملحداً ؟
برأيي أن الإحتمال الأرجح هو : لا.

الأحد، 21 فبراير 2010

من عجائب الخلق - سبحان الطبيعة

::

سواء آمنتم بأن الكائنات الحية خلق من الله أو تطور من الطبيعة ، أرجوا لكم مشاهدة ممتعة لهذا الفيديو كليب القصير الذي يُظهر عجائب بعض المخلوقات البحرية التي اصطادتها عدسات الكاميرا خلال غوصها في أعماق المحيط. تعليق المقدم باللغة الإنجليزية ولكن عدم الإلمام بها لن يمنع من الإستمتاع بمشاهدة الفيديو ، خصوصاً الجزء الأخير فهو مدهش فعلاً.






الاثنين، 15 فبراير 2010

وشهدت الفايروسات أن لاإله ولاالله

::
فايورس فصيلة ERV


أهدي هذا البوست لذكرى ميلاد تشارلز داروين في يومه الثالث آملاً بطرحي المتواضع هذا أن أقدم للقارئ الكريم أحد أشد الدلائل صلابة (وهناك أطنان غيرها) على صحة نظرية التطور بواسطة الإنتخاب الطبيعي التي قدمها هذا الإنسان للبشرية وأثرى علومهم بها.

الفايروسات وماأدراك مالفايروسات ، هذه الكائنات المجهرية التي تعبث في الحياة فساداً وتدميراً ، ليس لشرِ نابعِ منها ، بل خضوعاً وامتثالاً لأوامر الله وتسبيحاً وتكبيراً لعظمته كما نص عليه في كتابه : "وإن من شيئٍ إلاّ يُسبح بحمده"

ولكن للأمانة العلمية ، وجب التنويه أن نسبة أصناف الفايروسات الضارة هي في الحقيقة ضئيلة جداً مقارنة مع تعدد الأصناف الأخرى الغير ضارة وكثرة أعدادها. فلتوضيح الصورة ، أن كل نشقة نفس ولقمة أكل وجرعة ماء تُدخل معها في أجسامنا ، وأجسام الكائنات الأخرى ، مليارات الفايروسات بدون إحداث أي ضرر.

مايهمنا في هذا الطرح على أي حال ليست الأضرار ، أو المنافع ، التي تحدثها الفايروسات ولكن مايعنينا هو مضمون الآية المذكورة أعلاه والذي نفهم منه أن تسبيحهم ، أي الفايروسات ، يعتبر بمثابة تأكيد بديهي لهم على وجود الله وتسليم لإرادته. وإلاّ لما سبحوا له ، أليس كذلك ؟

والآن ، مارأيكم بفصيلة من الفايروسات شهدت ، أو بمعنى أخر زودتنا ، بدليل دامغ علي وجود سلف مشـترك بيننا نحن البشـر وبين الشـيمبانزي القرد (Ape) وبهذا أثبتت بشكل قاطع كما سوف ترون صحة نظرية داروين للتطور التي تناقض بشكل صارخ كلام الإله الذي يفترض أن تسبح له نفس هذه الفايروسات؟

بماذا نصف هذه الفايروسات المسبحة ؟
بأنها منافقة ؟
عاصية ؟
مرتدة ؟
إليكم أدلتها هذه لتحكموا عليها بأنفسكم :

(هذا الموضوع لايتطلب لفهمه سوى أن القارئ يعرف بشكل عام وبدون تعمق ماهي الأحماض النووية DNA ووظيفتها ويعرف الفرق بينها وبين الأحماض النووية المفردة RNA ويعرف ماهو الكروموسوم. وأنا بدوري حاولت إضافة أكبر عدد من الصور التوضيحية لتسهيل الفهم ، ولتفادي الخلط سوف أستخدم الكلمات الإنجليزية عند الإشارة إلى هذه الأحماض).


صورة (1)
مقارنة بين كروموسومات الإنسان H والشيمبانزي C


حين نصُفّ (أي نضع في صفوف) الـ DNA للإنسان بجانب الـ DNA للشيمبانزي كما هو موضح في الصورة رقم (1) أعلاه ، يلاحظ فوراً التشابه الكبير بين الإثنين. فالكروموسومات تكاد تتطابق والجينات التي تكونها تصطف بنفس الترتيب ، أنظروا إلى الصورة رقم (2) أدناه. وهذا يعكس إكتشاف أن التطابق ، وليس مجرد التشابه ، بين DNA الإنسان والشيمبانزي يصل إلى 98.5% ، وهذه النسبة ، لوتعرفون ، تعني أن الشيمبانزي أقرب جينياً للأنسان من القرابة الجينية بين فصيلة الفئران الصغيرة والجرذان الكبيرة. هذه الأدلة لوحدها كافية ، بنظر علماء الأحياء ، لإثبات وجود سلف مشترك للإنسان والشيمبانزي حتى بدون اللجوء إلى أدلة الفايروسات التي نحن بصدد التطرق إليها.
::
::
صورة (2)
مقارنة لترتيب الجينات بين كروموسوم الإنسان والشيمبانزي تُظهر مدى التشابه بينهما

::
أنظروا إلى كروموسومات رقم 10 في الصورة رقم (1) ، وبالتحديد إلى الخط العريض الأصفر الخامس من الأعلى في الكروموسوم الأيسر تحت حرف الـ H ( إختصار لـ Human ). هذا ياقرائي الكرام بقايا من DNA فايروس ينتمي إلى فصيلة تعرف بـ ERV وهي إختصار لـ Endogenous RetroVirus وهذه فايروسات تختلف في تركيبة جيناتها عن باقي الكائنات الحية بأنها مفردة التركيب RNA وليست ثنائية كما هو الحال في الـ DNA ، أنظروا إلى صورة رقم (3) لتوضيح الفرق. لاتقلقوا فهذه المعلومات ليست بذات أهمية لفهم الموضوع ، ولكن لمعلوماتـكم العامـة أود أن أضيف بأن الفـايروس الذي يسـبب مرض نقص المناعة - الأيدز (AIDS) - في الواقع ينتمي إلى نفـس هذه الفصـيلة.


صورة (3)
الفرق بين RNA و DNA


فعندما يصيب هذه الفايروس الخلية ، يحول تركيبة أحماضه النووية من RNA (تركيبة الفايروسات) إلى DNA (تركيبة الخلية) وبهذه العملية يستطيع أن يدمج أحماضه مع الأحماض النووية للخلية المصابة لتصبح جزءً من كروموسوماتها ، تبقى فيه إلى أن يموت الكائن المصاب. أريد هنا أن أركز على نقطة محورية وهي أن دمج أحماض الفايروسات مع أحماض الخلية لايقتصر على موقع معين من الكروموسوم إنما يقع عـــشـــوائــياً في أي موقع منه. فإذا أصابت هذه الفايروسات الخلايا التناسلية التي تنتج المني للذكر أو البويضة للأنثى ، وحيث أنها تظل مندمجة في الكروموسومات ، فأنها تتنتقل بواسطة التناسل وتتوارث عبر الأجيال وهي لاتزال في نفس موقع الإصابة في الكروموسوم كما أشرت إليه في الصورة رقم (1). أأمل أن يكون الموضوع إلى هنا واضحاً ، إذا لم يتضح أرجو إعادة قرائته للأهمية حتى يستوعب القارئ أهمية الجزء القادم.

والآن ، أريدكم أن تعيدوا النظر مرة أخرى إلى موقع الفايروس المشار إليه في الكروموسوم العاشر تحت H في الصورة رقم (1) وتقارنوه بالكروموسوم المحاذي له تحت C ( إختصار لكلمة Chimpanzee ) سوف تجدون أن الموقعين متطابقين. التحليل الجيني لهذين الكروموسومين - الإنسان والشيمبانزي - أثبت أن هذان الموقعان هما بقايا لنفس الفايروس ، بمعنى أن الفايروس قد دمج أحماضه النووية في نفس الموقع للخليتين مع إختلافهما (إحداهما بشرية والأخرى قردية) مع أن الدمج لايستهدف موقع معين إنما يتم بطريقة عشوائية.

قد يرمي أحدكم ذراعه في الهواء محتجاً بأن هذا التطابق في فصيلة الفايروس وموقع الإصابة يمكن أن يصدر بمحض الصدفة. أي أن هذه الفايروسات أصابت أسلاف الشيمبانزي وأندمجت بالصدفة في نفس الموقع الذي أصاب أسلاف الإنسان. مالمانع في حصول ذلك ؟ وأقول له : لامانع ، ولكن لنرى الإحتمال الإحصائي لحدوث ذلك إذا عرفنا أن كروموسوم رقم 10 يتكون من 135 مليون حمض نووي (base pairs) .

إحتمال حدوث هذا التطابق بالصدفة يعادل: 1 إلى 3000000000 أي إحتمال مستبعد. ولكن حتى لو لم يجد بعضكم هذا مقنع فلابأس ، لأن قوة الدليل لاتقف عند هذا الحد ، ففي جزء من كروموسوم رقم ( 1) توجد أيضاً بقايا من فايروس آخر يتطابق في موقعه مع فايروس في نفس كروموسوم الشيمبانزي ، أي يوجد عندنا الآن بقايا فايروسان من نفس الفصيلة أصابا كروموسومات سلف الشيمبانزي وسلف الإنسان وصادف أن يندمجا بعشوائية تامة في نفس المواقع. ماهو إحتمال حدوث ذلك بالصدفة ؟ :

1 إلى 4500000000000000000 وهو أبعد من إحتمال إلتقاطك لذرة رمل من الصحراء ، على سبيل المثال ، ثم رميها في أي صحراء أخرى على الكرة الأرضية والطلب من صديقك البحث عنها وهو لايعرف أين هي فيذهب ويلتقطها هي هي بمحض الصدفة. إتضحت الفكرة ؟ هل يوجد أحد لايزال غير مقتنع ؟ لاأعتقد ولكن مع هذا سوف أحتاط وأضيف حالة أخرى ، تفضلوا :

في كروموسوم رقم 19 ، توجد بقايا لفايروس من نفس الفصيلة وفي نفس الموقع لكلا الكروموسمين ، البشري والشيمبانزي. فما هو إحتمال وجود فايروس ثالث مطابق بالصدفة ؟ :

الإحتمال يعادل 1 إلى 4500000000000000000000000000 ، ولابد أن الرسالة قد وصلت الآن ولكن دعونا نتسلى قليلاً ونظيف حالة رابعة :

هناك بقايا لفايروس آخر في كروموسوم رقم 6 أيضاً يتطابق في الموقع والفصيلة في كلا الكروموسومين. أين وصل إحتمال تواجد أربعة فايروسات في نفس المواقع ؟ :

1 إلى 3375000000000000000000000000000000000
هل أتوقف الآن ؟ همممممم .. ليس بعد ، لأن من لم يصب بالذهول منكم إلى الآن فاسمحوا لي أن أضيف حالة أخيرة عساها أن تتكفل بذلك :

في كروموسوم الـ x هناك بقايا فايروس ... نعم نفس الموقع والفصيلة في كلا الكروموسمومين ، والإحتمال وجود خمسة فايروسات متطابقة بالصدفة وصل الآن إلى :
1 إلى 2025000000000000000000000000000000000000000000 هذا الإحتمال يعادل إلتقاط جزيئ ذري (Molecule) - ولاتنسوا أن حبة الرمل تحتوي على ملايين الجزيئات الذرية - من بحر ثم رميه في أحد المحيطات ليلتقطه صديقك بعشوائية تامة.

إذا كان إحتمال تواجد بقايا هذه الفايروسات الأربعة عن طريق الصدفة يصل في ضئالته إلى هذا الحد ، فما هو إحتمال وجود 16 فايروس - وهو العدد المكتشف - في نفس المواقع بين الكروموسومين ؟ :
1
إلى
2057400000000000000000000000000000000
0000000000000000000000000000000000000
0000000000000000000000000000000000000
0000000000000000000000000000

عدد ضخم يعكس إحتمال مستحيل الحدوث ، أليس كذلك ؟ وأنهي هذه الرحلة الإحصائية بهذه المفاجئة :

الرقم أعلاه والذي يعكس ضئالة إحتمال تواجد 16 فايروس في نفس المواقع في الكروموسومين هو ..
::
لفئة الـ K من هذه الفايروسات فقط

إذ تحتوي الكروموسومات على مايقارب 98000 من مختلف فئات فصيلة فايروسات الـ ERV تتطابق أكثرها بين كروموسومات الإنسان والشيمبانزي وإحتمال حدوث هذا التطابق عن طريق الصدفة من الواضح أنه غير وارد. إذاً فما تفسير هذا التطابق ؟
::

صورة (4)
الموقع الإحتمالي لإصابة السلف المشترك بفايروسات الـ ERV في شجرة التطور

بسيط ، هناك إحتمالان فقط لهذه الظاهرة وهما: إما أن هذه التطابق حصل بواسطة الصدفة وهو مستحيل كما هو واضح أو ، حيث أن بقايا هذه الفايروسات تنتقل بواسطة التوارث من جيل إلى آخر ، فلابد أنها قد أصابت سلف إنبثقت منه فصيلة الإنسان وفصيلة الشيمبانزي وتوارث كلاهما نفس الإصابات حتى وصلت إلى أجيال اليوم مما يفسر التطابق المذهل في مواقع وفصائل بقايا هذه الفايروسات في كلا الكروموسومين. أنظر إلى الصورة رقم 4 .

ماهو الإحتمال الإحصائي لحدوث هذا التطابق في هذه الحالة :
1 : 1
:
::
خالص الشكر للمصدر: cdk007

الجمعة، 12 فبراير 2010

عيد ميلاد داروين اليوم - هيا فالنحتفل

::
تهنئاتي القلبية الحارة للبشرية كافة بمناسبة مرور اليوم ذكرى مولد العالم العظيم:


تشـارلـز روبـرت دارويـن



أقيموا الحفلات بهذه المناسبة السعيدة وتبادلوا الهدايا وأقضوا أسعد وأطيب الأوقات في ذكرى مولد هذا الرجل التنويري العملاق الذي بدد عنا ظلام الجهل والخرافة وأدخل علينا نور العلم والمعرفة من أوسع الأبواب.

من أقواله: "قتل (بمعنى تصحيح) الخطأ لهو يوازي في المنفعة ، وفي بعض الأحيان يفوق ، التوصل إلى حقيقة جديدة"

(تشارلز داروين ولد في 12 فبراير 1809)

الأربعاء، 10 فبراير 2010

مصادم الهادرون - أول الغيث

::

صورة لارتطام البروتونات تظهر فيها مسارات الجسيمات الناتجة بعد الإرتطام

كما وعدتكم في بوست سابق ، بأنني سوف أتابع سير التجارب في مصادم الهادرون الكبير وأنشرها في
هذه المدونة حالما تعلن ، فقد بدأت نتائج إرتطامات البروتونات التي أجريت خلال شهر ديسمبر الماضي تكشف عن أسرارها. فبعدما أكمل العلماء جميع التحليلات الرياضية لتلك التفاعلات الأولية ، ظهرت أول المفاجئات والتي لم تكن متوقعة نظرياً وهي أن تلك التجربة أسفرت عن جسيمات أكثر عدداً مما نصت عليه النظرية ، وبالرغم من أن هذه النتيجة لن تغير القواعد العلمية الأساسية لطبيعة هذه الجسيمات إلاّ أنها جائت خارج تنبؤات جميع النظريات السائدة. ولكن رونالد غنتر ، أحد العلماء المشاركين في التجربة ، قال أنه لايعتقد أن هذا العدد الغير متوقع من الجسيمات سوف يسبب مشكلة أو يؤثر على سير التجارب في المستقبل حين تُرفع قوة التصادم إلى مستويات أعلى تصل إلى 7 ترليون فولت ألكتروني خلال الشهور القادمة (كانت 450 بليون عند إجراء التجربة خلال ديسمبر الماضي) ، ولكنه يشير إلى أن تصادم الحزم الإشعاعية القادمة والتي سوف تتكون من أيونات عنصر الرصاص الأكثر ثقلاً (مما اسُتخدم إلى الآن) سوف تسفر عن أعداداً أكبر من الجسيمات المنبثقة مما قد يعقد الأمور حينذاك.

هذا أول الغيث من المصادم وقد أسقط مفاجأة لم يتوقعها أحد ، وننتظر بصبر نافذ المفاجئات الأخرى - إن حصلت - التي قد تظهرها التجارب القادمة والتي قد تقلب مفاهيمنا لطبيعة الكون وطبيعتنا ضمنه رأساً على عقب. وبينما تنشغل أفكار العلماء الكفر في أبحاثهم لسبر أسرار الكون بواسطة أحد أعقد الآلات التي أنتجوها لخدمة البشرية ، أترككم مع أفكار أحد العلماء المسلمين في اقتباس من أحد أبحاثه لسبر أسرار المطر بواسطة أحد أشد المصائب التي أنتجوها - الفتاوى - لبلاء البشرية :

سؤال:
هل صحيح أن المطر ناتج عن تبخر مياه البحار؟

الجواب:
الله أعلم ، ولكن لـيس هـذا صـحـيحـاً ، ولو كان كذلك لوجد أثر لذلك وجده الذين يركبون الطائرات الجوية ، فهم يحلقون في هذا الجو ولايجدون هذه الرطوبة ومع ذلك يجئ المطر من تحتهم ، يخلق الله تعالى هذا السحاب ويكون تحتهم ويمطر وهم فوقه ، فدل على أن الله تعالى إذا أنشأ هذه السحب حمّلها بهذا الماء.
(العالم عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين)

الجمعة، 5 فبراير 2010

مينا .. طفلة رفضت الشهادة


إليكم قصة معاناة مينا الطفلة الباكستانية بنت الثالثة عشر من قبل عائلتها الطالبانية كما جاء على لسانها (ماعدا ماأضيف بين الأقواس فهو مني) مترجمة من موقع البي بي سي (مع بعض التصرف ولكن بإبقاء المعنى) ..

تقول مينا :

كان يقول لي أخي (إسمه إسماعيل) أن مكان المرأة إما في البيت أو في القبر ، وكنت دائماً محصورة في البيت. وقد قال لي: "إذا خرجت من البيت فسوف
أقطع رأسك وأضعه على صدرك". وكان قد ذهب قبل ذلك إلى المدرسة المجاورة لنا وضرب البنات ومدرساتهن قائلاً لهن: "من يريد أن يتعلم فهو صديق لأمريكا".

كنت أريد أن أصبح طبيبة ، وكانت رغبتي هذه شديدة إلى درجة أنني حلمت مرة أنني كنت أعمل كدكتورة في مستشفى. فقد كنت أريد أن أساعد الفقراء الذين لايملكون تكاليف العلاج.

كان قادة الطالبان يأتون إلى منزلنا ، وكان قربه مخبأ تحت الأرض مزود بالكهرباء. وكان مبني من الخرسانة ومتينٌ جداً بحيث تمر فوقه السيارات بدون أن يشعر أحد بما يوجد تحتها. كانوا في ذلك المخبأ يدربون الإنتحاريين على التفجير والذي كان أغلبيتهم من عمري أو أصغر مني. وكان الطالبان يستغلونهم لأنهم (الأطفال) أصغر مما يمكنهم إدراك مافيه مصلحتهم.

الذهاب إلى الجنة

كنت أرى هؤلاء الأطفال يصعدون في السيارة لتأخذهم إلى مهامهم (الإنتحارية) ، وكانوا (الطالبان) يستخدمون الأقراص (التسجيلات الوعظية) الإسلامية الجهورية لتحريضهم ، وكنت أخاطب نفسي عندها: "ياإلهي ، سوف يُدفن عدد أكبر من المسلمين" ، وماتلبث أن تأتي بعدها الأخبار بأن أعداداً أخرى من المسلمين قد لاقوا حتفهم.

كان أخي يحضّر القنابل كما كانت تحضّرها زوجته أيضاً ، وكان يقول لي أنه سوف يعلمني هذه المهمة ولكني كنت أرفض ذلك وأرفض حتى النظر إلى ماكانا يصنعانه. وقد طلب أبي وأخي مني أن أقوم بمهمة إنتحارية ، وكانا يمارسان الضغوط علي لأجل ذلك وقالا لي: "إذا قمت بهذا (التفجير) فسوف تسبقيننا مبكراً إلى الجنة". ولكني رددت عليهما بقولي: "لماذا لاتقولان لي بأنني سوف أسبقكما مبكراً إلى النار ؟"

كانا يرددان عليّ ذلك كل يوم ، بل كل يوم ، وكنت حينها صغيرة جداً عندما بدئا يخاطباني بذلك ، وقد كنت أقول لهما: "وماذا عن الناس الذين سوف أقتلهم ، أليسوا هم بمسلمين ؟" ولكنهما بدئا بضربي عندما رفضت ، وكانا يضرباني بدون توقف حتى حولا حياتي إلى جحيم ، لم أتمتع فيها بلحظة واحدة من السعادة. لقد قاما بجميع المحاولات ماعدا قتلي.

علاج الناسف

قالا لي أن: "القنبلة سوف تكون موصولة بزرار أو شئ مثل جهاز التحكم النائي للتلفزيون ، وسوف نعطيك مثل هذا الجهاز لتذهبي به إلى المكان المحدد ، وسوف نعطيك أيضاً هاتف جوال ، وسوف نقوم بالإتصال بهذا الجوال ونضغط على جهاز التحكم ، وعندها سوف تنفجر بك هذه القنبلة". وقالا لي بأنهما سوف يستخدمان كمية كبيرة من المتفجرات يتعذر بعدها حتى من التمييز فيما إذا كان الإنتحاري رجل أو أمرأة. وكانا يقولان لي بأنه من واجبي أن أقوم بذلك.

لقد كانا يعطيان الإنتحاريين نوع من الأدوية تجعلهم يبتسمون وكأنهم في غشوة. وقد قالا لي بأنهما سوف يعطياني هذا الدواء ليجعلني أهرع بعده إلى الموت .. وأنا مبتسمة. كنت فزعة إلى درجة أني كنت أحضّر شايي وطعامي بنفسي ، إذ كنت أخاف أن يخلطا هذا الدواء مع طعامي.

قصة أختها

لقد ألصقا قنبلة بأختي ناهدة (كان عمرها أقل من تسع سنوات) ، وربطا قطع مستطيلة بذراعيها الإثنين ، ولفا شريطين أسودين حول ساقيها وأوصلا جميع هذه القطع ببعضها. وشَكَت أختي لأخي بأن القنبلة ثقيلة وهي لاتستطيع المشي من وزنها ، فأجابها بأنها سوف تشعر بالراحة حالما تجلس في السيارة.

ثم أعطوها من ذلك الدواء ، ولكنها كانت تبكي بصوت عالٍ وتنادي أمي ، وكانت تكرر الذهاب إليها لتحتضنها ، وعندما نظرت أختي إلى القنبلة أرتعشت منها. وعندها بدأ أخي وأبي يضربان أمي ويصرخان بها: "لماذا تلهين البنت عن مهمتها."

كنت أسمع أختي تقول: "أين مينا ، أريد أن أراها" ولكن لم تكن لدي القوة ، لأن قلبي لم يحتمل". وعندما وضعاها في السيارة ، سقطت أمي مغمياُ عليها. وقال أخي بأن مهمة أختي سوف تكون في أفغانستان.

أنني أفكر دوماً بأختي ، فقد كانت بنت متعافية ولطيفة جداً ، وبالرغم من أنها كانت أصغر مني سناً إنما كانت أكثر حكمة. إذ كانت أمي تقول لي بأني معتوهة ولكن أختي حكيمة.

العنزة المحظوظة

لقد كان أخي مشارك في إنفجار سوق الخيبر (في مدينة بشاور عام 2009 عندما ذهب ضحيته أكثر من 50 قتيل) إذ كانوا يتحدثون عنه في المنزل. فعندما يُرسل أحد إلى مكان ما ، يجرون حوار عن الهدف ويقولون فيه: "سوف نرسل هذه المجموعة هناك". وبعد التفجير يقيمون إحتفالاً يتبادلون فيه أكاليل الزهور كما يفعل الناس بعد رجوعهم من الحج.

وعندما ماتت بينظير بوتو (رئيسة الوزراء الباكستانية - المغتالة) ، نادى أخي الجميع وقاموا بإطلاق النار وهم يهتفون: "بينظير ماتت ، بينظير ماتت" ، وقام الجميع بإطلاق النار واستمر الإحتفال إلى ساعة متأخرة.

قام أخي بعدها بعدة سنوات بزيارة منزل أحد الأصدقاء ، وأعطوه عنزة ودراجة نارية ليرجع بهما إلى البيت. فقد كانوا يمنحون الطالبان الحيوانات كهدايا للمساعدة في إطعامهم بسبب أعدادهم الكثيرة. وقد طلب مني أخي أن أداري العنزة ولكنها هربت من البوابة فجريت خلفها. وكان منزلنا على هضبة يمر من تحتها جدول ماء ، فركضت العنزة نحوه ولحقتها بدوري ، وحينذاك جائت طائرة تصدر منها إهتزازات وأصوات مدوية (كان ذلك هجوم بواسطة طائرة هليكوبتر مقاتلة) ، وعندما التفت إلى منزلنا لم أرى مكانه إلاّ دخان يتصاعد ، فقد تحول بيتنا إلى أنقاض.

لم تكن عندي أي فكرة عن أعداد الأحياء أو الموتى من أهلي. وحيث أن ذلك المكان كان ممتلأ بالأسلحة والمتفجرات ، كنت أسمع دوي الذخائر وهي تتفجر ، فبدأت بالمشي ، وحين حلت صلاة العشاء كنت قد وصلت إلى مدينة قريبة.

يقول الناس بأنني أملك قلباً قوياً ، ولكني مضطرة لأن أكون قوية ، فماذا بيدي أن أعمل ، إذ أن الله لايسمح لي حتى بأن أموت.

لو عثر علي أخي ، لأسممته وأسممت نفسي.

الطالبان يذبحون أطفال الغير ، ويحولون النساء إلى أرامل ، فيجب أن يجبروا على المعاناة هم أيضاً.

أريد أن يُدفن هؤلاء الطالبان أحياء.