الاثنين، 28 نوفمبر 2011

صلاة الكنبة

::

إنتابني إحساس غريب أشبه مايكون بـ الديجافو  Deja vu  وأنا أراقب أخي يؤدي صلاة العشاء خلال زيارتي له ليلة البارحة. لقد رأيته قبلها مئات المرات يصلي، ولكني عندما راقبت صلاته عن كثب البارحة، شعرت كأني أشاهدها للمرة الأولى ... 

فهو يمط ترانيمه في مواضع محددة من قرائته وينغمها في مواضع أخرى، ويصمت لبرهة ويسترسل لبرهات أخرى، ويغمض عينيه تارة ويفتحها تارة أخرى، وينحني لوهلة ثم يقوم معتدلاً لوهلة أخرى، ثم يهوي بجبهته على الأرض ثم يقعد جالساً، ثم يقوم بعدها معتدلاً ليعيد بالضبط نفس الترانيم والتناغيم والإنحنائات السابقة كلها بانتظام في حركات ميكانيكية رتيبة متتابعة، مبرمجة في عقله، يكررها خمسة مرات في كل يوم من كل أسبوع من كل شهر من كل سنة من عمره، بدأها وهو دون العاشرة وسوف يستمر بها إلى آخر يوم من حياته، إذا لم يعيقه المرض ... أو يفيق من وهمه.

أقول إنتابني شعور بـ الديجافو، الذي هو إحساس بأن الإنسان قد مر بالضبط في وقت ما في السابق بنفس المشهد الذي يعيشه الآن، لأني كنت أأدي فعلاً نفس هذه الطقوس الميكانيكية الرتيبة، بانتظام والتزام فرضته أنا على نفسي بحكم محيطي، أو ربما فرضه علي محيطي وخضعت له من نفسي، لست متأكد أيهما، ولكن هذا لايهم الآن، لأني قد توقفت عن أداء هذا الروتين الخنوعي الرتيب منذ سنوات طويلة، بعدما رفع لي الغطاء وأنكشفت لي الحقيقة.

إحساس إنتابني البارحة، ممتزج بتساؤلات عديدة، تطايرت في أجواء تفكيري وأنا أنظر إلى هذا الإنسان الراكع الساجد، وأستمع إلى تناغيم تراتيله:

في عقل أخي المصلي قناعة. قناعة نابعة عن عقيدة تنص على وجود ذات جبارة متكاملة العلم والقدرة، تسمع ترانيمه وتراقب حركاته. إنما رغم قوتها وجبروتها وعلمها الكامل، واكتفائها عن مخلوقاتها، فهي تلزمه بالقيام بها خمسة مرات في كل يوم من حياته، وتعاقبه بقسوة يصعب تخيلها أو إستيعابها من شدتها إن تركها، وتحرض قومه على التعجيل في إرساله إليها بقتله، وكأنها لاتستطيع هي أن ترفعه إليها!!!

لماذا العقاب، وتلك الذات الربانية، بحكم تعريفها بنفسها، ليست بحاجة إلى أخي ولا إلى ترانيمه أو تناغيمه؟ ولم الحاجة إلى التهديد والوعيد للحث على الصلاة؟ أليست الحجة الربانية تكفي للحث على أدائها؟ فإن كانت الحجة ربانية فيجب أن تكون أكثر من كافية ووافية. الحجج الربانية مقنعة. هي ربانية، من السماء، من الإله، فلابد أن تكون مقنعة، أليست كذلك؟ فلم الحاجة إلى التهديد بالعقاب؟

نعم، يوجد لهذا التساؤلات رد، يتكون من لوي وعلك ودلك. إنما لايوجد له رد منطقي عقلاني وافي، أبداً.

ثم ماهي الفائدة الفكرية، أو الثقافية، أو الإبداعية، من ترانيم لعبارات مكررة برتيبة روتينية يومية مملة، ترغم خلايا المخ على التمرد والعصيان وتحث التفكير على التشتت والسرحان؟

نظرت إلى أخي وهو يؤدي صلاته بكامل الخشوع والخنوع، كما يبدو، ثابت في مكانه، لايلتفت يميناً ولاشمالاً، ولايتقدم خطوة ولايتأخر، فهو في حضرة الإله الأعظم، خالق السموات والأرضين وباعث الأنبياء والمرسلين، فواجب عليه أن يخشع له ويخنع ... كما يؤمن أخي وهو يؤدي صلاته.

ولكني أعرف مالايعرفه أخي، أو مالا يريد أن يعرفه أخي، وهو عدم وجود أي دليل علمي تجريبي على وجود خالق للكون. ولا دليل واحد ... أبداً. بل العكس هو الصحيح، أن العلوم التجريبية تشير إلى عدم وجود إله للكون. وماهو موجود، ويقدم كدليل، هو مجرد تراث قديم متوارث ... فقط.

فعندما أنظر إلى أخي وهو يصلي بكل خشوع وخنوع، ويمط في ترانيمه وتناغيمه، وينحني ويركع ويسجد، فخشوعه وخنوعه وركوعه وسجوده كله موجّه للكنبة أمامه، أو ربما للحائط خلفها، أو للهواء بينهما، إنما ليس لإله ...

ولكنه لايدرك ذلك.

* * * * * * * * * *

الأحد، 27 نوفمبر 2011

العيون الفتانة ممنوعة

::


مر بذهني رد سريع على هذا الخبر المنشور في موقع أم تي في قبل كم يوم، أشارككم فيه. الخبر يقول:

أكّدت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (الشرطة الدينية) في السعودية، امس الأربعاء، على أنها ستجبر النساء على تغطية عيونهن، خصوصاً 'المثيرة للفتنة' وقال المتحدث الإعلامي باسم هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في حائل (شمال) الشيخ مطلق النابت، إن 'رجال الهيئة سيتدخلون لإجبار النساء على تغطية عيونهن، خاصة المثيرة للفتنة' .... (وباقي الخبر هـنـا)

لاأستغرب من محور موضوع الخبر بحد ذاته، فقد تعودنا على سلسلة المسرحيات الكوميدي/تراجيدية التي تجري على مسارح المجتمعات الصحراوية، ولكن ماأثار إنتباهي هو هذه العبارة في باقي الخبر:

"..أن هيئة الأمر بالمعروف في السعودية تتعهد باتخاذ الإجراءات اللازمة ضد أي فتاة أو امرأة صاحبة عيون مثيرة للفتنة"

إجرائات، جزائية طبعاً، ضد ماذا؟
ضد من يمتلك عيون جميلة ... النساء منهم فقط، بالطبع ... ويكشفها ليتسخدمها!!!

وردي هو هذا:

العيون الجميلة الفتانة من صنع الله، ولاّ نسيتوا؟
طيب إن كان عندكم إعتراض عليها، فمن باب أولى أن تقدموه للصانع، مهو بيته جنبكم.

* * * * * * * * * *

الجمعة، 25 نوفمبر 2011

لمحبين الشطة ... هذا أشقاها

::

أتذكر موقف مضحك/مفزع حدث لأحد أصدقائي عندما كنا نتغدى معاً في أحد المطاعم. لم يكن صديقي متعود على أكل الشطة، فالتقط فلفلة خضراء من صحن الخضار كاستجابة لتحدي طرحته عليه وأكله، ثم ابتلعه بسرعة حتى يخفف من وطئة حرارته ... كما كان يظن.

والدقائق التي أعقبت تنفيذه لذلك التحدي لن ينساها صديقي مدى حياته. 

لم يلبث عدة ثواني من إلتقامه لتلك النبتة المخروطية الخضراء حتى جحظت عيناه، واحمر وجهه، وانتفش شعر رأسه، وانمطت أذناه، وتوقفت أنفاسه ... وكاد أن يستحم بجرة الماء من على الطاولة، لايشربها فقط!!!

تحول الضحك الذي بدأت به إلى حالة من الذعر عندما رأيته على هذه الحالة، وانتشر الهلع بين الجرسونات الذين هرعوا إليه باللبن والبقدونس والخبز والثلج، كل منهم يأتيه بعلاج في محاولات يائسة لإطفاء نيران الحريق الذي إندلع في فمه.

وكما كان يتوقع، بدأت ألسنة لهيب فمه في الخمود بعد تنظيفه لصحون البوفيه وإفراغه لكؤوس كوكتيل السوائل العلاجية في بطنه ...

ماذا كان ليحدث لصديقي ذاك لو تناول الفلفلة المسماة بـ Trinidad Scorpion "Butch T" لأنها أحد أشد الفلفل حرارة على هذا الكوكب.

حتى أعطيكم فكرة عن شدة حرارة هذه الفصيلة من الفلفل، تقاس شدة حرارة هذه النباتات بمقياس يسمى بـ سكوفل سكور  Scoville Score. والشطة التجارية التي تباع في الأسواق تتراوح حرارتها مابين  3000 إلى 8000 سكوفل، إنما شطة Trinidad Scorpion  تقدر حرارتها بـ  1.4 مليون سكوفل!

وقد أكلها هذا الرجل، راقبوا مايحدث له (والفيديو يحتوي على مشهد تقيئ):
::
::    

* * * * * * * * * *

الأربعاء، 23 نوفمبر 2011

ماذنب الضفدع يارب؟

تصاب البشر بكوارث طبيعية، فيقولوا أنها عقاب
وتولد الأطفال بعاهات مأساوية، فيقولوا أنها إختبار

فما حجة إبتلاء عيون الضفادع بديدان طفيلية؟
لطفاً، دون اللجوء إلى شماعة الحكمة الإلهية:

::

 
(إذا لم يعمل الفيديو كليب أعلاه إضغط هـنـا)

* * * * * * * * * *

الثلاثاء، 22 نوفمبر 2011

لماذا تركت الدين - هل للحياة معنى؟

::


هذا جزء قصير من تعليق على البوست السابق، كتبه القاريئ الكريم عبدالعزيز، قررت أن أخصص له بوست كامل كحلقة أخرى في سلسلة مقالات لماذا تركت الدين لأتيح الفرصة لباقي القراء للرد على التساؤلات فيه، وخصوصاً على التساؤل البليغ في الفقرة الأخيرة، لأنه يمثل لغزاً لايزال يثير دهشتي وحيرتي:

الحياة غريبة عجيبة بنشأتها وكيف ستختم ماهو سر الحياة !!!!!
كيف أتينا، وإلى أين نحن ذاهبون، هل للحياة معنى ؟؟؟؟؟

كنت مؤمن فيما مضى، وكنت أربط كل شيئ في الإيمان. وصراحة، كنت مرتاح عندما كنت مؤمن، لأني لم أكن أتعب تفكيري كثيراً، وكل شيئ يحيرني كنت أطنش وأقول حكمة الله.

أما الآن، وعندما عرفت أن الأديان مجرد أفكار بشرية، أصبحت أتأمل كثيراً في كل شيئ. أعجب من الأنسان وتناقضاته. أعجب من كل شيئ، حتى نفسي.

أخي بصيص، أنا أتفق معك في خرافات الأديان وفكرنا واحد، نحن لانصدق أي كلام إلاّ الكلام الذي تدعمه الأدلة، ولكن أنا في حيرة من أمري، وكل من يقرأ كلامي الآن يلاحظ أنني مشوش، لاأعرف هل نحن الذين أنكرنا الأديان عباقرة أم الناس المؤمنين مغفّلين؟

أنا أرى مؤمنين، وهم أذكى مني بكثير وكثير جداً، ولكن مالذي ميزني أنا عنهم؟ ومالذي يجعلهم رغم ذكائهم الخارق يغفلون عن الأخطاء الواضحة، والواضحة جداً في الأديان؟

ماهو السر؟؟؟؟؟

ويضيف عبدالعزيز من خلال تعليق جديد هذا الجزء:

حبيت أن أضيف توضيح أو أدافع عن نفسي وعن غيري من الأخوان الذين أنكروا الأديان، أنا اليوم ومن خلال مدونتك، وأنا أعرف أنه يزورها كثير من المؤمنين، أريد أن يجيبوني على هذه الأسئلة:

لماذا تكرهوننا؟؟؟؟؟
هل سبب كرهكم لنا لأننا شغّلنا عقولنا؟؟؟؟؟
أنا أريد أن أسأل كل مؤمن، هل تريد أن تعرف حجتي أمام الله؟؟؟؟؟

إذا كان الدين الإسلامي صحيح، وهو ليس كذلك، أكيد تقوم الساعة ويحشرني الله مع فرعون وهامان والنمرود وغيرهم، ويقول لي الله: ياعبدالعزيز، لماذا لم تؤمن؟ ألم أخلقك في أسرة مسلمة؟ ألم أخلقك عربي تفهم القرآن من غير ترجمة؟

سوف أقول: ربي حبيبي، من أين أبدأ معك؟ هل أبدأ معك من القرآن الذي تقول فيه هو تبيان لكل شيئ وأنت لم تبين حتى طريقة الصلاة ومقدار الزكاة وهما أهم ركنان في دينك؟ أم تريد أن أبدأ معك بالضياع والملل والمذاهب التي تكفر بعضها بعضاً؟ هل ترضى بي شيعي أم سلفي أم صوفي أم درزي أم أحمدي أم أشعري أم قرآني أم أباضي ... إلخ؟ أين دينك الحق بين هؤلاء؟؟؟؟؟

أم أقول لك يارب، لقد بعثت معجزات قوية وكبيرة ومذهلة للعقول مثل عصى موسى وناقة صالح وحوت يونس لناس جهلة، ولم تأت بمعجزة واحدة في عصري وفي قرني وفي سنتي، سنة الألفين، وهي أم المعجزات في عصري؟ يارب، أتباع دينك هم أرذل الناس وأفقر الناس وأغبى الناس، هل تحجني وتعذبني لكتاب مضى عليه 1430 سنة؟

ربي، أنا أرى العالم الكافر الملحد أتى بمعجزات تفوق معجزاتك. ربي الفاكس حير عقلي. ربي، مارأيك بالتلفون، أكلم به شخص بأمريكا وأنا بالكويت، وتصله نبرة صوتي كما هي لم يتغير منها شيئ؟

ربي أن أتباع دينك لايصنعون طعامهم من جهلهم، بل يأكلون من ماكدونلدز وبرجر كنغ، أن أتباع دينك هم الوحيدين الذين يلبسون الشماغ ولايعرفون كيف يصنعوه. أن أتباع دينك يبينون لنا الإعجاز العلمي في القرآن من علم الملحدون، حتى دينهم مستورد. كيف لي أن أتبع دين مثل هذا الدين؟

ربي هل أكتفيت؟؟؟؟؟


 
روابط لسلسلة مقالات "لماذا تركت الدين":

(حدثنا عزيزي القاريئ/عزيزتي القارئة عن أسباب تركك للدين حتى ننشره في المدونة. يمكنك إرسال قصتك بواسطة الإيميل أو كتابتها كتعليق على أي بوست في المدونة)
* * * * * * * * * *

الاثنين، 21 نوفمبر 2011

نهاية مملكة النمل

::

عندما يأتيني الجرسون بقطعة من الكنافة النابلسية، موضوعة كالسبيكة المسكوبة على الصحن الأبيض اللماع، تبرق بإشعاعاتها الذهبية لتسلب الخلد قبل أن تدغدغ أفواه الجياع، أتناولها بتلذذ بطيئ ونشوة غامرة وأنا أنظر إلى صفوف قوافل النمل تدب تحت الجدار قربي محملة ببضائعها من فتات الرز والخبز والحلوى لتدخله في ثقب بيتها على زاوية من الحائط الإسمنتي القديم.

الكنافة هي ألذ الأكلات الحلوة لدي، أطلبها من مطعم شعبي صغير في منطقة حولي في الكويت، أتقن تحضيرها برأيي إلى درجة الكمال. فأجلس بالصيف لوحدي أو برفقة أصحابي في الهواء الطلق حول طاولاته بعيداً عن روائح الطهي النفاذة بالداخل حتى لايغطي مزيج تلك الروائح عبق الهيل والزعفران والقطر المنبثق من تلك السبيكة الشهية الغراء.

إرتبط تلذذي بالكنافة في تلك الفترة مع إستمتاعي بمشاهدة قافلة النمل هناك وهي تنقل فتات قوتها بطوابير عسكرية حثيثة منتظمة لتدخله في بيتها، يصاحب ذلك المنظر تسائل يتكرر: هل يتلذذ النمل بطعامه ياترى كما أتلذذ أنا بقطعة أكلي المفضلة؟ ربما، إنما الأرجح أنه لايهتم أو لايملك إحساس للتلذذ بطعامه طالما أخمد ذلك القوت البسيط جوعه.

ثم حدث أنه في أمسية صيفية مضت، جلست أنتظر قدوم أكلتي المفضلة، والتفتّ لأراقب طابور النمل يحمل طعامه ... ولكن لدهشتي، لم أرى في تلك الليلة نملة واحدة ... فقد رحلت طوابير النمل كلها من تحت الحائط وأختفت!

سألت الجرسون عما حدث للنمل، والشكوك تراودني بأن للمطعم يد في قضية الإختفاء، فأجابني بعفوية وبدون أدنى إكتراث، أنهم ... ماتوا!
ماتوا؟ ... شلون ماتو؟ سألته باستغراب. (شلون = كيف)
فرد بثقة وتأكيد وكأنما ليطمئني: دبحناهم، رشينا عليهم مبيد للحشرات، وكبيناه في غارهم كمان، عشان لايدخلوا المطعم ولايأرصوا الزباين.

وهكذا، تم إبادة مملكة كاملة للنمل خلال بضعة دقائق!

إحساسي ليس بتلك الرقة، بحيث أتكدر لإبادة مجموعة من الحشرات، ولكني شعرت بأن طعم الكنافة قد فقد لذته السابقة بعد إختفاء طوابير النمل، رغم أنني لازلت أذهب إلى نفس المطعم، ربما الآن بحكم العادة. وإبادة مملكة النمل تلك أثارت برأسي التفكير بالإبادة الحتمية المقبلة لمملكة حيوانية أكبر ... بكثير:

المملكة الحيوانية العظمى التي ننتمي إليها، نحن البشر. ماهو مصيرنا؟ وكيف سيتم إبادتنا؟

إبادة الحياة حتمية لامفر منها، وماأعنيه هنا لايتعلق بقرارات واعية سماوية، تسبق صيحة قيامية تأخذنا فإذا نحن جميعاً محضرون، أو نفخة في الصور فإذا نحن من الأجداث منسلون، فهذه كلها كوارث دماغية، نتاج خيال بشر الجاهلية. بل ماأعنيه هو الكوارث الكونية الطبيعية التي ستحل بالكرة الأرضية حتماً في المستقبل، وقد ذكرت بعضها في بوست سابق تجدوه هـنـا، يتناول الأحداث المتوقعة على المدى الأطول، وسوف أضيف إليها في هذا البوست الأحداث الأقرب زمنياً، وهي:

أن الشمس، صديقتنا الحالية، التي تمدنا بالدفئ والطاقة، سوف يزداد كرمها وعطائها الحراري ويتعاظم مع تقدم سنها حتى يصل إلى درجة من البذخ والسخاء، ربما لايكفي لقتل الحياة بشدته في مراحله الأولية، إنما سيكفي لأن يسارع دورة إنتاج ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، وبالتالي يخفف تركيزه إلى درجة قاتلة للنباتات التي تحتاجه للبقاء والتكاثر. وتخفيف كثافة النباتات على سطح الأرض سوف يؤدي إلى تخفيف نسبة الأكسجين في الجو، مما سوف يؤدي بدوره إلى إختناق الكائنات الحية التي تستخدمه في عملية التنفس.

هذه الكارثة سوف تسبق سلسلة الكوارث القادمة بعدها والتي ذكرتها في البوست السابق المشار إليه أعلاه.

إنما لاداعي للذعر والهلع بعد، والمسارعة في شراء أسطوانات الأكسجين غداً، فهذا الحدث لن يقع إلاّ بعد مرور 500 مليون سنة ... على الأقل، نكون قد أغمضنا عيوننا وتلحفنا بالتراب قبله بملايين السنين، لكي لانرى هذا المصير المهول.

إنما كتبت هذا البوست كخاطرة مرت ببالي وأنا أستمتع بأكلتي الجبنية المفضلة الليلة الماضية لأول مرة بعد مرور فترة طويلة غابت عني فيها.
* * * * * * * * * *

الأحد، 20 نوفمبر 2011

روميو وروميو

(نشرت صورة في هذا البوست على أساس أنها صحيحة، ويظهر فيها شيخ الأزهر والبابا بنديكتوس السادس عشر وهما يقبّلا بعضهما بشكل غير لائق. ولكن بعدما أتضح أنها مفبركة فقد تم سحبها، والشكر موصول للأخ الفاضل هاني على التنبيه. ومن يريد مشاهدتها فهي موجودة على هذا الرابط)

* * * * * * * * * *

الخميس، 17 نوفمبر 2011

مقالة ضيف

::

لفترة محدودة وللتجربة، سوف أفتح المجال للقراء والقارئات الأعزاء/العزيزات لطرح أفكارهم في المدونة، وسوف أدرجها تحت عنوان "مقالة ضيف/ضيفة"، هذا بالإضافة إلى مقالات "أسباب ترك الدين" التي لاتزال مفتوحة. فمن يرغب في المشاركة، فليكتب أي موضوع من إختياره/ا، أياً كان محوره، بأسلوب مقالة منسقة، مع مراعاة الآتي:

* لن تنشر أي مقالة تحتوي على دعوذة أو تبرير ديني.
* إذا كان محور الطرح خبر منقول، فيجب أن يعبر الكاتب/ة عن رأيه/ا بالخبر مع بعض الإسهاب.

وسوف أقوم بنشر المقالات المميزة مع الإحتفاظ بحق الحذف والتعديل، ورفض أي مقالة أراها غير صالحة للنشر، ويمكنكم إرسال مقالاتكم بواسطة تعليق على هذا البوست أو إلى البريد الألكتروني الأتي: basees@ymail.com

* * * * * * * * * *

الثلاثاء، 15 نوفمبر 2011

يخشى الله من عباده العلماء

::


إنما يخشى الله من عباده العلماء (فاطر - 28)

والآية واضحة لاتحتاج إلى تفسير، إنما للتأكيد فهي تعني أن أكثر الناس خشية لله هم أصحاب العلم والمعرفة، ومضمون الآية أن أكثر الناس تصديقاً وقبولاً لمفهوم الإله هم العلماء  ... صحيح؟

لايبدو ذلك، وفقاً لهذا البحث الهام والكثير غيره:

في عام 1914، قام عالم النفس الأمريكي جيمس ليوبا  James Leuba  بإستفتاء وجد فيه أن 58% من عينة مكونة من 1000 عالم أمريكي (scientist)، تم إختيارهم عشوائياً، إما أنهم لايؤمنون أو أنهم يشككون بوجود إله، وأن هذه النسبة ترتفع إلى مايقارب الـ  70% بين الأربعمئة عالم النابغين منهم. 

أي أن نسبة المتدينين في تلك العينة وفي تلك السنة كانت 42%، وأن هذه النسبة تنخفض إلى 30% مع إرتفاع مستوى النبوغ العلمي في ذلك الإستفتاء.  

كرر ليوبا ذلك الإستفتاء بعدها بعشرين سنة، أي في عام 1934، ووجد أن نسبة الغير مؤمنين والمشككين بوجود إله قد إرتفعت في الإستفتاء الجديد من 58% إلى 67%، وبين النابغين منهم إرتفعت من 70% في الإستفتاء الأول إلى 85% في الإستفتاء الجديد.

وفي عام 1998، أي بعد 64 سنة من إنقضاء ثاني إستفتاء لجيمس ليوبا، قام إدوارد لارسون  Edward Larson، أستاذ التاريخ والقانون في جامعتي بيبردين وجورجيا بأمريكا، بإستفتاء مماثل حصره على النابغين فقط من العلماء (متمثلين بأعضاء الأكاديمية الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة الأمريكية National Academy of Sciences)، ووجد فيه النسب الآتية:

الغير مؤمنون بإله 72.2%
اللاأدريون 20.8%
مجموع الغير مؤمنون واللاأدريون 93%

أي أن تسعة أعشار نوابغ العلماء في أمريكا هم من الملحدين واللاأدريين.
أي أنه كلما ارتفع مستوى الذكاء والنبوغ كلما ازداد مستوى الإلحاد.
أي أنه كلما تقدم العلم والمعرفة مع الوقت كلما ازداد مستوى الإلحاد.
أي أنه كلما أرتفع مستوى القدرات العقلية وتقدمت الثقافة العلمية، كلما أتضح الزيف وأنكشفت الخرافة.

والتناقض واضح بين الآية والواقع.

* * * * * * * * * *

الاثنين، 14 نوفمبر 2011

من فوق الكرة الأرضية .. على متن المحطة الفضائية

::

من أجمل صور الشفق القطبي
::
::
هذا فيديو رائع ألتقطته المحطة الفضائية الدولية خلال دورانها حول الأرض من إرتفاع يفوق 300 كيلومتر في الفترة من أغسطس إلى أكتوبر الماضي، يشاهد فيه أضواء المدن في الليل وعواصف برقية ومايسمى بالشفق القطبي الذي يتكون من إنعكاسات باهرة خلابة للجسيمات التي تبثها الشمس وتمطر على الأرض، ويوجهها مغناطيس الكرة الأرضية إلى القطبين الشمالي والجنوبي.


الأحد، 13 نوفمبر 2011

لماذا تركت الدين - تساؤلات سارة

::


من القارءة الكريمة سارة:

في كل قصة تكتشف سبباً آخر يدفعك لإنكار الدين.

شخصياً ولدت في عائلة مسلمة، وكان والدي متشدداً لدرجة أنه انضم إلى حزب إسلامي، لكنه توفى قبل أن يبادر بأي مشاركة فعلية في حملاتهم الغريبة.

أجبرت أنا وأخي على حفظ القرآن، ولكني لاأتذكر بأنني داومت على الصلاة أسبوعاً واحداً. كنت أمل وأفقد القدرة على التركيز، ولاأعرف لماذا أضطر إلى ذلك (لم يكن ثمة سبب غير الخوف من ردة فعل الأهل).

هناك فكرة بسيطة جداً كنت أود أن أجد من يساعدني على فهمها:

لماذا جائت الديانات (اليهودية والمسيحية والإسلام) منطقة جغرافية واحدة؟
ولماذا هذه العنصرية الفائقة في كل دين؟
ولماذا لم يذكر أي دين شيئاً عن الأشخاص والحضارات الأخرى في أمريكا الجنوبية وأفريقيا؟
ولماذا تكون عائلة كاملة (يعقوب ويوسف وأخوه ..... وو) كلها عائلة أنبياء؟؟؟
ومامعنى أن يحتفظ القرآن بطقوس الحج، يُدخل عليها بعض التعديلات فقط، في حين أن أساسها وثني؟
ثم ماالذي يجبر إله على خلق الناس وخلق الجنة والنار والتفرج عليهم من فوق لإختيار من يذهب إلى أين؟؟؟

إضافة إلى التناقضات في محتوى كل كتاب، وماجرى عبر التاريخ من حروب وقتل واعتدائات وسرقات وكذب وافتراء باسم الدين، وبطلب من الرسل والأنبياء.

ربما أن الشيئ الإيجابي الوحيد في الأديان هو أنها تحتوي على الكثير من القصص المضحكة.

في الأخير، تكتشف بأن هذا الكون الكبير غير المحدود يتسع يوماً بعد يوم والناس عقولها ونفوسها تضيق بسبب ديانات وهمية وخرافات وجدت في مساحة جغرافية أضيق. 

سارة.


(حدثنا عزيزي القاريئ/عزيزتي القارئة عن أسباب تركك للدين حتى ننشره في المدونة. يمكنك إرسال قصتك بواسطة الإيميل أو كتابتها كتعليق على أي بوست في المدونة).
* * * * * * * * * *

الخميس، 10 نوفمبر 2011

من روائع الصواعق

عندما يومض بريق صاعقة في السماء، تكون فرّغت الطبيعة شحنة كهربائية تقارب:
100,000,000,000,000,000,000 إلكترون، إنتقلت بسرعة 220,000 كيلومتر بالساعة، بدرجة حرارة 30,000 مئوية، لتضرب هدفها.

ولكن بجانب قوتها المهيبة المدمرة، فالصواعق لها وجه آخر، يتجلى بجمال سريالي غامض، أعتقد أن الصور أدناه لبعض الصواعق البركانية تعكس ذلك (إنقر على الصورة لتكبيرها):












وربما هذه أقرب صاعقة سقطت قرب إنسان إلتقطتها عدسة فيديو:



* * * * * * * * * *

الأربعاء، 9 نوفمبر 2011

قهوة بوسبحة تحتاج قطرة ... أو أكثر

::

عندما أفقت من النوم، صباح يوم مبكر خلال زيارة صديقي بوسبحة لي وإقامته معي في بيتي، لم أتوقع رؤيته نائماً على الكنبة أمام التلفزيون .. واضعاً ذراعه كمخدة تحت رأسه، واللابتوب على كرشه، ونصفه الأسفل متدلي على الأرض!

فقد ظننت أنه قد صعد لينام في غرفته، بعدما تركته الليلة الماضية في الصالة ينقر على مفاتيح كمبيوتره ليرد على بعض المراسلات في صندوق بريده الألكتروني. ولكن من الواضح أن النعاس قد غلبه وهو على الكنبة بعدما ذهبت لأنام. 

إنتهت إمسيتنا تلك الليلة بعد جولة ساخنة أخرى من الجدل والسجال الذي يجري بيننا يومياً، والذي أصبح الآن جزء من روتيننا المسائي، نتعاطيه مع المقبلات قبل العشاء ومع القهوة ومعمول التمر بعده ... لالفائدة ملحوظة منه بل مضرة محسوسة: زيادة في حموضة المعدة، وحدة في توتر الأعصاب، يعقبه أحياناً صداع حاد. بدأت جولات الأكشن هذه كنقاش ديني/علماني وتدرجت إلى روتين حتمي/إدماني، لايستطيع كلانا أن يتحاشاه.

فبعدما رمقته من أعلى الدرج نائماً في الصالة، نزلت على أطراف أصابعي وأنا أراقب هذا الكائن الكربوني، ذو الفروة الوجهية الكثيفة المتدلي من الأريكة، وأبتسم متسائلاً: هل من الأفضل إيقاضه لتعديل وضعه أم تركه ليرتاح في نومه، فلم يبدو لي أن وضعه الربياني المقوّس هو وضع مريح للنوم، ولم أظن أنه سوف يستيقظ منتعشاً أو فرحاً، وخصوصاً عندما يعلم بأن صلاة الفجر قد فاتته، فلم أسمع جرس منبه الساعة يدق، لأنه كان يوقظنا كل يوم في عز الفجر (أو في عز الليل، إذا صنفت ظلام الفجر بأنه لايزال ليل) قبل طلوع الشمس ... كل النائمون في بيتنا وجميع الجيران من حولنا، من حدة صوته الذي يشبه جرس سيارات المطافيئ القديمة ... فتركته في وضعه غارقاً في نومه. (ربيان = جمبري)

ذهبت أخطو بهدوء القط إلى المطبخ المجاور للصالة، وملأت القدر الكهربائي بالماء لتسخينه للقهوة، ثم عدت إلى الصالة، أنتظر الماء ليغلي وأنتظر بوسبحة ليفيق ...

لم أنتظر طويلاً، غلى الماء، بصوت مزعج أيقظ بوسبحة من سباته، ففتح عينيه ودار بوجهه نحوي، فحييته بتحية الصباح، وجرى بيننا هذا الحوار:

أنا: صباح الخير
بوسبحة: وعليكم السلام (بوسبحة لايستخدم إلاً التحيات الإسلامية)
أنا: تحب أسوي لك قهوة؟ (أسوي = أعمل)
بوسبحة: الساعة كم؟
أنا: أسوي لك قهوة الحين (الحين = الآن)
بوسبحة: لأ، أقصد الساعة كم الحين
أنا: آآه، أممم ... الساعة سبع وثلث
بوسبحة: لاحول ولاقوة إلاّ بالله ... أستغفرك ربي وأتوب إليك، أستغفرك ربي وأتوب إليك، أستغفرك ربي وأتوب إليك
أنا: بوسبحة، ليش تستغفر؟ صار شرب القهوة الصبح حرام؟
بوسبحة: ماأستغفر للقهوة، أستغفر لفوات صلاة الفجر.
أنا: هااا ... أشوة

وينهظ بوسبحة من الكنبة ويهرول صاعداً إلى الحمام في الطابق العلوي ليتوظء ويؤدي صلاة الفجر - قضاء - مستغفراً ربه طوال هرولته على الدرج. ثم ينزل متباطئاً بعد بضعة دقائق ويجلس على الكنبة والقرآن بيده، ويبدأ بترتيله:

بوسبحة، يتحمحم أولاً ثم يستهل القراءة: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، يس، والقرآن الحكيم، إنك لمن .....
أنا، أقاطعه بعفوية وهدوء: عفواً بوسبحة، تحب تشرب قهوة مع الترتيل؟
بوسبحة، يرفع رأسه ويقطب جبينه: لا، شكراً ... بس قهوة مع الترتيل؟ إتق الله ياكافر
أنا: بوسبحة، هذا تناقض، شلون كافر وأتق الله؟
بوسبحة: لأن كل شيئ يسبح لله عز وجل لقوله: "وإن من شيئ إلاَ يسبح بحمده"، حتى الكفار، والشيئ الذي يسبح لله فلابد أن يتقي الله. فأنت مسبح بجسمك، إنما ملحد بوعيك.
أنا: أفهم من ذلك أن جسمي مسلم ووعي كافر؟
بوسبحة: نعم، خلايا وذرات جسمك مسلمة تسبح لله حسب الآية المذكورة، إنما وعيك، أو روحك، كافرة.
أنا: بمعنى أن جسمي يروح الجنة ووعي يروح النار؟
بوسبحة: هممم ... لأ، أنت وجسمك تروحون النار، لأنك تجر جسمك بوعيك.
أنا: بس وعيي هو إنتاج مخي، ومخي هو عضو من جسمي، وجسمي مسلم مثل ما تقول، فإذاً وعيي لابد أن يذهب إلى الجنة حتى لو كان كافر، لأن جسمي مسلم مسبح لله، كما تقول. فحسب منطقك، سواء كنت مسلم أو كافر، راح أدخل الجنة في كلتا الحالتين بحكم جسمي الذي ينتج وعيي.
بوسبحة: لأ، لأن وعيك هو إنتاج روحك وليس مخك، فخلايا وذرات مخك مسلمة، إنما روحك منفصلة وتحوي وعيك، وروحك الغير مؤمنة سوف تسحب جسمك المسلم إلى النار.
أنا: وهل عدالة الله تقتضي حرق جسم مسبّح مسلم لأن وعيه، أو روحه، كافرة؟
بوسبحة: نعم، لأن الجسد يحوي الوعي، والوعي يحكم الجسد.
أنا: بوسبحة، تحب أصب لك كم قطرة ويسكي في القهوة على الريق؟ منطقك معكوس وأنت صاحي، يمكن يتعدل وأنت سكران.
بوسبحة: أستغفر الله، أستغفر الله وأتوب إليه ... اللهم لاتؤاخذنا بما يقول السفهاء منا.
أنا، رافعاً يدي إلى السماء ومشيراً بالأخرى إلى بوسبحة: آمين يارب العالمين.

* * * * * * * * * *

الاثنين، 7 نوفمبر 2011

لماذا تركت الدين - أسباب إلحاد "لسان عربي" - الجزء الثالث

::


وهذا هو الجزء الثالث من مقالة "لسان عربي" يبين فيها أسباب تركه للدين:

السبب الثالث:

بغاية البساطة .. والعفوية ..

في أثناء خروجي اليومي من المنزل، لمحت على جانب رصيف الشارع فأر ميت .. نعم، مجرد فأر ميت .. ويبدو أنه مات حديثاً.

في اليوم الثاني والثالث .. أسبوع .. أسابيع .. من خروجي من المنزل، كنت أرى تحلل وتمزق جثته ببطئ ..

سؤالي لنفسي كان عدمياً جداً:

لو استبدلت هذا الفأر الميت بإنسان ميت، هل من فارق في تحلل جثته أو تمزقها وانتهائها؟
مالذي يفرقني كبشري حي ومتفاعل حالياً، عن جرذ كان أيضاً حياً ومتفاعل في يوم من الأيام؟ (مع الفارق).
أليس نهاية ذلك الجرذ هي - بشكل أو بآخر - نهاية كل كائن حي؟؟

ألا قضيت الأمور فلا تأمل
لاروح بعد اليوم فتأمل

أليس العاقل هو من يسلم بهذا الواقع؟
بدلاً من قصص الثعبان الأقرع (وهل هناك ثعبان له شعر؟) .. وشنقل ومنقل، عفواً منكر ونكير؟

السبب الثالث أشبه بخواطر وتساؤلات .. كانت إلى جوار السببين الأول والثاني (العلميين والمبنيين على حقائق منبثقة من ذات الدين) ..

كانت تلك الأسباب أهم أسباب تركي للدين الإسلامي ..
إلى هذا أكون قد أنهيت ثلاثية أسباب تركي للدين.

تحية وشكر لك سيدي بصيص على الإستضافة، ولجميع القراء الكرام على المتابعة.



(حدثنا عزيزي القاريئ/عزيزتي القارئة عن أسباب تركك للدين حتى ننشره في المدونة. يمكنك إرسال قصتك بواسطة الإيميل أو كتابتها كتعليق على أي بوست في المدونة).
* * * * * * * * * *

السبت، 5 نوفمبر 2011

لاأريد هذا الثراء

::

لست ممن يمضي وقته جالساً واضعاً رجل على رجل، السيجارة بين أصابع اليد اليسرى والقهوة التركية بين أصابع اليمنى، محدقاً بعيون زائغة تائهة في الفراغ، ومخدر بتفكير غارق في أحلام المناصب والثراء. ولست أيضاً ممن يدور بين مكاتب الشركات أو يهرع في أروقة الوزارات محاولاً تحقيقها على أرض الواقع. ولاأنتقد من يحلم بها أو يحاول الحصول عليها أبداً، فهذه المساعي تمثل طموحات مشروعة ضمن طبيعة البشر، ولاغبار عليها بنظري. إنما هذا حلم لاينتاب فكري، بالرغم من أنه طموح مغري. 

وفي المقابل، لن أرد أحد إذا طرق باب بيتي ليسلمني شيك بنكي حقيقي نظيف، لطيبة في قلبه أو ربما لنزوة في مخه، وخصوصاً إذا كانت أرقام قيمة ذاك الشيك تضاهي أرقام التلفون، كما سترون في العروض التالية ... ولكن:

عندما يأتيني إيميل من شخص غريب لاأعرفه، ولاهو يعرف حتى إسمي، ولم أسمع عنه في حياتي، لا في يقضتي ولا في منامي، ليعرض علي عشرين مليون دولار (حقي مقي - كما نقول بالكويتي)، بدون أن يرى حاتمه الطائي طول قامتي أو سواد عيوني، مقابل أن أرسل له بياناتي الشخصية وأرقامي الهاتفية، فردود فعلي الفورية هو رفس ذلك العرض المتطفل الذي يثير مزيج من الـ &%$@#  والـ هههههه في نفس الوقت، بأناملي وإسقاطه في مزبلة صندوق بريدي بدون حتى تكملة قرائته ... مهما بدى من جدية.

وهذا بالضبط مافعلته قبل عدة سنوات عندما بدأت هذه العروض الأفريقية السخيـ (ف) ة تنسكب في صندوق بريدي الألكتروني، وتتكاثر ووتوالد كالجراد كالجرذان. ويبدو أن أفراد تلك العصبة المسرفة المهووسة بجنون التخلص من أموالها الفائضة، التي لو لم تكن وهمية، لكان بإمكانهم منحها لأهداف أنبل وأسمى كسد جوع جيرانهم، أو على الأقل حرقها للطبخ والتدفئة إذا كانت بتلك الكثرة المغيثة، بدلاً من عرضها على ناس تسكن في مجتمعات تعاني من مشاكل التخمة والترف، إنتبَهَوا إلى أن صاحب أحد إيميلاتهم المستهدفة (وهو أنا)، لايعير هبتهم، أو بالأصح لعبتهم، أي أهتمام. فتوقفوا عن الإرسال. ولم أستلم بعدها أي رسالة منهم لعدة سنوات ...

ثم تدفق السيل مرة أخرى، بعدما انهمرت العروض كالأمطار ... فجأة قبل بضعة أيام لتغرق إيميلي المخصص لهذه المدونة، فبدأت أستلم العشرات من هذه العروض الكاذبة - يـومـيـاً -  وأخذت بالتساؤل:

لماذا فجاةً ولماذا في هذه الفترة بالذات؟
وأعتقد أنني أعرف السبب.

بدأت هذه الإيميلات الدنيئة النصابة تنهال علي بعد نشري لمقالات سلسلة "لماذا تركت الدين" التي يعبر فيها القراء الكرام عن الأسباب التي دفعتهم لترك الإسلام، وتزامنت مع موجة من الإستنكارات التي استلمتها في صندوق الإيميل على نشري لهذه المقالات. 

ربما أنا غلطان في شكوكي هذه، إنما يبدو أن أحد ما لم يستحسن هذه الفكرة، وقرر أن يُفعّل أحد مفاهيم الجهاد (وهي كثيرة) ضد المدونة في محاولة لإغراق إيميلها بلفت إنتباه تلك العصابة الخسيسة إليه.

ربما هذا هو السبب، أو ربما هي مجرد صدفة وسوء حظ، أن إيميل المدونة أصبح الآن مستهدف من قبل بعض الحثالة من البشر. ولكني طرحت هذا البوست لألفت نظر السيد أو السيدة صاحب أو صاحبة هذه الفكرة، إن كان هو/هي السبب، أن هناك خاصية بسيطة صغيرة وسهلة، موجودة في جميع صناديق الإيميلات، يبدو أنها غابت عن العقول المغيبة، وهي وجود مربع صغير في صندوق الرسائل، لايحتاج صاحب الإيميل المستهدف للتخلص إلى الأبد من أي إيميل صادر من جهة معينة، سوى أن يضغط عليه مرة واحدة، ثم يضغط مرة أخرى على "مسح" Delete  فتختفي عشرات/مئات/آلاف الإيميلات بأقل من ثانية، بعد أن يحول تلك الإيميلات الغير مرغوبة إلى صندوق القمامة Spam  طبعاً. 

وبس، إنتهت المشكلة ... وفشلت الخطة (إن كان الإيميل مستهدف)، وسوف يستمر نشر مقالات "لماذا تركت الدين" طالما استلمت رسائل من القراء بذلك، وسوف يكون البوست القادم لأحدها.

* * * * * * * * * *

الخميس، 3 نوفمبر 2011

للرجال فقط: عندما يعصر الألم خصيتيك، إلتقط لهما صورة

فربما تتفاجأ بسبب غير متوقع! والصورة التي يجب إلتقاطها هي بالألتراساوند (التذبذب الصوتي) حتى يظهر مابداخلهما.

عندما ذهب رجل يبلغ من العمر 45 سنة إلى مستشفى في أنتاريو بكندا لمعالجة الآلام  المبرحة في خصيتيه، ألتقطت لهما صورة بالألتراساوند لمعرفة السبب، وتوقع الأخصائيون هناك ظهور ورم في الصورة كمسبب لتلك الآلام، ولكن الطاقم الطبي صعق عندما رؤوا في تلك الصورة وجه شخص داخل خصيتيه يحدق إلى الأعلى وتظهر على ملامحه علامات الألم!



إنما الأخصائيون في المستشفى لم يترددوا في إستئصال خصية الرجل الحاملة، غير عابئين بوجه الجنين المستجدي بداخلها. وأرجو ألاّ تدفع هذه الحادثة أحد لأن يسولف مع خصيتيه عند الشعور بألم بهما لتهدئة مابداخلهما (جنين، جني، أو غيره)، والأفضل أن يذهب إلى المستشفى للفحص والعلاج ...

فقد ظهر بعد الفحص أن الوجه هو مجرد ورم حميد.




يسولف = يتحدث

* * * * * * * * * *

الثلاثاء، 1 نوفمبر 2011

وصلنا 7 مليار .. مبروك؟

::

وفقاً لـ هيئة الإحصاء الأمريكية، بلغ تعداد سكان الكرة الأرضية خلال شهر أكتوبر الماضي من هذه السنة 6.972 مليار نسمة. ووفقاً لهيئة الأمم المتحدة، فقد وصل عددنا الآن خلال هذا الشهر إلى 7 مليار!!

فأحببت أن أسجل هذا الحدث المصيري الهام في المدونة وقت حدوثه، وهذه بعض المعلومات عن سرعة تصاعد معدلات نمو تعداد السكان في العالم منذ القرن الرابع عشر:

يقدر عدد سكان العالم في القرن الرابع عشر بحوالي 370 مليون نسمة، ثم وصل إلى مليار في بداية القرن التاسع عشر. أما اليوم، في بداية القرن الواحد والعشرون، فقد بلغ عددنا 7 مليار إنسان، وسوف يتضخم هذا العدد حسب التوقعات الإحصائية ليبلغ 10.5 مليار في سنة 2050.

هذا إنجاز مذهل لكائنات كربونية هشة معرضة للتلف والدمار بسهولة مخيفة، إنما هو إنجاز لايستحق الإحتفال به لأسباب عديدة ..هذا أحدها:



والصورة حقاً أبلغ تعبير من أي كلمة.

الموارد الطبيعية للكرة الأرضية لاتغطي هذه الأعداد من السكان ... هكذا بهذه البساطة. أضف إلى ذلك إستنزافها المستمر، وعدم المساواة في التوزيع، وإنحرافه تجاه النخبة العليا الأقلية، والهدر والبعثرة وسوء الإدارة ...

فتلوح أمامنا في الأفق كوارث إنسانية لم يسبق لها مثيل في التاريخ البشري. لكي نتفاداها، على البشر التقنين في التفريخ .. كخطوة أولى. أما مشاكل التوزيع الصحيح فهي أعصى بكثير، وحلولها تدنو من الإستحالة ... 

وربما لاتعالجها إلاّ الثورات الشعبية.
::
* * * * * * * * * *