الأحد، 10 أكتوبر 2010

إنتهت المباراة ... ننتظر النتيجة

::

لم أكد أنتهي من كتابة ونشر موضوع "دولة بلا دين"، والذي أقارن فيه مستوى التحضر والأمان والسلام الذي يتمتع به مواطن الدول العلمانية المتثل في الدول الإسكندنافية، مع عدم الإستقرار والتهيج والتناحر الذي يبتلي به مواطن مجتمعاتنا المتدينة، حتى يأتي مثال ساطع وهّاج بثت فضيحته على القنوات الفضائية والشبكة العنكبوتنية حتى يراها الكل ليكشف لنا منبع ذلك الوضع المزري وأساس البلاء ويؤكد ماكنت أقوله ويقوله الكثيرون غيري.

ماأرمي إليه في هذا الموضوع هو مباراة الكراهية التي جرت بين شيخين مسلمين على قناة وصال الفضائية، وهما محمد الكوس السني وياسر الحبيب الشيعي، لحسم من هو على حق ومن هو على باطل.

لايوجد هناك على وجه الكرة الأرضية عبر التاريخ البشري مجتمع يتميز أفراده بأحادية وتوافق تام بينهم في التفكير أو في المعتقد أو في السلوك أو في المأكل أو في المشرب أو في أي نمط من الحياة، بل يختلف كل فرد منّا ويخضع لعوامل شتى في تبنيه لتلك الأنماط المختلفة من الحياة ليكتسب شخصية مميزة عن غيرها في التفكير والطباع والسلوك. هذا التباين في الشخصيات بكل ماتحمل من خصائص لابد أن يخلق بين حين وآخر تخاصم ومشادات وحزازات قد تتفاقم بسهولة وتتصاعد إلى صراعات وقتال وتناحر بينهم. فكيف يمكننا إذاً أن نحقق أي قدر من الإنسجام والتناغم يكفل لنا مناخ تسوده الطمئنينة والأمان والتعايش السلمي؟

سوف تعتمد هذه الغاية على المنظومات الإجتماعية والسياسية والفكرية التي يتبناها المجتمع ويقيمها كالمظلة التي يتجمع تحتها أفراد ذلك المجتمع سعياً لتحقيق التآخي والسلام والوئام فيما بينهم. ففي الكثير من الدول المتحضرة، كالدول الإسكندنافية، تلك المظلة تتكون من عدة منظومات متشابكة أبرزها هو الديموقراطية والعلمانية والمساواة وقدر وافر من الحريات، أما في الدول المتدينة، الشرق أوسطية بالذات، فتلك المظلة يهيمن عليها عنصر واحد فقط وهو الدين.

والآن، ماهو الأسلوب المتبع في تلك الدول المتحضرة لحل مشاكلها إذا ثارت؟

تحلها بالأساليب العقلانية، بالمنطق، بالحوار بالتفاهم وبالتعاطف ... دعوني أكرر تلك الكلمة الأخيرة للأهمية: بالتـعاطــف.

وماهو الأسلوب المتبع في الدول الدينية الإسلامية؟

إليكم هذا النموذج لأحد أساليبها التي تبعد عن العقلانية والمنطق والتــعاطــف بعد السماء السابعة عن الأرض (باستخدام التشبيه الديني). تحلها ياأعزائي بالمباهلة، وهي المباراة التي جرت بين محمد الكوس وياسر الحبيب المشار إليها أعلاه!! ومامعنى المباهلة؟ المباهلة تعني:

المــلاعــنة

أي أن تلك الجلسة التلفزيونية التي جرت بين الطرفين المختصمين لحل المشكلة، تمثلت في الحقيقة بمباراة بينهما بالتلاعن. فبدل أن يتبنى كل طرف منهما أسلوب عقلاني متفهم متعاطف تجاه موقف الآخر، ويتم حل الخلاف بينهما على هذا الأساس، كما هو متبع في المجتمعات المتحضرة، مالجأ إليه الخصمان وفقاً للمنظومة الإسلامية هو التوسل إلى الله بإنزال اللعنة والعذاب والبؤس والشقاء على الخصم إن كان اللاعن على حق أو على نفسه إن كان على باطل !!!!

وهل هذا أسلوب منطقي متفهم ودي متعــاطــف لحل مشاكل البشر؟
لماذا يتوسل الطرفان إلى الله بإنزال المرض والفقر والجوع والألم والمعاناة؟
أين شعور الإنسانية في هذا الحل؟
لماذا لايتوسل الطرفان إلى الله في تلك المواجهة بإنزال الهداية والمحبة والتآخي والإحترام بينهما ويتسابقان في من يحصل على أكبر قدر من تلك الصفات الحسنة؟ 

إنما هذا الأسلوب العدائي يستهدف إرهاب الخصم وإخضاعه لأفكار الطرف الاخر باستخدام سلاح التهديد والترعيب، ولن يؤدي تبني هذه النهج في حل النزاعات إلاّ إلى تغذية نيران الحقد والكراهية وتوسيع الفتوق والشقوق في نسيج المجتمع. وإن كان لهذا الأسلوب في حسم الخلافات دور محدد وقع في ظرف تاريخي محدد وفي وقت سابق محدد، فهذا لايبرر إستخدامه في كل الحالات وفي كل الأوقات.

وعلى أي حال، هناك إشكال آخر براغماتي ضد إستخدام هذه الطريقة في حسم الخلافات، وهو طبيعتها الإعتباطية الخالية من أي منهجية. وهذه بعض الإستفسارات البسيطة لكشفه:

كيف يعرف المتلاعنان بأن الله قد استجاب لأحدهما؟
ماهو المعيار المستخدم في التحقق من حلول اللعنة؟ ومن هو الحكم؟
هل إصابة أحدهما بصداع مثلاً يعتبر بلاء كافي تحققت بحلوله اللعنة؟
أو لو زلق أحدهما بقشرة موزة وسقط وتعورت مؤخرته، فهل هذا كافي؟

ننتظر النتيجة التي لايوجد فيها حكم غير اللاعبين أنفسهم ... ولمن لم يشاهد المباراة، هذا تسجيل لها:



مباهلة محمد الكوس وياسر الحبيب. ماهي المباهلة؟ هل المباهلة هي الملاعنة؟ مامعنى المباهلة؟ المباهلة التي جرت بين محمد الكوس وياسر الحبيب.

هناك 22 تعليقًا:

SHOOSH يقول...

متى النتيجه ؟؟

غير معرف يقول...

لقد تجاوز العالم استكشاف المجرات في الكون وذهب الى امكانية وجود اكوان اخرى غير كوننا ومازال شاربو بول البعير والحمير يتلاعنون فيما بينهم على اشياء تافهة لا يعرفها احد الا الههم كما يدعون، فلا احد يعرف من سيكون في نارهم المفترضة ولا احد يعرف من سيكون في جنتهم المفترضة ومع هذا يستهلكون كل هذا الوقت في البحث في اشياء مجهولة ..

panadool يقول...

خربوطة مربوطة

Godless يقول...

ماذا تتوقع من قوم غارق في الخرافة و الدين غير هذا الهراء؟ كل يوم يعودون للخلف ساعاتهم تتك بالمقلوب.

Icarus يقول...

مثل ما قلت في مدونتي....الفراغ مشكلة!

basees@bloggspot.com يقول...

عزيزتي شوش ،،

ننتظر أن تنكشف، لأن كل طرف سوف يحاول بكل جهد إخفاء أي ضرر يحل به خوفاً من ظهوره بأنه هو الذي على باطل.

وقد يطول ذلك الإنتظار.

ولك تحياتي

basees@bloggspot.com يقول...

عزيزي نزار ،،

كما تعرف، أن من الصعوبة بمكان تغيير ثقافة راسخة تجرعتها الأجيال ونشأت عليها في أي مجتمع، مهما بدت من لامعقولية لمن تجاوزها أو لم يتأثر بها. والتوعية هو المنهج الوحيد الذي نأمل من خلاله أن نلفت النظر إلى عدم جدوى ولامعقولية بعض تلك المعتقدات.

ولك تحياتي

basees@bloggspot.com يقول...

عزيزي باندول ،،

لاأختلف معك على ذلك.

لك تحياتي

basees@bloggspot.com يقول...

عزيزي Godless ،،

في الحقيقة لاأتوقع أن من السهولة إقناع من ترسخت في ذهنه صحة تلك الممارسات. وأرجو أن الساعة لاتسير بالعكس، بل قد تكون واقفة. وأأمل بأنها تسير إلى الأمام حتى لو كان بطء مؤلم.

ولك تحياتي

basees@bloggspot.com يقول...

عزيزي جاكو ،،

الفراغ حقاً مشكلة، والثقافة التي تعتمد على تصديق أي معتقد موروث مشكلة أيضاً.

كل الشكر والإمتنان لك وللأخ حنطفيس في مدونة داخل السور لتنبيهنا على هذا الخبر.

ولك تحياتي

Ameerov يقول...

مساء الخير بصيص
كيفك؟

انا كنت فاكر انى عرفت بما فيه الكفاية من هذا الدين
وأتاريه دين "حرباية" مش فيه كفاية !!
انا تخيلت المباهلة لفظ إخترعته أنت مثلا وله علاقة بالهبل مثلا برضه
قبل أن أكتشف إنه مصطلح إسلامى مخجل وواجب شرعى صريح بنص القرآن

عارف.. أنا أتمنى أنه تحصل مصيبة من المصائب الطبيعية للاتنين معاً

بصراحة أنا لا أدرى أعلق بإيه.. أنت قلت ما يمكن أن يقال
لكن بصراحة الصورة التى وضعتها مضحكة ومعبرة جدا

تحياتى الإنسانية يا عزيزى

rawndy يقول...

هلا بصيص

الشيخين الجبارين ما جابوا شيء من عندهم وهم لطشوا ملاعنة رسولهم مع وفد نصارى نجران الذين جاءوا ليثرب ورأوا هرطقته وجنونه وقبلوا تحديه ولكنه راغ


نعم ملاعنتهم سخيفة مخجلة تافهة كتفاهة ديننا وسياساتنا وحكامنا

طيب : لو انكسرت يد الشيخ السني بعد اسبوع بحادث ألا يطرب الشيخ الشيعي ويرقص خصوصا لو الخبر موثق بصورة أو فديو؟؟؟
بعدها تخيل أن يصاب الشيخ الشيعي بجلطة ويغادر ألا يرقص الشيخ السني ويده ما تزال بالجبص؟؟؟هههههه

وخلال رقصة بيده المجبصة لو زحلق كما تقول أنت ووقع على راسه وفطس ألا يطرب كل الشيعة؟؟ هبال إسلامي علاجه القصف النووي

Engineer A يقول...

لا تعليق !!

basees@bloggspot.com يقول...

مساء/صباح الخير أميروف .. أنا بخير ياعزيزي، أزيك أنت؟

هو حد يجرأ يخترع مفهوم جزائي حساس زي "المباهلة" ويكتب عنه موضوع؟
ياويله اللي يعملها.

المباهلة، وهي حسب التفسيرات ملاعنة، حدثت في زمن مضى وفي ظروف معينة. إستخدامها اليوم لحل الخلافات يعكس النفسية العدوانية التي تعاني منها الأطراف المتخاصمة والتي تغذيها فلسفة الترهيب السائدة في مجتمعاتنا.

من الممكن النظر لها بأنها طريقة في التنفيس عن الغضب أخف ضرر بكثير من المواجهة الجسدية، بالرغم من أنها لاتزال عدوانية.

وليت النزاع بين الأطراف لايتجاوز ماتعبر عنه تلك الصورة الهزلية.

لك تحياتي

basees@bloggspot.com يقول...

عزيزي الراوندي .. هلا بيك ،،

المصائب، من حوادث وأمراض وفقر وبلاوي أخرى، تأتي نتيجة إهمال أو تهور أو تعرض للعدوى أو حتى عشوائية في الكثير من الحالات. ولكن في حالة الشيخين، كيف نعرف أن ماسوف يصيبهم، إذا أصابهم شيئ ونحن لانتمنى لهم بذلك، هو نتيجة عقاب من الله وليس تهور أو إهمال منهم هم؟

وأيضاً كما تقول، لابد أن أي بلاء يصيب طرف منهم سوف يخلق سعادة للطرف الآخر حيث أنه يعتبر إستجابة لدعاءه، وهذا بحد ذاته تصرف خالي من الإنسانية، أن ترى خصمك في الرأي يُبتلى بمصيبة تبعث فيك الفرح.

ولك تحياتي

basees@bloggspot.com يقول...

عزيزتي المهندسة ،،

أسعدني مرورك على أي حال.

لك تحياتي

غير معرف يقول...

Geeeeeeez!!
This is so disgusting.. what kind of religion that encourages people to do such a thing!!! I was surprised to know that it is an Islamic "duty", using Ameerov's words!!!
The FUNNY part was the viewers' comments on the screen :D :D
Hopefully, we would not see one Muslim defending this CRAP(excuse my language, but this cannot be described any other how)!!
Accept my best Basses =) 

غير معرف يقول...

النتيجه تعادل !

وفزعه من هيئه كبار العلماء تكفير كل شخص يسب الصحابه يعني كفرو الصحابه نفسهم لانهم تساببو وتقاتو ايضا

قرف ما اقدر اقول اكثر من جذي

basees@bloggspot.com يقول...

Dear 13WAYS

Comical, ridiculous, reprehesible ... call it what you like, all of those descriptions fit the practice perfectly. But at least it shifts the conflict to a more subdued level by making the two rival camps wait indefinitely for devine retribution which may never come

Best regards

basees@bloggspot.com يقول...

عزيزتي Kuwaiti human rights ،،

فعلاً تكفير من يسب الصحابة هو تكفير للصحابة أنفسهم بسبب سب وقتال بعضهم لبعض، وتهرب المكفرين من هذا المأزق الذي أوقعوا أنفسهم فيه باستثناء الصحابة من هذا الحكم هو تناقض فاضح أقوالهم.

لك تحياتي

غير معرف يقول...

الملاعنه من اسخف الاحكام الاسلامية على الاطلاق

basees@bloggspot.com يقول...

عزيزي بن باز ،،

وأبعدها عن المنطق والعقلانية والحلول السلمية.

لك تحياتي