الثلاثاء، 7 يونيو 2011

شيئ من لاشيئ

::


أنقروا على هذه الصورة لتأخذ مساحة الشاشة بأكملها، ثم تمعنوا بها جيداً. إحتضنوها بنظراتكم وأطلقوا لها مشاعركم وقبّلوها بأناملكم إن لم تكن بشفاتكم، لأنها أجمل صورة رسمتها البشرية منذ أن أدرك الإنسان وجود الجمال وعبر عنه بالريشة والخيال ...

إنها صورة جنين ... أنظروا ماأجمله ... ألاتشعروا برغبة عارمة في إعتناقه وتقبيله؟

أوكي .. أوكي .. يمكن جرفتني العواطف وبالغت شوية. فلاداعي لإعتناق وتقبيل الشاشة، ولاأتصور أن صورة مبقعة ببعض الألوان ستهيج المشاعر. إنما هي فعلاً صورة لجنين ...

هي صورة للكون عندما كان جنيناً عمره 380000  سنة من بعد تكوينه - أي مايعادل جنين عمره 12 ساعة لإنسان بلغ الآن 50 سنة.

طبعاً هي ليست صورة للكون نفسه في ذاك الوقت، فهذه المرحلة قد فاتتنا للأسف بحوالي 13.3  بليون (مليار) سنة ولم نحصل على الفرصة لتصويرها آنذاك كوننا لم نخلق بعد، لانحن ولا الكرة الأرضية أو الشمس، بصرف النظر عن تهاريف بعض الكتب اللاهوتية. إنما هي صورة لإشعاعات المايكرويف الكونية (الحرارية)  Cosmic Microwave Background  التي إنبثقت من تفاعلات المادة في تلك الحقبة لتطور الكون، وظلت باقية إلى اليوم تعكس الحالة التي كان عليها ذاك الحين وتزود العلماء بمعلومات في غاية الأهمية عن نشأته.




هذه الصورة إلتقطها التلسكوب الراديوي  WMAP  التابع لناسا  NASA  الذي أطلق في الفضاء عام  2001  لتحقيق هذا الهدف بالذات. إنما مايعنينا في هذا البوست هو البقع الظاهرة في الصورة والمللونة بالأخضر والأزرق والأصفر والأحمر. لماذا كان الكون مبقع بهذا الشكل الذي يظهر عليه اليوم؟

هذا سؤال جوابه حَرِج، بمعنى أنه يمس أقدس المبادئ اللاهوتية التي يعتنقها أكثر من نصف سكان العالم. فهو يتعلق بالآلية التي أوجدت الكون، وهي حسب المعطيات الفيزيائية الكوانتية المتوفرة لدينا الآن والتي تسندها الأبحاث الجديدة وتؤكدها هذه الصورة، أن الكون قد نشأ تلقائياً وفقاً للقوانين الطبيعية بدون تدخل إله. وسوف أشرح لكم باقتضاب كيف:  

توجد ظاهرة طبيعية تحدث في كل مكان في الكون، تسمى بـ التموج الكوانتي  Quantum fluctuation   (أو الإهتزاز الكوانتي) تتمثل بظهور جزيئات في غاية الصغر، لاترى ولايُحس بها، تتكون من نوعين: النوع الأول هو المادة المألوفة التي يتكون كل شيئ حولنا منها، والنوع الثاني هو ما يسمى بضد المادة التي تطابق المادة العادية بالكتلة إنما تحمل شحنة كهربائية معاكسة، تظهر من الفراغ، أي من لاشيئ - أكرر هذه العبارة للإهمية: تظهر من الفراغ - لفترة قصيرة جداً ثم يصطدم النوعان ببعضهما  ويتلاشا. (هذه الظاهرة بالمناسبة لاتتعارض مع القانون الأول للديناميكا الحرارية الذي ينص على أن المادة لاتفنى ولاتستحدث من عدم، لأن مبدئ مايسمى بـ مبدأ عدم التأكد  Heisenberg Uncertainty Principle  لايسمح بهذه الظاهرة فحسب بل يفرضها).

ويوجد دعم كبير الآن بين علماء الفيزياء لفكرة أن الكون قد ظهر من خلال هذا التموج الكوانتي حين كان في تلك البرهة الإبتدائية أصغر حجماً من الذرة وتوسع إلى حجمه الحالي عبوراً بعدة مراحل أولية أدت إلى تكون المادة كما هي الآن.

والبقع الظاهرة في الصورة ليست في الحقيقة بقع فعلية موجودة في الكون إنما هي مجرد إنعكاس في الإختلاف الطفيف لدرجة حرارة هذه الإشعاعات المنتشرة في كل مكان تعكس ماحدث خلال تلك اللحظات الأولية لظهور الكون وتشير إلى حدوث تكتلات في توزيع المادة خلال إنتشارها في تلك الحقبة الأولية سببها التموج الكوانتي الموجود منذ بدأ ذلك الحدث.

هذه الصورة تضيف إلى معلوماتنا عن أحداث تلك المراحل الإبتدائية وتسند فكرة ظهور الكون من الفراغ دون الحاجة لتواجد عوامل ماورائية غيبية لمبادرة الخلق. فالعوامل التي أدت إلى ظهور الكون، كما تشير إليها الكثير من الأبحاث والإستكشافات الحديثة، هي عوامل آلية تجري ضمن القوى الطبيعية وقوانينها.  

* * * * * * * * * *

هناك 11 تعليقًا:

غير معرف يقول...

اسمحلي أختلف مع المقال كليا.
لايمكن بل يستحيل ظهور الكون من العدم
"تتمثل بظهور جزيئات في غاية الصغر، لاترى ولايُحس بها" وهذا يخالف نظريه الانفجار العظيم والماده ذات الكثافه العاليه التي توسعت لتكون سلسله كواكب مجموعتنا الشمسيه.

ونظريه وجوج الشىء من العدم نظريه هزيله جدا وتكشف عجز العلم عن التوصل لحقائق جديده ذات طابع منطقي.

وكيف يثبت عمليا ظهور شىء من العدم؟


وعندي احساس ان ما تقول انه لا شىء هو كل شىء فلا نعرف حتى الان ماهيه الماده السوداء التي تمثل 94 % من الكون. وكف نشأت وما وظيفتها.

basees@bloggspot.com يقول...

عزيزي/عزيزتي غير معرف/ة ،،

من أين أتيت بأن "التذبذب الكوانتي" Quantum fluctuation يناقض نظرية الإنفجار العظيم؟ ومن أين أتيت بأن وجود الشيئ من العدم "نظرية هزيلة"؟

مداخلتك هذه تشير إلى عدم وجود معلومات كافية لديك تؤهلك لأن تناقض محتوى الموضوع.

هذه محاضرة للعالم الفيزيائي لورنس كراوس يشرح فيها بإسهاب النقاط التي يستند عليها البوست.

ولك تحياتي

غير معرف يقول...

nice
واضح انك أيضا لا تمتلك المعلومات والا لكنت أجبت على الاستفسارات وأكتفيت بذكر انها محاضره لعالم مشهور فقط.

يبدوا انك تنقل الأشياء كما هي بدون تطلع لفهمها أو محاوله التعمق فيها.

وللعلم فقط النظريات الغير عمليه او مستحيله التطبيق تواجه التناقض دائما مع الواقع المحسوس الى ان تثبت صحتها او العكس.

basees@bloggspot.com يقول...

عزيزي/عزيزتي غير معرف/ة ،،

جميع المواضيع المطروحة في المدونة مفهومة من طرف الكاتب، لاتوجد مواضيع منقولة فقط بدون فهم وافي لها. مداخلتك مبهمة وتحتاج إلى شرح مطول مني لكي أرد عليها ولذلك وضعت لك رابط المحاضرة. فمثلاً، أنت تعترض وتقول أنه يستحيل ظهور الكون من العدم، طيب إستناداً إلى ماذا؟ إلى القانون الأول للميكانيكا الحرارية يعني؟ وماهو إعتراضك العلمي بالضبط على ظاهرة التذبذب الكوانتي الذي يخرج المادة من العدم؟ لأن البوست بأكمله يستند على هذا المفهوم ولكنك لم تتطرق له. وضح بالضبط ماهي نقاط إعتراضك واسندها مع بعض التفاصيل حتى يمكن أن أتفاعل معها.

ولك تحياتي

غير معرف يقول...

أوك هاوضح وجهة نظري
الموضوع هو تفسيرك لمعنى العدم او الاشىء فالاشىء حسب فهمي لنظريه التذبذب الكوني هو عباره عن جزيئات متناهية الصغر وطاقه. وجهة نظري الشخصيه كيف نعتبر الجزيئات والطاقه لا شىء ونقول بعدها ان الكون ظهر من عدم اي الاشىء.

ثم نظرية الانفجار العظم تستند على ان جسم متناهي الصغر ذو كثافه وكتله عاليه جدا انفجر ونشأ الكون ومازال يتسع الى الأن. اذا هل نفترض مثلا وجود مثل هذا الجسم من الفراغ مثلا او تكون من تجاذب هذه الجزيئات المتناهية الصغر ؟

غير معرف يقول...

1- الماة لاتستحدث من العدم بل تتكون من الطاقة كما هو معروف في النضرية النسبة e=m*c2 يعني الطاقة =الكتلة ضرب سرعة الضوء مربع. بختصار راجعو قونين الفيزياء وستجدونها متطابقة مع الشريعة الاسلامية دون جدال ..........

غير معرف يقول...

على مايبدو ان نظرية الانفجار الكبير تقول ان كون كان مثل البيضة وانفجر وتوسع ومثال ذالك حينما ازرع البذور الصغيره تنتج منها شجرة كبيره طبعا رمي الاشياء للدين فقط هو تهرب علمي واضح من ناس اما العلماء لا يعرفون شئ اسمه الغيب او ماشابه وانما بحث ثم بحث ثم تجد ماترمي اليه طبعا بنسبة لموضوع شئ من لا شئ طرحه العالم ولورنس كراوس كتاب ومحاضرات وبين حدوث ذالك على الناس ان تعرف ان لا شئ اسمه المستحيل لابد لنا من البحث ثم الحكم على الاشياء وانا اوفق ان المادة لا تستحدث واعتقد هذا القانون العلمي طرح في سابق لم اطلع اذا جاء جديد حول ذالك وشكرااااااااااااااااا

غير معرف يقول...

هناك امر اسلامين يحملون اشد تحامل على هذا القول ان الماده او الطاقة لا تستخدث ولا يمكن خلقها من العدم هي الدليل على ازليتها ولهذا ينكروها لانها تنفي وجود خالق للكون لهذا هذه المقوله تعتبر في جانب العلمي ام الديني لا يقبلون مثل هذا وطبعا كلامهم مجرد ادعات كما هو المعهود منهم ام العلم يبين ان الماده هي ازليه لا يمكن ان تاتي من عدم وشكرااااااااااااااااا ....

داع إلى الله يقول...

في الفراغ الكوانتي الكمومي يستحيل أيضا أن يظهر شيء من العدم فكل ما يحدث هو أنه في حالة الفراغ التام فإننا ما زالت لدينا المقدرة على ظهور الالكترون والالكترون المضاد من العدم لكن صراحة هذه خرافة فما يحدث بالضبط هو كالتالي .. عندما تقوم بتفريغ إناء من الهواء ومن كل شيء فإنه فعلا سيظهر الكترون والكترون مضاد ثم يختفيا وهكذا في كل لحظه لكن هذه العملية تسمى بعملية اقتراض طاقة من المستقبل بشرط استردادها سريعا كما يذهب للبنك وتسحب من رصيدك أموال مع أن رصيدك صفر فبعض البنوك تقرض بنية استردادها منك بعد ذلك وهذا بالضبط ما يحدث مع الإناء الفارغ في التجربة السابقة وهذا لا يحدث إلا في مكان كوانتي مادي حيث تُستخدم الطاقة المُقترَضة في تخليق جسيم وجسيم مضاد سريعا ما يصطدما ويُفني أحدهما الآخر ويُنتجان طاقة هذه الطاقة هي الدين الذي كان على الفراغ والآن قام بتسديده ويحدث كل هذا لحظيا في الفراغ الكوانتي وهذه العملية يسميها الفيزيائيون بالرغوة الكمية QUANTUM FOAM الجسيمات في الرغوة الكمية تظهر وتختفي في جزء من الثانية ويمكن دراسة هذه المسألة بالتفصيل تحت باب الديناميكا الكهربية الكمية QUANTUM ELECTRIC DYNAMIC أو اختصارا QED

basees@bloggspot.com يقول...

الأخ داع إلى الوهم ،،

أنت تناقض نفسك في ردك، تقول يستحيل أن يظهر شيئ من العدم، ثم ترجع وتقول يظهر ألكترون وألكترون مضاد. ومن كذب عليك وقال لك أن هذه الجسيمات تقترض من المستقبل؟؟؟ هذا خطأ، الجسيمات التي تظهر، حسب المعارف الفيزيائية، تظهر من الـــــعدم. وهذا هو ديناميت العقيدة الدينية الخرافية.

ظاهرة الرغوة الكوانتية ظاهرة معروفة ومفهومة ومقبولة ضمن المعارف الفيزيائية الحالية، يحتمها مبدء هايزنبرغ وتؤكدها التجربة، وهي ليست خرافة كما تزعم. إنما الخرافة هي أنك تختلق كيان سوبرماني وهمي وتلصق به صفات بشرية، وتضعه على عرش في قصر مع بلاط وجنود فوق السقف السماوي الذي ليس له وجود في علم الفلك، ثم تختلق له عذر أنه لايحتاج إلى خلق وتزعم بدون أي دليل علمي بــــــتاتــــــا على وجوده أو وجود سقفه أو ملائكته، لتخدع نفسك بأنه هذا هو الذي خلق الوجود.

أستغرب كيف أن أفكار الإنسان البدائي الجاهل السائدة قبل آلاف السنين لاتزال إلى اليوم تعشش في عقل الإنسان الحديث، لا لسبب سوى أن أمه وأبوه قالوا هكذا.

تحياتي

معرف يقول...

السلام عليكم،
اولا احب انوه اني في بداية بحثي عن هذه النظرية، وقد وقت على مدونتك خلال بحثي في قوقل عن نظرية الشيء من اللاشيء.

حتى اكون صريح انا لم استطع استيعابها، ربما لأني أبحث عنها بالعربية، فاللغة الإنجليزية مازالت تسبب لي نوع من التكاسل في البحث نظرا لعدم تمكني منها بعد ولاعتمادي على ترجمة الكلمات ثم ربطها بالجمل لاكتمال المعنى.

المهم الان لعلك تفيدني فيما اعتقد انه يناقض هذه النظرية.
قول ان الجسيمات ظهرت من العدم ثم عادت إليه يعطي ثلاث احتمالات (صحح لي ان كنت مخطأ) :
1- ان العدم يملك القوة المظهرة للجسيمات، وبما ان القوة هي صفة للشيء فإن العدم شيء!

2- الاحتمال الثاني هو ان الجسيمات نفسها هي التي لديها القوة لإظهار نفسها، ولكن المشكلة هنا هي أنه بما ان الجسيم اظهر نفسه يعني انه كان لاشيء قبل ان يظهر نفسه! وهنا نعود للاحتمال الاول.

3- الاحتمال الاخير ان يكون هناك طرف ثالث هو الذي يظهر الجسيمات من العدم، و في الحقيقة هذا الاحتمال مازلت محتارا فيه! فإن قلنا بصحته فان ذلك كقولنا ان الطرف الثالث قد تصور العدم ثم نحت منه الجسيمات، وان قلنا بعدم صحة هذا الاحتمال فانا نقول بازلية اول شيء في الوجود! وهذا موضوع اخر طويل مازلت محتار فيه بذاته.

اذا كما ترى فاني أظن الاختلاف هو في تعريفنا للاشيء او العدم! فنحن الى الان لم نتفق على تعريف للعدم!

قرأت مرة لاحد فلاسفة اليونان (أظنه افلاطون) هذه المقولة:
إما أن يكون الموجود موجود فهو إذن موجود
وإما أن يكون الغير موجود غير موجود فهو إذن غير موجود


سأكون شاكرا لك لو تشرح هذه النظرية اكثر او توضح لي خطئي ان وجد