الأربعاء، 28 مارس 2012

الإله، فرضية فاشلة (الجزء الأول)

::


فيكتور سـتينغر عالم في فيزياء الجسـيمات  Particle Physics، كان يشـغل منصب أسـتاذ (بروفيسـور) في جامعة هاواي الأمريكية قبل تقاعده. ألّف عدة كتب من ضمنها كتاب يسـمى: الإله، الفرضية الفاشـلة God, The Failed Hypothesis، يبحث فيه عن إمكانية وجود إله من منظور علمي فيزيائي.

خلافاً مع نهج ستيفن هوكنغ (والذي كما يعرف الجميع هو أيضاً عالم فيزيائي) بكتابه التصميم العظيم  The Grand Design، والذي يتناول فيه نشأة الكون من منظور النظرية الوترية  Sring Theory  ثم يستنتج عدم الحاجة إلى إله لظهور الكون، فيكتور ستينغر بالمقابل يدخل في بحث إمكانية وجود الإله مباشرة، بدون أي لف أو دوران، ليتوصل إلى نفس النتيجة.

بحث ستينغر طويل ومسهب، ولن أحاول تلخيصه حتى لايمل القاريئ أو أسبقه أنا بالملل أو الإضطرار إلى التوقف لضيق الوقت، ولكني سأقتبس بعض الفقرات الهامة منه وأترجمها كما جائت فيه، وأوزعها على بوستين. وهذا البوست يمثل الجزء الأول منها.

هذه الفقرات القصيرة من كتابه، تلقي الضوء لتوضح بجلاء أسباب إلحاد الغالبية العظمى من العلماء التجريبيين، وتُمثل إطلالة للقاريئ على منهج تفكير هذه الشريحة النابغة والمبدعة من البشر وكيف يوصلهم هذا المنهج الفكري إلى تقصي الحقيقة، وكيف يبني مواقفهم المعارضة للدين. 

في الصفحة 228، يدرج ستينغر ثمانية ملاحظات تبرز عدم التوافق مابين وجود الإله (بمفهوم الديانات التوحيدية بالخصوص) مع المعطيات العلمية (مع بعض التوضيحات اللغوية مني أضعها بين الأقواس المربعة):

1- [فكرة] الإله المسؤول عن البنية المعقدة للعالم [الكون]، وبالخصوص الكائنات الحية، قد فشل في التوافق مع الحقيقة التجريبية بأنه من الممكن فهم ظهور هذا البنية من خلال عمليات طبيعية بسيطة ، وأنها [البنية] لاتُظهر أي علامات للتصميم [الرباني] المتوقع. في الحقيقة، الكون يتبين كما يتوجب أن يتبين في غياب التصميم [الرباني].

2- [فكرة] الإله الذي [يُفترض] أنه قد منح البشر أرواح خالدة، قد فشل في التوافق مع الحقائق التجريبية بأن مايحدد الذكريات والذوات البشرية هي عمليات جسدية [مادية]، وأنه لم يُعثر على طاقة عقلية لامادية أو مافوق المادية، ولايوجد دليل على [حياة] مابعد الموت.

3- [فكرة] الإله التي تذكر الكتب المقدسة بأنه يتفاعل من البشر، بما فيه التفاعل الإعجازي [أي ظهور المعجزات]، قد ناقضه غياب الدلائل المستقلة [دلائل خارج التراث الديني] على أن هذه المعجزات قد حدثت. كما أن الدلائل المادية تبين الآن بشكل مقنع أن بعض أهم القصص الإنجيلية [والمذكورة أيضاً في القرآن] كقصة الخروج [تيه اليهود 40 سنة في الصحراء] لم تحدث أبداً.

4- [فكرة] الإله الذي خلق الكون [بطريقة] إعجازية وماورائية قد فشل في التوافق مع الحقيقة التجريبية [التي تثبت] عدم الحاجة لخرق للقوانين المادية لكي يظهر الكون أو قوانينه أو وجوده من عدم وجوده. كما قد فشل في التوافق مع النظريات الراسخة المبنية على الحقائق التجريبية والتي تشير إلى أن الكون قد بدأ بحالة من الأنتروبيا [الإعتلاج] القصوية لاتُظهر أي علامات لخالق.

5- [فكرة] الإله الذي أحكم دقة [تكوين] القوانين والثوابت الفيزيائية لكي تناسب الحياة، وبالخصوص حياة البشر، قد فشل في التوافق مع حقيقة أن الكون [بشكل عام] ليس مناسب لحياة البشر، كونه [أي الكون] يهدر بشكل مريع، من المنظور البشري، للوقت والمساحات والمادة. كما أنه قد فشل في التوافق مع حقيقة أن الكون يتكون في الغالب من جزيمات تتحرك بعشوائية، وأن البنيات المعقدة كالمجرات تمثل أقل من 4% من الكتلة وأقل من جزيئ واحد بالبليون.

6- الإله الذي يتواصل مع البشر بواسطة الوحي، قد فشل في التوافق مع حقيقة عدم الإثبات التجريبي لأي وحي مزعوم. بالإضافة إلى أن الكثير [من هذه الإدعات] قد أُثبت زيفها. فلا يوجد وحي مزعوم يحتوي على معلومات لم تكن موجودة في رأس المدعي[بالوحي].

7- الإله الذي [يفترض] بأنه مصدر للأخلاقيات والقيم البشرية لايتواجد، لأن الدلائل تثبت بأن البشر هم الذين يحددون الأخلاقيات والقيم بأنفسهم. وهذه ليست بأخلاقيات نسبية، لأن كلا المؤمنون واللامؤمنون يتفقون على منظومة مشتركة للأخلاقيات والقيم. وحتى من هم في غاية التدين يقررون بأنفسهم ماهو خير وماهو شر، فسلوكيات اللامؤمنون لاتقل أخلاقياً عن سلوكيات المؤمنون.

8- وجود الشر بالخصوص، والمعاناة الغير مبررة، تتعارض منطقياً مع إله كامل العلم وكامل الرحمة وكامل القدرة.
::


فيكتور ستينغر


الجزء الثاني هـنـا

* * * * * * * * * *

هناك 14 تعليقًا:

غير معرف يقول...

الكتاب تمت ترجمته بالكامل وسينشر عما قريب في النت .
كذلك سيتم طباعته ورقيا في بغداد
http://www.iraqup.com/up/20120328/FcH6l-Il24_706952900.jpg

غير معرف يقول...

طيب لماذا هذا التعب في التحليل!!
كان هو يختصر او تختصر انت الامر بالتالي:
حيث ان التجارب العلميه (الماديه) لم تتوصل الى كنه الروح(الفرق بين الحي والميت)بل لا تؤمن بوجودها..
وحيث ان الإله لا يخضع للقوانين الماديه..
فبناءا عليه ثبت عدم وجوده....

هناك نقاط ضعيفه عديده في نظرة الرجل لا تحتاج لنسفها لجهد
ومن ابرزها الذكريات البشريه والحيوانيه
التي اعتبرها ذات مرجعيه ماديه..

وهذا يدحضه اقل تفكير بتصرفات الحيوانات الابويه.......

الاعتماد فقط على التلقين والتلقي من الكتب لن يجعل منكم الا اتباع لافكار الاخرين..
استخدموا عقولكم بتحليل ما تقرأون وقبل ذلك تحليل كتاب الحياة من حولكم بدلا من التهليل والتصفيق لبشر عاديين مثلكم
للتوضيح اكثر
الفيزياء لن تحل لغز الحب والكره والعشق وحب الحياة والخلود ولا لغز التفاني في تنشئة الابناء وبناء الاسر..

غير معرف يقول...

"الاعتماد فقط على التلقين والتلقي من الكتب لن يجعل منكم الا اتباع لافكار الاخرين"

من غيركم يفعل ذلك ويقدس المقبورين قبل مئات السنين ويخضع كل مايملك من خلايا عصبية لجهلة افنوا حياتهم في أحكام الحيض والاستجمار!

غير معرف يقول...

عزيزي بصيص ،
اعذرني على عربيتي الركيكة اولا
انا مواطن عربي تعيس و كافر مثلك
في بادئ الامر حاربت الدين و مفهوم الاله بكل ما استطعت و كنت اعتبر الدين مصدر لكل الشرور و لكن بعد فترة وضحت الصورة عندي و ادركت ان الدين ليس الا اداة لادارة المجتمع من قبل الدولة و صناع القرار فهم المنتفعين من انشاء دين منظم .
فليس من الضروري التبشير بالالحاد و رفض الاله كفكرة و تحويلها الى دوغما ربما تكون اسوء من الدوغمائيات الدينية كما يفعل داوكينز و جماعته على سبيل المثيل .
الزبدة بدون ما اطول عليك اخي العزيز ان انا شخصيا اشوف الخلاص في نشر الوعي او التمهيد للقيام بطفرة فكرية و ذلك عبر تعبيد الطريق لانشاء البنية التحتية الفكري للطفرة الفكرية المنشودة عبر نشر ثقافة تقبل الاخر الاخر و الغاء التمايز الطبيقي بين افراد المجتمع حتى لو استدعى ذلك استخدام الاسلام او الاديان مؤقتا.
و مثل ما ذكرت سابقا اتفق معك فكريا و فلسفيا ولكن اعتقد ان طريقتك لنشر الوعي غير ناجعة و كمعارك دون كيخوت و طواحين الهواء(:
اعذرنا على الاطالة طويل العمر بس حبيبت افضفض
تحياتي
زنديق

basees@bloggspot.com يقول...

الأخ/ت غير معرف/ة (الثاني) ،،

"لماذا هذا التعب في التحليل"

تساؤل غريب، يشير إلى عدم التعود على منهج البحث والتقصي، والذي يكون في العادة مضني.

"وحيث ان الإله لا يخضع للقوانين الماديه..
فبناءا عليه ثبت عدم وجوده"

أي كيان، وحتى لو كان غيبي لايخضع للقوانين الطبيعية، يزعم بأنه يتفاعل مع المادة (البشر والأشياء) يُخضع بذلك نفسه للفحص العلمي القادر على تقصي وجوده، والفحص العلمي لم يعثر على مثل هذا الكيان.

"هناك نقاط ضعيفه عديده في نظرة الرجل لا تحتاج لنسفها لجهد"

كما يزعم حضرة الأخ/ة المحترم/ة غير معرف/ة بطرح مثال مبهم.

"الاعتماد فقط على التلقين والتلقي من الكتب لن يجعل منكم الا اتباع لافكار الاخرين..
استخدموا عقولكم بتحليل ما تقرأون وقبل ذلك تحليل كتاب الحياة من حولكم بدلا من التهليل والتصفيق لبشر عاديين مثلكم"

نصيحة رائعة يجب توجيهها إلى رواد المساجد والمعابد الأخرى.

تحياتي

basees@bloggspot.com يقول...

الأخ الكريم غير معرف (التعليق الرابع) ،،

أولاً، تبني فكر مخالف لايؤدي بالضرورة إلى تعاسة. وثانياً أن منهجك الوسطي صالح في حالة واحدة فقط: لو اقتصر تبني العقيدة على ممارسات شخصية لاتمس حريات الآخرين، في أفكارهم وسلوكياتهم. ولكن عندما تتواجد عقيدة عنيفة بطبيعتها، تفرض نفسها على الآخرين، وتلزمهم باتباعها، وتحجر على أفكارهم، وتسير حياتهم، وتعاقبهم بالجلد والقتل إذا خالفوها، فهذه عقيدة يجب مكافحتها بشتى الوسائل (السلمية طبعاً، خلافاً لأساليبها العدائية).

خالص تحياتي

غير معرف يقول...

كلام بالصميم ، شكرًا بصيص

غير معرف يقول...

أي كيان، وحتى لو كان غيبي لايخضع للقوانين الطبيعية، يزعم بأنه يتفاعل مع المادة (البشر والأشياء) يُخضع بذلك نفسه للفحص العلمي القادر على تقصي وجوده، والفحص العلمي لم يعثر على مثل هذا الكيان.
====
اذكرك..
وهل البحث العلمي وجد ما هو الحب؟؟
ماهو الكره
ماهي الابوه والبنوه
ماهي الروح(الفرق بين الحي والميت)
كيف تصبح عناصر الارض الجامده حياة..(النطفه والبويضه المكونه من عناصر طبيعيه بالاصل ميته..)
وغيرها كثير
الا تعتبر كل هذه غيبيات لا ندركها بالحواس وانما بالفكر وكذلك لا تخضع لاي قانون مادي..؟؟
اكتفي بهذا (وهذا ما اقصده باستخدام العقل والتحليل) تلك العباره التي اثارت حساسيتك وصديقك...!!!

غير معرف يقول...

أخي بصيص اتمنى أن تكتب مرئياتك عن هذا المقطع في تدوينة, يهمنا تحليلك الشخصي والف شكر سلفا
http://www.youtube.com/watch?v=46BCbwQBI8o

basees@bloggspot.com يقول...

الأخ/ت الكريم/ة صاحب/ة التعليق السابع ،،

يسرني إستحسانك للبوست ياعزيزي/تي ..

خالص تحياتي

basees@bloggspot.com يقول...

الأخ/ت الكريم/ة صاحب/ة التعليق الثامن ،،

مفهوم الغيبيات لايتواجد إلاّ في رأس المؤمن به، ماطرحته من تساؤلات هي مزيج من ظواهر معروفة المنبع كالحب والكره واللذان يصدران عن عمليات فسلجية في الجسم، وأصل الحياة التي تجري عدة بحوث عليها لمعرفة العمليات الكيميائية التي أنتجتها.

خالص تحياتي

basees@bloggspot.com يقول...

الأخ/ت الكريم/ة صاحب/ة التعليق التاسع ،،

أشكرك على الوصلة، وسوف أقيّمها لأرى إن كان من الممكن إستخلاص تدوينة منها.

خالص تحياتي

محمد زريقات - الأردن - الكرك يقول...

موقعك هذا كان دافعاً كبيراً لي لأقرأ أكثر عن الإسلام ، وفي النهاية تركت المسيحية ‏واعتنقت الإسلام والحمد لله ، والسبب أن كل ما في موقعك موجه ضد الإسلام ، ولم أره ‏يهاجم الوثنية أو اليهودية أو المسيحية أو غيرهامن العقائد والأديان السماوية أو الأرضية ؛ ‏ولهذا قرأت وقرأت وقرأت ، حتى تبين لي أن الإسلام هو الدين الخالد الصحيح ، وأن ‏البشر لا يمكنهم العيش بجانب مادي فقط ؛ لأنهم مخلوقون من مادة وروح ، وإذا كنت ‏أنت وأمثالك تدركون فقط جانب المادة فيه ، فإنكم لا تدركون الجانب الروحي الذي ‏تجهلونه ، بل ويجهله كل من تحسبونهم علماءكم وقادتكم في هذا المجال ، ولهذا تدورون في ‏حلقات مفرغة ، ولا تصلون إلى نتيجة ؛ لأنكم قد اتخذتم مواقف مسبقة تعتمد فقط على ‏جانب المادة ، وتجاهلتم الروح البشرية التي تمتزج مع الجسم المادي ليحيا بها.‏
فقط شكراً لكم لأنكم كنتم سبباً في هدايتي إلى دين الإسلام.‏
لم أتصور يوماً من الأيام أن أخرج من المسيحية إلى الإسلام بسببكم ، وأنا المولود في أسرة ‏مسيحية أردنية ، وأنا الآن أكمل دراستي في اليمن ، وأعيش في سعادة غامرة.‏
ولا أدري هل يتمتع موقعكم بالحرية التي تدعونها لتنشروا قصتي هذه ، أم أنكم ‏ستحذفونها ، وعلى كل لا يهمني ذلك بتاتاً.‏

Unknown يقول...

M