الاثنين، 10 مايو 2010

المواطن الدولي الصالح

::

قال سقراط ذات مرة : "الحياة التي لاتُدْرَس، لاتستحق العيش فيها"

ماكان يعنيه سقراط من هذه الحكمة الدراماتيكية هو هذا: إن لم تتمعن في المنهج الذي تسير عليه حياتك، فتتفرس فيها وتدرسها بعناية، وإن لم تختار القيَم التي تفضل أنت بنفسك أن تسير على منهاجها وتُحدد الأهداف التي تطمح أنت في تحقيقها، فإن حياتك لن تجري حسب ماتختاره أنت لها، بل سوف تجري حسب مايختاره غيرك لها، وسوف تكون حياتك مثل الكرة التي تُرفس وتُنقل من مكان إلى آخر، ليس أينما تريد أنت أن توجهها بل أينما يريد الغير أن يوجهها. فهي إذاً حياة ليست ملكاً لك أنت إنما ملكاً لغيرك، يسيّرها كما يشاء ...

هذه هي الحياة التي لايعتقد سقراط بأنها تستحق المعيشة.

هناك فرق شاسع بين اكتساب المعلومات وبين تحويل تلك المعلومات المكتسبة إلى معرفة مفيدة، ولايتوقف التحويل إلى هذا الحد بل من الممكن أن يرتقي إلى ماهو أسمى من ذلك حين يتسلق تفكير الإنسان على سُلّم هذه المعرفة المفيدة ليصل إلى مستوى رفيع من الفهم يُمكّنه من التعرف على الأولويات الحقيقية الهامة في الحياة والمشاركة في الحوارات الجارية بين البشر. ولكن للوصول إلى ذلك المستوى من الفهم يتحتم على الإنسان أن يتزود بثقافة واسعة وشاملة، لاسيما في المجالات العلمية، وأن يتحلى بقدرة على التفكير النقدي الواضح ودرجة عالية من الإدراك لما يحدث في العالم من حوله.

فلأجل أن تصبح مواطن دولي صالح تنتمي إلى المجتمع العالمي المفتوح، وليس مجرد إنسان محبوس ضمن أسوار بقعة جغرافية أوعقائدية مغلقة، ولأجل أن تصبح مواطن دولي مدرك واعي قادر على تقييم الأمور من منظور يتخطى الحدود القومية ليضع أمور الحياة في نصابها الصحيح، يتطلب منك القدرة على أن تكون مفكر ناقد ثاقب تتمكن من التقييم السليم لنفسك وللعالم من حولك، ويتطلب منك ذلك أن تكون على قدر من العلم والإدراك وقدر من الشجاعة على مواجهة النفس ومواجهة الغير في أي مزعم يُصادفك .... لاسيما ذلك الذي يروجه الدين. 
 
 
مبنية بتصرف على خطبة قصيرة للفيلسوف  أي سي غريلينغ

* * * * * * * * * *
من هو أي سي غريلينج؟ هل أي سي غريلينج فيلسوف؟ أين يدرس أي سي غريلينج؟ ماهي كتب أي سي غريلينج؟ من هو المواطن الصالح؟ ماهو تعريف المواطن الصالح؟ ماهو تعريف المواطنة؟ ماهي المواطنة؟ ماذا تعني المواطنة؟ من اخترع مبدأ المواطنة؟ أين بدأ مبدأ المواطنة؟ إشرح معنى مبدأ المواطنة؟ ماذا يقصد بالمواطنة؟ مالمقصود من المواطنة؟ هل يوجد تعارض بين الإسلام والمواطنة؟ ماهي أولوية المسلم دينه أو وطنه؟ ماهو الوطن؟ ماهو تعريف الوطن؟ هل الدين أولى من الوطن؟ كيف تكون مواطن صالح؟ هل يوجد مواطنة في الإسلام؟ هل الإسلام ينبذ المواطنة؟ من أين جاء مفهوم المواطنة؟ كيف يكون الإنسان مواطن صالح؟ كيف تبني المواطنة؟ كيف تشجع المواطنة؟ ماأهمية المواطنة؟ هل مبدأ المواطنة مهم؟ ماهو الأهم الدين أو الوطن؟ ماهو الأهم الدين أو المواطنة؟ هل المواطنة أهم من الدين؟ هل الدين أهم من المواطنة؟  

هناك 15 تعليقًا:

Pure يقول...

هلا

كل ما طرحته
بنيته بنفسي
وجعلته جزء من تكويني

على كل منا
للوصول لذلك المستوى
بإعادة تربية نفسه
وألا يفتخر بتربية ذويه له

لأنه سيبقى بمستوى "الدجاجة"

علينا أن نتحرّر من كل ما يربطنا
بأي شيء ليس من صنعنا أو اختيارنا

لنبقَ أسودًا إن كنا في غابة
أو نسورًا تحلق في السماء

ههههه
الجملتين الأخيرتين
خربوا التعليق

basees@bloggspot.com يقول...

أهلاً بك ياعزيزتي Pure ،،

تعبيرك نثري شاعري بليغ يعكس جوهر الحالة ويصيب هدف الموضوع.

العبارتان الأخيرتان لم "يخربوا" الموضوع، إنما أثارا لدي ملاحظة واستفسار:

الملاحظة: النسور تحلق في السماء ولكن أظن أن الأسود تعيش في براري السافانا المفتوحة وليس في الغابة. والإستفسار: عرفنا أن الدجاجة غبية، ولكني لم أفهم إلى ماذا ترمز الأسود والنسور؟

مع تحياتي

غير معرف يقول...

عزيزي بصيص

موضوع جميل
وبالتأكيد بالنسبة لي التفكير في كل شي ورفض الخضوع لبشر كان هو محرري الاساسي

اليس هذا ما يدعيه الدين؟ :)

بالنسبة للفيديو اعجبتني المقولة الرائعة

"Most people would rather die than think; in fact, they do so" Bertrand Russell


تحياتي لك

Pure يقول...

هلا

أشكرك بصيص على الإطراء

الأسود لا تعيش في الغابة؟
طيب معلومة بالغلط
يمكن من تكرار "أسد الغابة"
اللي نسمعها < تبرير غير مقنع

معك حق
تذكرت أن الصور والأفلام التي شاهدتها
حول الأسود كلها في البراري
السفانا وكلاهاري .. صح؟

طيب
بالنسبة لي
الأسد يرمز
للفخر والكبرياء وعزة النفس

والنسر
يرمز للحرية والقوة والعلو والسمو

ربما صفات تعبّر عن الشخص
الذي تحرر من قيود
الدين والانتماء والتعصب

أنت أفهم مني
في علوم الطبيعة
وتفكيرك علمي

علمني
يا أستاذي
(:

Pure يقول...

لم أنتبه للفيديو

أشكرك مورال على تنبيهي

< مفهية

basees@bloggspot.com يقول...

عزيزي Moral ،،

إطلاق العنان للتفكير يؤدي إلى التساؤل والذي بدوره يؤدي في الغالب إلى كشف المزاعم وتحرير العقول، ولذلك حين حث الدين على "التفكر"، حاول الحد من هذه الخطورة بالنهي عن التساؤل: "ولاتسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم".

وبهذا ناقض نفسه، كيف يمكن التفكر بدون تساؤل؟؟

ومقولة بيرتراند رسل من أبلغ ماقيل في هذاالشأن.

مع تحياتي

basees@bloggspot.com يقول...

عزيزتي Pure ،،

هاأنت قد عبرتِ عن خواطرك بكل وضوح مرة أخرى وأظهرتِ في وصف الأسد والنسر فطنة وبلاغة، فنحن إذاً نتعلم من بعض.

ولكن بما أنك سألتيني عن رأيي في الطبيعة فاسمحي لي أن أبديه، على الأقل في الأسد:

أنا أرى الأسد ماهو إلاّ مَكَنة بايولوجية مصممة خصيصاً لالهدف سوى قنص الحيوانات الأخرى وتمزيقها واستهلاكها، والنوم، والتكاثر.

نحن نظر إليه باعجاب لقوته وبأسه ومهارته .. ولكن الحيوانات التي يتغذى عليها تنظر له بخوف ورجفة وهلع، مما يجعلنا نتسائل ماذنب هذه الحيوانات الوديعة البريئة حتى يُسلط عليها خالقها هذه النقمة؟

ولك تحياتي

Pure يقول...

بصيص

ليس دفاعًا عن الأسد

ولكن الأسد لا يهجم
إلا إذا كان جائعًا

والجوع كافر
هههه

فهو لا يصطاد الحيوانات
من أجل اللهو
كما تفعل القطة مع الفأر

والأسد من صفاته الكسل

يكفي أنه ليس جبان
كالـ > هايينا

لذلك يقال للشخص
بعد أي امتحان أو مشكلة:
"أسد ولا ضبع؟"

basees@bloggspot.com يقول...

أتفق مع كل ماقلتيه يابيور ولم أستهدف الأسد بالذات في نقدي، إنما اخترته كمثال لأبين التناقض واللامعقولية والضعف في المفاهيم الدينية.

كيف يُفَسّر خلق حيوانات، والأسد ماهو إلاّ أحدها، لاتستطيع سد جوعها إلاّ بالقتل وتسبب الآلام وبث الهلع والجزع في الحيوانات الأخرى، من قبل إله يصف نفسه بأنه رحيم؟

هذا كان المقصد ..
ولك تحياتي

غير معرف يقول...

عزيزي بصيص

لفت انتباهي نقاشك مع بيور وانا اؤيدك في وجود الشر الالهي
واحب ان اضيف للعزيزة بيور

ان الطبيعة بشعة
وحتى الاسد الذي يقتل بسبب الجوع يقتل اشبال الاناث قبل الزواج (قاتل اطفال)
التطور يفسر هذا بغريزة البقاء وانه يريد ان يكون له اشبال وينقل جيناته
ولا يمكن حدوث هذا بوجود اشبال اخرى (لان الانثى مشغولة بهم)
ولكن الله "الرحيم" يبدوا راضيا عن هذا الشر
بل هو خالقه بالتصميم

تحياتي

basees@bloggspot.com يقول...

وجود الشرور في الدنيا واقع استحوذ على تفكير الفلاسفة وعلماء اللاهوت لقرون، لم يأت أحد خلالها وإلى اليوم بتفسير معقول يوفق مابين الرحمة الألهية المفترضة والقسوة الموجودة والتي تشمل حتى المخلوقات الغير مكلفة. وقد تطرقت إلى هذا الموضوع في مقالة سابقة تحت عنوان: "الحكمة الموهومة للرحمة المزعومة".

هذا الإشكال يختفي فوراً إذا أُسقِطت رحمة الإله أو هو بأكمله من المعادلة ولجأت إلى التفسير الدقيق لنظرية التطور، كما تفضلت.

مع تحياتي Moral

basees@bloggspot.com يقول...

عزيزي Moral ،،

إذا لم يتواجد فقير فلن تكون هناك حاجة إلى تقديم المعونة وبناءً عليه فلن تتواجد الفرصة لإظهار الخير!!!

عظيم، إذاً لانحتاج إلى الخير ولندع الدنيا تسير في حالها بدون معاناة وبدون خير. ولكن هذا الرأي لايناسب الأبولوجستس مثل القديس أرينياس صاحب فكرة "ضرورة وجود الشر لإظهار الخير" لأنه لايحل الإشكال في سياقه الديني.

هناك مانراه بأنه خير وشر، وكلاهما ليسا إلاّ إحدي مكونات الطبيعة، والطبيعة لاترحم لأنها لاتهتم.

لايوجد إشكال إلاّ ضمن الإطار الديني.

تحياتي

basees@bloggspot.com يقول...

عزيزي Moral ،،

لقد لاحظت للتو أن تعليقك الأخير قد اختفى، لاأعرف ماذا حدث ولكن يبدو أن هناك خلل ما في صفحة التعليقات من المدونة، فقد حدث لي ذلك عدة مرات في السابق ولاتزال المشكلة تتكرر.

أرجوا قبول اعتذاري عما حدث.

غير معرف يقول...

عزيزي بصيص

اتفهم المشكلة التي تواجهها
واتمنى ان تجد لها حلا
ربما يجب ان تضع سؤالا في blogger help

على العموم اعتدت ان احفظ التعليق في حال الحاجة


تعليقي
---------

لقد قمت بقراءه مقالك زلزال هايتي - التبريرات الموهومة للحكمة

المزعومة


لقد قمت بتقديم مناقشة جيدة لمشكلة الشر
ولفت انتباهي التبرير الاخير "الشر يحث على الخير" فعندما قرأت هذا التبرير في الماضي
كشف لي هذا التبرير الخلل في نظرة المتدين للخير
إذا لم اجد فقيرا، هل احتاج الى ان امنع الطعام عن البعض من اجل ان اكون خيرا؟
هذا التبرير ذكرني بأكثر ما اكره في مسأله الفضيلة
ذلك الشعور المقزز بالراحة بعد عمل الخير (انا افعل الخير)
بدلا من شعور التعاطف على المسكين الذي كان يعاني قبل ان تكتشفه بالصدفة فقط
وتتسائل ماذا كان من الممكن ان يحدث له لو لم يجده احد؟

تحياتي

basees@bloggspot.com يقول...

العزيز Moral ،،

حرصك واهتمامك أعاد الوضع إلى نصابه، لفتة تشكر عليها.

لدي شكوك بأن مشكلة ضياع التعليقات قد تكمن في البراوزر، سوف أستشير صديق لي يفهم في هذه الأمور وأرجو أن يجد لها حلاً.

تحياتي