الأحد، 26 سبتمبر 2010

هل قتل العلم الروح؟

::

كنت أود منذ فترة طويلة التطرق إلى موضوع الروح لأدلي بدلوي فيه، ولكني وجدت أنه موضوع طويل ومكثف وعميق، له أبعاد دينية وفلسفية وعلمية متشعبة جعلتني أنفر منه لما يتطلبه من وقت وجهد لتحضيره. ولكني لازلت عازماً على تناوله في بوست آخر مسهب لما له من أهمية شخصية لي، ولاشك لشريحة كبيرة من القراء الكرام، حالما يسمح لي الوقت بذلك. فإلى ذلك الحين، هذه بعض الأفكار المقتضبة عنه أطرحها للوقت الحاضر.

لنتخلص أولاً من بعض التعريفات، الهامة بلاشك ولكنها بسبب طبيعتها فهي بلاشك مملة أيضاً، ولذلك فسوف أختصر هذا الجزء من البوست وأحصره على مايعنينا منها فقط. أريد أن أعرّف ماهي الروح.

أعتقد سوف يكفينا أن نعرف مايتفق عليه عامة الناس، في مجتمعاتنا نحن على الأقل، وهو أن الروح هي ذات، والبعض يصفها بأنها طاقة، قائمة بنفسها، تمنح الحياة وينتج عنها الإدراك والوعي والشعور. ومن الأهمية أن نعرف أيضاً أن الروح خالدة لاتموت ولاتتلف كما يتلف الجسد، ولو أمكن أن تتلف فمن الممكن أن تموت أيضاً، وهذا طبعاً يناقض طبيعتها الأزلية.

ماموقف العلم من الروح؟
هل أكد وجودها، أم نقضه؟

حسب تعريف الروح، فالإدراك والوعي والشعور ينتج عنها وليس عن المخ، ولكن العلوم النيورولجية (العصبية) لاتتفق مع هذا الفهم بل تذهب إلى أن هذه الخصائص هي من إنتاج المخ، فأين تقع الحقيقة؟

إن كانت الروح هي مصدر الإدراك والوعي والشعور فما يحدث للمخ من ضرر لايجب أن يؤثر على هذه العناصر لأنها تنبثق من ذات غير قابلة للتلف كالمخ ومنفصلة عنه، وإن لم تكن الروح هي المصدر فمعنى هذا أن وظيفتها تقتصر على منح الحياة فقط وليس لها أي دور أخر، وهذا يناقض المفاهيم التي تؤيد وجودها.

لنطرح هذا المثال من أحد الحالات الطبية ونرى إلى أين يوصلنا:

بعد إصابة مسز بلانفورد بجلطة في الدماغ، إنتابها شلل تام في النصف الأيسر من جسدها فقدت معه شعورها وقدرتها على تحريك أعضائها في ذلك الجانب. فلم تعد تشعر بالنصف الأيسر من وجهها أو يدها أو رجلها اليسرى، أو أن تحرك أي من تلك الأعضاء. وعندما جائها الدكتور الإخصائي، بعد نقلها إلى المستشفى، رفع ذراعها اليسرى ووضعها أمام وجهها حتى تراها وترى أصابعها ودبلتها الزوجية عليها، وجرت هذه المحادثة الغريبة بينهما مع التنبيه أن مسز بلانفورد كانت بكامل وعيها وأن الجلطة لم تؤثر على قدرتها على المخاطبة والكلام:

الدكتور: هذه ذراع من؟
مسز بلانفورد: هذه ذراعك يادكتور.
الدكتور: ولماذا أنا لابس دبلة زواجك؟
مسز بلانفورد: هذه الدبلة موجودة على أصبع مسز بلانفورد.
الدكتور: إذاً لمن هذه الذراع؟
مسز بلانفورد: هذه ذراعك يادكتور.

مسز بلانفورد لم تفقد الشعور والقدرة على تحريك النصف الأيسر من جدسها فحسب، بل فقدت إدراكها أيضاً لوجود هذا الجزء من بدنها، فهي لم تتعرف حتى على يدها. هذه الحالة ليست نادرة إنما شائعة لمرضى الجلطة التي تصيب النصف الأيمن من المخ، وتسمى طبياً "إهمال" أو "تجاهل" Neglect. وفي هذه الحالات لايمكن إقناع المريض بأن ذراعه اليسرى تنتمي له حتى لو رآها موصولة بجسده. فما تفسير هذه الظاهرة الغريبة؟

ينقسم الدماغ إلى جزئين، لكل نصف وظيفة مميزة ومختصة، فالنصف الأيسر يختص في المخاطبة والتعامل مع حركة وإحساسات الجانب الإيمن من الجسم واستيعاب جميع المعلومات التي تأتيه من الجانب الإيمن لمحيط الإنسان وعالمه الخارجي. أما النصف الإيمن من الدماغ فهو للتعامل مع المعلومات الغير خطابية Non-verbal واستيعاب مايجري في الجانب الإيسر من عالمه. جلطة مسز بلانفورد أصابت النصف الأيمن من مخها وأوقفت عمله، ففقد القدرة على التعامل مع المعلومات التي تأتيه من النصف الأيسر من محيطها، بما فيه النصف الإيسر من جسدها. ولكن ليس من وظيفة النصف الأيسر السليم من المخ أن يميز ذراع مسز بلانفورد الأيمن، وليس باستطاعته أيضاً أن يعوض فوراً عن هذا النقص. فالنصف الأيسر من المخ لايعرف أن النصف الإيمن لجسد مسز بلانفورد موجود، ولا حتى إن كان الجزء الإيمن من عالمها الخارجي التي تعيش فيه موجود أصلاً. فالنصف الإيمن من دماغ مسز بلانفورد قد أخفق في وظيفته بسبب الجلطة في التعرف على ذراع مسز بلانفورد الأيمن، وأخفق أيضاً لنفس السبب في إبلاغ النصف الأيسر أنه يعاني من مشكلة. فكنتيجة لذلك الإخفاق، أن عقلها كله لايعرف إطلاقاً مالذي يحدث في عالمها الإيسر.

فعندما نظرت مسز بلانفورد إلى ذراعها الأيسر، كانت تعتمد على النصف الأيمن من دماغها للتعرف عليه وإخبارها عنه لأن هذه هي وظيفته، ولكن ذلك الجزء من مخها لم يعمل بسبب التلف الذي أصابه من الجلطة، فوقعت مهمة فهم مايدور حول مسز بلانفورد على النصف الأيسر من دماغها الذي حاول جاهداً تفسير مايجري حوله وفقاً للمعلومات الناقصة المتوافرة لديه والتي تخلو ممايحدث في النصف الأيسر من جسد وعالم صاحبته. وهذا ما دفعه إلى تقديم تفسير وجده هو معقول، كما أظهرت المحادثة التي جرت بينها وبين الدكتور، إنما كان في واقع الأمر خاطئ.

هذه الحالة، وحالات أخرى كثيرة غيرها، تُثبت أن وعي الإنسان ليس بكيان واحد كامل بل هو في الحقيقة حصيلة أجزاء متفرقة، ينبع كل جزء منه من منطقة مختلفة من مخه، فإذا تلفت إحدى تلك المناطق ذهب معه ذلك الجزء من وعيه. فعندما تلف النصف الأيمن من مخ مسز بلانفورد أختفى النصف الأيسر من عالمها بما فيه جسدها هي. فكيف يتوافق هذا الكيان الإدراكي المجزّء المعرض للضرر مع مفهوم الروح الواحدة المتكاملة التي لاتتعرض للموت ولا للتلف والتي يُفترض أنها تُنتج الوعي والإدراك؟ لماذا يتأثر جزء معين من الإدراك عندما يتلف ذلك الجزء المعين من الدماغ إذا كان الوعي كعنصر واحد كامل يصدر من ذات هي مستقلة بنفسها؟

في الواقع لايوجد توافق، لأن لو كان الإدراك والوعي والشعور نابعين عن الروح لما تأثروا بالجلطة التي أصابت المخ، ولما فقدت مسز بلانفورد إدراكها لنصف محيطها ووعيها حتى بما إذا كانت ذراعها ملكها أم ملك الدكتور بالرغم من أنها لاتزال تراها متصلة بجسدها. إنما هذه الحالة تُثبت بأن الإدراك والوعي والشعور هم نتاج المخ وليس أي شئ آخر غير قابل للقياس مثل الروح ... 

فهل قتل العلم الروح إذاً؟

في الواقع أنه منذ بدأ العلم التجريبي وإلى الآن لم يظهر دليل علمي واحد يُثبت وجود الروح، ولايعني هذا طبعاً أن الروح ليست موجودة لأن العلم لم ينقضها بالدليل القاطع، أي أنه لم يقتلها. إنما لايمكن تجاهل أن جميع الأدلة الموجودة إلى الآن، كما رأينا من حالة مسز بلانفورد، تشير إلى عدم وجودها. فيبقى مفهوم الروح مسألة إيمان فقط غير مدعم بالعلم.
ماهي الروح؟ ماهو تعريف الروح؟ مامعنى الروح؟ هل الروح موجودة؟ أين الروح؟ أين تتواجد الروح؟ هل تموت الروح؟ ماهي دلائل وجود الروح؟ ماهو دليل وجود الروح؟ هل التفكير في الروح؟ هل مركز التفكير في الروح؟ هل الوعي في الروح؟ هل مركز الإدراك في الروح؟ هل مركز الإدراك والوعي في الروح؟ هل مركز الشعور في الروح؟ لماذا لانرى الروح؟ لماذا لاتموت الروح؟ ماهي خواص الروح؟ هل رأى أحد الروح؟ هل يمكن رؤية الروح؟ هل من الممكن قتل الروح؟ ماهي أوصاف الروح؟ هل للروح وزن؟ هل للروح شكل؟ ماهو شكل الروح؟ أين تسكن الروح؟

هناك 34 تعليقًا:

Sami يقول...

الانسان مكون من روح و جسد ... الجسد المريض لا ينفي وجود الروح ...و العكس صحيح ..الروح المريضه لا تنفي وجود جسد قد يكون في احسن حالاته .

الروح المريضه هي ما يطلق عليها الان بالخواء الروحي

Engineer A يقول...

بالنسبة لي أأيد سامي في كلامه بالاضافة من ناحية علاقة العلم بالروح انا شوي لدي تحفظات سمني جاهلة ان شئت ولكني أؤمن بأن الروح هي من شأن الخالق سبحانه وتعالى ومهما توصل الانسان من علم ومعرفة تبقى شيء مجهول بالنسبة له

كل الود

غير معرف يقول...

ممتاز .. ممتاز .. ممتاز .. تتحفني بمقالاتك ومواهبك

Unknown يقول...

Nice blog :)

Hayat يقول...

مرحبا ..
قرأت عن الروح .. وفي النهايه لم اخرج بنتيجه إلا اني لم احدد موقفي منها .. لا اعلم ..ولا تهمني كثيرا ولكن اعشق الروح فنيا اي بتوظيفها في الانتاج الفني والادبي لما تمثله من معنى ودور حسي رائع..

تحيتي

Godless يقول...

الروح هي الوعي. اي الدماغ.

يدهشني حب الانسان للخرافة وجعل اسباب خفية وسحرية وراء كل شئ طبيعي.

موضوع جميل جدا اشكرك =)

Mostafa Abdelmoneam Badr يقول...

تحياتى للجميع

عنوان جذاب جدا تلته وعود مشوقة ننتظر وفاءها قريبا.

تعريف الروح فى مجتمعنا هى سر الحياة فقط.
نحن نقول مات أو طلعلت روحه أو نفذ السر الإلهى. أما الوعى والادراك والشعور فهى من ملحقات أو توابع الروح و أضيف إليها الحركة والكلام والأكل والشرب والتنفس والنمو و أشياء أخرى. فإذا فقدت الروح فقد كل هذا لحظيا.

أما الإدراك فهو بالحواس الخمس التى قد تفقد إحداها أو كلها أو ما بين ذلك وتستمر الروح موجودة ولا نعرفها إلا بالاستدلال. فإذا تأكد عدم وجودها تخلصنا من الجسد لعدم جدواه.

أما الشعور فهو بالإدراك +الخبرة أو التجارب +المعرفة التى تتشعب إلى علم و إيمان أو يقين أو تصديق غيبى ومنه -أى الشعور- الخجل والحزن والأسف والسرور والفرح.

أما الوعى فهو بالإدراك والشعور معا ثم التفكر والبحث والاستدلال والاستنتاج.

أما مسز بلانفورد فهى مازالت حية ومازالت بها الروح.

أما ما حدث لها فهو خلل فى جهاز الإدراك "المخ" نتج عنه وعن الصدمة أيضا خلل فى الشعور وخلل فى الوعى. والطبيعى أنها الآن قد استعادت قناعاتها بعد القليل من التجارب "أن تمسك يدها أو تغير ملابسها أو تستحم" + المشاهدة وهى علم اليقين أى علم لابد من تصديقه لأنها ترى نفسها.

أما إن لم تقتنع فيقال أن المسكينة فقدت عقلها "جنت" لأنها لا تقتنع بالمنطق بعد المشاهدة الكاملة "علم اليقين"

خلاصة: الروح فى مجتمهنا هى ما لازم من لم نقوم بدفنه من البشر والحيوان وما لم نقوم بحرقه من النبات.

تحياتى على الموضوع الراقى
وشكرا لاستفذاذ أذهاننا.

basees@bloggspot.com يقول...

عزيزي سامي ،،

إستنتاج المقالة لاينفي وجود الروح، إنما يبرز وجه التناقض مابين المشاهدة لمايحدث لجسم الإنسان حسب المعطيات العلمية وماهو معروف عن طبيعة الروح. هناك تناقض بين الإثنين. ومفهوم "الخواء الروحي" الذي تفضلت به، والذي يعني مرض الروح، يضيف في الواقع إلى تلك الإشكالية لأن "المرض" يتسبب عن عوامل مادية كالفايروسات أو السموم مثلاً والتي لايمكن أن تصيب إلاّ جسد مادي، والروح ليست بمادة، فهي لاتخضع لقوانينها ولاتتأثر بأسبابها، مما يمثل صعوبة في تخيل كيف تمرض.

وتقبل تحياتي

basees@bloggspot.com يقول...

عزيزتي المهندسة ،،

لانستطيع طبعاً تداول موضوع عن شيئ هو في الأساس مجهول كمفهوم الروح، ولكننا نستطيع أن نبحث في ماهو معروف عنه ومتفق عليه، وهذا ماحاولت تحقيقه في هذا البوست. وأعتقد أن ردي على تعليق العزيز سامي ينطبق على تعليقك أيضاً حيث أنك تتفقين معه في رأيه حول الموضوع.

ولك تحياتي

basees@bloggspot.com يقول...

عزيزي بن باز ،،

يسعدني أن المقالة قد نالت إستحسانك، وأرجو أن أكون قد ألقيت بعض الضوء وأضفت قليل من الفائدة فيما يخص هذا الحوار.

شكراً لك ياعزيزي
ولك تحياتي

basees@bloggspot.com يقول...

Dear Leafless Eve

Thank you for your compliment. Your visits and participation are always welcomed

Best wishes

basees@bloggspot.com يقول...

عزيزتي حياة ،،

لاشك أن هناك جانب من وعي الإنسان وإحساسه يثيره الإبداع والجمال والتأمل والطبيعة والفن والأدب، ولكن كيف نعرف أن هذه الإحساسات هي إنعكاسات لتلك الذات المجهولة التي تسمى بالروح وليست في واقع الحال حصيلة عمليات دماغية تشتد وتخمد حسب مايطرأ على خلاياها من تغييرات فسيولوجية؟

أعتقد أن العلم يميل إلى التفسير الثاني.

وتقبلي تحياتي

basees@bloggspot.com يقول...

عزيزي Godless ،،

رأيك تسنده المعطيات العلمية، ولكن يبقى مفهوم الروح محل نقاش لايزال جاري تعترض محوره إشكالات منطقية وفسلسفية وعلمية كثيرة.

أسعدني إستحسانك للموضوع، شكراً لك ياعزيزي ..
وتقبل تحياتي

basees@bloggspot.com يقول...

عزيزي مع إصراري ،،

أعتقد أن ماتفضلت به هو مايؤمن به الكثير من الناس فيما يتعلق بفهوم الروح، ولكن هناك إشكالات عديدة في مايعتقده عامة الناس وماتفيدنا به المعطيات العلمية حول هذا المفهوم. ولعل أبرز هذه الإشكالات هو ماتشير إليه الدلائل العلمية كما طرحته في المقالة وأكرره مرة أخرى للتوضيح، أن الوعي مثلاً ليس بعنصر واحد ينبع من مصدر واحد كالروح، إنما هو حصيلة موحدة تتركب من عدة أجزاء متفرقة في المخ، ينبع كل جزء فيها من موقع معين له وظيفة وأداء تختلف عن غيرها.

فهناك صعوبة بالغة في تكييف طبيعة الوعي المجزئة على مستوى الخلايا الدماغية والخاضعة لعملياتها مع مفهوم الروح الواحدة الكاملة القائمة بذاتها.

أرجو أني قد أوضحت الإشكال.

شكراً لك ياعزيزي
ولك تحياتي

Ameerov يقول...

Great Topic Basees

كريج فينتر لم يحتاج لروح عندما خلق خليته الحية أو خلق الحياة فى خلية
- - -
إذا كان لهذه الكلمة وجود واقعى فكيف بحق الروح نشهد ونشاهد حالات مثل عودة الحياة للنائمين موتاً فى غيبوبتهم الطويلة العميقة أو بعد إنقاذ من لو تركوا لماتوا فى الحال وإنعاش قلوبهم كهربيا أو أو أو
(روح بتتنطط هى!!)

الموضوع برمته ملغز
لكن أعتقد أنها مسألة وقت فقط, قبل أن يماط اللثام وتختفى هذه الكلمة الغامضة
وتضح الحقيقة تماما كما استغرق البشر زمنا طويلا جدا قبل أن يستوعبوا أن الدماغ هو أصل ومحرك كل شىء
وأن القلب أو الأفئدة (أو ما فى الصدور) التى تهوى وتحس وتفكر أو الكبد
والطحال spleen المسئول عن الكآبة والهم spleen أيضا .. كلها ما هى الا أفكار رومانسية
- - -
المشكلة الأخرى يا بصيص كما ذكرت أن تعلق الناس بفكرة الروح مرده دينى بحت .. ولو كان نفس هذه الدين أخبرهم أن الروح عبارة عن خلطة من عين عنكبوت أحول وبيضة ديك رومى وريشة بيضا فى غراب أسود كانوا صدقوا برضه !!

دمت مبدعاً
 

غير معرف يقول...

لا زلنا نعشق الألفاظ الضخمة و المسميات الغامضة وتفاصيل تبدو مبهرة و مربكة و لكن إن توقفنا أمامها لحظة لوجدناها NOTHING!!!
الوعي والإدراك والشعور كلها مرادفات تعبر عن ردود الأفعال التي يتحكم فيها المخ بما فيها التجارب ومشاعر الحزن و الفرح وماشابه ببساطة لأن لو فقدت مخك .. دماغك .. عقلك ستفقد كل هذا معه و لو فقدت جزء منه أو تعطلت وظيفته فسوف يتعطل جزء من الانسان بالمقابل و لن تشفع له الروح في أن يعمل و لو اتفقنا أن الروح هي مركب من أشكال الوعي المختلفة عند الانسان .. فمن أين تأتي؟ أليس هو المخ؟ ولماذا نحيطها بكل هذا الغموض الموجود في عقولنا فقط ..!!

ذكرني تعليق أميروف عن العائدين من غيبوبات طويلة بمثال شبيه: هؤلاء الذين يصابون بسكتة دماغية و يصر ذويهم علي بقائهم متصلين بأجهزة طبية معينة لمدد تتفاوت حتي يصيبهم اليأس و يقررون فصل هذه الأجهزة .. هل كانت لدي هذا الجسد روح قبل فصل الأجهزة؟ هل كان يعي و يشعر ويدرك؟ وحينئذ من يكون صاحب قرار خروج "السر الإلهي" و"التخلص من الجسد لعدم جدواه"؟
آآآه لو ننظر للحياة علي بساطتها وحقيقتها الواضحة و نكف سعياً وراء اللاشئ
موضوع شيق يا بصيص ولا جديد في ذلك .. تحياتي!!

basees@bloggspot.com يقول...

عزيزي أميروف ،،

أتفق معك أنه ليس من السهولة تغيير مفاهيم نشأ عليها البشر، مهما أظهرت تلك المفاهيم من مفارقات منطقية أو نقصتها الدلائل. ودنيا الماورائيات بالذات، والروح تدخل في هذا الإطار، يمثل صعوبة، بل في حالات كثيرة إستحالة، في انتزاعها من أفكار الناس لعدم إمكانية إخضاعها للبحث التجريبي، فتبقى معلقة في الهواء، من يريد أن يؤمن بها لن يجد لها تفنيد مباشر يثنيه عن ذلك ومن يريد أن يرفضها لن يجد لها دليل مباشر يؤكدها. فالإثنان سعيدان بقناعاتهمها.

وقد شاهدت برنامج وثائقي قبل ليلتين يرتبط بملاحظتك النبيهة عن إنعاش من توقفت قلوبهم أوحى لي بموضوع سوف أطرحه قريباً كامتداد لهذا البوست.

شكراً لك ياعزيزي على استحسانك للموضوع
مع تحياتي

basees@bloggspot.com يقول...

عزيزي/عزيزتي 13WAYS ،،

الروح لها جذور فلسفية وعقائدية عميقة تمتد إلى آلاف السنين من تاريخ الثقافة البشرية، ليس من السهولة إجتذاذها من عقول الناس حتى لو تواجدت الدلائل. والمشكلة في المفاهيم الماورائية أنها، كما ذكرت لأميروف، لاتخضع للفحص العلمي التجريبي بسبب طبيعتها، فيقى المنهج الوحيد الذي يمكن بواسطته الحصول على أي إستدلالات حولها هو فحص مايفترض أنه من تأثيراتها المحسوسة، كالإدراك والوعي، بأساليب غير مباشرة. إنما هذا الأساليب للأسف، كونها لاتتناول محور الدراسة (الروح) بشكل مباشر، فهي تعاني من ضعف في درجة الإقناع ولايُنظر لها عند الكثير بأنها تشكل أدلة كافية لرفض مايعتبر أحد أعمدة العقيدة. فمفهوم الروح راسخ في أذهان الناس برسوخ العقيدة، وأي مساس فيه يعتبر بالضرورة مساس في العقيدة.

يسعدني استحسانك للموضوع ...
شكراً لك وتقبل/ي تحياتي

Tazmania يقول...

فعلا اتفق مع sami & engineer A
ومشكور عالموضوع

Mostafa Abdelmoneam Badr يقول...

عزيزى Basees
أسعدنى ازدياد الموضوع جاذبية وإثارة للأذهان ودعوة عامة للتفكر.

ردا على تعليقك على فقد أزعجت آذانى ألفاظ "مايؤمن به الكثير من الناس" و "ما يعتقده الكثير من الناس"

فلا أنا ولا أنت نتحدث عن العقيدة والإيمان ولكن نتحدث عن الاستدلال المنطقى والتعريف وهذا ما أعجبنى فى المناقشة و الموضوع المطروح.

وإنما كان سعيى لتعريف الروح علميا ومنطقيا. فليست الروح مرتبطة فقط بالنشاط العقلى أو الحسى والشعورى بل تمتد إلى ما هو أبسط من ذلك كما سبق وأشرت فى تعليقى فطالما هناك تنفس ونمو و تغذية ونبض فهناك روح.

من فقد وعيه فقد نام أو راح فى غيبوبة ومن فقد منطقه فقد فقد جن.
وهناك أيضا مفهوم جديد للموت الإكلينيكى فهو ليس بموت بل أحد صور فقد الوعى وإن كان إستمرار الحياة مسبب بالأجهزة.ولكن ماذا سيحدث لو لم يصيب ذويهم ولا أطبائهم اليأس ؟ أظن أنهم لن يستمروا مائة عام أخرى فى هذه الحالة بل سيموتون ويفقدون الحياة.
أما من مات فقد فقد الحياة فلا حركة ولا نمو ولا تنفس ولا نبض وسر الحياة مازال مبهما حتى الآن وهذا ما تسميه ثقافاتنا بالروح.
و للعلم أقول أن كريج فينتر قد احتاج لروح ولم يخلق خلية بل هو طور خلية وحيدة بتغيير مجمل الجينوم الخاص بها فقد استخدم خلية حية و انتزع منها الحامض النووى الطبيعى كاملا وقام بزرع حامض نووى صناعى كاملا وهو انجاز علمى مبهر لكنه لم يخلق حياه من لا حياه.

تحياتى لك عزيزى
وتحياتى لرواد مدونتك أصحاب الفكر الراقى
وتحياتى لكل الأحرار الذين يتفكرون ويتدبرون فليس على الفكر حجاب وليس فى النقاش حرج طالما تراعت المشاعر واحترم كل الآخر.

basees@bloggspot.com يقول...

عزيزتي تازمانيا ،،

إذاً أنت تنتمين إلى الطرف "الروحاني" من النقاش. جميل أن نرى هذا التباين الفكري الذي يشجع على تبدال الآراء والتعمق في التفكير.

تقبلي تحياتي

basees@bloggspot.com يقول...

عزيزي مع إصراري ،،

بداية، يؤسفني أن تكون عبارة "مايؤمن به الناس" مصدر إزعاج لأنها تدخل في سياق موضوع الروح والتي هي أحد الأعمدة للكثير من عقائد البشر، فمن الصعوبة عزل الإثنان لشدة إتصالهما ببعض.

على أي حال، بالرغم من عدم وجود دليل ينفي وجود الروح بحد ذاتها أو أنها مصدر للحياة، إلاّ أن الإشكالية، حسب ماتشير إليه الأدلة المتوفرة، هو كونها مصدر للوعي والإدراك أيضاً. فإن كانت تلك الخاصية تعزى لها بالضرورة، فالأدلة المتوفرة لدينا، وحالة مسز بلانفورد أحدها، التي تربط الوعي والشعور والإدراك بأجزاء متخصصة من المخ، تضعف إحتمال وجودها إن لم تنفيه.

أما بخصوص نفيك لقدرة كريغ فنتر على منحه الحياة للخلايا، فأنت تفترض أن الخلية لاتزال حية بعد فصل الجينوم عنها، وهذا ليس صحيح لأنها تعتبر ميتة من المنظور العلمي وحسب العبارات المستخدمة في الدراسات المنشورة، وتحتاج إلى عملية أخرى Boot up لأعادة إحيائها بعدما يزرع الجينوم الصناعي فيها. فعلى هذا الأساس، فقد نجح كريغ فنتر وطاقمه العلمي في "بث" روح جديدة للخلية بعدما فارقتها.

ولك تحياتي

الموسوعة الحرة يقول...

تحية طيبة...
بعد تجوالي بين الادراجات القيمة ...وجدت ان المدونة جميلة ومتنوعة وتثير العقل والاحاسيس واكثر من ذلك مفتوحة على الجميع ولا تنغلق على فئة معينة كما قرأت في ادراج الرد على من يطلب منع الزيارة!!!...
بالنسبة للعلم والروح...في الحقيقة ان تعقيدات الحياة المعاصرة هي التي تضعف الروح او المشاعر الروحية وليس العلم بالتحديد وهو فارق كبير...ان العلم يزيد الايمان كما انه قد يحصل للبعض ضعف روحي ناتج عن عدم فهم للعلم وليس العكس...والا لما وجدنا العلماء الدينيين والزمنيين المخلصين في قمة الروحانية...وطبعا لكل قاعدة شواذ...
تحياتي الطيبة...

Mostafa Abdelmoneam Badr يقول...

عزيزى Basees

إعلم أولا أننى مستمتع بتواصلى معك.وذلك لسببين الثانى إنك تفكر بطريقة علمية ومنطقية.أما الأول فهو كونك مختلف عنى.
ولو زال أحد السببين فلن تستمر المتعة من الحوار معك.وسأبحث عن آخر آخر يبادلنى المتعة الفكرية بصدق مع الذات.

تزعجنى عبارات " ما يؤمن به الناس" و"ما يعتقده الناس" من منطلق بلاغى

فهذا الموضوع المطروح للمناقشة لا يبحث عن المعتقدات ولكن عن الحقائق و أدلتها.
يبحث عن التعريفات الجوهرية المنطقية.

فما تقدمت به لم يكن من منظور عقدى إيمانى بل من منظور برهانى استدلالى.

فلا أنا ولا أنت نبحث عما يعتقد الناس. بل نبحث عما يعرف الناس. وليست المعرفة بالظنون والمعتقدات ولكن بالأحداث والوقائع والاستنتاجات.

فأنا عرفت الروح فى كلمتين "سر الحياة"

لا أريد أن أذكر لك ما يؤمن به الناس
بل ما يعرفه الناس

ولا أريد أن أقدم جديدا إلا إذا كان فعلا هناك جديد. فليس تقديم الجديد حرفة بذاته بل البحث والتحليل والنقد لإثبات القديم أو تحديثه بما هو أفضل وأصلح.

عزيزى حالة السيدة بلانفورد لم تقدم جديدا على ما يعرفه الناس ويؤمنون به ويعتقدونه. معروف مسبقا وجود المخ -""و قد ذكر الادراك والوعى فى القرآن باسم الناصية""- وخلل بعض خلايا المخ لا يؤدى إلى الموت بل إن موت الخلايا ليس بموت الكائن ككل فكل حركة إصبع تقتل ملايين الخلايا الحية وتزهق أرواحها.وتبقى روح الكائن الكامل كما هى. ماتت خلايا مخ ماتت خلايا كبد فهذا لا يعبر عن موت الإنسان.

الروح يا صديقى هى الفرق بين الموت والحياة
جسد ميت + روح = جسد حى

حتى وإن كان بلا وعى وإن كان تحت الأجهزة فى غيبوبة.


أما خلية كريج فيزعجنى جدا إستخدامك ألفاظ "تفترض" و "المنظور العلمى" فى تلك النواضع

فأنا لا أفترض أنها لا تزال حية بل أنت إفترضت موتها. لقد تمكن كريج العظيم من تركيب مركب كيميائى يضاهى برنامج جديد وقام بزراعته فى وحدة حية فتكاثرت. ولكن هل يستطيع زراعته فى وحدة ميتة أو وحدة مصنعة وإن كانت بضخامة المحيط الهادى؟ بشرط أن تقوم بعدها بأى عملية حيوية من تنفس تكاثر نمو إدراك وعى؟

من قال لك أن خروج الجينوم يعنى الموت؟
هل هذا صحيح و بأمانة علمية؟
هل أنت متأكد؟
لو أننى باحث بيولوجى هل أعتمد على بحثك هذاواستمر فى أبحاثى مستندا على أن المنظور العلمى الصحيح يفيد بأن خلية بلا جينوم خلية ميتة.

تقبل تحياتى

basees@bloggspot.com يقول...

عزيزي Openbook ،،

يتناول الموضوع ظاهرة طبية تناقض تشخيصاتها مفهوم الروح كما هو متعارف عليه ضمن الثقافة الإسلامية. هذا التناقض لم يقدم له أحد يؤمن بالروح تفسير له.

أما الحالة أو "المشاعر الروحانية" التي تذكرها في تعليقك فهناك حتماً مشاعر عميقة يثيرها التأمل والجمال والفن والموسيقى، يعزيها الكثير إلى الروح ولكن يمكن تفسيرها علمياً بأنها نتاج عمليات دماغية لاتربطها علاقة مع مفهوم من الممكن إخضاعها للدراسة، فيبقى تلك العلاقة فرضية تفتقر إلى الدليل.

وأما عن رأيك أن "العلم يزيد الإيمان" فأنا أختلف معك في هذا الرأي لأن الدراسات تُثبت العكس: أنه كلما ارتفع مستوى الثقافة انخفضت نسبة الإيمان. وهذا رابط لإحدى تلك الدراسات:

http://www.stephenjaygould.org/ctrl/news/file002.html

وأهلاً وسهلاً بك ياعزيزي قارئاً ومشاركاً
ولك تحياتي

basees@bloggspot.com يقول...

عزيزي مع إصراري ،،

الإدراك عند الإنسان هو نتاج لمجموعة من العمليات الدماغية تقوم بها أجزاء مختلفة من الدماغ، إذا تلف منها جزء سوف يؤثر ذلك التلف على جزء من الإدراك، وهذا ماتثبته عدة حالات طبية، حالة مسز بلانفورد ماهي إلاّ واحدة منها.

والآن، إن كان الإدراك ينبع عن الروح، وهو كذلك وفقاً لتعريفها، فمن الصعوبة تكييف هذا المعتقد مع ماتشير إليه تلك الحالات المرضية. هناك تناقض بين تلك الحالات ومفهوم الروح.

أما عن خلايا كريغ فنتر، فأنا لم أفترض أنها ميتة، بل هي لابد أن تكون ميتة عندما ينتزع منها الجينوم. كيف تكون حية إذا كان الجينوم وهو محرك الحياة، هو الحياة، غير موجود فيها؟ مستحيل. الخلية بدون الجينوم ماهي إلاّ كومة ميتة من الجزيئات العضوية لاتُظهر أي من علامات الحياة. تستطيع ياعزيزي أن تأخذ هذه المعلومة كحقيقة لايعتريها أي جدل.

وتقبل تحياتي

(ملحوظة: أعتذر عن التأخير في الرد بسبب محدودية الوقت الذي أستطيع منحه للمدونة. ولكني أحاول دائماً التفاعل مع القراء الأعزاء قدر المستطاع ضمن حدود الوقت المتاح)

Mostafa Abdelmoneam Badr يقول...

عزيزى بصيص

أولا أتمنى لك التوفيق فى كل أعمالك وأولوياتك. لا عليك من التأخير فالمتابعة بالبريد تعرفنى أنا وباقى المتابعون بالردود الجديدة.فلا تنزعج أبدا من ذلك.

عزيزى بصيص
دعنا نناقش الأمرين بأسلوب منطقى معروف وهو النفى للإثبات.

تقول تلفت خلايا المخ وتلف معها الوعى
والسؤال 1-هل يمكن أن يتلف الوعى بدون تلف خلايا المخ؟ - "نعم حالات نفسية مرضية كثيرة أظن حالة مسزبلانفورد إحداها"

2-هل ممكن أن يتوقف المخ تماما ويظل الإنسان حيا؟ - "نعم حالات السكتة الدماغية واستمرار الحياة بالأجهزة والذى لا يستمر إلى الأبد ولكن حتى الموت البيولجى المعروف"

إذن فالأمران ليسا متلازمان أبدا مخ سليم ووعى مضطرب فى الأولى.
ومخ تالف وتلاشى الإدراك تماما وحياة مستمرة بلا تلف إلى حين.

الموضوع بعيد جدا بصيص ومحير لكل العلماء حتى الآن الذين يبحثون فى حقيقة الروح.

إن لى موقف مؤثر مع قريب لى مات فى ريعان شبابه وعشت بعده حالة نفسية غريبة.
لقد مات حيت ارتفع ضغط الدم فجأة وبمجرد موته طبعا عاد ضغط الدم إلى الصفر نظرا لتوقف القلب طبعا. فكنت أنظر إليه وأنا أبكى وأتساءل شاب كامل الأجهزة والمواصفات ارتفع الضغط وليس به تلف وقد عاد الضغط. وهو الآن لا ينقصه شيء إلا ضخ الحياة مرة أخرى إليه. إنه كامل فسيولوجيا أكثر منى ومن الكثيرين.لا ينقصه شيء إلا أنه مات.

نتبع نفس الأسلوب مع خلية كريج:

هل توجد تموت الخلايا رغم تواجد الجينوم بها؟
إذن ماذا فقدت لتكون ميتة؟

هل نقل جينوم من خلية حية إلى أخرى ميتة يحييها؟
"ولم يفعل كريج هذا أيضا"

كما أنى أراك تقول:"كيف تكون حية إذا كان الجينوم وهو محرك الحياة، هو الحياة،"
إذن لقد أنهيت الموضوع وقررت أن الجينوم هو ما نسميه الروح للخلية الأحادية.
هل أنت راض عن ذلك؟
الجينوم يا عزيزى معروف ولا نسعى لجعله مبهما فهو سجل الأنشطة والصفات الوراثية للخلية. وليس هو الحياة ولو كان ذلك من المسلمات العلمية فلا داعى للبحث فيه.
ولكن اعلم أن كريج نفسه لم يقل أنه أوجد حياة من لا حياة فهو قدير فى هذا العلم رجاء مراجعة الموضوع من واقع البحث.
على فكرة لم يكن لدى أى فكرة عن خلية كريج من قبل أن أقرأ التعليقات هنا.وانبهرت جدا بإنجازه وسارعت للبحث عن تقنياته بدقة وآراء العلماء ةالفلاسفة رجاء مراجعة الموضوع.

سعيد بالحوار معك وانتظرك على مهل

تقبل تحياتى

غير معرف يقول...

تحية طيبة .. لا يوجد شيء اسمه روح وهي من اختراع الاديان وبقت عالقة في اذهاننا بل اجبرونا ان نعتبرها حقيقية من الحقائق .. انا اعتقد ان الذاكرة البشرية هي اهم اجزاء المخ وهذه الذاكرة مخزونة على المخ بطريقة بيولوجية وهي شخصيتنا والدليل ان الانسان فاقد الذاكرة لا يعرف نفسه .. اما بقية الاحاسيس فهي احاسيس عصبية عادية موجودة عند الجميع غرضها حماية الانسان من المحيط .. كتبت عن الموضوع ايضا http://alnahry.blogspot.com/2010/08/blog-post_350.html .. شكرا للموضوع والطرح الجميلان

basees@bloggspot.com يقول...

عزيزي مع إصراري ،،

شكراً على شعورك اللطيف، وأتمنى بدوري كل التوفيق لكم في مساعيكم. وسوف أقتبس بعض النقاط من تعليقك وأرد عليها:

"1-هل يمكن أن يتلف الوعى بدون تلف خلايا المخ؟ - "نعم حالات نفسية مرضية كثيرة أظن حالة مسزبلانفورد إحداها""

أي تلف أو تغيير للوعي سوف يكون سببه متعلق بعمليات دماغية، إما نفسية أو عضوية سواءً نتجت عن تلف خلايا أو عن ضغوط الحياة. إذ لايوجد هناك أي تغيير في الوعي لايصاحبه تغيير في العمليات الدماغية. وهذه الحقيقة تُثبت بأن مركز الوعي هو الدماغ، وإن كان هناك عامل مؤثر آخر كالروح، فالعلم إلى الآن لم يعثر على تلك الذات أو أي يجد حتى علاقة تشير إليها.

وكيف توصلت إلى أن التغيير في وعي مسز بلانفورد لم ينتج عن الجلطة الدماغية التي أصابتها؟ إستنتاجك هذا ياعزيزي غير صحيح.

"2-هل ممكن أن يتوقف المخ تماما ويظل الإنسان حيا؟"

إذا توقف المخ عن العمل وظل الإنسان حياً ولكن بلا وعي، فهذه الحالة تدل أيضاً على أن الوعي والإدراك مصدرهما المخ. إذ لو كانت الروح هي مصدر الوعي لاستمر في عمله حتى بتوقف المخ، ويبقى دور الروح في هذا المثال مقتصراً على منح الحياة فقط، وهذا الدور أيضاً يفتقر إلى الدليل. وأتعاطف معك في تجربتك مع قريبك المتوفي، ففقد الأحباب من أقسى محن الحياة.

"هل تموت الخلايا رغم تواجد الجينوم بها؟
إذن ماذا فقدت لتكون ميتة؟"

إذا توقف الجينوم عن العمل، ماتت الخلية، وإذا وُضع جينوم صناعي جديد غير حي وأحييته، أحييت الخلية.


"هل نقل جينوم من خلية حية إلى أخرى ميتة يحييها؟
"ولم يفعل كريج هذا أيضا""

نعم فعل ذلك، وهذه هي الفكرة الأساسية لمشروع كريغ فنتر برمته. أن يخلق كائنات جديدة بواسطة تركيب جينوم صناعي وإحيائه. وأعتقد أن هذه النقطة تجيب على باقي إستفساراتك.

ولك تحياتي

basees@bloggspot.com يقول...

عزيزي نزار ،،

قد يكون هناك شيئ أسمه روح يعطي أو يوجد الحياة، أنا شخصياً لاتوجد لدي مشكلة مع هذه الفكرة بحد ذاتها. ولكن المشكلة في مثل هذه الأفكار، كما هو الحال مع معتقدات كثيرة أخرى، أنها تفتقر إلى الدليل حتى تُقبل. والدليل غير موجود.

وقد عرفنا الآن أن حياة الإنسان المتمثلة بشخصيته هي في الواقع مزيج من عمليات دماغية متعددة ومتفرقة تصدر عن أجزاء مختلفة من الدماغ والذاكرة هي أحد تلك العمليات التي تتحكم فيها أجزاء معينة من المخ. فمثلاً ذاكرة الإنسان القصيرة المدى يتحكم فيها الجزء الأمامي من الدماغ Frontal lobe ، إذا تلف ذلك الجزء ذهبت معه تلك الخاصية من الذكرة.

شكراً على الوصلة ياعزيزي، وقد قرأت موضوعك التوعوي الممتاز وأتفق معك بأن الكون بما فيه الإنسان هو مادة ولايوجد مايدل على أن هناك شيئ آخر غيرها.

ولك تحياتي

سليم الجزائري يقول...

شكرا على هذا المقال ...
بالنسبة لي انا الجسد له عقل يفكر به و اعين يرى بها و و و و و
اما الروح لها شعور و ادراك و ان صح التعبير عيون من نوع اخر اي تستطيع ان ترى 380درجة ... لذا عندما تكون الروح فى جسم الإنسان تخصع الى الجسم كي ترى او تشعر او تحس و تلمس من اعضائه لذا لو تلف عضو فسوف تستعمل بقية الأعضاء لأنها لازات تحت سيطرت الجسم المادي ... لكن عندما ينقطع اتصالها اي الروح الجسم التي كانت فيه هنا تبدأ فى استعمال شعورها و حواسها و و و ... لذا المرأة المريضة التي وضعتموها كامثال كانت لا تزال رهينة جسمها و لم تتحرر بعد الروح ...
طبعا هذا مجرد رأيي الخاص .. :)
تحياتي من الجزائر

basees@bloggspot.com يقول...

أهلاً بك عزيزي سليم ،،

هذه التفاصيل التي تذكرها في تعليقك على الروح تتطلب سند لتأكيدها. ولكن لايوجد هناك أي دليل على وجود الروح أساساً، ناهيك عن وجودها بهذه التفاصيل. فيبقى هذا رأي شخصي ينقصه البرهان.

شكراً على مرورك وتفاعلك مع الموضوع ..

وتقبل تحياتي

Unknown يقول...

لا نستطيع أن نقول أن جميع الديانات على حق كل دين يحاول أثبات وجوده بالحق جميع الديانات لم تأتي بالعلم الكامل .
وجود الروح هو معروف منذ نشأة الأنسان القديم ربما كانت الروح محبوسة في الجسد والموت هو التحرر من هذا الجسد
ربما كان العالم الأخر هي الوعي مع المشاعر .
ربما كان الأحساس والعواطف هي الأحساس بالروح
لا نستطيع أن نتخيل روح بلا جسد كيف ستكون الروح
عند أحلام المنام لا تستطيع أدراك المكان والزمن وكأن الأشياء تحدث لا أراديا

test يقول...

لقوله تعالى ومااوتيتم من العلم إلا قليلا. قبل أزيد من 1400 سنة ناقش القرآن الكريم موضوع الروح باعتبارها متعلقة بالعلم وبعد كل هذه القرون أصبح العلماء يناقشون الروح انطلاقا من العلم . هذا أن دل على شئ فإنما يدل على صدق القرآن أولا ومن جهة تانية ان من أجل الوصول إلى معرفة الروح يلزم مزيدا من العلم