الخميس، 7 فبراير 2013

من نماذج أخطاء السماء: الأي آي أس

::
تنتابني حالة من النشوة كلما صادفت ظاهرة واضحة أو دليل صلب يناقض بشدة الصفات الربوبية التي تقوم عليها قدسية الأديان ويساهم في كشف زيفها وبشريتها.

وهذا أحدها، أرسلت لي رابطه الزائرة الكريمة سوما في تعليق لها على هذا البوست. والرابط لفيديوكليب أنقله لكم أدناه، تتحدث فيه امرأة عن معاناتها من حالة جينية غريبة إسمها متلازمة نقص الأندروجين AIS، وتعني أن الخلايا لا تستطيع التفاعل مع هرمونات الأندروجين. ولكي تستوعبوا طبيعة هذه المشكلة وأبعادها على القدرة الربانية المزعومة، نحتاج إلى شرح مقتضب للعوامل الجينية المتعلقة بهذه الحالة.

لاشك أن أغلبكم يعرف أن الكروموزومات التي تحدد جنس الجنين، ما إذا كان ذكر أو أنثى، هما كروموسوم إكس x وكروموسوم واي y. فإذا كان الجنين يحمل كروموسومي xy فهو ذكر وإذا كان يحمل xx فهو أنثى، أي أن جميع الزوار الذكور الذين يقرأون هذا البوست يحملون كروموسومي xy في خلاياهم، وبمالمقابل، جميع الزوار الإناث يحملون كروموسومي xx. صح؟

لا، ليس بالضرورة. إذا كان أحدكم يعاني من نفس الحالة الجينية التي تعاني منها المرأة في الفيديوكليب، فجنسه لن يتحدد بسهولة، حتى بوجود الكروموسومات الصحيحة في خلاياه، وحتى لو بدى ذلك على أعضائه/ا التناسلية وباقي جسمه على الظاهر. لأن عدم قدرة الخلايا في التفاعل مع هرمونات الأندروجين، التي تلعب دور مصيري هام في تكوين الخصائص الذكورية خلال مرحلة نمو الجنين، يعني أن الأجهزة التناسلية بالخصوص لن تستطيع أن تتحول إلى أعضاء ذكرية كاملة، فيصبح المولود خليط من الأنثى والذكر، ويتأرجح بين الإثنين حسب شدة الحالة.

والمرأة المصابة بهذه الحالة في الفيديوكليب، تملك مهبل بدون رحم، وخصيتين بداخلها بدلاً من مبيضين. فهي جينياً رجل، xy، ولكنها ظاهرياً وداخلياً خليط من الإثنين.

فما السبب الكامن تحت هذه الحالة؟

السبب هو حدوث خطأ في التعليمات الجينية بسبب طفرة mutation، إما أن تكون مكتسبة خلال عملية الإنقسام الخلوي أو تكون موروثة، يتعطل بواسطتها الجين المختص بتحديد الجنس مما يسبب هذه المشكلة.

أرجو أن يكون هذا الشرح المبسط قد أوضح الصورة، تعالوا الآن لنضع هذه الظاهرة في سياق ديني مختصر. ماذا يعني هذا خلقياً؟

يعني أن قداسة عميد الجامعة السماوية، مصمم آدم وواضع أسسه الجينية، أراد أن يخلق ذكر في رحم أمه بواسطة هذه الآلية الربانية، فتلبخت العملية. ورغم أن المولود قد خرج إلى الدنيا ذكر بكل المعايير الجينية، كونه xy، إنما غلطة صغيرة حدثت في جين واحد من ضمن 20000 جين في خلاياه، لخبط التركيبة كلها، فأنتجت إنسان لاهو بذكر كامل ولا هو بأنثى كاملة.

 

 
 
 
مع وافر الشكر للأخت الكريمة سوما كيوتي على توفير الرابط.
 
 

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

وافر الشكر لك اخ بصيص على اخذ تعليقي بعين الاعتبار وفتح بوست مخصص له :)

العرض يقول...

و لما يقول الله أنه قد جعل من كل شيء ذكرا و أنثى ؟
ألم يلاحظ مثل هذه الحالات ؟
و مذا عن الحلزونات ؟!