الجمعة، 13 أغسطس 2010

إشارة من السماء

::

نظرية التطور تُرفَض وتُحارَب بضراوة من مشايخ المسملين، ليس من منطلق علمي مناوئ يستند على دليل حفري أو جيني أو نشوئي، أو على أي برهان علمي آخر يناقضها، أبداً، فهذه كلها تصب، بلا إستثناء، في صالح النظرية وتعززها، إنما ينطلق هذا العداء الشرس من قاعدة لاهوتية خلقية سردية بحتة، ترتكز على قصة آدم وحواء كما جائت بشكلها الظاهري في القرآن وقبلها في التوراة، وتُعتنق من قبل المسلمين كحقيقة ثابتة بدون أي دعم أو سند بأي دليل على صحتها خارج ورودها في تلك الكتب.

ولو كان ظهور الإنسان مستثنى علمياً من النظرية، أي لو كان الجينوم البشري مثلاً يختلف تماماً عن جينوم باقي الحيوانات أو لم تتوافر أدلة حفرية كرونولوجية له، لما شملت النظرية الصنف البشري لعدم توفر الأدلة واستنثنته عنها كظاهرة منفصلة. في هذه الحالة، لن يكن هناك مبرر كافي لرفض النظرية ولقبلتها جميع الطوائف الدينية بدون تردد أو غضاضة. فمعاداة الدين للنظرية إذاً هو بسبب معارضة النصوص القرآنية الخلقية الآدمية لنصوص النظرية التطورية، لاأكثر ولاأقل.

والجزء الذي ينفر منه المؤمن المسلم من النظرية على الخصوص ويحاريه هو ماينسب أصله إلى القرد، ليس لأنه يعارض فكرة خلق الإنسان في هيئته الحالية فحسب، بل لوجود أيضاً نص قرآني صريح يذم هذا الحيوان بالذات بإنزال العقوبة الشديدة على البشر باستنساخهم على هيئته. فكيف يمكن للإنسان المؤمن أن يقبل بأنه ينحدر عرقياً من حيوان، وليس أي حيوان فحسب، بل حيوان ذميم مثل القرد؟

ولكن التطور حقيقة، وانتساب جميع الكائنات الحية إلى أصول مشتركة حقيقة، وانتساب البشر إلى القرود حقيقة تدعمها أطنان من الأدلة. فالإنسان كان له أصل مشترك مع الشيمبانزي عاش قبل حوالي 6 ملايين سنة، وكان هذا الأصل بدوره له أصل مشترك مع الغوريلا عاش قبل 11 مليون سنة وقبله كان هناك أصل مشترك لهؤلاء مع الأورانغ أوتان قبل 13 مليون سنة وهكذا بالتتابع الكرونولوجي حتى نصل إلى أصل مشترك ينتسب إليه جميع القرود، بما فيها الإنسان.

ذاك الأصل المشترك الذي تنتسب له القردة بما فيها الإنسان، كان يُعتقد أنه عاش قبل حالي 35 مليون سنة، ولكن خلال الشهر الماضي، نشر بحث في الجورنال العلمي نيتشر  Nature  باكتشاف جمجمة لقرد من فصيلة غير معروفة لم تكتشف من قبل، تجتمع فيها صفات القردة القديمة والقردة الحديثة بما فيها الإنسان. ودلت التحاليل على أن هذه الفصيلة المكتشفة مؤخراً قد عاشت قبل 28 إلى 29 مليون سنة، أي أبكر بعدة ملايين سنة مما كان يعتقد في السابق.

هذا الإكتشاف الجديد يضيف إلى أكوام الأدلة الموجودة التي تدعم حقيقة أننا كجنس بشري ننحدر فعلاً من أصل نشترك فيه مع باقي القردة، ولكنه يحمل أيضاً خصائص أخرى يجعله فريد متميز عن غيره من الإكتشافات المماثلة، فبالإضافة إلى:

أولاً، أنه يعطينا معلومات أدق بخصوص الفترة التي عاش فيها هذا الأصل، فبينما كان العلماء يعتقدون في السابق أن الأصول المشتركة عاشت قبل حوالي 35 مليون سنة، هذا الإكتشاف يقربها إلى 29 مليون سنة، وقد لايهم هذا العنصر القارئ والمتابع ولكنه على أهمية كبيرة علمياً.

وثانياً، أنه قدم لنا فصيلة جديدة من القردة لم تكن معروفة في السابق، وأثرى بها الحصيلة الحفرية الموجودة لهذه الحيوانات.

فإنه أيضاً له خاصية ثالثة متميزة، وهذا هو البنتش لاين لهذا البوست، وهي أهمية المكان الذي وجد فيه. وقبل التطرق لهذه النقطة، إسمحوا لي بهذه المقدمة (المتأخرة):

من يقرأ ويفهم النظرية الداروينية (كما يحب أن يسميها المتدين) سوف يدرك أنها بجميع أبعادها، وليس فقط بمضمونها المورفولوجي الجيني، تهدم حقاً الأعمدة الرئيسية التي تستند عليها الأديان الخلقية (أي التي تزعم بأن الإنسان والحيوان خلقا بالصورة التي هما عليها الآن) ولهذا السبب قاومتها جيمع تلك الأديان لعقود منذ نشرها قبل 150 سنة ولايزال الدين الإسلامي يرفضها جملة وتفصيلاً، ولالوم عليه لمقاومتها بهذا الشكل القطعي العنيف لإستحالة تكييفها مع ما تمليه نصوصه المقدسة. نعم، تحاول بعض الطوائف المسيحية تكييفها مع معتقداتها ولكنها محاولات يائسة تواجه معاضل لاتُحل تطرقت لها في موضوع سابق تجدونه هـنـا

فإذاً يمكننا الإستنتاج بأن أي إكتشاف يؤدي إلى تعزيز ودعم هذه النظرية، سوف يساهم في هدم الأساسات الدينية وبالتالي سوف يغضب الله، لأن الله يريد لرسالته، متمثلة بالدين الإسلامي "المتكامل"، بالإنتشار حتى تصل الحجة إلى جميع البشر، أليس هذا القصد؟ الله يريد أن يعزز دينه وينصره لا أن يدمره بواسطة نظرية تؤدي إلى الكفر به، أليس كذلك؟

والآن، هل من الممكن أن يتفضل أحد المسلمين المؤمنين من قراء هذه المدونة بإفهامي وإفهام القارئ المتسائل لماذا قرر الله أن يُظهر هذا الدليل المدمر لرسالته في عقر داره؟

إكتشفت هذه الجمجمة الهامة في السعودية!
وأين في السعودية؟
في الحجاز!
وأين في الحجاز؟
على هضاب مكة! أي قرب الكعبة!!!

مكتشف هذه الجمجمة هو إياد زلموط أحد طاقم الباحثين البينتيولوجيين في جامعة ميتشيغان الأمريكية، وقد عثر عليها بالصدفة عندما كان يبحث عن متحجرات الحيتان القديمة في صخور مرتفعات مكة. وتم تصنيفها الآن وأُطلق عليها إسم "سعدانيَس حِجازَنسِس" نسبة إلى موقع تواجدها في الحجاز ونُشر بحث عنها في جورنال نيتشر شهر يوليو الماضي.

ولكن كيف يسمح الإله للأدلة الدامغة الهدامة بأن تتراكم عبر السنوات لتنخر في دياناته حتى لتجعلها هرئة تتهشم من لفحة نسيم، ويزيد على ذلك بأن يقدم هذه البراهين الدسمة على أطباق جاهزة ليتناولها الملحدون والكفار وليمة هنيئة من على أقدس بقعة له في الكون خارج قصوره السماوية؟

سوف يكون هناك رداً سهلاً على سؤالي أعلاه من أغلب المؤمنين، لأن قوة العقيدة الموروثة سوف تكون أصلب وأثبت وأشد صموداُ من أن يهزها إكتشاف جمجمة متحجرة وحتى لو ظهرت في قلب الكعبة، ولكن يبقى الأمل في أن ينتبه أحدهم إلى هذه الأمور التي قد تمر على أذهان الغالبية بلا اكتراث، إلى أن تثار التساؤلات فتبدأ خلايا عقله في العمل.

ربما هي إشارات، بل قد تكون أوامر من السماء للبشر، بعد انقطاع الرسل، بترك الدين .... لأن الإله قد غير رأيه.
من هو إياد زلموط؟ ماذا أكتشف إياد زلموط؟ ماهي المتحجرات التي اكتشفها إياد زلموط؟ أين أكتشف إياد زلموط المتحجرات؟ هل صحيح أن إياد زلمزوط إكتشف متحجرات في مكة؟ هل اكتشف إياد زلموط عظام قرد في مكة؟ متى اكتشف إياد زلموط عظام قرد في مكة؟

هناك 14 تعليقًا:

الحمار الحكيم يقول...

العزيز بصيص


بوست متماسك و مثير

أعانك العقل لما تحتاج البشرية و ترضى


والعقل المستعان

basees@bloggspot.com يقول...

عزيزي الحكيم ،،

العقول موجودة لإعانة وإرضاء الجميع ... إذا أحسنوا إستخدامها.

أسعدني إستحسانك للبوست
ولك تحياتي

الجاحظ يقول...

ما أستغربه حقيقة هو أن الغرب صاحب النظرية ما زال يسميها نظرية ، و لم ينزع عنها هذا المسمى حتى الآن ، على الرغم من كل الإثباتات و القرائن التي تدعمها و تدلل عليها ، فهي في نهاية المطاف تبقى نظرية ، و تظل عرضة للصواب و الخطأ ،هذا بمفهوم أهل النظرية أنفسهم و ليس بمفهومنا نحن الذين لا ناقة لنا و لا جمل في هذا الميدان
فأي عقل هذا الذي يقبل أن أرفض كتابا سماويا ثبت بالتواتر و أقدم عليه نظرية علمية ما زالت بمفهوم أهلها فرضية قد يأتي في المستقبل من ينقضها بالكلية ؟؟!

لذلك الغرب نفسه بما أوتي من أسباب العلم و العقل و المنطق والتي تفتقر إليها أنت أبقى عليها كنظرية من باب الاحتياط الظني و العلمي ،

يا أخي من حق نفسك و عقلك عليك أن تشتري اليقين بالظن و ليس الظن باليقين كما تفعل أنت ، ثم تُحمل العقل مسؤولية هذه التجارة البائرة ، ما أكثر ما أهنت العقل في هذه المدونة

ثم دعنا من باب التسليم الجدلي نتفق معك أن الإنسان أصله قرد ، فماذا الذي سوف يغني العقل المسلم و العربي إذا أقر "بقروديته" و كيف سوف ينعكس هذا على عقله و إنتاجيته

و شكرا

غير معرف يقول...

عزيزي لقد نبح صوتي وانا اتكلم عن هذا الكشف ولكن لا ادري سر التعتيم الاعلامي الفظيع عليه

basees@bloggspot.com يقول...

عزيزي الجاحظ ،،

أولاً لاتخلط بين النظرية والفرضية، فهما مفهومان مختلفان. ثانياً حين يزدرى تفسير ظاهرة ما بنعته بأنه: "مجرد نظرية" فهذا فهم العامة الخاطئ لها وليس الفهم العلمي.

لايوجد في الحياة مايمكن إعتباره كـ "حقيقة مطلقة" كما يريد الدين أن يوهمنا. الحقيقة المطلقة مفهوم ذهني وهمي ليس له سند خارج الإطار الديني. النظرية هي أعلى درجة يمكن التوصل إليها في فهم الظواهر وتفسيرها علمياً. فالجاذبية نظرية وهي أيضاً حقيقة والعدوى المرضية نظرية وهي أيضاً جقيقة والتطور نظرية وهو أيضاً حقيقة، وكلها نظريات علمية قابلة للتنقيح والتعديل مع المستجدات.

وإذا أقريت بأن الإنسان قد تطور ولم يخلق بشكله الحالي فأنك بالضرورة تقر بأن التفسير الديني لخلق الإنسان خاطئ، وهذا مالايقبله المؤمن لأنه يهدم عقيدته.

ولك تحياتي

basees@bloggspot.com يقول...

عزيزي بن باز ،،

سلامة صوتك، التعتيم في العالم العربي الإسلامي أصبح عادة لاتستغرب منها، وخصوصاً مايتعلق باكتشاف محرج مثل هذا.

ولك تحياتي

الجاحظ يقول...

أخي العزيز بالرجوع إلى أبسط معجم أو قاموس أو أيا كان يمكنك أن تتطلع على تعريف النظرية

أما بالنسبة للحقيقة العلمية المطلقة فمن قال أنه لا توجد حقيقة علمية مطلقة ؟؟! هناك المئات من الحقائق العلمية المثبتة بالتجربة و البرهان ، أما قراءة تاريخ الأرض فهذا لا يمكن إثباته بالتجربة العلمية

أصلحك الله يا أخي الكريم فأنا لا أستطيع أن أناقش معك الأبجديات ، و حتى لا ندخل في حوار طرشان هلاّ تكرمت و أخبرتني ما هو مجال تخصصك ؟؟

و شكرا

basees@bloggspot.com يقول...

عزيزي الجاحظ ،،

نقدك يخلو من أي أساسات علمية. النظرية مفهوم أوسع مما يمكن فهمه يالرجوع إلى القواميس، وهذا شرح لمفهوم النظرية وبعض المصطلحات الأخرى كـ "الفرضية" و "الحقيقة" من بعض العلماء. عليك أن تفهمها أولاً من المنظور العلمي وليس العامي الدارج قبل أن تنتقدها.

http://www.youtube.com/watch?v=VxnvmmhxPUo

ودعك عن اختصاصي أو موديل سيارتي أو قياس قميصي، ركز على الطرح ونبهني إلى الخطأ (((بالتحديد))) إذا كان موجود وأتي لي بالتفسير العلمي الذي يناقضه. أن تأتي بعموميات وتقول أن هذا خطأ بدون أي تفسير فهذا كلام لايعتد به.

ولك تحياتي

الجاحظ يقول...

شتان بين أن أسألك عن مجال تخصصك و بين أن أسألك عن موديل سيارتك أو مقاس قميصك ، و لكن يبدو أن خلط الأمور فيك طبيعة

أما نقد النظرية فأنا لست بمقام يخولني من نقد هذه النظرية أو تلك ، و لكن ما أحاول أن أبينه لك أخي العزيز أنه ليس من العقل في شيئ أن أدفع النص القرآني الثابت بنظرية ، لأن النظرية مهما كانت قوية تبقى عرضة للنقض ، هذا الكلام لا يختلف عليه اثنان و لا يتناطح فيه كبشان

و لعلمك عزيزي فإن نظرية دارون لا تزال في قالب الجدل العلمي بغض النظر عن الجدل الديني

مشكلتك أخي الكريم أنك تقفز فوق الحجة ، أو قد لا تراها أساسا ، لأنك تسير بنظرة أحادية ، و أقسم بالله العلي العظيم أنه لم يكن لديك أي مشكلة مع الخالق أو الدين ، أنا على ثقة من هذا الأمر ، مشكلتك إنما كانت مع أشخاص يدعون أنهم من حملة لواء الدين أساؤوا لك و أساؤوا للدين ، الأمر الذي جعلك تنقلب رأسا على عقب ، و هؤلاء الأشخاص هم البلاء الأعظم ، ليس أنت

حاول أن تقرأ الإسلام من خلال الإسلام نفسه لا من خلال المتأسلمين ، صدقني ستجد فرقا بينا

تحياتي ،،،

basees@bloggspot.com يقول...

عزيزي الجاحظ ،،

النظرية تزعم شيئ
والقرآن يزعم شيئ آخر

لتحديد أيهما الصادق، وجب معاينة الأدلة المطروحة .. بنظرة محايدة. ولكن إذا كانت لديك قناعات مسبقة بأحدهما فنظرتك لن تكون محايدة بل منحازة إلى الطرف الذي تقتنع فيه ولن يجدي الدليل في تغييره بشئ .. لأغلب الناس.

إذا استطعت أن تتجرد من تلك القناعات (مهمة شبه مستحيلة) فلابد أن يتحرك عندك بعض الشك على الأقل عندما ترى أن جميع الأدلة الموجودة تثبت صحة التطور وليس الخلق بالمفهوم الديني.

والمشكلة ياعزيزي ليست بالأشخاص كما تظن بل بالنصوص نفسها.

لك تحياتي

الجاحظ يقول...

الأشخاص هم الذين خلقوا عندك هذه المشكلة في فهم النصوص ، على أية حال هذا لا يهم الآن ، قد طرحت عليك العديد من الأسئلة خلال الأيام القليلة الماضية و لكنك لم تجب على أي منها

أعود و أطرح عليك نفس السؤال... أنت تقول أن سبب تخلف المسلمين هو تمسكهم بدينهم و معتقداتهم ، ماذا عن اليهود إذا؟؟ ، هو شعب متمسك بعقيدته حتى النخاع ، فماذا تعتبر هؤلاء؟؟ متخلفون أيضا ؟؟

basees@bloggspot.com يقول...

عزيزي الجاحظ ،،

أنا كنت أتكلم عن الإسلام والمسلمين، لم أتكلم عن اليهود أو المسيحيين أو الهندوس، فهؤلاء لهم ديانات وتاريخ وظروف تختلف عن بعضها، لماذا خرجت عن موضوع المسلمين وأتيت باليهود؟؟؟

مقارنتك لاتصح، لأن اليهود لهم تاريخ وظروف تختلف كثيراً عن وضع المسلمين. ومثالك هذا على أي حال حجة عليك وليس لك، لأن الغالبية الساحقة من العلماء اليهود الذين أثروا الثقافات البشرية بإنجزاتهم العلمية والأدبية هم من يهود الغرب الذين تلقوا دراساتهم في دول علمانية من مناهج دراسية علمانية.

نعم، هناك علاقة بين التدين وارتفاع المستوى الثقافي وهي علاقة طردية عكس ماتظن، أي كلما ارتفعت نسبة التدين انخفض المستوى الثقافي، وهاك الدليل:

http://basees.blogspot.com/2008_04_01_archive.html

مع تحياتي

الجاحظ يقول...

حبيبي أرجوك رجاء خاص لا تأتيني بعبارات كلاسيكية مبتذلة و تحشو بها ردودك من غير إصابة معنى و لا تعيين فائدة ، كعبارة حجة عليك و حجة لك و غيرها

أنت تلاحظ منذ البداية أني لم أستشهد بآية قرآنية واحدة ، ولم آتِ بحديث شريف ، و إنما من لسانك أدينك ، أنا يعنيني أمر واحد ، ألا و هو أنك تحمل الدين و العقيدة مسؤولية تخلف العرب و المسلمين ، و إنما ضربت لك اليهود مثلا ، لأدفع هذا الحجة الواهية ، و أبين لك بالدليل القاطع و البرهان الناصع أن الدين لا علاقة له بالتخلف، بل ربما لو كنا كما اليهود باعتدادهم بدينهم و عقيدتهم لكان الحال غير الحال

ثم ما هذا التخبيص أصلحك الله ، تقول "العلاقة بين التدين وارتفاع المستوى الثقافي هي علاقة طردية عكس ماتظن، أي كلما ارتفعت نسبة التدين انخفض المستوى الثقافي" هكذا شرحوا لك العلاقة الطردية في المدرسة؟؟!

عرفت الآن لم سألتك عن تخصصك؟؟

basees@bloggspot.com يقول...

عزيزي الجاحظ ،،

حسناً، إليك الحقائق المجردة مرة أخرى.

هناك علاقة بين نسبة التدين وبين المستوى الثقافي تدعمها البحوث، تثبت أن إرتفاع المستوى الثقافي يصاحبه انخفاص في نسبة التدين، عكس ماتزعمه. وهذا اقتباس قصير من المقال الذي أرى أنك تجاهلته تماماً أطرحه هنا مرة أخرى لتعم الفائدة:

في عام 1914 ، قام العالم النفسي الأمريكي جيمز لوبا James Leuba باستفتاء وجد فيه أن 58% من عينة مكونة من 1000 عالم أمريكي - Scientist - تم إختيارهم عشوائياً ، إما أنهم لايؤمنون أو أنهم يشكون بوجود إله God وأن هذه النسبة ترتفع إلى مايقارب 70% بين الأربعمئة عالم الأعلى مستوى منهم (المتفوقيين والبارزين منهم في نفس العينة). أي أن عدد المتدينيين في هذه العينة في تلك السنة كانت 42% وأن هذه النسبة [أي نسبة التدين] تنخفض إلى 30% مع ارتفاع المستوى الأكاديمي للعلماء في ذلك الإستفتاء.
.
كرر لوبا ذلك الإستفتاء بعدها بعشرين سنة ، أي عام 1934 ، ووجد أن نسبة الغير مؤمنين أو المشككين بوجود إله قد ارتفعت في الإستفساء الجديد من 58 إلى 67% وبين المتفوقين من هؤلاء العلماء في نفس العينة وجد أن النسبة قد ارتفعت بفارق أكبر من 70 إلى 85%.

ولك تحياتي