الاثنين، 6 فبراير 2012

ندم إنسان ينتظر موته

::


قرأت هذه المقالة المثيرة للتفكير في صحيفة الغارديان البريطانية، وأحببت أن أشارككم بها.

بروني وير ممرضة أسترالية تعمل في جناح مستشفى لرعاية المرضى الذين لم يتبقى من حياتهم إلاّ أيام قليلة، وقد سجلت خلال سنوات عملها مع هؤلاء المرضى الخواطر التي كانوا يرددونها عليها كتعبير عن أهم الأمنيات التي ودوا لو حققوها أو الأفعال التي ودوا لو لم يقوموا بها في حياتهم.

تقول هذه الممرضة في كتابها الذي نشرته عن تجربتها معهم، أن هؤلاء المرضى يتمتعون بصفاء ذهني عجيب أنعشه لاشك شعورهم بأن نهاية حياتهم على وشك الوقوع. وتنصحنا بأن نتعلم منهم ونستفيد من ذلك الصفاء الذهني وتلك الحكمة.

وتضيف الممرضة قائلة أن هناك خواطر مشتركة تتكرر دائما بين هؤلاء المرضى يودوا لو حققوها. وهذه خمسة من أكثر الأمنيات التي تتكرر بينهم، وتتدرج بالأهمية من الواحد إلى الخمسة:

1- "ليتني كنت أملك الشجاعة لأعيش حياتي كما أرغبها أنا، وليس كما يتوقعها مني غيري".

2- "ليتني لم أجهد نفسي في عملي".

3- "ليت كانت لي الشجاعة بأن أعبر عن شعوري"

4- "ليتني إستمريت في تواصلي مع أصدقائي".

5- "ليتني سمحت لنفسي بأن أكون أسعد في حياتي"

أتذكر أنني سألت مرة أحد معارفي الذي كان في الأربعينات من عمره آنذاك، بعدما أجرى عملية إستئصال ناجحة لورم سرطاني شفى منه، عن أمنيته التي ندم على عدم تحقيقها خلال حياته، متوقعاً منه أن يعبر عن أمنيات مشابهة لتلك الخمسة المذكورة أعلاه، فصدمني قائلاً:

"أتمنى لو كرست أوقاتاً أكثر لعباداتي"

مع العلم أن هذا الصديق كان أحد أشد معارفي تديناً وإلتزماً بفروضه!! هكذا يضيع التدين عمر الإنسان. 

ماذا ستكون أمنيتك لو كنت في هذه الحالة؟

* * * * * * * * * *

هناك 12 تعليقًا:

غير معرف يقول...

كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ

وهذه أكثر خمسة أمنيات للذين حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ كما ذكرها الله في كتابه العزيز:

1- يغلب عليهم الحسرة
---------------------
أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56)الزمر

2- يتمنى العودة ليتوب و يعمل صالحا
---------------------
أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (58)الزمر

فيأتي الجواب من الله
---------------------
بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آَيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (59) وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ (60) وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (61) َقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56)الزمر

3- يندم على صحبة من حاد الله ورسوله
---------------------
وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا (29) سورة الفرقان - الآيات: 21 ــ 32

4-ويتحسر على مرافقة اهل التقوى
---------------------
يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا (73) سورة النساء

5- يتمنى لو كان ترابا
---------------------
يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا (40) سورة النبأ

غير معرف يقول...

موضوع أكثر من رائع يا بصيص ، شخصيا لست نادما على تديني و زهدي في أيام شبابي فلولا هذا التدين و الزهد لما عرفت جزءا كبيرا من دوافعي و دوافع غيري من الناس،من يتخطى مشكلة يقدر أن يساعد من يمر بمشكلة مماثلة ، الملحد الذي كان متدينا يقدر أن يجر عددا أكبر من المؤمنين إلى الإلحاد من الملحد منذ ولادته ، سأعمل على تخطي الخاطرتين 1 و 4 (من خواطر التي ذكرته الممرضة في هذا الموضوع)، أشكر على هذا الموضوع المهم جدا، أكمل إبداعك يا بصيص

غير معرف يقول...

وَقَالوا أَما لَنَا مَعادٌ مِن بَعدِ مَوتِنا إنّ هَذا لّشيءٌ عَجيبْ (44) وَكيفَ يَعجَبونَ وَما شَهِدوا أحَداً مَاتَ مِنْ قَبلِهِم بُعِثَ أَبَدا وَلو سَألوهُمْ مَا فِيهم مِنْ مجُيبْ (45) قُلْ لئَن بَعَثَ الله أَحَداً مَاتَ مِنْ قَبلُ فَنَراهُ يَحيا فَاشْهَدوا أَننا مُسلِمونْ (46) سُنّهَ أّبيكُم إبْراهيمْ (47) يَأيّها الناسُ أستَكْثَرتم ظُلمَ الحَياةِ الَدُنيا فَتَمَنيتُمْ الدارَ الآخِرةَ لَعَلّكُم تنُصَفون (48) وَما تُغني أَمَانِيّهُم مِن الحَقِ شَيئا أَنهُم لا يُبَعثونْ (49) يأيُها الناسُ مَالَكُمْ مِن إلَهٍ إلّا أَنفُسَكُم فَاعمَلوا خَيراً لِأنفُسِكُم وَجاهِدوا إنْ ظُلِمتُم لَعَلّكُم تُفلِحونْ (50) وَاجتَنِبوا قَومَاً قُلوبُهُم مَرضى وَاجتَنِبوا رِجَالَ الدينْ (51) أُؤلَئِكَ الذينَ يَعِدونَ وَيوعِدونْ (52) حَتّى إذا سَاقوكُم إلى الموتِ تَملّسوا مِنكُمْ ثمَ لا يَنْفعون (53) وَاسْلُكوا سُبُلَ السَلامِ فيما بَينَكُم وَتَعاوَنوا إبتِغاءَ رَفَاءِكُم وَرِقِّيّا وَتَنادوا إلى كَلِمهٍ سَواءٍ بَينَكُم ألّا يَعتَدي بَعضُكُم عَلى بَعضْ وألاً يَحقِرَ بَعضُكُم بَعضا واسْتَمتِعوا مَا اسْتِطَعتُم تَحيَونَ حَياةً طَيّبه وَاتخِذوا العِلمَ دِين (54) وَقِيلَ لِلَذينَ الْحَدوا بَلْ اِسْتَعجَلتمْ لِذاتِ الحَياةِ الدُنيا فِيها تَطْمَعونْ (55) قُلْ إنْ نِطمعْ قِليلاً فَإنَكُمْ بِالطَمعِ تُساقونْ (56) يُريدُ كُلُ إمرئٍ مِنكمْ أنْ يَملكَ قُصورا (57) وَيَنكِحَ حُورا (58) ثُم لِيكونَ مِنَ الخالدين (59) فِي جَناتٍ وَنعيمْ (60) فَذرهُم وما يَتَوهمونْ (61) مقتطفات من قرأن ادم عبد الحي صلى الله عليه وسلم مع تحياتي للاخ بصيص

basees@bloggspot.com يقول...

الأخ/ت الكريم/ة غير معرف ،،

لم يتحسر أحدهم على ما"فرط في جنب الله"
ولم يتمنى أحدهم العودة ليتوب
ولم يندم أحدهم على صحبة من حاد الله ورسوله
ولم يتحسر أحدهم على مرافقة أهل التقوى
وقطعاً لم يتمنى أحدهم أن يكون ترابا.

كلها أكاذيب سافرة ومخزية، أعد قراءة الموضوع فقد طافك منه عنصر هام: الموضوع كله، يبدو أنك قرأته مغمض عيونك.

خالص تحياتي

basees@bloggspot.com يقول...

الأخ/ت الكريم/ة غير معرف/ة (التعليق الثاني) ،،

أتفق معك بأن للمتدين السابق رؤية تجاه الدين أغنى وأعمق من الملحد منذ الولادة. وحتماً سوف تسنده/ها في أي نشاطات توعوية يقوم بها.

آراء هؤلاء المرضى في غاية الأهمية، ويجب علينا أن نقتدي بها ونوجه حياتنا على ضوئها.

أسعدني إستحسانك للبوست ياعزيزي/تي، وشكراً على كلماتك المشجعة ...
مع خالص تحياتي

basees@bloggspot.com يقول...

الأخ/ت الكريم/ة غير معرف/ة (التعليق الثالث) ،،

أشهد بأنها سورة أرضية أدق وأصدق في وصفها للواقع من السور السماوية.

لك خالص تحياتي

غير معرف يقول...

السيد بصيص:
و ما الذي كان يمنعه من ذلك في الغرب الحر المتحرر؟!
هل لا يسمح له المتحررون بأن يعيش حياته كما يرغبها؟
هل يجبروه علي أن يجهد نفسه في العمل؟
هل يمنعوه من التعبير عن شعوره؟
هل يمنعوه من التواصل مع أصدقائه؟
هل يمنعه النظام الحر المتحرر الديمقراطي العلماني من السماح لنفسه بالحصول علي سعادة أكثر؟
-----------------------------------
طبعا من جميع الاجابات يتضح عدم اهتمام صاحبها بالآخرة أو عدم ايمانه بها، و تبدو كلها اجابات منطقية لمن لا يؤمن بالآخرة، فالدنيا فقط تكون غايته و مهما فعل فيها لا يحصل علي السعادة التي كان يريدها، فالدنيا دار ابتلاء سواء للمؤمن أو للكافر.
و مهما عاش الانسان في الدنيا فانه سيأتي في الساعات الأخيرة في حياته و يشعر أن كل ما حدث كان حلما قصيرا.
-----------------------------------
ليس في اجابة قريبك الذي يؤمن بالآخرة شيء يصدم، بل هو شيء منطقي أن يقوله المؤمن الذي يبتغي وجه الله، و أتمني أن لا يكون كلامه فقط عن العبادات من صوم و صلاة...الخ بل أيضا عن العمل باجتهاد و اخلاص و عدم الغش و الخداع و عدم أكل حقوق الناس و عدم فعل المعاصي...الخ.
-----------------------------------
اجابات هؤلاء انما توضح ما يعانيه الانسان الغربي (العادي) طوال حياته من العمل بانسحاق كترس في آلة ضخمة تديرها قلة صغيرة، و هي تختلف عن حياة الملحد العربي في بعض الدول المرفهة حيث لا عمل جاد و لا ضرائب و لا شيء غير الاستمتاع لأقصي حد، و بدلا من التمرد علي الأمير أو الملك أو الأسر الحاكمة للمطالبة بحقوق بعض الفقراء أو المظلومين هناك أو بتغيير حالة التخلف و الفساد و الاعتماد علي الغير في كل شيء فانه يوجه تمرده الي الله و الرسل حيث يكون هذا أسهل و أقل مخاطرة.
-----------------------------------
مسلم مصري

Godless يقول...

كلما افتح مقال في مدونة أو موضوع علمي في موقع وانظر إلى التعليقات لا بد أن اجد شخص ديني ينقل ترهات كتابه الهمجي ويلصقها في تعليق. لماذا هذا التصرف الأخرق؟

basees@bloggspot.com يقول...

الأخ الكريم مسلم مصري ،،

"و ما الذي كان يمنعه من ذلك في الغرب الحر المتحرر؟!
هل لا يسمح له المتحررون بأن يعيش حياته كما يرغبها؟
هل يجبروه علي أن يجهد نفسه في العمل؟
هل يمنعوه من التعبير عن شعوره؟
هل يمنعوه من التواصل مع أصدقائه؟
هل يمنعه النظام الحر المتحرر الديمقراطي العلماني من السماح لنفسه بالحصول علي سعادة أكثر؟"

تصور لو عاش هؤلاء المرضى في مجتمع إسلامي يطبق الإسلام النموذجي، لرحبوا جميعهم في قدوم أجلهم للدخول إلى جنات الخلد ليستمتع رجالهم بالحور العين ذووا الكواعب الأترابا، ونسائهم بالغلمان المخلدون شبه اللؤلؤ المكنون، والكل بأنهار اللبن والخمور. فعلاً، لما تحسروا على مافاتهم في دنياهم.

ولكن في غياب ذلك الإسلام النموذجي، فلا يسعنا نحن من البشر الرافضين للإسلام اللانموذجي الذي عرفناه منذ ظهوره إلى الآن، إلاّ أن نتعلم ونستفيد من تجربة مثل هؤلاء المرضى.

********************

"طبعا من جميع الاجابات يتضح عدم اهتمام صاحبها بالآخرة أو عدم ايمانه بها"

ربما فكرة الذهاب إلى حديقة فيها نهر يحري فيه حليب غير مقنعه.

********************

"ليس في اجابة قريبك الذي يؤمن بالآخرة شيء يصدم، بل هو شيء منطقي أن يقوله المؤمن الذي يبتغي وجه الله، و أتمني أن لا يكون كلامه فقط عن العبادات من صوم و صلاة...الخ بل أيضا عن العمل باجتهاد و اخلاص و عدم الغش و الخداع و عدم أكل حقوق الناس و عدم فعل المعاصي...الخ."

لايحتاج الإنسان لتصديق الخرافات وأداء طقوسها ومراسيمها طوال عمره لكي يكون مخلص ومجتهد وصادق وأمين مع الناس. كلنا نسعى لذلك، مؤمنين أو ملحدين.

********************

"اجابات هؤلاء انما توضح ما يعانيه الانسان الغربي (العادي) طوال حياته من العمل بانسحاق كترس في آلة ضخمة تديرها قلة صغيرة"

وطبعاً الحل لهذه المشكلة هو تطبيق الإسلام النموذجي. أوكي، ناطرينه.

خالص تحياتي

basees@bloggspot.com يقول...

عزيزي Godless ،،

الدين يلوي العقل والمنطق، لاتلومهم.

خالص المودة

غير معرف يقول...

السيد بصيص:
أي أخلاق لدي الملحد؟
قد يكون من المفيد أن تتناول في أحد تدويناتك القادمة موضوع الأخلاق لدي المؤمن (المثالي) و ليس الشخص المنافق الذي يدعي الايمان، و بين الملحد (المثالي)، و ليس الملحد السطحي الذي يقول: لا أرتكب الأخطاء حتي لا أقع تحت طائلة القانون، فهذا الرد عليه سهل.
أتمني عندما تتحدث عن هذا الموضوع أن تضع أقوال كبير الفلاسفة الملحدين في العصر الحديث و صاحب نظرية موت الاله (نيتشة) نصب عينيك، و لا تنسي المادية البحتة و لا تنسي حيوانية الانسان.
-----------------------------------
مسلم مصري

basees@bloggspot.com يقول...

الأخ الكريم مسلم مصري ،،

"قد يكون من المفيد أن تتناول في أحد تدويناتك القادمة موضوع الأخلاق"

سوف أضع هذا الإقتراح بعين الإعتبار.

خالص تحياتي