الجمعة، 20 أبريل 2012

الإلحاد، الجبل الجليدي العائم

::


تجاوز الآن عدد المشاركين/المشاركات في الإستفتاء، الموجود في أعلى الهامش على يمين الصفحة، الألف. وقد وضعت هذا الإستفتاء لكي أعرف التوجهات العقائدية من عدمها لزوار المدونة. وأقولها مرة أخرى، أني في الحقيقة لم أتخيل إطلاقاً أن نسبة الملحدين واللاأدريين من الزوار سوف تكون بهذه الضخامة.

تبلغ نسبة الزوار المسلمين إلى الآن 39% والملحدين 38% واللاأدريين 16%، أي أن مجموع نسبتي الملحدين واللاأدريين 54%، وهذه أعلى بكثير من نسبة المسلمين الزوار.

هذه نسبة مرتفعة جداً مقارنة مع النسب المفترضة للمسلمين في الدول الإسلامية، وبالرغم من أني لاأزعم أنها تعكس بدقة الوضع العام في المجتمعات الإسلامية، إلاّ أنه من الواضح أنها تتعارض تماماً مع النسب الرسمية لهذه الدول والتي تدعي بأن معدل نسب الفئة اللادينية فيها أقل بكثير من 10%.

لايدري أحد ماهي النسبة الحقيقية للملحدين في المجتمعات الإسلامية، ولكن هذا الإختلاف الكبير بين الأرقام الرسمية ومثل هذا الإستفتاء في المدونة لايمكن تبريره أو صرفه بحجة أن المدونة تستقطب الملحدين دون سواهم. فمن البديهي أن طبيعة الأطروحات في المدونة ستستجذب هذه الشريحة، ولكنها ستثير فضول زوار بتوجهات أخرى أيضاً، وهذا ماتشير إليه نتيجة الإستفتاء على أي حال.

إنما هناك حقيقة أخرى تعزز فكرة أن النسبة الكبيرة للملحدين واللاأدريين التي يكشفها هذا الإستفتاء ربما أقرب إلى النسبة الحقيقية في المجتمعات الإسلامية مما تشير إليه البيانات الرسمية، وهذه الحقيقة هي، حسب تحليل برنامج غوغل أناليتيكس المستخدم في المدونة، أن الغالبية العظمى من زوار المدونة يأتون من بحث غوغل، أي أنهم يمثلون خليط عشوائي من الزوار العرب بمختلف توجهاتهم، مما يعني أن هذه الشريحة من الزوار لابد أن تعكس، بدرجة تقريبية على الأقل، نسبة المسلمين والملحدين بشكل عام في المجتمع. فلو كانت نسبة الملحدين أقل من 10% من سكان المجتمعات الإسلامية، فنتيجة الإستفتاء يجب أن تكون أقرب بكثير إلى هذه النسبة مما هي عليه الآن، ولكن من الواضح أن هذا لم يحصل.

إذا كانت نتيجة هذا الإستفتاء أقرب إلى الواقع مما تشير إليه الأرقام الرسمية، فهذا يعكس وجود إلحاد مخفي في المجتمعات الإسلامية أكبر بكثير مما هو بارز على السطح، تماماً كالجبل الجليدي العائم، حجم القسم الغاطس يفوق بكثير الحجم الظاهر ... 

وربما أكن مخطئاً بتقييمي، فمن له وجهة نظر أخرى فليتفضل بها.

* * * * * * * * * *

هناك 10 تعليقات:

متابع يقول...

أعتقد أن إقبال اللادينيين (ملحدين , لاأدريين ) أكبر من المسلمين , أنا كلاديني أدخل إلى المدونة كثيراً عن طريق محرك البحث وهذا لا يعني أني أدخل بالصدفة , عموما أرى أن نتيجة الإستفتاء لا تتناسب مع النسب الحقيقية في المجتمعات الإسلامية إذا أخذنا في الاعتبار نسبة الأمية العالية فيها بالإضافة إلى نسبة الثقافة والإطلاع .

غير معرف يقول...

الملحدين موجودون وهم كثر وكما قلت مسيووو بصيص انها فقط قمة الجبل الجليدي

غير معرف يقول...

أنا أتفق مع أخونا متابع فأنا أدخلها أيضا عن طريق غوغل

محمد (أكره اسمي) يقول...

أيها الأخوة و الأخوات الرافضين لدين محمد الجاهلي المتخلف الإرهابي
سيأتي يوم نكون فيه أغلبية
و صدقوني لولا حد الردة
لأرتد الألأف من المسلمين
و أنا أولهم :)

غير معرف يقول...

إذا كان الملحدون كثيرون فلماذا نسبة المتدينين في مجالس الشعب كبيرة جدا بينما نسبة الليبراليين قليلة جدا
أعتقد أنك يا بصيص تستطيع أن تلاحظ ذلك عندكم في مجلس الأمة الكويتي

غير معرف يقول...

السيد بصيص:
النسبة الحقيقية للملحدين و اللاأدريين في القبائل العربية قد تكون أكبر بكثير من النسبة المذكورة هنا و هي في زيادة مستمرة يوما بعد يوم.
فقط لا تنظر الي (الطرحة) التي ترتديها معظم الفتيات، و لا تنظر الي ذهاب البعض الي المساجد من وقت الي آخر، و لكن عندما تدخل في حوارات عميقة مع أحدهم أو احداهن سيتبين لك مدي الأفكار الالحادية التي يعتنقونها و يعيشون وفقا لها، و مدي هشاشة معلوماتهم عن دينهم أو الأديان الأخري-هذا لو كان لديهم معلومات أصلا-بل ان الأغلبية لديهم شكوك بشأن الأديان عموما، و يظهر هذا عندما تدخل مع أحدهم أو احداهن في حوارات جادة عميقة، فستجدهم اما يهربون من النقاش أو يصرحون بتلك الشكوك.

وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ [الانعام 116]

وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ [يوسف 103]

المر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِيَ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الْحَقُّ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ [الرعد 1]

وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ [النمل 73]
-----------------------------------
مسلم مصري

basees@bloggspot.com يقول...

الأخ الكريم متابع ،،
الأخ/ت الكريم/ة غير معرف/ة (التعليق الثالث) ،،

أغلبية زوار المدونة عن طريق محرك البحث لايستهدفون المدونة في بحثهم بل يصادفونها عشوائياً، فلابد أنهم خليط من المجتمع. ولكني أتفق أن الشريحة المثقفة تميل في العادة إلى اللادينية، وهذا بالطبع سوف يرفع عدد اللادينيين الزوار. إنما هذا السبب برأيي لايفسر الفرق الكبير الذي يظهره الإستفتاء.

خالص تحياتي

********************

الأخ/ت الكريم/ة غير معرف/ة (التعليق الرابع) ،،

تفسير سبب إرتفاع نسبة المتدينين في مجالس الشعب بسيط. وهو آلية العملية الإنتخابية، فهي تعتمد على الأغلبية وحتى لو ببضعة أشخاص، وهذا يكفي لهيمنة الإسلاميين في البرلمانات حتى لو كانت نسبة الليبراليين واللادينيين في المجتمع 40%، وهي نسبة ضخمة لاأعتقد أنها موجودة في الواقع. ولكن كما ذكرت في البوست، يبدو أن نسبة اللادينيين في المجتمع أكبر بكثير مما تشير إليه البيانات الرسمية.

خالص تحياتي

********************

مع خالص تحياتي لكل من شارك في التعليق

basees@bloggspot.com يقول...

الأخ الكريم مسلم مصري ،،

أتفق معك بأن نسبة الملحدين واللاأدريين أعلى بكثير مما يظهر على السطح. ولكني أختلف معك تماماً بأن معلوماتهم الدينية هشة، فالكثير منهم، وربما حتى أغلبيتهم، على مستوى مرتفع من الإدراك والوعي والثقافة الدينية، ويكفي أن تزور إحدى المنتديات الإلحادية الكثيرة لتشاهد بنفسك. وهذه الملاحظة ليست محصورة على المسلمين فقط بل هي ظاهرة تمتد إلى المسحيين في الغرب ايضاً:

http://basees.blogspot.co.uk/2012/04/blog-post_20.html

خالص تحياتي

غير معرف يقول...

السيد بصيص:
شكرا للمتابعة.
يبدو أنك قرأت تعليقي علي عجل.
لم أقصد بأصحاب المعلومات الهشة الملحدين الجادين في الحادهم.
قصدت بهم غالبية الذين يدعون الايمان بينما يعتنقون أفكارا و طريقة حياة الحادية تماما، و لا يأخذون من الدين غير بعض المظاهر و الشكليات.
مسلم مصري

غير معرف يقول...

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاه والسلام على رسول الله اكرم الخلق اجمعين شرف الوجود بكرمه ونثر الملكوت في فائض رحماته واكمل العنايه بكل مخلوقاته اما بعد فلقد شرفني ان اجد هذا الطرح واستقبال الردود نحسبها انشاء الله في ميزان الحسنات يوم القيامه اما انه والله من الشرف العظيم ان نرى الافق يتسع للمعرفه الحقيقه عن النسب للملحدين والنقاش في ذلك في زمن الضياع المعمي للابصار والبصائر وما اود التنويه اليه ولفت الانظاربان الموضوع هذايتصدر المكان الاول لاولويات الوجود وبلا شك مع كل ما يحدث فهذا عنوان الوجود ولا حول ولاقوة الابالله