الأحد، 22 أبريل 2012

موجة إنتحار في ديار الإله

::


لفت أحد القراء الكرام إنتباهي إلى مقالة للكاتب بدر الإبراهيم، يتناول فيها مشكلة موجة الإنتحارات التي يبدو أنها تجتاح السعودية حالياً، أنشر بدوري قسم منها هنا (مع رابط لباقي المقالة) كرد على اتهام أصادفه كثيراً في الحوارات التي تجري بين المتدينيين المسلمين والملحدين وهي أن أحد أسوء المشاكل الإجتماعية التي تعاني منها المجتمعات العلمانية الملحدة هي ظاهرة الإنتحار.

ومضمون هذا الإتهام أن المجتمعات المتدينة، لاسيما الإسلامية منها طبعاً، محصنة دينياً ضد هذه المشكلة، وحتى لو تواجدت وأقرتها البيانات الرسمية، فهي مشكلة صغيرة ...

وهذا طبعاً كلام فاضي تكذبه هذه المقالة، واتهام باطل سنده الوحيد هو عدم توفر إحصائيات موضوعية موثوقة في المجتمعات الإسلامية، فأي بيانات حساسة كهذه ستخضع بلاشك إلى عمليات تجميل إذا عكست أي صورة قبيحة للنظام أو الآيديولجية التي يتبعها. أضف إلى ذلك أن الإنتحار بالذات سيتم التكتم عليه من ضمن المجتمع الإسلاموعربي نفسه، وبالخصوص المتحفظ منه لعدة أسباب منها: أنه منبوذ دينياً ومخزي اجتماعياً لأهل المنتحر. فأي بيانات تصدر هناك بشأن هذه الظاهرة سوف تمثل بالطبع جزء صغير من مشكلة أكبر بكثير. 


لماذا ينتحر السعوديون؟

للكاتب بدر الإبراهيم

تشير الأرقام والإحصائيات المتداولة إلى تحول الإنتحار إلى ظاهر مقلقة، وخاص بين فئة الشباب في السعودية. وتقدم حالات انتحار عديدة حصلت في الفترة الماضية دعماً لهذه الفكرة، كما تؤكد ارتباط التزايد المستمر في حالات الإنتحار مع تزايد معدلات الفقر والبطالة، وغياب الفرص المتاحة للشباب السعودي. وقد تم تسليط الضوء أخيراً على قصص عدد من الشباب المنتحرين التي تمحورت في معظمها حول البطالة والفقر.

في 2010، أفادت إحصائية رسمية صادرة عن وزارة الداخلية بأن عام 2009 شهد 787 حالة انتحار في السعودية، بمعدل حالتين يومياً، وأن عدد الحالات زاد عن عام 2008 بتسع وثلاثين حالة. كما أن المقارنة بالسنوات العشر الماضية تؤكد زيادة عدد الحالات بالأضعاف. فبين 1994 و 2006 زادت الحالات بنسبة 185% ... (البقية هـنـا).


خالص الشكر للأخ صبيح على الرابط

* * * * * * * * * *

هناك 6 تعليقات:

فلورا يقول...

انتحار الفتيات اعتقد أن سببه هو التعصب الديني و فقدان الحرية بأي شكل من أشكالها
و التعامل مع المرأة معاملة سيئة لا تمت للبشر بصلة
طبيعي جدا أن نرى حالات انتحار في مثل هذه المجتمعات الدينية المتخلفة
أما بالنسبة للشباب فأهم الأسباب هو فقدان الحياة المدنية و السياسية و الثقافية و طغيان الدين على كل وجوه الحياة
يجب أن تقوم ثورة في السعودية لأنها من وجهة نظري مصدر الشر و التخلف فمنها تخرج الفتاوى المقرفة و الشيوخ ذو اللحى و كل أشكال التعصب

غير معرف يقول...

السيد بصيص:
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( مَن تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيه خالداً مخلداً فيها أبداً ، ومَن تحسَّى سمّاً فقتل نفسه فسمُّه في يده يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ، ومَن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ) رواه البخاري ( 5442 ) ومسلم ( 109 ) .

وعن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( مَن قتل نفسه بشيء في الدنيا عذب به يوم القيامة ) رواه البخاري ( 5700 ) ومسلم ( 110 ) .

وعن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كان فيمن كان قبلكم رجل به جرح فجزع فأخذ سكيناً فحز بها يده فما رقأ الدم حتى مات . قال الله تعالى : بادرني عبدي بنفسه حرمت عليه الجنة ) رواه البخاري ( 3276 ) ومسلم ( 113 )
عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال : ( أُتي النبي صلى الله عليه وسلم برجل قتل نفسه بمَشاقص فلم يصل عليه ) رواه مسلم ( 978 ) .
-----------------------------------
الشخص الذي يقرأ تلك الأحاديث ثم ينتحر، هل يمكن ان تطلق عليه صفة مسلم؟!
عودة الي الاحصائية في البوست السابق، يمكن اضافة هؤلاء اليهم، فمن يؤمن بأن القرآن هو كلام الخالق، و ان الأحاديث النبوية السابقه هي بوحي من الخالق و يؤمن بالآخرة فهو يؤمن بمصيره المحتوم بعد الانتحار طبقا لذلك، و لو كان مؤمنا حقا فانه لن يقدم علي الانتحار.
-----------------------------------
اذن فالفرضية الصحيحة هي: وجود أفراد غير مؤمنين-لهم أسماء اسلامية ينتحرون في مجتمعات معظم أفرادها لهم أسماء اسلامية.
مرة اخري المؤمنون هم الأقلية في السعودية أو غيرها (راجع تعليقي في البوست السابق).
اذن فواقعيا السعودية أو غيرها لا تختلف كثيرا عن النرويج أو السويد او سويسرا، فموضوع الكفر و الايمان لا تحكمه الأسماء و الشكليات، و انما الأفعال (لا أقصد بالأفعال بعض الشعائر التي تقام من وقت لآخر كتقليد متوارث بقلوب و أذهان خاوية فهي لا تعبر عن ايمان بقدر ما تعبر عن تقاليد متبعة بلا بحث أو تفكير أو اقتناع).
-----------------------------------
مسلم مصري

غير معرف يقول...

السيد مسلم مصري ألم تلحد بعد؟!!
ألا يكفي ما قرأت في هذه المدونة الرائعة؟
و أين حبيبنا فرانسي ؟؟
ليته يعلمنا عن حاله إن كان بخير

غير معرف يقول...

وعن زعتربن دنجل رضي اللاص عنه قال قال صلعم من قتل نفسه غرقا في البحر الأحمر فالبحر في يده يجأ به في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً/ رواه البخاري الكذاب في سخيفه وهكذا من انتحر تحت عجلات القطار جاء وهو متأبط لقطار طويل خالدا في نارجهنم ومن انتحر بالنار جاء بالبنزين في يده ومن انتحر بالغاز جاء بقنينة غاز قطري ذي الجودة العالية في يده

الحمد للعقل

basees@bloggspot.com يقول...

الأخ الكريم مسلم مصري ،،

"الشخص الذي يقرأ تلك الأحاديث ثم ينتحر، هل يمكن ان تطلق عليه صفة مسلم؟"

كان يجب أن ينتبه إلى هذه النقطة كاتب الوحي (أياً كانت هويته) قبل أن يكتب هذه الآية ويعرض رسول الإسلام إلى الشبهة:

فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ (الكهف -6)
والمشروحة في صحيح البخاري كالآتي: "و جزع النبي صلى الله عليه و سلم بسبب ذلك جزعاً عظيماً حتى أنه كان يحاول أن يتردى من شواهق الجبال".

ولاتتعب نفسك بترقيعها، فقد سبقوك بهذه العملية كبار علماء الخياطة، وكالعادة بدون نجاح.

"ولو كان مؤمنا حقا فانه لن يقدم علي الانتحار"

هذا مزعم بدون سند، لأن الإنتحار تحكمه عدة عوامل: نفسية واجتماعية وجينية. والعقيدة وحدها لاتثني عزم إنسان على التخلص من معاناته بقتل نفسه. ثم أن أين العدالة الربانية في معاقبة إنسان دفعته تلك العوامل إلى الإنتحار؟

هذه أحكام، كغيرها الكثير من الأحكام الدينية، مبنية على مفاهيم عقائدية قديمة، من الواضح أنها تعاني من ضحالة وسطحية ونقص في المعرفة مقارنة مع المفاهيم العلمية الحديثة التي تتناول هذه المشاكل من منظور بحثي مدروس.

خالص تحياتي

********************

مع شكري وتقديري للأخت فلورا والغير معرف/ة الثاني/ة والثالث/ة على مشاركتهم.

خالص التحية

غير معرف يقول...

السيد بصيص:
لا يوجد أي رابط بين تفسير الآية المذكورة و حديث (يتردي من شواهق الجبال).
لن أبعث اليك بعشرات الصفحات في جرح و تعديل تلك الزيادة في الحديث.
و حتي لو سلمت بصحتها فهي لا تعني أن الرسول صلي الله عليه و سلم قد أجاز الانتحار.
لو صحت تلك الرواية فانها تتحدث عن بداية نزول الوحي، مما يعني أن الرسالة كانت في بدايتها، و المسلم لا يتبع ما كان يفعله الرسول صلي الله عليه و سلم قبل نزول الوحي.
مثال: هل يجب علي المسلم التحنث في غار حراء أسوة بالرسول صلي الله عليه و سلم؟!
و حتي بعد نزول الوحي فيما نهي الله عنه.
مثال: هل يجب أن نعبس و نتولي عندما يأتي شخص أعمي الينا طالبا معرفة أمور الدين الاسلامي أسوة بالرسول عندما فعل ذلك؟!
عموما قد تكون تلك شبهة قوية فعلا لو كان ما حدث-لو كان حدث فعلا-فعله الرسول صلي الله عليه و سلم بعد قول تلك الأحاديث في تعليقي الأول.
-----------------------------------
-العوامل النفسية أمرها الي الله تعالي يحكم فيها لو كان المنتحر وصل قبل انتحاره الي مرحلة الاختلال العقلي أم لا، فالمختل عقليا لا يحاسب علي شيء.
-العوامل الجينية تحتاج الي حوار علمي منفصل لمعرفة أين توجد (جينات الانتحار) في مخ الانسان و كيف يتوارثها عن الآباء و الأجداد.
-أما العوامل الاجتماعية فهي مرتبطة بأسس العقيدة الاسلامية التي تقدس حياة الانسان و تدعوه الي الصبر و تخطي العقبات بدلا من اللجوء الي الانتحار و التخلص من الحياة تحت أي ظرف.
-العقيدة هي التي تحكم كل شيء في حياة المؤمن الواعي.
-العدالة هي التي تنهي عن اللجوء الي الانتحار كحل سلبي للتخلص من المشاكل.
عندما تقول لشخص ان حياتك التي ستنهيها ستعرضك الي عذاب أكبر بمجرد أن تفعل ذلك و هو عذاب دائم ستكون كل سنوات عمرك التي قضيتها علي الأرض بمثابة لحظات أمام ذلك الخلود في النار، ثم يصمم الشخص علي فعل ذلك يمكن الاستنتاج ببساطة ان ذلك الشخص لا يؤمن بهذا الدين.
-----------------------------------
مسلم مصري