السبت، 18 ديسمبر 2010

الإساءة إلى البطاقة حرام

::

إليكم هذه النكتة الطويلة:

الدكتور ناوشاند فالياني في الصورة أعلاه يواجه حالياً سخط السلطة القضائية الباكستانية، ويتحسب بأوصال ترتعد رعباً وأسنان تصطك ذعراً، أحكامها الجزائية. وهل يلام على ذلك إذا كانت التهمة الموجه إليه هي الإساءة إلى أحد أقدس الرموز الإسلامية؟

وماهي تلك الجريمة النكراء التي سلطت على الدكتور الضال سوطاً غليظاً في الدنيا وبوئته مقعداً مستعراً في الآخرة؟

هل خدش الذات الإلهية؟ .... لأ.
هل رسم كاريكاتورات نبوية؟ .... لأ
هل نتف ريشة ملائكية؟ .... لأ .... لأتته صفعة جبرائيلية!
طيب، ماذا فعل إذاً؟

الدكتور ناوشاد فالياني سيئ الحظ يواجه غضب القضاء الباكستاني بتهمة الإساءة إلى ....

بطاقة !!!

بطاقة تعارف (للأعمال) بالتحديد.
أو بزنس كارد بالإفرنجية Business card.

وكيف أساء إلى كرت البزنس هذا؟

الدكتور "المجرم" رماه في سلة المهملات !!!!!
تصوروا بشاعة الجريمة؟ لقد رمى بكرت البزنس في القمامة !!
من رحمة الله الواسعة إنه لم يطبق السماء على رأسه على هذه الفعلة الشنيعة.

وماهي بالضبط مرتبة أو فصيلة قداسة ذلك الكرت أو البطاقة التي حتمت على قوات الأمن الباكستانية القبض على الدكتور المذنب وجره إلى المحكمة لإسائته للدين برميها في السلة، حتى نوسع معلوماتنا اللاهوتية الإسلامية ونعامل تلك الفصيلة من البطاقات بالتبجيل الذي تستحقه؟

هل تلك البطاقة المقدسة تحتوي على بيانات نورانية أُنزلت مع مندوبات حورانية من مكاتب الربوع الجنانية في الطوابق السماوية؟

لا ... فهي بطاقة تعارف عادية، من النوع الورقي الدنيوي الأرضي، من إنتاج مطابع حيدرآباد في باكستان تحمل هذا النوع من البيانات:

سركة حيدرآباد مال سيدلة
(الترجمة: شركة حيدرآباد للصيدلة)

إسم نفر مندوب مال سركة:
(الترجمة: إسم مندوب الشركة)

مستر محمد فيزان

ركم تلفون: 654321 00987
(الترجمة: رقم الهاتف)

أونوان:
حيدرآباد - باكستان - يَم أفكانستان
(الترجمة:العنوان - لاهور - باكستان - قرب أفغانستان)


فقط، وهذا كل ماهنالك (هذا مايشير إليه الخبر على أي حال). ولكن بالنظر إلى محتوى البطاقة فلابد أن حذاقة بعضكم - لا، بل كونكم تقرأون هذه المدونة، لابد أن حذاقتكم العالية قد نبهتكم كلكم للسبب ... نعم، السبب هو إسم مندوب الشركة:

محمد فيزان ...

مـحمـد

إسم محمد فيزان المطبوع على البطاقة، والذي يطابق إسم الرسول، هو العنصر المقدس الذي دفع قوات الشرطة الباكستانية للقبض الدكتور المدنس للمقدسات الإسلامية وإحضاره إلى المحكمة لينال جزائه جراء رميه في سلة المهملات.

مما يعني أن أي قصاصة ورق أو لوحة أو جريدة أو كتاب أو نشرة أو أي مادة أخرى تحمل أي من هذه الأسماء: محمد، عيسى، موسى، إبراهيم، يوسف، يعقوب .... إلخ، أليسوا كلهم أنبياء لهم قدسيتهم؟ وأيٍ من هذه الأسماء أيضاً: عبدالله، عبدالرحمن، عبد الغفور، عبداللطيف، عبدالعزيز .... إلخ، أليست هذه بدورها تشمل أسماء الله الأشد قداسة؟ لابد أن ترتقي على الأقل إلى مرتبة القرآن في التبجيل والمعاملة .... مما يعني أيضاً أن 90% من الأسماء العربية هي كلمات مقدسة يعاقب قانون التجديف(1) الباكستاني كل من يسئ إليها بأي شكل .... وخصوصاً، من واقع تجربة الدكتور، رميها في سلة المهملات. (التجديف يعني الإسائة اللفظية إلى المقدسات).

ضحكتوا على النكتة؟
لأ؟
لاألومكم، لأن الحدث تراجيدي أكثر مما هو هزلي. وهذا مايحدث عندما يجتمع مشرعين مرضى بداء طالبانيوروسس، لتقنين أحكام هلامية مطاطية مبهمة بحجة الذود عن الدين الإسلامي، الذي أصبح يعامل كاللوح الزجاجي الهش، يُخاف عليه من أي حصوة ترمى عليه وتكسره، فينجحوا في سعيهم اللامبارك على صعيدين: صعيد التحكم برقاب البشر وإبقائهم في virtual world بلا إحساس أو وعي، يسيرون كالزومبي حسب سوفتوير يحدده المبرمج لخدمة مصالحه، وصعيد إضحاك باقي البشر عليهم بقهقات إحتقارية مدوية يصاحبها شعور حاد بالغثيان والإزدراء الذي يستحقونه.

 (1) ماهو قانون التجديف؟
التجديف (بالإنجليزية: Blasphemy‏) هو مايعتبر في الأوساط الدينية بأنه إسائة، وذلك بواسطة السب أو الإنتقاد أو حتى عدم اظهار تقدير أو احترام لشخصيات مقدسة في ديانة ما أو تجاه رموز دينية. وفي الديانات الإبراهيمية الإدانة بالتجديف قد تكون بالغة الشدة. كما أن بعض البلدان مثل باكستان تشرع قوانين تعاقب على تهمة التجديف، في حين أن بلداناً أخرى تمنح اللجوء لأشخاص وجهت إليهم تلك التهمة في بلدانهم. وقد تستخدم بعض البلدان قوانين التجديف لإدانة أشخاص يختلفون مع الأغلبية أو أشخاص منشقين عن طائفة أو دين معين، وتعتبر البلدان التي تتبنى ديناً رسمياً في دساتيرها هي أكثر المعاقبين باستخدام قوانين التجديف. (التعريف من ويكيبيديا).

هناك 10 تعليقات:

غير معرف يقول...

يعني لازم يعملو مباراة عالمية للسخافة

YusuF.AsKR يقول...

((:

يارجل , شئ لا يصدق (:

أتمنى أن لا تمتد هذه الحادثه إلينا وتصبح ظاهره !!
لأننا شعوب مهيئه تماما لإستقبال مثل هذه الترهات

ياعزتي لك يا محمد فيزان !! رحت ملح (((:

داكووغ

Icarus يقول...

كالعادة للتميز عنوان!

ربعنا ما خلوا شي!

Godless يقول...

هذه الحالة امتدت إلينا واصبحت ظاهرة بل هي ظاهرة من ظهور الدين. حاول ان تأخذ القران وترميه في الارض او القمامة أظن انك ستتلقى نفس الاستجابة التي تلقاها هذا الرجل المسكين وربما أفضع وقد تقتل وتسجن. هذه القدسية التي وضعها الدين على الورق والحجر و حتى الأسماء سببت العديد من المآسي وهذه واحده منها.

basees@bloggspot.com يقول...

عزيزي/عزيزتي غير معرف/ة ،،

طبعاً، لأنهم يضمنون الفوز بها ... دائماً.

لك تحياتي

basees@bloggspot.com يقول...

عزيزي أبوغرايم ،،

أرجو أن يكون هذا الحدث عضة وتحذير لعمق الهاوية التي من الممكن أن تنحدر فيها ماتبقى من عقلانية لأي تشريع قضائي في المجتمعات الإسلامية. إذا امتدت مثل هذه الحالة إلينا، فسوف تكون هذه إشارة واضحة لرمي، ليس بطاقات البزنس المقدسة فحسب، إنما التشريع القضائي بأكمله في القمامة.

ولك تحياتي

basees@bloggspot.com يقول...

عزيزي Jako ،،

لا بل خلو ...
خلو عقولهم لاتزال نايمة ترتاح.

لك تحياتي

basees@bloggspot.com يقول...

عزيزي Godless ،،

نعم، إنها مفهوم القدسية. هذه العلة السايكولوجية التي لَوَت عقول الأجداد الأولين في السابق، ولاتزال تسمم أفكار وتعوّج تصرفات أنسالهم إلى اليوم.

لن تنتهي مثل هذه الأعراض المرضية المضحكة/المبكية إلاّ إذا أُستأصل أصل البلاء وتحصن الناس بعده بلقاحات العلم والعقلانية والمنطق.

ولك تحياتي

Ameerov يقول...

مش معقول

دى مش نكتة دى كوميديا سودا
ده جنون !!

صعبان عليا هذا الرجل الطيب.. تخيلت نفسى مكانه.. ماذا يمكن أن يقوله أو كيف تكون مرافعته؟!!

المجتمع الذى فقد خفة ظله والرجل الذى لابد أن يخف عقله !!!

تحياتى ياعزيزى

basees@bloggspot.com يقول...

عزيزي أميروف ،،

أنها العقيدة التي تزرع في نفوس معتنقيها هذه الدرجة من الحساسية المفرطة تجاه مقدساتها والتي تجمع بين التراجيديا بشتى أطيافها والكوميديا بشتى ألوانها، وحادثة الدكتور المسكين فعلاً تنتمي لسوء حظه إلى النوع الأسود منها.

ولك تحياتي ياعزيزي