::
إستلمت عدة إيميلات من بعض القراء خلال الأسابيع الماضية يتسائلون فيها عن مجرى تطور الأبحاث في المصادم الهادروني الكبير وعن أسباب توقفي عن نشر نتائج تلك الأبحاث التي وعدت بمتابعتها وطرحها في المدونة فور صدورها.
وأود أن أطمئن قرائي الأحباب المتعطشين لنهل أشربة العلم والمعرفة من قنواتها الكوانتية المدفونة تحت الحدود الفرنسية السويسرية، أن أهداف الأبحاث في تلك الآلة الجبارة المهيبة، الفائقة الجلال والعظمة، والتي تتعدى قدرتها وبأسها بعدة سنين ضوئية قدرة بانثيون جميع آلهة حضارات التاريخ مجتمعة، لاسيما الآلهة الكنعانية منها، هي أهم من أن تتجاهل، مني كفرد أو من البشرية جمعاء، للأمل السامي العظيم الذي تحمله في غياهب أنفاقها وطيات أسلاكها وحقول مغناطيساتها في كشف ملفات أسرار الخلق ذاته ... وليس حصراً على ذلك، بل وإعلان تلك الأسرار التي أخفيت بكل حرص وغيرة عن أعين البشر منذ بزوغهم، ونشرها لهم لتمكين القاصي والداني في المستقبل القريب من البحلقة فيها.
ولهذا فلم أتوقف ولازلت أتابع، إنما الأبحاث في المصادم قد دخلت طور العمليات الروتينية التي تتطلب دراسة مستفيضة ودقيقة وطويلة من التفحص في صورها والتدقيق في نتائجها لفك شفرة ملايين الإصطدامات التي تحدث كل في كل ثانية من كل ساعة من كل يوم في غرف المراقبة في المصادم ... تصوروا طول المدة التي ستتطلب لفرز الصور على أمل التقاط الأحداث الومضية الخاطفة والنادرة التي تبشر باكتشافات جديدة من تلال المعلومات التي تتراكم بأعداد هائلة في مخزنات كمبيوترات التحليل في كل ثانية.
فلتلك الأسباب، من الصعب إستخلاص أخبار مثيرة تستحق النشر من مثل هذه التجارب والإجرائات الروتينية التي لاتشكل حالياً إلاّ صور لإشعاعات (أنظر إلى الصورة أعلاه) وأرقام رياضية ... ولكن بالرغم من هذا الإحباط الطفيف، هناك خبر أرجو أن تجدوا فيه بعض الإثارة، وهو أن خلال شهر واحد فقط من التجارب خلال هذه السنة من بدأ تشغيل المصادم، تم تحقيق عدد من الإرتطامات البروتونية يعادل العدد الذي تم إنجازه خلال ستة شهور من نفس العلمية خلال العام الماضي. أي أن المهندسون قد نجحوا في رفع أداء المصادم هذه السنة ليقترب شوطاً آخر من سعة طاقته القصوى. وارتفاع عدد الإرتطامات التي يمكن تحقيقها تمثل عامل في غاية الأهمية، لأن إرتفاع عدد الإرتطامات يزيد من إحتمال إستكشاف جديد.
كما يسعدني أن أبلغكم أن العلماء يتوقعون العثور على أحد أهم الجسيمات المكونة للمادة، وهو جسيم له من الأهمية بمكان في عالم الفيزياء النظرية أنه كان أحد الأسباب الرئيسية التي بني المصادم الهادروني الكبير لأجله، خلال السنتان القادمتان ... هذا إن كان له وجود.
إذا عثر على هذا الجسيم فسوف تكتمل به النظرية المسماة بـ نظرية النموذج العياري The standard model of particle physics والتي تشرح ماهية المادة، وهي أحد أهم النظريات في علم الفيزياء.
خاصية هذا الجسيم هو إعطاء المادة كتلتها، أو بتعبير أبسط، أن المادة (أو حتى الطاقة) تكتسب وزنها منه، وبدونه لايوجد للمادة كتلة (أو وزن). ولذلك فاكتشافه، أو تأكيد عدم وجوده، يعتبر من أهم أهداف المصادم.
الجسيم إسمه بوزون هيغز Higgs boson، نسبة إلى بيتر هيغز، العالم الفيزيائي الإنجليزي الذي تنبأ بوجوده. ولكن الأهمية البالغة لتواجد هذا الجسيم في الكون أكسبته كنية لطيفة أخرى في المجتمع العلمي الفيزيائي ... كنية لها مرتبة تتجاوز أهميته العلمية عند الكثير من البشر ... لأنها مرتبة سماوية مقدسة، فهو يكنى بـ ...
جسيم الله God's particle
لماذا جسيم الله؟
وأود أن أطمئن قرائي الأحباب المتعطشين لنهل أشربة العلم والمعرفة من قنواتها الكوانتية المدفونة تحت الحدود الفرنسية السويسرية، أن أهداف الأبحاث في تلك الآلة الجبارة المهيبة، الفائقة الجلال والعظمة، والتي تتعدى قدرتها وبأسها بعدة سنين ضوئية قدرة بانثيون جميع آلهة حضارات التاريخ مجتمعة، لاسيما الآلهة الكنعانية منها، هي أهم من أن تتجاهل، مني كفرد أو من البشرية جمعاء، للأمل السامي العظيم الذي تحمله في غياهب أنفاقها وطيات أسلاكها وحقول مغناطيساتها في كشف ملفات أسرار الخلق ذاته ... وليس حصراً على ذلك، بل وإعلان تلك الأسرار التي أخفيت بكل حرص وغيرة عن أعين البشر منذ بزوغهم، ونشرها لهم لتمكين القاصي والداني في المستقبل القريب من البحلقة فيها.
ولهذا فلم أتوقف ولازلت أتابع، إنما الأبحاث في المصادم قد دخلت طور العمليات الروتينية التي تتطلب دراسة مستفيضة ودقيقة وطويلة من التفحص في صورها والتدقيق في نتائجها لفك شفرة ملايين الإصطدامات التي تحدث كل في كل ثانية من كل ساعة من كل يوم في غرف المراقبة في المصادم ... تصوروا طول المدة التي ستتطلب لفرز الصور على أمل التقاط الأحداث الومضية الخاطفة والنادرة التي تبشر باكتشافات جديدة من تلال المعلومات التي تتراكم بأعداد هائلة في مخزنات كمبيوترات التحليل في كل ثانية.
فلتلك الأسباب، من الصعب إستخلاص أخبار مثيرة تستحق النشر من مثل هذه التجارب والإجرائات الروتينية التي لاتشكل حالياً إلاّ صور لإشعاعات (أنظر إلى الصورة أعلاه) وأرقام رياضية ... ولكن بالرغم من هذا الإحباط الطفيف، هناك خبر أرجو أن تجدوا فيه بعض الإثارة، وهو أن خلال شهر واحد فقط من التجارب خلال هذه السنة من بدأ تشغيل المصادم، تم تحقيق عدد من الإرتطامات البروتونية يعادل العدد الذي تم إنجازه خلال ستة شهور من نفس العلمية خلال العام الماضي. أي أن المهندسون قد نجحوا في رفع أداء المصادم هذه السنة ليقترب شوطاً آخر من سعة طاقته القصوى. وارتفاع عدد الإرتطامات التي يمكن تحقيقها تمثل عامل في غاية الأهمية، لأن إرتفاع عدد الإرتطامات يزيد من إحتمال إستكشاف جديد.
كما يسعدني أن أبلغكم أن العلماء يتوقعون العثور على أحد أهم الجسيمات المكونة للمادة، وهو جسيم له من الأهمية بمكان في عالم الفيزياء النظرية أنه كان أحد الأسباب الرئيسية التي بني المصادم الهادروني الكبير لأجله، خلال السنتان القادمتان ... هذا إن كان له وجود.
إذا عثر على هذا الجسيم فسوف تكتمل به النظرية المسماة بـ نظرية النموذج العياري The standard model of particle physics والتي تشرح ماهية المادة، وهي أحد أهم النظريات في علم الفيزياء.
خاصية هذا الجسيم هو إعطاء المادة كتلتها، أو بتعبير أبسط، أن المادة (أو حتى الطاقة) تكتسب وزنها منه، وبدونه لايوجد للمادة كتلة (أو وزن). ولذلك فاكتشافه، أو تأكيد عدم وجوده، يعتبر من أهم أهداف المصادم.
الجسيم إسمه بوزون هيغز Higgs boson، نسبة إلى بيتر هيغز، العالم الفيزيائي الإنجليزي الذي تنبأ بوجوده. ولكن الأهمية البالغة لتواجد هذا الجسيم في الكون أكسبته كنية لطيفة أخرى في المجتمع العلمي الفيزيائي ... كنية لها مرتبة تتجاوز أهميته العلمية عند الكثير من البشر ... لأنها مرتبة سماوية مقدسة، فهو يكنى بـ ...
جسيم الله God's particle
لماذا جسيم الله؟
أووووه ... هذا يحتاج إلى بوست آخر.
لصورة أعلاه لأحد إرتطامات البروتونات في المصادم
* * * * * * * * * *
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق