الثلاثاء، 2 يوليو 2013

بداية النهاية للإسلام؟

::
خليفة الله على أرض مصر، والكاهن المؤمن المتعبد الخانع لمزاج السماء وأهوائها، والوصي على مشيئتها وأمرها، سمو الأمير محمد مرسي أصلح المنطق شأنه وأرجع له عقله، استلم إنذار أخير من رعيته المتمردة عليه وعلى حاشيته، مدعم بإنذار آخر من جيشه الموشك على التمرد هو أيضاً، مختصره كما يعرف الجميع هو هذا:

إما أن تُبعد مؤخرة سـموكم الكهنوتية عن قصر الرئاسـة خلال 48 سـاعة وترجع بها إلى بيتكم أو المسجد لترفعها في الصلاة هناك وإلاّ ... 

فمن الواضح أن الأحداث الأخيرة في هذه الإمارة الإسلامية الإستراتيجية الواسعة قد اخذت منعطف جديد لايبشر بالخير للسماء التي لاشك أنها تراقب الوضع الحرج هناك، وتعض على أناملها الربوبية من القلق. فقد كانت تأمل أن يسود أخيراً أمرها على أرضها التي خلقتها منذ 4.5 مليار سنة وانتظرت طوال هذه المدة لكي تنجح في تنفيذ رغبتها تلك التي دونتها في لوحها المحفوظ قبل ذلك بما لايقل عن 9 مليار سنة. أما اليوم، وبعد أن بدأت علامات النجاح تلوح في الأفق قبل عام مضى فقط في إحدى أهم أقطارها بعد كل هذا الإنتظار السحيق، فيبدو أن أملها الأخير في تحقيق رغبتها الألوهية في تنصيب خليفتها وهيمنتها على الأرض قد بدأ بالتلاشي النهائي، ويافرحة سماوية ماتمت. فلو سقط الآن حكم أميرها مرسي أصلحت العقلانية فكره وفتحت له عينه، فهذا سيعني أن الإسلام السياسي قد بدأ بالأفول، ومعه أي فرصة لبروز أي تنظيم إسلامي آخر يطمح للوصول إلى السلطة في أي مكان آخر في المنطقة. سقوط الإخوان المسلمين من بعد سنة واحدة فقط من الوصول إلى السلطة، سيعني بالإنجليزي:

There is no chance in hell that Islam is going to spread politically in the Middle East, or anywhere else on this planet.

ومع أفول الإسلام السياسي، فأنياب ومخالب هذا الدين قد انتزعت منه، ولن يتبقى منه إلا ذلك الديناصور العجوز الهزيل الجاثم، الذي يضمر ويهرم بمرور الوقت، لا يختلف حاله عن حال الأديان الديناصورية الأخرى التي سبقته. فهل نحن على عتبة إنحسار مد الإسلام الذي ابتلانا خلال الأربعة عشر قرنا الماضية، وارتفعت موجته مؤقتاً خلال الثلاثة عقود الأخيرة منذ الثورة الإيرانية الكارثية؟ 

جمــــــــــــــــــــيع الدراسات الإستفتائية التي أجريت خلال العشرون سنة الماضية تشير إلى أن الديانات بشكل عام في انحسار متواصل في أغلب المجتمعات. وتلك الديانات التي يبدو أنها تزداد كالإسلام، فزيادتها متسببة عن عوامل ليس لها أي علاقة بالرسالة نفسها بل تتعلق بأسباب ديموغرافية في الغالب كالتناسل والنزوح والهجرة. ولكن رغم هذه الزيادة المضللة للحقيقة الكامنة، فالأوضاع السياسية والإجتماعية تكشف مايجري في الواقع، فهي تشير على الظاهر إلى جمود لتقدم الحركات الدينية نحو السلطة، إنما تراجع في حقيقتها كما أثبتت الأحداث الأخيرة في أكبر وأهم بؤرة ومنطلق لأي طموح للإسلام السياسي، مصر. 

فإذا كان هناك توجه عالمي حثيث نحو العلمانية واللادينية والإلحاد، ونفور من الفكر الديني وشرائعه وأحكامه، كما تشير إليه جميع الدراسات وتعترف به الكنيسة والمسجد، فأين هي القواعد التي سينطلق منها الإسلام أو أي دين آخر ليسود ويهيمن على الأرض؟

هل هي قواعد ودعامة ربوبية؟ هل هي مساعدة من السماء لنشر رسالتها التي يفترض أن تكون ربانية وليست ببشرية ألفها الأنسان البدائي قبل آلاف السنين؟ الإجابة بسيطة وواضحة، تمعنوا بها في الصورة أدناه.    

هل هناك حاجة لدليل أقوى من هذه الصورة الكاريكاتورية يثبت عقم ولاجدوية أي طموح ثيوقراطي يتطلع إليه المؤمن بدعم من ربه؟ هاهنا تجلس بؤرة زعامة الوكالة السياسية الأرضية الممثلة للقيادة السماوية، رافعة يديها تضرعاً وابتهالاً وطلباً للمساعدة من قيادتها العليا لنشر كلمتها وتنصيب سيادتها. إنما رغم كل هذه الأدعية الصادقة والإبتهال المتكرر الطويل الموجه إلى السند الأعلى، إرتجاءً منه المساعدة لتحقيق رغبته هو وطموح هؤلاء الذين يرغبون في تنفيذ أوامره وتطبيق شريعته وأحكامه، فالحقيقة التي لا يستطيع المؤمنون أن يواجهوها ويعترفوا بها، هي الغياب التام لأي دعم أو سند لهم يمكن الإشارة إلى أنه قد نزل من السماء. أنظروا إلى الصورة الفاضحة، ألا تدل الأحداث الأخيرة على أن السماء تخلو من هذا السوبرمان الكوني الذي يرفع هؤلاء المغيبون أيديهم إليه بلا جدوى؟



تحديث: أخ أخ أخ، ربكم تجاهلكم مرة أخرى، فقد أسقطكم الجيش المصري بتحدي سافر له ولقوى جيشه السماوي المجنح العابر للكون، والذي لا تستطيع حصره أو عده أرقام البشر. همممم .... أتسائل إن كان يتسائل بعضكم الآن في حقيقة وجود هذا الكيان الخارق الذي رفعتوا إليه أيديكم بالإستجداء. 

* * * * * * * * * *

هناك 12 تعليقًا:

عبدالعزيز يقول...


خطيبي: أئمة المدينة المنورة شاهدوا جبريل يصلي معنا في رابعة العدوية

http://t.co/CCM5qouowc

جبريييل ينصر مرسي

غير معرف يقول...

مع اني ليبرالي وعلماني حتا النخاع لكن ما يجري الان في مصر خطاء وله عواقب وخيمة ......

Rhazi Abdellah يقول...

لقد كتبت حول نفس الشيئ مؤخرا(تراجع الدين) لكن بتوجه مختلف قليلا. أتمنى أن تعجبكم
http://a.storywrite.com/story/10767393-Insights_over_the_future-by-blue_kral

غير معرف يقول...

لا اعرف هذا الشعور الذي يراودني ...مع اني لاديني لكني حزين على رحيل مرسي بهذا الشكل ! الذي سيفتح الباب لحرب الاسلاميين على الديمقراطية وهذا الواقع صار دليل ومضرب مثال لهم ....عزيزي بصيص هل لهذا التناقض الانساني داخلي من معنا !

غير معرف يقول...

انا ملحد

ولكن ماحصل انقلاب عسكري وحرب على الديمقراطية بشكل سافر واعتبره سقطة للعلمانية تذكرنا بدكتاتورية اتاتورك

ستكون النتيجة ردة فعل قاسية من المتطرفين لن تحمد عقباها

basees@bloggspot.com يقول...

عزيزي/تي غير معرف/ة (التعليق الرابع) ،،

كنا نتمنى أن تأخذ العملية الديموقراطية مجراها ويخلعه الشعب في الإنتخابات القادمة. إنما يبدو أن الشعب الذي اختاره أدرك خطأه الجسيم ولم يتحمل الإنتظار. لا أرى في شعورك تناقض.

خالص تحياتي

غير معرف يقول...

أساسا ما حدث في مصر هو إنقلاب سواء كان الحاكم مرسي أو أكبر ملحد أو علماني، مرسي وصل بالديمقراطية و من مساوءها أنه قد يصل من لا يعجبك، و من قام بإسقاطة العسكر ومعهم رساله واضحة أن أعلى سلطات البلد بيد العسكر، وجميعنا يعلم مدى السوء الذي قد يصل له الحال اذا ما حكم الدولة عساكر يفرضون كل شيء بالقوة.

مع هذا لا أرغب بالجدال معك سياسيا كرغبتي بالنقاش بأمور يبدوا أنك تفهمها بطريقة ملتويه، أم أنك تفهمها جيدا لكن تريد أن تلويها بأي طريقة كانت.

ففهمك للدعاء يبدوا مضحكاً!

أدعوا ربي، أنتظر الإستجابه لطلبي، اذا لم تصل أكفر بربي وبوجوده لأنه لم يجبني!

حتى طلبي من والدي أو رب عملي لا يتم بهذا المنطق!

م - د مدى الحياة يقول...

على الرغم مما فعله بهم الأخوان المسلمين المتمثلآ بالرأس الكبير محمد مرسي وجماعته ! إلا ان الكثير من الشعب المصري يرى انه لايزال الأمل والخير موجود بالأسلام واهله ! اي انه لاينبغي عليهم ان ييئسوا من رحمة الأسلام ويكفروا به بمجرد ان الأخوان المسلمين كشروا عن انيابهم وخدعوهم بشعاراتهم الزائفة كما هي عادة كل انواع التنظيمات الأسلامية ! وبدأوا حملتهم المسعورة ضد الجميع من ابناء الشعب المصري قتلآ وتنكيلآ جزاء لهم على عدم تركهم يتهنوا بهذا المنصب الذي كانوا ينتظرونه منذ سنوات طويلة لينهبوا من الدولة ويحولوها إلى إمارة اسلامية خانعة وخاضعة لهم ويعيثوا بها فسادآ وتخريبآ لكل ماهو حضاري واثري من الحضارة الفرعونية وسحقها وتسويتها مع الأرض بحجة انها من افعال الكفار ! وتحرم ولا تجوز زيارتها من السياح وبقية ابناء الشعب لأنها تغضب رب الرمال والصحراء ! ، وبعدها يزحفوا على بقية الدول المجاورة لهم بعد ان تضيق بهم الأرض ! حاملين شعارآ ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم ! ولاكن هيهات ان تبغى الشعوب مخدوعة بهم الى الأبد وكان لابد من التحرك ضدهم حتى لو لم يكملوا المدة الممنوحة لهم وحتى لو كان انتخابهم مشروعآ وديمقراطيآ ! ولا ينبغي الخضوع لهم ولأبتزازهم وترك مصير الشعوب بين ايديهم بحجة عدم الجواز الخروج على ولي الأمر !! وتجنب التبعات المترتبة على ذلك من الأنتقام وتدمير الدولة وتهديمها على رؤس ساكنيها وتمزيقهم اربآ لأنهم ارادوا الحرية والحياة الكريمة بعيدآ عن الأخوان المسلمين ! لأن ترك الدولة كاملة بين ايديهم يجعلهم يتمادوا اكثر في طغيانهم ويجعل من شبه المستحيل بعد ذلك اقتلاعهم وطردهم من البلاد بعد ان يثبتوا جذورهم عميقآ في الأرض من خلال مسلسل الغسيل لأدمغة الجيل الجديد من ابناء الشعب عن طريق الدعوذة المركزة والتجهيل ! كما هو الحاصل في بعض البلاد الأسلامية الأكثر تخلفآ ! ، ولاكن التعجيل بهذا الأنقلاب هو امر افضل من تأجيله بحجة ان انتخابهم هو ديمقراطيآ ! والذي يمكن ان يشجع التنظيمات الأسلامية الأخرى من فعل نفس الشيء في مكان آخر من البلدان الشبه الأسلامية التي يكاد ينقرض لديها الدين الأسلامي بدعوى انه يجب محاربة المرتدين واعادة صياغة الدين الرجعي من جديد ! وبحزم وشدة وعنف اكبر ارضائآ للرب الصحراوي ! ، ومع ان الرئيس المرسي وجماعته كانوا دائمآ يدعون ربهم بأن يجعلهم اكثر التصاقآ بهذا المنصب الرفيع ويجعل الشعب بكامله لهم مطواعآ واكثر وذلولآ وعطائآ ! إلا ان الرب نفسه كان مشغولآ عن مرسي وجماعته وربما كان يفكر بحليف آخر غير مرسي ! الذي كان يشكل نحسآ على الرب وكرسي العرش وربما السماء السابعة بكاملها ! حيث يختبيء الرب بها مرتاحآ ومستريحآ ! .

unknown يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
غير معرف يقول...

الأديان إلى زوال كلما نضج العلم وحل محلها لكن الصراعات السياسية لا تتضح نتائجها فعلا فهي معقدة وتدخل في تكوين نتائجها عدة أطراف وظروف حساسة لأبسط التغييرات لذا الأمر ليس بهذه البساطة إنه مثل ما يسمى بتأثير جناح الفراشة في تغيير ترقب إعصار.

unknown يقول...

راودني نفس شعور غير معروف التعليق السابع أنه لا يمكن القول بأن عدم الإجابة دليل على عدم وجود الله بغض النظر عن الدين كل متدين يعلم أن الله لا يجيب فورا وله حكمته في ذلك

Unknown يقول...

انا ايضا ملحد ولكني ضد عزل رئيس ديمقراطي منتخب من الشعب