الاثنين، 13 أكتوبر 2014

دمامة دين السلام

::
أنا لا أنظر إلى أن ما يحدث في هذا الفيديو هو جريمة قتل جماعي من شخص بكامل القوى العقلية مع سبق الإصرار والترصد كما يميزه القانون، إنما أراها كواقعة مؤلمة اقترفها شخص مسلوب العقل والإرادة، يخنع لشخص آخر يسيره كالروبوت بواسطة ارشادات من كتاب كارثي قديم يؤمن كلاهما بأنه منزل من إله. فأساس المشكلة ليس الأشخاص بحد ذاتهم، بل الإرشادات التي يتبعونها في ذلك الكتاب والثقافة الدموية المبنية عليها.

هذا شخص يطلق النار على مجموعة من الشيعة في باكستان خلال جلستهم لإحدى مآتمهم التي يحيونها سنوياً.



هذه مجزرة طائفية بحتة، لم ترتكب لأي سبب آخر سوى الإختلاف في بعض الجزئيات لنفس دين الطرفين، لا تختلف في بشاعتها عما تفعله داعش من تطهير طائفي في سوريا والعراق. ظهور حركة داعش وزحفها الحثيث ومايصاحبه من وحشية، لم يكن دافعه سياسي أو حتى ديني بفهومه العام، وأي إنسان يعتقد ذلك فهو موهوم ساذج. بل ظهور داعش وغيرها من المجموعات الإراهبية الأخرى كان في المقام الأول بدافع طائفي محظ مصبوغ بصبغة سياسية، اندلع وتزود بوقود الكره الشديد الذي تحمله فئة مسلمة ضد فئة مسلمة أخرى لم تتمكنا إلى الآن التكيّف والتعايش السلمي مع بعضهما رغم مرور 1400 عام على نشأتهما. هذا البغض الدفين ضد المخالف والمتجذر في كيان الكتلة الإسلامية والمتوارث منذ نشأتها، منبعه الأساسي هو النص العدائي الإنقسامي بطبيعته، والذي بإبهامه وتعدد أوجهه فتح الأبواب لكل داني وقاصي لأن يستخدمه لأي هدف تتطلبه أجندته أو يمليه عليه مزاجه. 

إن كان هذا النص نازل من رب، فمن الواضح الجلي أن هذا الرب يحمل نفس الطبيعة البشرية التي ابتلى بها خلقه.

* * * * * * * * * *

هناك تعليق واحد:

م - د مدى الحياة يقول...

ذهب صلعم دون عودة ابدآ وبقيت تبعات اعماله حتى لحظة كتابة هذا الخط ! ، وإن مايهم الطائفتين المسلمتين السنة منهم والشيعة ليس البحث عن السبب الحقيقي وعن لب المشكلة والتي هم ابتلوا بها منها إلا وهي وجود الأسلام بذاته والذي يغذي الحقد والكراهية العمياء بين الطرفين تجاه بعظهم بعض السنة منهم والشيعة وبل حتى تجاه غيرهم من البشر المختلفون عنهم بالدين والمذهب والعقيدة ! ، وانما اكبر هم تلك الطائفتين هو بقاء الأسلام بكل مايحمله من ايدولوجية موغلة بالحقد والعنف والكراهية والأرهاب الأعمى والذي قد يطالهم منه في أي لحظة ! ، إذا المسلمون بكل طوائفهم والوانهم هم يريدوا العيش بأمن وسلام تحت ضل الأسلام ورحمته وليس من دونه ! والذي قد يقذف بحممه عليهم متى مااراد ذلك عندما تتوفر لديه الفرصة الذهبية لذلك ! ، إذآ الطائفتين المسلمتين هما مثل القط الذي يحب خناقه كما قيل في الأمثال الشعبية ! بسبب انهم عندما يكتوون بناره فهم يبحثون له عن الأعذار والمبررات والذرائع التي لاتنتهي ابدآ ! وبل حتى الناجون الوحيدون من المذابح البربرية الرهيبة الذين ادت بأبادة كامل عائلتهم فهم يبرروا من ساحة الأسلام واحكامه القاسية بكل اصرار ! مثل كلامهم الشائع بإن مافعله او يفعله هؤلاء الإرهابيون ليس من الأسلام في شيء او الأسلام بريء منهم ومن اعمالهم ! او ان هؤلاء الإرهابيون قد شوهو من سمعة الأسلام ! وقد نسو او تناسوا بإن الأسلام بكل ثقله هو اساس المشكلة الحقيقية وليس أي شيء آخر ، فآياته واحاديثه الشريفة ! هي لاتخلوا من التحريض بالقتل وبحجة عدم الالتزام بنصوصه او اتباع ملته عن طريق الأستسلام له والتجرد لحسابه من كل شيء من العقل والمنطق والعاطفة الأنسانية تجاه الآخرون أي كان لونهم ودينهم ومذهبهم وبل حتى الأسرة تجاه بعضها بعض عندما يشذ احدهم عن الطريق المحدد والمرسوم له من لحظة ولادته وحتى عندما يشارف القبر ! إلا وهو الأسلام الذي له كل اولوية العواطف والأهتمام به وليس البشر وحتى الأبناء ! وإلا كانت العواقب وخيمة ! ، وهو بهذا شبيه بكلب المنزل الشرس الذي قد يقتل طفل العائلة غيرة منه وحسدآ عندما يتحول اغلب الأهتمام والأولوية إلى الطفل بدل عن الكلب ! .