الاثنين، 11 أبريل 2011

لانقاب بعد اليوم

::
يتم اليوم تطبيق قانون منع إرتداء النقاب في الأماكن العامة في فرنسا، مع فرض غرامة تعادل 217 دولار لمن ترتديه والحبس سنتان لمن يفرضه عليها. فلن ترون بعد اليوم مثل هذه المشاهد التهريجية في المطاعم الفرنسية:


ربما لو تم تصميم نوع من النقاب أكثر كفائة للأكل يمكن فتحه كستارة المسرح بسحب خيط معلق على طرفه لتسهيل عملية تغذية فصائل الكائنات البشرية المتشرنقة التي ترتديه، والتي تحاول التوفيق مابين الإلتزام بقوانين السماء بستر أفواهها وفي نفس الوقت محاولة إطعام نفسها من خلال ذات الستر المعيق المتسبب بتلطيخ وجهها ونقابها بالسباغتي وصوصها، لفاز ذلك المصمم أو تلك المصممة بمكافأتين: قدسية من السماء ومالية من الأرض، ثواب الآخرة بدخول الجنة وكسب الدنيا بتسجيل حقوق الإختراع وتحصيل أرباحه.

إنما من أسباب فرض هذا الحضر الفرنسي على تغطية الوجه بهذا الشكل، حسب بيانات حكومة ساركوزي، أن النقاب يساهم في تقويض أبسط المعايير المطلوبة لمجتمع يتبنى ويحرص على تعميم منهج التعددية في التعايش السلمي بين أفراده. كما أنه، حسب ذلك البيان، يحط من قدر ومنزلة مرتديه، مما يتعارض مع مفاهيم المساواة التي يفخر المجتمع الفرنسي بازدهارها فيه ويحرص على حفظها.

رأيي أنه بصرف النظر عن المخاوف المذكورة التي دفعت الحكومة الفرنسية لفرض مثل هذه القوانين، فإن التقويض الأكبر، بمعنى الضرر، لايقع على النسيج الإجتماعي الفرنسي أو تماسكه، فمفاهيم الحرية والمساواة هناك أصلب وأعرق من أن يؤثر على معاييرها بعض الأفراد بارتدائهم زي معين، إنما الضرر الحقيقي يقع على الإسلام نفسه كمنظومة إجتماعية بكشف زيف إدعائات مبشريها بأنها إنسانية.


إن كان هناك رمز حي يمثل منظومة تزعم بأنها إنسانية، يمشي ويتجول في أوساط أي مجتمع يحترم ويقدر ويحمي أبسط مفاهيم المساواة والحرية ويسعى لتحقيقها لكافة أفراده بدون إستثناء أو تحفظ، فلايوجد برأيي أوضح من هذه اللطخة والوصمة التي تتمثل بإنسان محبوس ضمن أسوار زنزانة قماشية سوداء منصوبة حول بدنه ومفروضة عليه قسراً تحت سلاح الترهيب بأشد العقوبات الأخروية، تصاحبها مئات الأحكام والقوانين التي تمنعه من مزاولة أبسط الحقوق البشرية والتفاعل مع أخوه الإنسان على أبسط المستويات كمصافحة الآخرين أو التفكه معهم مثلاً ...

لالسبب إطلاقاً سوى أن هذا الإنسان صادفت الطبيعة بأن يولد ... إمرأة.

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

التخلف والرجعيه والجهل هي حقيقة النقاب خير ما فعلت فرنسا حضرت النقاب بالقانون عندما لايفهم المتخلفون يفهمون قوة القانون وهكذا تقدمت الدول المتحضره يحمون حضارتهم بتطبيق القانون علي الجهله والمتخلفين الذين ينقص عقولهم التطور مع البشر وفيفا فرنسا

basees@bloggspot.com يقول...

عزيزي/عزيزتي غير معرف/ة ،،

كل مايفرض على الإنسان تحت الضغط والتهديد فهو سلب لحرياته في اختيار المنهج المناسب لحياته. والإلتزام الديني بزي معين كتغطية الشعر، سواء بالنقاب أو الحجاب يقع تحت هذا التعريف.

شكراً لمرورك وتفاعلك مع الطرح
ولك تحياتي