الاثنين، 8 أغسطس 2011

حقيقة تُفطر الصوم

::

عندما تدلي شخصية دينية، كشيخ أو كاهن أوقسيس، ببيان لاهوتي الأساس يحتوي على ماتعتبره تلك الشخصية بأنه حقيقة، وعندما تتناول تلك الحقيقة ظاهرة طبيعية كتكوين الشمس وحركتها أو النجوم وسبب وجودها أو البشر وكيفية وجودهم أو أي عنصر أو كيان طبيعي آخر، فإن مقومات ذلك البيان ستكون بالطبع مقيدة بالمعطيات الواردة في النص الديني المستند إليه.

فذلك البيان يصدر بالضرورة كحقيقة مطلقة ومغلقة لاتحتمل الرفض أو التمحيص، إنما بالرغم من قوة القناعة وشدة الجزم الذي يظهره المؤمن بصحة تلك الحقيقة، فمن الواضح أن السند الوحيد لمصداقيتها لايخرج عن إطار المنطق الدائري، إذ أن قبولها وتصديقها يستوجب قبول وتصديق منبعها أولاً وهو النص المقدس. فالإيمان المُسبق بمنبع تلك الحقيقة هو أساس التصديق وبدونه يظل بيانها مجرد مزعم لاتعادل قيمته قيمة الورق المكتوب عليه لدى غير المؤمن بذلك المصدر. ولذلك ترى أن مايرد في القرآن لايعترف به غير المسلم وكذلك مايرد في الإنجيل لايعترف به غير المسيحي ومايرد في الفيداس لايعترف به غير الهندوسي وهكذا جرّاً.

ولكن في المقابل ....

عندما يطرح عالم تجريبي مثل ستيفن هوكنغ أو تشارلز داروين حقيقة حول نفس الظاهرة، كميكانيكية حركة الشمس وأسبابها أو ماهية الإنسان وأصله، فمقومات تلك الحقيقة ووسيلة الوصول إليها تتميز دائماً بكونها نتاج منهج مفتوح للنقد والمناقشة ومعرض للفحص والتمحيص من الجميع، ولايتطلب قبول تلك الحقيقة أي إيمان مسبق، فمصداقيتها تقوم أو تسقط على صلابة أدلتها التجريبية المفتوحة للفحص والنقد. وهنا يبرز تفوق البرهان العلمي على أي مقوم ديني عندما يتعارض الإثنان.

وخلال الأسبوع الماضي في برنامج بثته قناة ديسكوفري وتناقلته القنوات الإعلامية الأخرى، كرر ستيفن هوكنغ تصريح كان قد ذكره في كتابه الأخير التصميم العظيم  The Grand Design  عن نشأة الكون. وهذا التصريح لم ينبع عن رأي شخصي له أو عقيدة مسبقة أو نزوة أو رغبة في خلق جدل أو سجال، إنما هو نتاج المشاهدة والتجربة العلمية والمعادلات الرياضية يتفق معه الكثير من علماء الفيزياء الآخرون. هذا التصريح هو أن:

"الكون لايحتاج إلى رب ليظهر"

"عندما يسألني الناس: هل خالق الكون هو إله؟ أجيبهم بأن السؤال ذاته ليس له معنى، فلم يكن للزمن وجود قبل الإنفجار العظيم، ولهذا فلم يكن هناك زمن ليخلق إله فيه الكون. هذا الإستفسار أشبه بمن يسأل عن وجهة طرف الكرة الأرضية، فالكرة الأرضية كروية لايوجد بها أطراف، والبحث عن طرف فيها بحث لاجدوى فيه. كل منا حر فيما يريد أن يعتقده، ولكن برأيي أن أبسط تفسير هو أن الله غير موجود ولم يخلق الكون أحد ولايوجد أحد ليتحكم في مصيرنا". (ستيفن هوكنغ - الدقيقة 12 من الفيديو كليب الرابع أدناه).
:
وهاهو ستيفن هوكنغ بنفسه يشرح الأسباب التي أدت إلى وصوله إلى ذلك الإستنتاج:
:
::










هناك 6 تعليقات:

غير معرف يقول...

فقط طلب يا بصيص بل طلبين في هذا الموضوع و الذي قبله لم تذكر لنا المصدرين الذين من الممكن أن نجد فيهما المقولتان لهوكنج و دوكنز ، أنا أصدقك يا بصيص و لكن أريد المصادر للفائدة كي أستعملهما إخ ، مدونتك أحد مصادر المتعة العقلية لي ، شكرا

basees@bloggspot.com يقول...

عزيزي/عزيزتي غير معرف/ة ،،

تجد مقولة ستيفن هوكنغ في الدقيقة 12 من الفيديو كليب الرابع لهذا البوست:

ومصدر مقولة ريتشارد دوكنز مقتبسة من كتاب لـ جيري كوين إسمه
Why Evolution is True
تجدها في الصفحة 241

ويسعدني جداً متابعتك وإستمتاعك العقلي للمدونة،
ولك تحياتي

غير معرف يقول...

هناك سؤال يتبادر إلى ذهني الآن : إذا كان الله غير موجود فهل هذا يعني أن كل هؤلاء الأنبياء و الرسل عبر التاريخ كانوا مجرد فقاعات حالمة أو محتالين أو مجانين يعانون إنفصاما صور لهم أصواتا و صورا لم يرها أحد غيرهم ؟؟؟ و كيف أمكن للناس أن تصدقهم خاصة عندما تحول الدين إلى وسلية للسلطة و التحكم بالناس و كان السبب وراء إراقة دماء ملايين ملايين ملايين البشر ؟؟؟؟

أبو ريشه

basees@bloggspot.com يقول...

عزيزي أبوريشة ،،

حسب التراث الديني، أنزل الله أكثر من مئة ألف نبي على البشرية جمعاء خلال تاريخها الطويل. ولكن من المدهش أن الآثار والسجلات التاريخية تخلو تماماً من أي إشارة لأي من هؤلاء الأنبياء باستنثاء النبي محمد وربما النبي عيسى. أما جميع باقي الأنبياء فلايوجد لهم أي ذكر خارج الكتب الإبراهيمية.

ولك تحياتي

i-Found يقول...

ماذا عن قبل البيق بانق وماذا عن الاسباب اللتي ادت الى البيق بانق
اتقي الله بلا الحاد

basees@bloggspot.com يقول...

عزيزتي i-Found ،،

سؤالك يجيب عليه ستيفن هوكنغ في الإقتباس المللون بالأزرق، إذا لم تقرأيه. وسوف تجدين الشرح في هذا البوست:

http://basees.blogspot.com/2011/06/blog-post_07.html

أما التوبيخ بعبارات دينية مثل "إتق الله" فهذا توبيخ موجه أيضاً للتقدم العلمي الذي أوصل الموبخ إلى مستوى الرخاء والإزدهار الذي ينعم به.

ولك تحياتي

ولك تحياتي