::
يحتفل رواد كنيسة بيثيل في منطقة ستاناوي من واشنطن في الولايات المتحدة بحدوث معجزة أنقذت أحد أطفالها من موت محقق إثر غرقه في البحر، والقصة هي:
أنه في زيارة لمجموعة من الأطفال إلى شاطئ لونغ بيتش نظمتها الكنيسة هناك، إلتهمت موجة كبيرة ديل أوستراندر البالغ من العمر 12 عام، وأبقته غاطساً في الماء لفترة 15 دقيقة قبل أن تعثر عليه وتنتشله فرقة الإنقاذ التي هرعت إلى المكان لتجد باقي الأطفال ومشرفيهم في حالة من الفوضى والهلع، منهمكين فيها بالأدعية والصلاة والإستنجاد بالرب لينقذ الطفل الغارق المختفي تحت الماء.
ولما أدخل الطفل في المستشفى كان قلبه متوقف عن العمل (وكذلك حياته!) فتم إجراء عملية إسعافية عاجلة له عاد بعدها إلى الحياة بكامل صحته كما يبدو. مما أقنع رواد الكنيسة ورئيس فرقة الإنقاذ جيكوب برندج بأن غرق الطفل وعودته إلى الحياة هو معجزة إستجاب الرب من خلالها إلى دعاء وإستنجاد المصلين له خلال تلك الدقائق العصيبة.
ولاشك لو أن نفس الحادثة قد وقعت بين مؤمنين من أي ديانة أخرى لتم تعزية النجاة لنفس السبب ولكن لرب مختلف، فهل كان ذلك الإنقاذ معجزة منحها إله السماء لمخلوقه على الأرض، أم أن لها تفسير فزيولوجي عادي؟ فلنقرأ الرأي العلمي لما حدث:
ولاشك لو أن نفس الحادثة قد وقعت بين مؤمنين من أي ديانة أخرى لتم تعزية النجاة لنفس السبب ولكن لرب مختلف، فهل كان ذلك الإنقاذ معجزة منحها إله السماء لمخلوقه على الأرض، أم أن لها تفسير فزيولوجي عادي؟ فلنقرأ الرأي العلمي لما حدث:
يعزي الدكتور بينجامين أبيلا، مدير الأبحاث الطبية في مركز علوم الإسعاف في جامعة بنسلفانيا، في مقالة هـنـا إلى أن نجاة الطفل ديل إلى حالة غطسه في مياه باردة، ويقول: "هناك عدة دراسات أثبتت أن الهايبوثيرميا [دخول الجسد في حالة برودة شديدة] تحمي المخ [من التلف] في حالة إنقطاع الأوكسجين والدورة الدموية عنه. والمياه التي كانت تغطيه [الطفل] بالتأكيد كانت في غاية البرودة. فمن المحتمل أن درجة حرارة جسده الداخلية قد هبطت خلال فترة توقف قلبه. هذا بالإضافة إلى صغر سنه وحالته الصحية التي ساهمت في إنقاذه. كما أن هناك حالات [مشابهة] أخرى تم إنقاذ ناس آخرين فيها من مياه باردة وإسترداد صحتهم. هذه حالات لاتحدث كثيراً، إنما ليست بالندرة التي يظنها الناس".
فهاهنا تفسيران للحدث: العلمي، والغيبي. التفسير العلمي يشرح الظاهرة بتفصيل مدعم بالدراسات والدلائل، والغيبي يشرحها بنسبها إلى:
الله، يسوع المخلص، يهوه، فيشنو ... وباقي اللائحة هـنـا. وهذه كلها تفاسير لاتحتاج إلى إصدار دليل يتعب التفكير.
وطبعاً لم يخطر على بال أحد من المحتفلين بهذه المعجزة بأن المعجزة الحقيقية - إن كنا نريد نطلق على ماحدث هذا الوصف - هو إسترداد حياة الطفل بالإجرائات الطبية الرائدة التي قام بها المستشفى والتي قهرت الإرادة السماوية التي أرسلت إليه الموجة لتغرقه في المقام الأول.
وطبعاً لم يخطر على بال أحد من المحتفلين بهذه المعجزة بأن المعجزة الحقيقية - إن كنا نريد نطلق على ماحدث هذا الوصف - هو إسترداد حياة الطفل بالإجرائات الطبية الرائدة التي قام بها المستشفى والتي قهرت الإرادة السماوية التي أرسلت إليه الموجة لتغرقه في المقام الأول.
* * * * * * * * * *
هناك 4 تعليقات:
تساؤل يا ترى لو مات نفس الطفل ماذا كان رد المتدنيين في هذه الحالة وايهما احق بالمعجزة هل هو الأطباء الذين اسعفوا المريض ام شخص آخر اقترح إقامة نصب تذكاري للأطباء المسعفيين وتخليد اسماءئهم وبعد مئات السنين نسير على خطاهم ونرتدي ما كانوا يرتدونه لإنهم من السلف الصالح XD
لو كان معظم اللا دينيين العرب مثلك، لزاد انتشار الفكر المنطقي العقلاني أضعافا مضاعفة.
فأنت مخيف أكثر من حميد سلاف مثلا أو بن كريشان، لأنك هادئ بهدوء دارون :)
أنت تملك قدرة على تدمير خرافات الفكر الديني دون التعرض لقيمه مباشرة أو البحث في تناقضاته، ولكن بالقضاء على آلية التفكير الديني من جذوره.
وذلك عبر حقائق علمية لا يمكن لأصحاب العقل الديني نقضها بعقلانية.
فهم لا يملكون العقل ولو حاولوا استخدام نفسك أدواتك المنطقية مثلا فلن ينجحوا أبدا في تفنيد آرائك.
لقد كنت واحدا ممن ينتقدون أمثالك، ولكن أثناء الحوار مع قلائل يملكون نفس هدوئك ورقيك، اكتشفت أنني أدعي المنطق، وأنني أعيش في مهزلة عقلية.
أتابعك دائما، وأنا لدي مدونة قرائها كثير، ولكنني أشارك معك بغير معرف.
دمت من أجمل العقول التنويرية في الوسط التدويني.
عزيزي/عزيزتي غير معرف/ة (الأول):
لو مات الطفل فسوف يكون الإعتبار أنه قد ذهب إلى الجنة. وهذا حال الإيمان بالماورئيات السماوية. لكل حدث في الحياة وجه جميل يحث المؤمن على البقاء على عقيدته ... مهما بلغت لامعقوليتها.
ولك تحياتي
عزيزي غير معرف (الثاني) ،،
بدايةً، أشكرك يازميلي العزيز على كلماتك الطيبة المشجعة، وأتمنى لك ولمدونتك التقدم والنجاح والإزدهار.
تغيير ثقافة الأسطورة والخرافة التي رسخها التراث الموروث يتطلب مواجهتها على عدة أصعدة، والمنهج الذي أتبعه، كما تفضلت، هو أحدها. ولكن بالرغم من معالجة هذا الأسلوب للمشكلة على المستوى الجذري فجدواه للأسف محصورة على الفئة التي تدرك أهمية المنهج العلمي وقوة أدلته، وهذه برأيي فئة صغير نسبياً. فتبقى ضرورة التنوع في الأساليب التوعوية كأسلوب حميد سلاف وابن كريشان لها مكانة بارزة في جهود الكثير منا لتوعية مجتمعاتنا الموبوئة.
وتهنئاتي القلبية لك على دخولك إلى عالم العقلانية والمنطق، وأتمنى لك كل التوفيق والنجاح ...
وتقبل تحياتي
إرسال تعليق