الخميس، 4 أكتوبر 2012

لو نزل عليهما ملاك بهذا الحكم لطرداه

::
من ضمن التعليقات على بوست محاولة قتل الأم جوهرة لابنتها، ذكّرنا الأخ الكريم صديق الأحرار بعدم وجود نص أو حكم صريح في الشريعة الإسلامية يحرض على قتل الوالدين لأطفالهم، وهذا كلام صحيح، فلا يوجد مثل هذه الأحكام الصريحة.

إنما، هذا مجرد جزء من الحقيقة وليست الحقيقة الكاملة، فالوجه القبيح للشريعة الإسلامية لايظهر كله لكي لاينفر الناس منه، ولكنه يختفي ويناور من وراء الستائر ليحرض على اقتراف مثل هذه الجرائم، ليس بصريح الكلام والعبارة إنما بالإيماء والغمز والإشارة.
 
كنت قبل مدة أبحث في النت عن عقوبة ترك الصلاة واختلاف احكامها بين المذاهب الإسلامية. ولم اقضي وقت طويل في البحث حتى وجدت عدة مواقع، منها الحكومي الرسمي ومنها المرجعي الموثق، يجتمع أغلبها في الإتفاق على أن تارك الصلاة يعامل كمعاملة المرتد إذا انطبقت عليه بعض الشروط، من ضمنها أن يكون مسلم بالولادة وعلى علم بوجوبها وقدرة على أدائها. ومعاملة المرتد كما يعرف الجميع هو إقامة الحد عليه، أي أن يقتل.
 
هذا الحكم بحد ذاته ليس بغريب في عقيدة قوامها القتل والترهيب، إنما أنظروا إلى المضمون المخفي الصاعق الذي يقشعر له البدن اشمئزازاً وغضباً. المضمون الذي حين يظهر يكشف شدة بشاعة ووحشية ولا إنسانية الوجه المخفي للأحكام الدينية: 

حكم قتل تارك الصلاة يطبق على المسلم البالغ طبعاً، ولكن حيث أن سن البلوغ في الشرع الإسلامي لا يحسب بالسنوات بل بظهور علامات البلوغ كنبت الشعر مثلاً في العانة لكلا الجنسين أو شعر الوجه للذكور، وبداية الحيض في الإناث، وحيث أن هذه العلامات تظهر أحياناً في سن مبكر جداً لاتتعدى الحادية أو الثانية عشر أو حتى أبكر من ذلك (ابن أخي أحدها)، فهذا يعني، حسب الحكم، أن هؤلاء الأطفال الصغار معرضون للقتل شرعاً وباستحسان من السماء لمجرد رفضهم مرغلة وجوههم على الأرض ورفع مؤخراتهم لها!

فهل هناك غرابة في إقدام أم مسلمة على قتل ابنتها البالغة تسعة عشر سنة؟ وهل يحتاج أحد إلى رخصة لقتل الأبرياء أصدق من هذه؟
 
هي ليست الأحكام الصريحة بالضرورة، إنما الثقافة الإرهابية الدموية التي تزرع في عقول أتبعاها منهج تعاملي دموي يُسيّر، ليس فقط طريقة التعامل بين أفراد نفس المجتمع المنكوب بها، والمذابح الطائفية أكبر شاهد على ذلك، بل حتى الأسلوب التربوي بين الوالدين وأطفالهم، كما أظهرته الأم جوهرة تجاه إبنتها البكر حين كانت تطعنها بكل غدر في ظهرها وتقول رداً على صراخ البنت: "دعيني أكمل، فهو لمصلحتك"!!! لمصلحتك، لاحظوا التعبير.
 
فعندما يذكر القرآن قصة إبراهيم واقدامه على ذبح ابنه إسماعيل امتثالاً لطلب الرب، فهو يقدمها كنموذج وقدوة للمسلم يسعى من ورائها حثه على الطاعة التامة وبالتالي السيطرة الكاملة عليه. ولكنه بهذا المثال وغيره من الأمثلة المماثلة البشعة خفف بكل سهولة وعفوية درجة جدية وقباحة هذه الأفعال لهدف الإمتثال والطاعة، فأصبح ذبح الأطفال شيئ لايستنكر بالضرورة طالما هو في خدمة الرب.
 
فهي الثقافة الدموية التي حرضت جوهرة على قتل ابنتها البكر، وليس بالضرورة الحكم الصريح. وسبب ندرة مثل هذه الجرائم رغم إيمائة وغمز الشريعة لا قترافها، كما تنص عليه أحكام ترك الصلاة، هو نفور البشر بطبيعتهم عن أعمال العنف، وقوة الرابط الغريزي بين الوالدين وأطفالهم.
 
فحين يترك الأبن أو البنت الصلاة، أو يخرج أحدهما ويظل إلى ساعات متأخرة من الليل، فسوف يغضطب ويزمجر ويهدد الوالدان، وربما يتصاعد الأمر إلى الضرب، ولكنه سيتوقف في الغالب عند هذا الحد. ومهما بلغت درجة التدين عند الأبوين، فلن يقدم أحدهما، في الغالب، على الإمتثال للحكم الشرعي على الطرد أو التسليم إلى الحاكم للقصاص ...
 
وحتى لو نزل ملاك من السماء اليوم يأمرهما بذلك، لطرده الأب والأم معاً ... في الغالب.
 
* * * * * * * * * *
 

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

تحية أخ بصيص

أسهل طريقة لحل أي معضلة او شبهة في الإسلام هي القتل ولأن الإنسان ليس لديه اي قيمة وعلى ضوء هذا الشيء فأن المرتد يقتل والمثلي يقتل والمشكوك في تصرفاته يقتل ومن يجلب لعائلته العار يقتل ومن ينتقد القرآن يقتل "والمومس" تقتل والاطفال يقتلون بجريرة انهم ينتمون الى دين مخالف وشاتم الرسول يقتل وشاتم امهات المؤمنيين يقتل والزاني والزانية اما القتل او الرجم والسارق يبتر يده وان كررها عدة مرات سوف لا تبقى لديه اطراف وعلى الاكثر يقتل واتصور ان الملحدين او الدهريين امثالنا فالقتل بحقنا قليل بحسب الإسلام بذا الثرم هو افضل وسيلة.

هنالك شواهد في القرآن صريحة في هذه المسائل ، فما اقدمت به هذه " الأم " انا بأعتقادي كان من واعز ديني بالدرجة الأولى ومن يطبقوها هم شواذ واقلية، اما الاغلبية اي الآباء والأمهات فهم يبصقون على هكذا تعاليم واعراف واحكام بالخفاء درءً لكلام المجتمع كون نحن مجتمعات تعيش كي ترضي المجتمع اكثر الأحيان لا ان ترضي نفسها.

وشكراً

مع التقدير