السبت، 20 أبريل 2013

أسخر مما هو مسخرة

::
رغم أني مشغول حالياً، ولا يوجد لدي وقت للتدوين، إلاّ أني لم أستطع مقاومة دافع التعبير عن ردة فعلي تجاه هذا الفيديوكليب الذي أرسل لي رابطه أحد الأصدقاء.
 
في الكليب، يظهر وجدي غنيم، الأستاذ العبقري الجبهذ في نشر العبط الديني وبث هرائه (وهذه عينة منه هـنـا)، وهو يستعرض عبقريته الفذة هذه على العالم أجمع. وعندما أقول لكم، وقد ذكرتها عدة مرات في السابق وأكررها مرة أخرى هنا، وسوف أكررها في المستقبل إلى أن تهترئ أناملي، أنه من السهولة البالغة كشف بشرية الرسالة الإسلامية، أو أي رسالة دينية أخرى، لمجرد التعمق البسيط بجزء صغير من محتواها، ففعلاً أنا لا أبالغ في كلامي.
 
وجدي غنيم، كجميع دعاة الخرافة، يبدأ خرابيطه بتمتمة بعض من خرابيط القرآن، ولكن الخرابيط التي يقتبسها في مستهل كلامه لاتختلف كثيراً عن الخرابيط التي تملأ صحف الديانات الأخرى، خرابيط كاشفة وفاضحة. فهو يستهل خطبته التي يوجهها للعالم أجمع (وبهذا العمل الأحمق، فهو ينشر دولياً فضائح الكتاب الذي يقدسه ويبجله) بآية: قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون (التوبة - 65). والرائع بهذه الآية أن القرآن نفسه يعترف علناً للبشر أجمع بأن الكفار يستهزئون بآياته، وعليه فإن آياته تثير سخرية للناس.
 
فكروا بهذا الإعتراف بقليل من التعمق، لا أكثر. الله أنزل كلام يزعم بأن السموات، أي الكون بضخامته الصادمة وبجميع مكوناته الهائلة، يهتز ويتزلزل من ربوبيته حين تتلى عليه، فما هي ردة فعل كائنات هذه البقعة منه، والتي استهدفها هذا الكلام المزلزل، حين يتلى عليهم؟
 
هل تتزلزل كائناته وتخر له مسبحة ساجدة؟ لا، بل تتطنز عليه (تسخر منه)!!!!!!!!!! عكس مايزعم القرآن تماماً وباعترافه أيضاً.
 
وماهي السخرية؟ تعالوا لنعرّف بالضبط ماهي السخرية، حتى تتضح الصورة التي يحملها البشر تجاه هذه الآيات التي يفترض أنها تزلزل الكون. السخرية هي تعبير لفظي أو إيمائي ينطلق من شعور المستمع أوالمشاهد تجاه مايتلقاه من كلام أو سلوك للطرف الآخر. هي ردة فعل طبيعية جداً تجاه أي كلام أو تصرف يُشعر المتلقى بأنه تافه أو مضحك أو غبي أو كاذب أو لامعقول، أو أي كلام أو تصرف آخر يثير هذا النمط من الشعور السلبي لدى المتلقي له. فحين يسخر الناس من شيئ، فمعنى ذلك أن الكلام أو التصرف الذي يتلقونه من المرسل له، هو كلام أو تصرف يثير هذا الشعور، أي أنه مسخرة.
 
فلو كانت آيات القرآن تتمتع بأي قدر من الجدية والوقار الرباني الحقيقي المبني في نسيجها، ألا نتوقع أن أن ألوهية كلماته سترج وتهز كيان كل من استمع إليها، بصرف النظر عن نمط التوجه الفكري للمتلقي لها؟ فلماذا إذاً سخر الناس من كلام القرآن في السابق وهو يتلى عليهم من لسان رسول السماء نفسه؟ ولماذا لايزال الناس إلى اليوم يسخرون منه، بل ويزدادوا سخرية منه مع تقدم الإكتشافات والمعارف العلمية؟
 
من الزاوية الأدبية، هل سمع أحدكم بأن أعمال الأديب الفرنسي فيكتور هيوجو، أو ليو تولستوي أو تشارلز ديكنز أو ويليام شيكسبير قد سخر أحد منها؟ ومن الزاوية العلمية، هل سمع أحدكم بأن نظريتي آينشتاين النسبية، أو معادلات جيمز ماكسويل للكهرومغناطيسية، أو مبدأ أرخميدس في الطفو، قد سخر أحد منها؟ ومن زاوية الحكمة، هل سمع أحدكم بأن أقوال كونفيوشس أو أرسطو أو قس بن ساعدة أو أو غاندي، قد سخر أحد منها؟
 
القرآن يطفح بالأدبيات والعلوم والأقوال الإرشادية "الربوبية"، فلماذا إذاً سخر الناس من القرآن عند نزوله، ويسخر منه الناس إلى اليوم، ولم يسخر أحد خلال التاريخ من الإنتاج الفكري لملايين البشر عبر التاريخ، والأمثلة التي ذكرتها ماهي إلا جزء ضئيل منه، إن لم يكن هذا الإنتاج المزعوم الربوبية يدعو للسخرية؟

وألا تعني سخرية الناس من القرآن، والذي يعتبر كلام الله، أن مؤلف هذا الكلام، أي الله، والذي يعاتب الناس على السخرية من كلامه، بأنه قد فشل في إنتاج محتوى أدبي وعلمي وإرشادي يتلقاه البشر بكامل الجدية وبدون أي سخرية؟ عتابه لهم على سخريتهم من كلامه هو ردة فعل يتميز بها البشر للدفاع عن أداء ما يكون سيئ أو ضعيف أو مشبوه، ونسب هذه العملية الإحساسية إلى رب، يخفض منزلته الربوبية ويوازيها بالمرتبة البشرية. الرب بتعريفه الماورائي الخارق، لا يمكن أن ينزلق في مثل هذه الهفوات، ولايمكن إطلاقاً أن ينتج أداء فكري يُعرّضه لسخرية ماهم دونه في العلم والقدرة والكمال.
 
فعندما أشاهد إنسان كوجدي غنيم وغيره من المخدوعين بقدسية موروثهم، يحتج بكلام يفضح الخدعة، ولايدرك عمق الفضيحة التي تنبثق من فمه أو يعي لها، فلا أملك بدوري إلاّ الضحك والسخرية منه ومن حججه، هو وغيره من الدعاة.
 
لم أشاهد إلاّ العشرون ثانية الأولى من الفيديو قبل أن أوقفه، لأني لا أطيق رؤية وجه هذا الأحمق أو الإستماع إلى هرائه. ولكن لمن يملك قدرة تحمل سوبرمانية على المشاهدة والإستماع، فهذا هو الفيديوكليب.
 
 

 
 
* * * * * * * * * *
 

هناك 3 تعليقات:

م - د مدى الحياة يقول...

عجبآ من المسخرة الذي لايريد المسخرة منه ومن دينه !! وحتى من مشيتهم او ملابسهم او حركاتهم وتمتماتهم المضحكة والمبكية اي هم كل الذين على شاكلة وجدي غنيم !! وعجبآ من امرهم يعرضوا انفسهم للضحك والسخرية ومع هذا ينزعجوا من ردة الفعل تجاههم ! والمثير للقثيان هو كثير مانسمعهم وهم يسموا انفسهم علماااء !! على الرغم ان العلم هو برئ منهم كل البراءة وبعيد عنهم بأشواط كثيرة ! وكيف يكونوا علماء ! وهم دائمآ يرفضوا ويتجنبوا العلم ويحاربوه ويقاوموه بكل وسيلة المتاحة لديهم ! من تكفير وتهجير وبلطجة وحتى التصفية الجسدية بحجة الافساد في الأرض ومحاربة الله ورسوله !’ وان الدواء والعلاج لأمثالهم هو انشاء فضائيات متخصصة للسخرية منهم ومن اشكالهم ودينهم وعلي مدار اربع وعشرون ساعة وعلى مدار العام وحتى في رمضان ومترجمة ايضآ بعدة لغات حتى يعرفوا قدر انفسهم هذا ان كان لهم قدر ! ويدعى المسلمون والغنميون ! ان الله عندما تتلوا آياته فأن الكون كله يتزلزل !! وايضآ عندما قال إذا انزلنا القرآن على جبل لرأيته خاشعآ ومتصدعآ من خشية الله !! وهنا يكشف مدى الحمق والورطة الذي ورط الأسلام به نفسه ! ’ اولآ ان الكون والجبال هي من جماد وليست كائن حي حتى تخشى من الآيات المزعومة ! ولكن لو انزلت الآيات على ظهور الفيلة هل تصاب بالرعب الهائل ويجعلها تنحف وتطير ! وهي الأولى بالخشية من الجبال والكون ! وأراهن ان حتى الأرانب لاتخاف او تعبأ بالآيات ! ، والأمر اننا عندما نقدم لهم الحقائق عن ظهور الحياة على الأرض وتطورها يثور علينا المسلمون ويقدمون الحجج الحمقاء ! اعتقادآ ان ذلك سوف يفحمنا مثل ان الطبيعة لاتعقل حتى تخرج الحياة من الجماد ! والحياة لاتعقل ايضآ حتى تتطور ! ومع ذلك الجبال والكون الذي لايعقل هو يهتز من خشية الله على حسب زعم صانعى الدين والقرآن !! اي انهم لايريدوا تصديق الحقائق العلمية المدعمة بأطنان الأدلة ويريدون منا ان نتنازل عن عقولنا ونصدق جميع خرافاتهم ومزاعمهم مهما كانت خارج العقل والمنطق !! ومن هنا نكتفي ببعض الحماقات الخرافية ونقول لأستاذنا الفذ بصيص العقلاني تشكرك الأنسانية والعقل وشكرآ .

Rhazi Abdellah يقول...

For science :D
saaid.net/book/16/8193.pdf (الله يتجلى في عصر العلم)

http://www.cracked.com/article_20143_5-craziest-ways-men-have-censored-female-sexuality.html

ps: sorry i don't comment on
your posts very often, but i do read every last one of them when ever i have the chance

غير معرف يقول...

استاذ بصيص تحية طيبة:
دعنا نستهزىء معا بالاتي:
ورد في كشاف الزمخشري ان محمد حينما قرأ على قريش من سورة الانبياء (انكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم انتم لها واردون*لو كان هؤلاء الهة ما وردوها وكل فيها خالدون)حينها تقدم نحوه بعض القريشيين ومعهم ابن الزبعري الذي قال له:يا محمد أهذه الايات خاصة لنا ولالهتنا أم لجميع الامم؟ فرد عليه محمد:هو لكم ولالهتكم ولجميع الامم,فقال ابن الزبعري:خصمتك ورب الكعبة,ألست تزعم ان عيسى بن مريم نبي وتثني عليه خيرا وعلى امه؟وقد علمت ان النصارى يعبدونهما وعزير يعبد والملائكة يعبدون,فأن كان هؤلاء في النار فقد رضينا ان نكون نحن والهتنا في النار...ففرحوا وضحكوا واستهزؤا بكلامه وسكت محمد.
أي ان عيسى عندك خير من الهتنا,واذا كان هو حصب جهنم فأمر الهتنا هيين!
والمقلب المضحك واضح,فأين المنطق في ادخال الاصنام جهنم وهي غير عاقلة من الحجارة يهددها الله بالخلود في النار,اليس هذا شىء مضحك ويدعو للاستهزاء؟
كيف سيتصالح مع ذلك وجدي غنيم؟ ...فمن افواهكم ندينكم .