الجمعة، 31 مايو 2013

الجهل والإنكار، من ضروريات الإيمان

::
إليكم هذا السؤال:
 
كيف يحافظ المؤمن المسلم (أو أي مؤمن متدين آخر) على أفكار وقناعات اكتسبها في طفولته وقولبت شخصيته، وكونت هويته وانتمائه، ورسمت له خطة سيره في حياته، وانتشلته من براثن الموت والفناء بوعده بحياة أزلية سعيدة متكاملة، في وجه ثورة علمية معرفية وانطلاقات تقدمية تنويرية وتغيير جذري في المنهج الفكري يهدد بهدم كل هذه المقومات والأعمدة التي تحدد وتسند من هو ومن أين أتى وإلى أين سينتهي به المصير ويفتتها أمامه؟
 
كيف يتعامل مع هذا الإحتمال المتربص الذي يحوم حوله، و ينط عليه كل يوم من صفحات جريدته، ويطل عليه داخل بيته من شاشة تلفزيونه، ويحمله معه بالموبايل حتى في جيبه؟ بسيطة، يحذو حذو النعامة ويدفن رأسه في الرمل.
 
الإنكار والجهل المتعمد، هما أسهل وسيلتان لتفادي مواجهة الحقيقة. ورغم أن اللادينيون يصادفون هذه الظاهرة يومياً في المجتمع المتدين، وربما تعودوا عليها، إلاّ أني شخصياً ورغم مرور سنوات طويلة على لاتديني، أشعر بحالة سيريالية غريبة كلما وجدت نفسي في هذا الموقف. يتحدث من حولك عن كيان خارق خرافي قديم، آمن به الإنسان البدائي بالضبط كما آمن بآلاف غيره من الآلهة الأخرى تعويضاً لجهلة وتهدئةً لروعه، وتناقلته الأجيال بالضبط كما تناقلت خرافة التنين والعنقاء واليونيكورن. كيان لا يوجد له حتى تعريف محدد يتفق عليه المؤمنون به، ولا يوجد أي دليل محسوس على وجوده، إنما لايزال الناس يتاعملوا معه اليوم ويبنوا حياتهم حوله وكأنما يحوم فوقهم، يراهم ويسمعهم ويتأثر عاطفياً بما يقولون ويعملون. ظاهرة عجيبة فعلاً!!!
 
فعندما تصبحت اليوم على هذا الفيديو كليب، إضغط هـنـا، دخلت في إحدى هذه الحالات السيريالية التي تنتابني بشكل متكرر وتسبب لي شعور بالدوران. والفيديو عبارة عن حلقة حوارية يقودها المقدم التفلزيوني المصري عمرو أديب، ويشارك فيها مجموعة من النعام الدافنة رؤوسها في الرمل.
 
لا أحب إستخدام عبارة الإستمناء الفكري، إنما أجد هذا الوصف ينطبق بدقة على ما يحدث في هذه الجلسة: ممارسة فاضحة لاستمناء جماعي فكري علني على شاشة التلفزيون، تقوم به مجموعة من المغفلين (وهذا وصف دقيق لهؤلاء الرهط، لأنهم غافلون بتعمد عن الواقع) بدون أي استحياء أو خجل. مراقبتهم والإستماع إلى تهريفاتهم، تثير الشعور بأنهم يعيشون في زمن آخر وفي مكان آخر غير الكرة الأرضية. إنكار تام للحقائق العلمية المتداولة والمطبقة والموجودة في مقررات جــــــــــمــــــــــيــــــــــع الجامعات والمؤسسات العلمية والثقافية التي تحترم إسمها وسمعتها (وهذه لائحة بها نشرتها في بوست سابق هـنـا) وجهل مطبق متعمد لها. بالإضافة إلى إنكار تام للحقائق الإحصائية الصادرة خلال العقود الماضية والتي تشير إلى إنحسار دولي في التدين، وارتفاع مضطرد في نسبة اللادينيين والملحدين، والمدونة ممتلأة بالبوستات التي تذكر هذه الحقيقة.

وكالعادة، لم أستطع أن أكمل مشاهدة هذه الجلسة، فقدرة تحملي على الإستماع إلى الغباء محدودة ببضعة ثواني فقط، ولكن ربما يجد فيها بعضكم مصدر للتسلية والضحك.
 
 
مع وافر الشكر للأخت العزيزة آية على توفير الرابط في الفيسبوك.
 
* * * * * * * * * *
 


هناك 4 تعليقات:

غير معرف يقول...

هؤلاء البؤساء يؤمنون و يصدقون تلك الترهات و الخزعبلات التى جادت بها قريحة راعى غنم فى غياهب الصحراء الجدباء و منها صعوده الى (السماوات) العلى ممتطيا بغلا مجنحا حيث قابل ما سبقوه من مشعوذين مثله و صلى بهم ثم حظى بلقاء رب الارباب (مستويا) على عرش تحمله جوقة من الملائكة و كأنه و هو كبير الارباب عجز عن استثناء عرشه من قانون الجاذبية الذى تخضع له مخلوقاته الارضية، سحقا’ لكل اعداء العقل و الحياة و الجمال و الحرية و الاخاء و المساواة

غير معرف يقول...

صديقي بصيص اين اجد موقع حواري محايد ...واريدة محايد بشكل مطلق لان ما اجدة من منتديات لا اجدها محايدة فاما ان تكون دينية وتفرض نهاية نقاش لصالح الدين او تكون الحادية و وتفرض نهاية انتصار للالحاد وهنا الحيرة بين هذا وذاك ..العقلية العربية للاسف متعصبة اينما وجدت وعلى اي لاعتقاد !

basees@bloggspot.com يقول...

أخي/أختى الكريم/ة غير معرف/ة (التعليق الثاني) ،،

لا أعرف في الحقيقة أي موقع حواري "محايد" يتناول المواضيع الإلحادية/الدينية. ولكن يمكنك، إذا رغبت، أن تطرح بعض مايجول في بالك هنا، لعل أحد القراء، أو أنا، يفيدك برأي محايد.

خالص تحياتي

م - د مدى الحياة يقول...

كل افكار المسلم وقناعاته بشأن الحياة الآخرة الأزلية السعيدة ! ماهي إلا شكل من اشكال الأنفصال عن الواقع ! وان الحياة الأزلية السعيدة التي يضن المسلم انه سوف يعيشها بمقابل الركوع والسجود وتجويع الجسد والعقل ! والجهاد الغير مبرر وما يعقبه من سبي نساء الكافر بأذلاله بشكل وضيع وجعله يموت كل يوم مئة مرة ! وإذلال المختلفين واجبارهم على دفع الجزية وهم صاغرون ! وهي تعني في عرف الأنسانية الحقيقية المتحضرة مكافأة المعتدي ! مثلما يكافئ السيد كلبه عندما ينال من فريسته ! وكل هذه الأفعال الوحشية من قتل انسان لاذنب له مقابل جنة لاوجود لها على ارض الواقع لاهي ولا ربها ! وهو الآخر لايوجد له تعريف يحدد كنهه سوى انه الرحمن الرحيم وهو القادر على كل شئ ولا يوجد كمثله شئ لاهو مثل الدخان ولا هو مثل النار ولا هو من كهرباء ولا هو مثل الهواء ولا هو مثل العفريت ولا هو مثل البشر ولا هو يمشى مثلهم او لايمشي ! ولا هو يطير او لايطير ! ولا هو من ذرات او الكترونات او البروتونات او النيترونات او الكواركات ! ولا هو يلبس الملابس او حذاء او طربوشآ ! ولا هو لايلبس شيئآ ولا يغطيه الشعر او يغطيه ! ولا هو ملون وغير ملون ولاهو يحب السباحة او لايحبها ! ولا هو يأكل او لايأكل او يشرب او لايشرب ! ولا هو يفكر او لايفكر ! وهل هو من مادة او لامادة ! وهل هو صلب ام سائل ام غاز ام بلازما ! وهل هو شفاف ام معتم ! وهل هو من مادة مظلمة ام من نور وهي التعريف الأقرب المتفق عليه من قبل المسلمون ! حيث قيل ان الله نورالسموات والأرض ! وهم بهذا وقعوا في شر اعمالهم ! وهنا نجد التناقض بعينه وهم الذين يقولون الله ليس كمثله شيئآ ! ومع ذلك هو نور السموات والأرض !!!! اي هو مثل النور !!!! ونحن نعرف تمامآ ان العناصر المادية والكهرباء والمغناطيس هي مصدر النور في الكون وهل الله مثلهم !!! ، ونعود ثانية إلى الجنة المسلمين المزعومة ! وعندما ينهي المسلم حسابه عند الحاجز التفتيش السماوي ويجتاز الطابور بنجاح ويفتح له الحارس او الناطور باب الجنة ! وهناك يدخل وهو مرهق من الحساب العسير الصعب ويأخذ غفوة قد تطول شهورآ ! وبعدها يفيق ويعيش حياة ازلية من اكل وشرب والجنس مع الحوريات ! وهل يعرف المسلمون ماهي الأزلية ! وهل يبقوا احياء على هذه الحال في الجنة ازمنة سحيقة جدآ تمتد لترليونات السنين وبل قوقل بلكس في قوقل بلكس من السنين ؟!!!!!!!!!!! وبل اكثر من ذلك بكثير وكثير !!!!!! وينطبق الأمر كذلك على نظرائهم واقرباهم في النار !!!!!!!!!! وبعد ذلك ماذا يفعل الرب وهل يبقي يراقبهم مثل قطيع من الأغنام كل تلك الأزمنة المهولة وإلى المتى ! الم يمل ويكل ويصاب بالغثيان ؟!!! ، والناس والحجارة هي وقود للنار !!!! وإلى المتى يبقوا صالحين كوقود للنار ؟!!!! وأيضآ منذ المتى كانت الحجارة وقودآ للنار ؟!!!! خصوصآ هي ليست من فحم حجري او اي مادة قابلة للأشتعال !!!!! ، ومن هذه الحكاية يتضح لنا هذيان المسلمين وعلى رأسهم نبيهم الذي لايتصور او يستوعب معنى كلمة إلى (الأبد) ! كما هي الحال عليه عند سكان استراليا الأصلين قديمآ عندما كانوا لايستطيعوا العد او يستوعبوا الأرقام الكبيرة نسبيآ اكثر من ثلاثة ارقام !!! عندما يعدوا من 1 و2 و3 وبعدها الأكثر او الكثير !! ، ولكن على الرقم من كل الدلائل التي تفند مزاعم الأنبياء والمسلمين فهم وجدوا حلآ لكل ماقد يقوض دينهم ! إلا وهي ان الله ان قال كن فيكون !!!! وهي كلمة بكل بساطة لاتحتاج إلى اي عقل ابدآ !!!!!!!!!! .