إذا خاطبتك، أرجو أن تتثائب

::

من منكم شعر بالإهانة عندما كان يخاطب أحد وإذا به يُظهر تململه من حديثك المثير بطريقة لاإرادية بالتثاؤب؟ ومن منكم شعر بإهانة مركبة عندما كان يحاضر أو يخطب بجماعة من الأفراد وإذا بواحد منهم يتثائب فتنتشر موجة فتح الأفواه بين الحضور تنطلق معها صفارات الإنذار في نفسيتك معلنة بتسرب ملل جماعي بين المستمعين تضطر معه لتغيير أسلوبك الخطابي؟

أوهكذا يشعر أكثرنا،  ولكن الحقيقة غير ذلك ..

ففي دراسة أجراها فريق من العلماء من جامعة ألباني في الولايات المتحدة لمعرفة وظيفة التثاؤب، والذي لايقتصر على الإنسان فقط بل تمارسه كائنات حية كثيرة تشمل حتى الأفاعي والأسماك، ويتدرب عليه الجنين في بطن أمه، دلّت التجارب على أن هذه العملية اللاإرادية ليست لتحضير الجسم للنوم أو أنها مؤشر على الملل، إنما وظيفتها في الواقع عكس ذلك تماماً. فهي عملية فسيولوجية هامة تطورت مع الإنسان لتبقيه يقظاً مشحوذ الفكر حين ينتابه التعب أو النعاس بينما يحتاج في نفس الوقت إلى درجة من الوعي واليقظة، سواء لدرء خطر ما أو لإنهاء مهمة أو حتى ليتمكن من الإستمرار في سماع حديث.

جنين يتثائب في بطن أمه

إذ أن من المعروف عند علماء الفسلجة أن استهلاك المخ لوحده للقيمة الحرارية Calory يصل إلى ثلث مايتطلبه الجسم بأكمله للقيام بوظائفه الحيوية. ولكن هذا الإستهلاك النسبي الضخم في السعرات الحرارية يسبب إرتفاع في معدل درجة حرارة المخ مما يؤدي بدوره إلى إنخفاض في أداء وفعالية العمليات الدماغية تنعكس في الشعور بالبلادة في التفكير وعدم التركيز وصعوبة في الفهم والإستيعاب، وهنا تأتي وظيفة التثاؤب.

فقد دلت الدراسة التي أجراها أندرو غالوب وفريقه في جامعة ألباني أن التثاؤب يُساعد على خفض درجة حرارة المخ بواسطة سحب الهواء البارد إلى الجسم وزيادة جريان الدم في الأوعية الدماغية مما يُبقى المخ على درجة من الفعالية الكافية لأداء المهمات الدماغية المطلوبة. وهذا الإستكشاف يُغيّر تماماً المفاهيم الدارجة تجاه ظاهرة التثاؤب ويضعه في مرتبة مرغوبة ومستحسنة، فهي مثلاً تشير إلى رغبة وإهتمام من قبل المستمع للحديث وليس الملل منه.

فكيف يتعامل مع التثاؤب نبي الإسلام، الذي يقول أنه يستلم معارفه وعلومه مباشرة من العبقري السماوي الذي صمم ووضع هذه الوظيفة الحيوية اللاإرادية الهامة التي تُبقي الإنسان يقظاً واعياً مشحوذ الفكر وتُبعد عنه البلادة وتشتت الفكر وضعف التركيز؟

بالنهي عنه طبعاً ...

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب فإذا تثائب أحدكم فليرده ما استطاع ولا يقل هاه هاه فإنما ذلكم من الشيطان يضحك منه. (الدرجة: صحيح ) الترمذي 2907 : وأخرجه البخاري.

لأن النبي لايريد لأتباعه من المؤمنين المدللين أن يُتعبوا أدمغتهم بكثرة تشغيلها، فإذا إنتابها التعب أو جائها النعاس فليقاوموا التثاؤب الذي يبقيها يقظة واعية مشحوذة وليستسلموا للبلادة والكسل الفكري، فهو أسلم لهم من كثرة التفكير التي تُؤدي إلى الكفر. كما أنه يكره بأن يكونوا مضحكة للشيطان ليسخر منهم كلما فتحوا أفواههم، فليبقوها مغلقة ولينصهر المخ من الحرارة، فهو أداة محدودة الإستعمال عند الإسلام على أي حال ويقع في نفس نطاق إستعمال الببغاء لمخها: للترديد فقط وليس للتفكير. أما أن يضحك عليهم باقي البشر فهذا لابأس فيه.

والآن، من منكم قرأ هذا الموضوع بدون أن يتثائب؟

أستطيع أن أقول بكل ثقة لاأحد، لأن الجميع تثائب، عدة مرات، والسبب أن التثاؤب ليس عادة مكتسبة يمكن التخلص منها، بل هي عملية جسدية فطرية مبرمجة في الدماغ منذ النشئة كالعطاس والسعال، وظيفتها إبقاء الإنسان على قيد الحياة، ولهذا الهدف فهي صعبة المقاومة ومعدية، تنتشر بسرعة بين الأفراد، إذ يكفي أن ترى أو تسمع أحد يتثائب أو تنظر إلى صورة لها أو تقرأ عبارة عنها أو حتى التفكير بها حتى تشعر بإلحاح جسدي للتثاؤب. ولكن أن يأتي أحد ويمنعها بحجة أن الشيطان يضحك عليه لهو ذروة في الجهل عن وظيفتها ودليل دامغ على زيف المدعي وانغماسه في الخرافة.

* * * * * * * * * *

ماالذي يسبب التثاؤب؟ ماهي أسباب التثاؤب؟ ماهو سبب التثاؤب؟ لماذا يتثائب الإنسان؟ لماذا يتثائب البشر؟ مالذي يحدث التثائب؟ مالهدف من التثاؤب؟ ماوظيفة التثاؤب؟ هل التثاؤب يدل على التعب؟ هل يحدث التعب التثاؤب؟ هل التثاؤب معدي؟ لماذا التثاؤب معدي؟ كيف أتخلص من التثاؤب؟ كيف يمكن التخلص من التثاؤب؟ كيف تمنع التثاؤب؟ كم مرة يتثائب الإنسان باليوم؟ هل يزداد التثاؤب قبل النوم؟ هل للتثاؤب وظيفة؟ هل تتثائب الحيوانات؟ لماذا تتثائب الحيوانات؟ لماذا نتثائب؟ لماذا التثاؤب مكروه؟ هل التثاؤب طبيعي؟ أي الحيوانات تتثائب؟ ماذا يحدث إذا لم نتثائب؟ هل التثاؤب يساعد على النوم؟ هل التثاؤب يساعد على اليقظة؟ هل يوجد خطر للتثاؤب؟ لماذا يكره الإسلام التثاؤب؟ مالذي يزيد التثاؤب؟ مالذي يقلل من التثاؤب؟ كيف تتفادى التثاؤب؟ كيف تتحكم في التثاؤب؟ هل يوجد أحد لايتثائب؟ هل عدم الإستطاعة من التثاؤب مرض؟ هل يوجد مرض للتثاؤب؟