الجمعة، 26 أغسطس 2011

أحمد ومحمد خارج الصورة

::
في طرحي لموضوع: نتاج المجتمع العلماني ونتاج المجتمع الإسلامي الذي نشرته مؤخراً، وخلال مقارنتي بين ماحققه كلا هذين المجتمعين المختلفين والمتضادين من الإنجازات العلمية، ربما لم أعط كفائات المجتمعات الإسلامية حقها في ذلك الطرح بذكر إنجازاتها العلمية الباهرة التي قدمتها للبشرية خلال المئة سنة الماضية، والتي تتوّجت بحصول بعض علمائها على جائزة نوبل السامية.

فلأجل تحقيق قسط وافي من العدالة والتوازن لذلك الطرح، وإستجابة لعتاب بعض الزملاء المدونين الكرام على تجاهلي لهذه الشخصيات العلمية الإسلامية، هاأنا الآن أخصص بوست جديد لتسليط الضوء على هؤلاء العلماء الجباهذ الذين تألقت نجومهم في سماء المحافل والمجتمعات الأكاديمية دولياً، وإبراز دور المجتمعات الإسلامية في تحقيق إنجازاتهم.
::



 البروفيسور المصري المسلم أحمد زويل، يستلم جائزة نوبل في الكيمياء عام 1999.




البروفيسور الباكستاني المسلم محمد عبدالسلام حصل على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1979.

إثنان من المسلمين حصلا على جائزة نوبل وساهما بأبحاثهما في تمهيد الدرب الحضاري التي تسير عليه عربة التقدم التكنولوجي والمعرفي لخدمة البشر ورقيه وإزدهاره. ولذا يتوجب علي أن أقدم هذا الإعتذار في إختتام هذا البوست:

أقدم خالص إعتذاري على تجاهلي الذي لايغتفر لهذه الإنجازات الباهرة التي حققتها المجتمعات الإسلامية خلال العقود الأخيرة.

................. هممممم، لحظة ... قبل أن أنهي هذا البوست، كنت أود أن أضيف شيئ آخر .. ماهو؟ لقد نسيته .... ماهو؟ ماهو؟ .... آآآه، نعم تذكرته الآن .. إضافة هذه المعلومة القصيرة:

يبلغ عدد سكان المجتمعات الإسلامية في العالم حوالي 1.5 مــــلــــيــــار مسلم، أي أنهم يمثلون ربع سكان العالم تقريباً، حاز إثنان منهم فقط على جائزة نوبل من بين أكثر من 500 جائزة في العلوم الطبيعية تم منحها إلى غيرهم منذ بدئها عام 1901 إلى اليوم.

أوكي، هذا كل ماأردت أن أقوله .... مع السلامة.

آآآه .... دقيقة، في الحقيقة هناك معلومة أخرى تذكرتها للتو عليّ أن أدرجها أيضاً قبل إنهاء البوست، وهي:

قلت في البوست السابق الذي عوتبت عليه، أن المجتمعات الإسلامية لم تُخرّج كفائات علمية في مستوى الإنجازات التي تستحق جائزة نوبل، إنما الوصول إلى هذه المستويات قد إكتسحتها المجتمعات العلمانية، وحصول أحمد زويل على نوبل أتى كنتيجة لدراساته وأبحاثه التي قام بها خلال الخمسة والأربعون سنة التي قضاها في المجتمع الأمريكي الغربي العلماني الكافر ....

فإنجازات أحمد زويل أذاً لاتحسب على المجمتع الإسلامي بل العلماني، وعليه فيجب سحبه من قائمة إنجازات المجتمع الإسلامي وإضافته إلى إنجازات المجتمع العلماني، ويتوجب وفقاً لذلك تصحيح الإحصائية أعلاه إلى الآتي:

يبلغ عدد سكان المجتمعات الإسلامية في العالم حوالي 1.5  مــــلــــيــــار مسلم، أي يمثلون ربع سكان العالم تقريباً، لم يحصل إلاّ واحد منهم فقط على جائزة نوبل في العلوم الطبيعية.

إنتهينا؟ .... آآآآآه ... لأ، في الحقيقة توجد معلومة أخرى بسيطة وقصيرة وأخيرة يجب معرفتها، وهي:

أن محمد عبدالسلام، "المسلم" الوحيد المتبقي في قائمة المسلمين الحاصلين على جائزة نوبل في العلوم الطبيعية، ينتمي إلى الطائفة الأحمدية القاديانية. ولمن لايعرف ماهي هذه الفئة، هي طائفة تعتبر نفسها مسلمة ولكنها تؤمن بأن مؤسسها ميرزا غلام أحمد القادياني هو مبعوث رباني وهو المسيح المنتظر والإمام المهدي الثاني عشر!!! فهل تندرج هذه الطائفة ضمن الإسلام؟

قطعاً لا، أنها مكفرة شرعاً من علماء السنة والشيعة. وبناء عليه، فإن محمد عبدالسلام لايعتبر مسلم ويجب إزالته من القائمة هو الآخر وتعديل الإحصائية مرة أخرى لتقرأ كما يلي:

يبلغ عدد سكان المجتمعات الإسلامية في العالم حوالي 1.5 مــــلــــيــــار مسلم، أي يمثلون ربع سكان العالم تقريباً،
لم يحصل أي واحد منهم على جائزة نوبل في العلوم الطبيعية.

وبناءً على هذه الحقيقة التي تعكس الوضع المخزي، والذي اكتسبت المجتمعات الإسلامية مناعة ضده ولم تعد تهتم بفضيحته، فلم يكن هناك داعي لإعتذاري أعلاه، لأني لم أخطأ في كلامي، وعليه فسوف أسحب ذلك الإعتذار:

أقدم خالص إعتذاري على تجاهلي الذي لايغتفر لهذه الإنجازات الباهرة التي حققتها المجتمعات الإسلامية خلال العقود الأخيرة.


* * * * * * * * * *

هناك 14 تعليقًا:

غير معرف يقول...

صراحه مواضيعك شيقه وتدعوا لتفكير وفعلا اضائة شمعه في وسط الظلام شكرا لك

راسي يقول...

أشكرك أخي بصيص .
أشتقت لمدونتك ولحروفك الصادقةالمجردة من الخرافة
تحية لك من جوار الكعبة ;)

غير معرف يقول...

منذ بدء اعتذارك عرفت بأنها خدعة طريقة :)

ربما يقول أحدهم أن هناك تحيز في جائزة نوبل وهذا صحيح.

ولكن يظل علماء الطبيعة المعاصرون المسلمون لا يمثلون الإسلام كدين بل يمثلون إنجازاتهم.

إضافة تاريخية لبوستك التنويري العظيم..

فمن الكندي إلى ابن خلدون ومرورا بابن سينا والفارابي بل وابن الهيثم رائد الفيزياء الحديثة.

فكل هؤلاء تم تكفيرهم واتهامهم بالردة عن الإسلام، وكلهم قالوا اشياء تتعارض مع النص الديني.

يعني لا أمل في أن تنتج الحضارة علماء تتوافق انجازاتهم العلمية مع النص الديني.

لا أمل.

وشكرا لك يا بصيص.

happygenx يقول...

باختصار موضوعك رائع رائع رائع كالعادة .

للأسف كثرة المسلمين كما وصفهم صلعم نفسه بغثاء السيل .

يا ليت أمتنا العربية تستيقظ من هذا الوهم التي تعيش فيه , آمل أن يكون قريباً .

تحياتي لك بصيص على جهودك الرائعة

Walking_towards_you يقول...

الموضوع في رأيي يسلّط الضوء على جزء من الواقع وليس كله
ليس بشرط أن يكون للاسلام دور في الوصول لنوبل وأكبر دليل هو الدكتور زويل الذي تهيأت له السبل في المجتمع المدني الحقيقي (الأمريكي) للوصول لما وصل له بالرغم من كونه مسلماً حقاً.

بالنسبة للمقارنة التي وضعتها ظلمت فيها العلماء الحقيقيين (المسلمين) ووضعتهم في نفس الخانة مع من يحمل دكتوراه في أساليب تقسيم الزكاة أو آداب دخول الخلاء.

إذا رغبنا في تسليط الضوء على علماء مسلمين فدعنا نعود للوراء قليلاً ونرى ما فعل ابن سينا والرازي وابن الهيثم وغيرهم.

على فكرة أنا اعتقد انك وضعت فكرة البوست الثاني وأنت تكتب الأول

.
.
تحياتي

غير معرف يقول...

عبد السلام حصل على جائزة نوبل بالاشتراك مع ستيفن واينبرغ الملحد

basees@bloggspot.com يقول...

عزيزي/عزيزتي غير معرف/ة (الأول) ،،

إثارة التفكير وإنارة الطريق هي الأهداف الأولى والأساسية من الطروحات. أسعدني مرورك وإستحسانك للمدونة ...

ولك خالص تحياتي

basees@bloggspot.com يقول...

عزيزي/عزيزتي راسي ،،

إشتاقت لك العافية (تعبير كويتي)، وتمنياتي لك بقضاء أوقات سعيدة ومثيرة للتساؤل والتفكير وأنت تنظر إلى مايعتبر مسكن الله الرئيسي على الأرض.

ولك خالص تحياتي

basees@bloggspot.com يقول...

عزيزي/عزيزتي غير معرف/ة (الثاني) ،،

أختلف معك بأن هناك تحيز في منح جائزة نوبل وأتفق معك بأن إنجازات علماء الطبيعة المسلمون تمثلهم كأفراد وليس ديانتهم، بتشجيع طبعاً من المحيط الذي يؤهلهم لتحقيق ذلك الإنجاز.

كما أنني أتفق معك بأن العلماء الذين يعتقد الكثير بأنهم مسلمون كأبن الهيثم وأبو بكر الرازي وأبو نصر الفارابي وغيرهم الكثير ممن ذكرت هم في الحقيقة ملحدين أبدعوا في عصور سادت فيها التعددية في المعتقد والحرية في الرأي، وتوقف إنتاج الإبداع بازدياد السطوة الدينية.

وتقبل خالص تحياتي

basees@bloggspot.com يقول...

عزيزي happygenx ،،

ثورة المعلومات التي نمر بها، مصاحبة بثورة الإكتشافات والتقدم العلمي لهما تأثير مدمر على الدين، وهذا مانشاهده يحدث حالياً. فالمسألة مسألة وقت فقط سوف تتقلص فيها ثقافة الخرافة والأسطورة إلى حجم لايكاد يحس أو يرى.

أشكرك ياعزيزي على كلماتك الكريمة ..

مع خالص تحياتي

basees@bloggspot.com يقول...

عزيزي walking toward you ،،

كان الهدف من المقارنة هو إظهار التباين الشديد مابين إنتاج المجتمع العلماني وإنتاج المجتمع الإسلامي، ومابينته في البوست لم يخرج عن حقيقة الوضع الثقافي في المحيط الإسلامي، إذ أن أشهر علماءه هم في الواقع حملة المؤهلات الدينية.

أما العلماء السابقون كابن خلدون والفارابي فقد عرفوا في عصورهم بالإلحاد والزندقة. فلايمكن نسبهم إلى الإسلام إن كانت تلك موقفهم الفكرية.

أما عن فكرة هذا البوست فلم تخطر في ذهني إلاّ بعد أن تلقيت عتاب لعدم إدراج زويل في البوست السابق.

ولك خالص تحياتي

basees@bloggspot.com يقول...

عزيزي/عزيزتي غير معرف/ة ،،

حقاً، ستيفن واينبرغ، شريك عبدالسلام في جائزة نوبل، هو أحد أشهر العلماء الملحدين المعاصرين.

مع خالص تحياتي

Walking_towards_you يقول...

عزيزي بصيص ما قلته صحيح
ولكن كما قلت في تعليقي الأول جزء من الواقع
مجتمعاتنا، حكوماتنا، أمور كثيرة لها دور في الانتاج العلمي وليس الاسلام

أما حملة المؤهلات الدينية فمعروف ماهو دورهم وكيف تم استغلالهم برضاهم

في فمي ماء

.
.
تحياتي

basees@bloggspot.com يقول...

عزيزي walking towards you ،،

طبعاً، فالمستوى الثقافي في أي مجتمع يخضع لعدة عوامل وقوى تحدد مساره، إنما إن كانت هناك قوة واحدة بإمكانها توجيه المجتمع ككتلة كاملة، بثقافته وتراثه وسلوكياته، فلاشك أن تلك القوة هي العقيدة. وطبيعة العقيدة الإسلامية بالذات عدائية تجاه العلوم الطبيعية، تهيمن مؤسساتها الدينية على جميع المقررات الدراسية والمناهج التربوية، وهذا برأيي أصل المشكلة.

لك خالص تحياتي