الأربعاء، 14 سبتمبر 2011

تناقض صفات الرب

::

أعتزم على طرح موضوع جدلي من العيار الثقيل قريباً يتعلق بالإله. فكمقبلات وتحضير لذلك الموضوع، أطرح في هذا البوست بعض التعبيرات الفلسفية الشهيرة التي يفند من خلالها الفلاسفة وجود الإله:

هذا التسلسل المنطقي في تفنيد وجود الإله يعزى إلى الباحث في علم المنطق دوغلاس ولتون:

1- الإله هو ذات لايعلى عليه أي كائن أو ذات أخرى.
2- هذا العلو يصاحبه بالطبع علو في الفضيلة أيضاً.
3- إذاً الإله هو ذات بفضيلة لايعلو عليه آخر ذو فضيلة.
4- ولكن الفضيلة تتطلب التغلب على الآلام والمخاطر.
5- في الحقيقة أن وصف أي ذات بأنها ذات فضيلة، يحتم على تلك الذات أن تشعر بالآلام وتتعرض للدمار.
6- ولكن الإله الذي يقاسي الآلام أو الذي يمكن تدميره لايمكن أن يكون إله لايعلو عليه إله آخر.
7- لأنه من الممكن تخيل إله آخر غيره لايتألم ولايمكن تدميره.
8- إذاً الإله [ذو الفضيلة] ليس موجود.

وهذا التسلسل المنطقي يعزى إلى الفيلسوف الثيولوجي ثيودور درينج:

1- إذا كان الإله موجود، فهو لابد أن يكون كامل.
2- وإذا كان الإله موجود، فهو أيضاً خالق للكون.
3- وإذا كان الإله كامل، فكل خلقه لابد أن يكون كامل أيضاً.
4- ولكن الكون ليس كامل.
5- ولهذا فمن المستحيل أن يكون الإله الكامل خالق للكون.
6- إذاً الإله ليس موجود.

ولكن من أقوى التحديات المنطقية لوجود الإله بنظري هو هذا التناقض الصارخ في صفاته، والذي كشفه علماء المنطق وكتبوا عنه عبر العصور (ويحتاج من القارء درجة من التعمق في التفكير لاستيعابه) وسوف أشير إلى الحلقة الهامة بالأحمر للتفكير فيها:

1- من صفات الإله كمال العلم وكمال القدرة.
2- ولكن كمال العلم يتعارض مع كمال القدرة.
3- فإن كان الإله كامل العلم، فهو يعلم ماسوف يفعله في المستقبل.
4- وإن كان يعلم ماسوف يفعله في المستقبل، فلن يتمكن من تغييره.
5- وإن لم يتمكن من تغييره، فهو ليس كامل القدرة.
6- وإن كان ليس كامل القدرة فهو ليس بإله يمتلك تلك الصفة.
7- إذاً لايوجد إله كامل العلم وكامل القدرة.

وأرجو أن أكون قد أثرت فيكم تفكيرعميق ومثمر ... كمقبلات لما سوف يأتي.

* * * * * * * * * *

هناك 18 تعليقًا:

Godless يقول...

رائع جداً، الإله الإبراهيمي تم حشوه بالكثير من الصفات المتناقضة على عكس الآلهة القديمة التي كان يراعي الناس تكاملها المنطقي، كالآلهة الاغريقية مثلاً.

من الصفات المتناقضة أيضاً كمال الرحمة وكمال العدل، حيث ان العدل يقتضي إنعدام الرحمة لأن العدل المطلق يحاسب فقط على المعطيات أما الرحمة وكمالها يلزم إهمال العدل أو انتقاصه لتكون رحمة.

basees@bloggspot.com يقول...

عزيزي Godless ،،

سهولة إنتقاد وكشف أخطاء وتناقض ومفارقات المفاهيم "السماوية" هي لاشك أحد أكبر الدلائل على عدم سماويتها. إذ لو كانت فعلاً ربانية لاستحال إنتقادها أوتخطأتها.

هذه مجرد عينة صغيرة من أدبيات ضخمة تكشف هشاشة الفكرة الربانية. وأشكرك ياعزيزي على إثراء الموضوع ..

ولك خالص تحياتي

غير معرف يقول...

البارحة كنت أقرأ خبرا عن معاناة النساء المغتصبات في العراق و من بين التجارب المريرة تجربة أرملة عراقية فقيرة ترك لها زوجها الذي قتل 5 أطفال , تعرضت هي و ابنتها البكر للإغتصاب أكثر من مرة من ملثمين يهددون و يرعبون ثم يخرجون للجهاد باسم الرب ... سألت نفسي أين كان الله العادل الرحيم عندما كانت تهاجم هذه المرأة و ابنتها في بيتها و أطفالها الآخرون في الغرفة المجاورة يسمعون ما يحدث ؟؟؟

لا كمال و لا عدل و لا بطيخ أصفر ... كله كذب و افتراء و ضحك على الذقون

يلعن ابو دين التخلف

ساره

غير معرف يقول...

هل يستطيع الاله الانتحار
1- اذا كان يستطيع, فهو يعني ان الاله يمكن ان يموت, اذا هو غير خالد
2- اذا كان لا يستطيع اذا فهو اله عاجز

الامضاء
بيكو

basees@bloggspot.com يقول...

عزيزتي سارة ،،

أحد أكبر التنقاقضات التي تعاني منها الأديان التوحيدية بالخصوص هي صفة الرحمة المطلقة للرب وتنافها مع وجود الآلام والشقاء والمعاناة على أرض الواقع، والأحداث التراجيدية التي تذكريها في مداخلتك هي أحد النماذج المؤسفة لهذا التناقض. وقد حاول علماء الدين عبر القرون تسويغ هذا التناقض السافر بكافة التبريرات المعقدة، متجاهلين أن التفسير الأبسط هو ماذكرتيه:

"كله كذب وإفتراء وضحك على الذقون"

ولك خالص تحياتي

basees@bloggspot.com يقول...

عزيزي/عزيزتي بيكو ،،

شكراُ على الإضافة وإثراء الموضوع، مثال آخر ممتاز يصعب تفنيده.

ولك خالص تحياتي

غير معرف يقول...

ردا على الفرضيه الاولى :

4- ولكن الفضيلة تتطلب التغلب على الآلام والمخاطر.

ما العلاقه بين الفضيله و الالام و المخاطر ؟؟

عن الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام): (الارتقاء إلى الفضائل صعب منجي، والإنحطاط إلى الرذائل سهل مُردي..).

اى ان الفضيله عكس الرذيله

و لا توجد علاقه بين الفضيله و الالم و الرذيله و الراحه (عكس الالم)

اذا الفرضيه الاولى خاطئه


الفرضيه الثانيه :

3- وإذا كان الإله كامل، فكل خلقه لابد أن يكون كامل أيضاً.

العباره متناقضه تماما ..

ان كان الاله كامل .. و الخلق كامل .. فالله ليس كامل .. لان صفاته موجوده فى خلقه ايضا .. اذا العباره خاطئه

فالكمال لله وحده و هى من صفات الذات الالهيه .. هل تعرف معنى ان الكمال لله وحده ؟؟ اى انه لا يوجد شىء كامل سواه .. جل جلاله

اذا الفرضيه الثانيه خاطئه ..


الفرضيه الثالثه :

4- وإن كان يعلم ماسوف يفعله في المستقبل، فلن يتمكن من تغييره.

تقول العباره ان كان الله يعلم ما سيفعله ( الهاء عائده على الله ) فلن يتمكن من تغييره ...

كيف لن يتمكن من تغييره و هو من سيفعل هذا الفعل

انا مثلا لو اردت ان ذهب للنادى .. فهذا شىء قادر على فعله لكنى فى نفس الوقت قادر على تغييره
فعندما يأتى المساء يمكننى ان اغير رايى و اذهب للتسوق

القدر هو كلمه بالنسبه للانسان .. الانسان لن يتمكن من تغيير القدر اما الخالق فهو من يحتم عليك هذا القدر و يقدر ايضا ان يغيره فى اى لحظه لانه هو من وضعه ..


اذا فى كل فرضيه كانت بها خطوه خاطئه و بذلك تبطل كل الفرضيه ببطلان احد اركانها الاساسيه

basees@bloggspot.com يقول...

عزيزي/عزيزتي غير معرف/ة ،،

1- هذا يعتمد على تعريفك لمفهوم الفضيلة. لم يغفل الكاتب عن هذه النفطة، إنما بنى نفيه للإله على المفهوم الذي تعبر عنه كلمة virtue بمفهومها اللغوي الغربي، ووفقاً لهذا الفهم فالفضيلة خاصية تتطلب الإحساس بالألم والمعاناة. ووفقاً لذلك المفهوم فالتسلسل المنطقي صحيح.

2- الكون وجميع المخلوقات (التي نعرفها) فيه، ليست ناقصة فحسب، بل سيئة التصميم والتركيب (تركيب العين مثلاً)، أقرأ هذا المقال في المدونة:

http://basees.blogspot.com/2010/07/blog-post_07.html

أما حجة أن خلق الله ليس كامل لأنه يتنافس مع كمال الله فهي حجة تناقض قدرة الله، وتعني أن الله يضطر إلى أن يخلق مصنوعات رديئة حتى لاتضاهيه في الكمال، مما يعني عجزه.

3- الإله لايستطيع تغيير المستقبل إذا عرفه لأنه إذا غير مايعرف أنه سوف يحدث قطعاً فلن يكن الحدث المتغير هو نفس الحدث الأصلي. إذا عرف أن هناك حدث ما سوف يقع فلابد أن يقع نفس ذلك الحدث، ولذلك فلايمكن تغييره. فكر فيها.

ولك خالص تحياتي

غير معرف يقول...

وكيف يمكن إثبات ما يتجاوز العقل البشري بغير العقل البشري الذي صنعه الرب، والذي يتصف بحسب وصفهم بالعجز، بينما هو صناعة الرب المتصف بالكمال، إذا فهذا الخالق للعقل صنع عقلا رديئا ثم يحاسب صاحبه بنفس ما وهبه من خلق رديء، إذا كيف يحاسب الرب مخلوقاته طالما هو الخالق، والذي كان يمكنه صنعها كما أراد؟

هكذا نحن أمام رب يتصف لا يتصف بتناقض الصفات، بل لا يمكن إدراكه، وبما أنه لا يمكن إدراكه فهو غير موجود أصلا في مساحة العقل البشري.

إذا ففكرة الله فعلا هي فكرة تقوم على غياب العقل.

شكرا جزيلا أيها الصديق التنويري.

ماجد،،

basees@bloggspot.com يقول...

عزيزي ماجد ،،

كلام منطقي جميل وعمبق من الصعب تفنيده، ويكشف المغالطات السافرة الخالية من أي معقولية في الأوصاف الربانية، والملزمة على الإنسان بقبولها وتصديقها.

شكراً على إثراء الموضوع ..
ولك خالص تحياتي

عمرو هاشم يقول...

اولا لا يوجد اى علاقة بين الفضيلة والاحساس بالألم والمعاناة وهو رأى شخصى للكاتب وللمفهوم الغربى ولكن ماذا عن المفهوم الشرقى إذا لا يجوز تعميمه.
ثانيا اذا كانت المخلوقات كاملة فما هى إذن الحكمة من الخلق، ومن اين يأتى الاختبار اذا كنا نتصف بالكمال.
ثالثا لماذا يغير المستقبل وهو وضع ذلك المستقبل ويعلم انه أفضل وضع لهذا الكون، كونه لا يغير المستقبل يثبت كمال علمه ولا ينفى كمال قدرته لأنه حدد ذلك المستقبل بمشيئته هو.

basees@bloggspot.com يقول...

عزيزي عمرو ،،

1- النقطة الأولى تم الرد عليها بشكل وافي في المداخلة السابقة، ويبدو أن الحوار فيها قد دخل في طريق مسدود.

2- قولك: "اذا كانت المخلوقات كاملة فما هى إذن الحكمة من الخلق، ومن اين يأتى الاختبار اذا كنا نتصف بالكمال" يعني أن الحكمة الربانية والإختبار لايمكن تحقيقهما من قبل رب ذو قدرة مطلقة إلاّ بإظهار نقص في صناعته. منطق متناقض غريب سوف أتركه بغرابته.

3- لاعلاقة لسؤال "لماذا يغير المستقبل" بعدم إمكانية تغييره. الحقيقة أن معرفة أحداث المستقبل يعني عدم إمكانية تغييرها.

ولك تحياتي

عمرو هاشم يقول...

عزيزى بصيص
إذا مقتنع بردودك يبقى مش بإيدى غير اقولك ربنا يهديك الظاهر انك زى ما القرأن بيقول (سواء أنذرتهم ام لم تنذرهم لا يؤمنون)
انا تأثرت بكتابات الملحدين وقررت انى ادور عالحقيقة وكنت بناقش الناس كتير فى موضوع الآله ووصلت للحقيقة ولما وصلت لم أعاند ولكنى آمنت بالله رب العالمين
عايز اقولك دور على الحقيقة وانت شايل من قلبك الحقد على فكرة الآله وإذا ماوصلتش وده مستحيل خليك ملحد

basees@bloggspot.com يقول...

عزيزي عمرو ،،

لاأحمل حقد على الإله أو أي شخصية دينية ربوبية أو لاهوتية أخرى، ولكني أحمل أسف وحزن على أخواني وأخواتي من البشر، الذين ربطوا مصائرهم في حياتهم الوحيدة بمفاهيم وهمية وخاطئة ومتناقضة، لم يعتنقوها عن قناعة، وإن كانوا يظنون ذلك، بل زرعها المحيط وجذرها التكرار، ونمت وترعرت في أذهانهم بفضل الترهيب والترغيب.

ولك تحياتي

غير معرف يقول...

العدالة المطلقة والرحمة المطلقة لوحدهما تنفيان وجود هذا الإله لإستحاله إجتماع الصفتين في كائن .. وهذا الوهم الإنساني لن ينتهي على مايبدو إلا بعد قرون , يكفي فقط النظر إلى صفات الملائكة ذوي الأجنحة " 600 جناح مثلاً " لا فائدة لها في فضاء لا هواء فيه , ومن المثير للشفقة أن الدينيين ينظرون إلى السماء فيرون الطيور تطير بأجنحتها ولايستخدمون عقولهم المقفلة بإحكام , لرؤية الشيء الذي كان يعتقد أهل الزمان الغابر أنه الوسيلة الوحيدة للتنقل من الأرض إلى السماء والعكس .. ومن أعطى الملائكة هذه الصفات هو من أعطى الإله صفاته ..

basees@bloggspot.com يقول...

عزيزي/عزيزتي غير معرف/ة (الثاني) ،،

كلامك يحمل الكثير من العقلانية والمنطقية. شكراً على مرورك وإثرائك للموضوع.

ولك خالص تحياتي

غير معرف يقول...

لا إله إلا الله محمد رسول الله
الرد على فرضية الفيلسوف دوجلاس والتون
1- إذا إتصف الله بكمال الذات وكمال الصفات فمن كمال ذاتة وصفاتة أن لايجمع بين الأضاد وإلا لما إتصف بالكمال ولإعتراة النقص وهذا محال في حق الكمال سبحانة وتعالى فإذا إتصف بكمال الفضيلة إمتنعت عنة ولا تعترية الرذيلة ويمتنع عن ذاتة وصفاتة بالتبعية صفات الرذيلة من الحقد والحسد والندم والشعور بالألم وخلافة لإتصاف ذاتة وصفاتة بكمال الفضيلة
الرد على فرضية الفيلسوف ثيودور ديرينج
2-إذا إتصف الله بكمال الذات فمن كمال ذاتة أن يكون خالق غير مخلوق صانع غير مصنوع ولوكان مخلوقا مصنوعا لإعتراة النقص ولما إتصف بالكمال من الأصل والقياس بين الخالق والمخلوق أوالصانع والمصنوع قياس خاطيء فالمخلوق ليس من جنس الخالق كما أن الصنعة ليست من جنس الصانع فلايمكن للمخلوق المصنوع المتصف بالنقص أن يرقى لمرتبة الخالق الصانع أو جنسة المتصف بالكمال وإلا لما إتصف الخالق الصانع بالكمال من الأصل
3- إذا إتصف الله بكمال الذات والصفات فمن كمال صفاتة كمال العلم وكمال القدرة وكمال العلم دليل كمال القدرة كما أن كمال القدرة دليل كمال العلم فكمال العلم وكمال القدرة مترادفان غير متضادان لإنة لولم يكن متصف بكمال العلم لما إتصف بكمال القدرة وإن لم يكن متصف بكمال القدرة لما إتصف بكمال العالم ولإعتراة النقص وهذا محال في حق الكمال سبحانة وتعالى ولما إتصف بالكمال من الأصل فكمال علمة لايمنع كمال قدرتة وكمال قدرتة لايمنع كمال علمة وكمال علمة لايسبق كمال قدرتة وكمال قدرتة لايسبق كمال علمة من الأزل وإلى الأبد فكمال علمة كمال إحاطة بما هو كائن وما سيكون وبما هو مقدر من كمال قدرتة من الأزل وإلى الأبد فلم يمنع كمال علمة وإحاطتة ماهو مقدر من كمال قدرتة من الأزل وإلى الأبد ولا تعارض بين كمال علمة وكمال قدرتة

غير معرف يقول...
أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.