الثلاثاء، 2 أكتوبر 2012

جوهرة طعنت بحر

::
 
بحر (يمين) وجوهرة (يسار)
 
بجانب الدمار المعماري الشامل والتلف الجسدي المريع الذي سببه إسقاط القنبلتين النوويتين على مدينتي هيروشيما وناكازاكي في نهاية الحرب العالمية الثانية، سجل الباحثون في أعقاب ذلك الحدث تلف عميق من نوع آخر، وهو:
 
تفكك النسيج الأسري وشلل علاقة القرابة في كلا المدينيتن، أحدثته الصدمة الهائلة والإشعاعات الفتاكة إثر ذلك الإنفجار، بحيث لم يعد يهتم أعضاء الخلية الأسرية ببعضهم البعض. فيما عدا استثناء واحد بقى نسيجه متماسكاً لم يتضرر، وهو رابط الأم بأطفالها، فلم تستطع تفكيكه حتى قنبلة نووية رغم الدمار المريع الذي أصاب جميع أوجه الحياة الأخرى في المناطق المنكوبة.
 
ولا أعتقد بأن هناك حتى حاجة لطرح أمثلة من التاريخ، لأن قوة رابط الأم بالذات مع أطفالها واستعدادها لفقد حياتها في سبيل توفير الحماية والأمان لهم تلمسه الغالبية الكبرى منا من خلال ذكريات طفولتنا وحياتنا اليومية. ولكن ربما طرح المثال الياباني يبرز بشكل درامي درجة متانة هذه العلاقة.
 
والآن، ضعوا في أذهانكم صورة هذه العلاقة الوطيدة بين الأم وأطفالها حين تقرؤوا هذا الحدث الذي نشرته جريدة ناشنال بوست الكندية قبل بضعة أيام، واعرفوا كيف يتكسر هذا الرابط المتين، بل وتتهاوى هذه العلاقة الغريزية السامية وتنحدر إلى أبشع الأفعال حين يتسلط الفكر السام على عقلية الإنسان المسالم الحنون في العادة. وقد جرت هذه الأحداث بين أفراد عائلة أفغانية تعيش في كندا (أترجم لكم أجزاء منها مع بعض التصرف) : 
 
لعدة شهور، تمردت بحر إبراهيمي ضد والديها، وكانت تشتكي من أن تقاليدهما الأفغانية وديانتهما الإسلامية كانت تخنقها. فكانت تقول لهما: "أريد أن أستمتع بحياتي، أريد أن أشعر بما يشعر به الآخرون"، حسب أقوال الأم لمحقق الشرطة.
 
ففي شهر يونيو من عام 2010، خرجت بحر (البالغة من العمر 19 سنة ذاك الوقت) من البيت لليلتين متتابعتين. وضد رغبة والديها، لم ترجع فيهما إلاّ في وقت متأخر من الفجر. وبالنسبة لأمها، جوهرة كاليكي، أكد لها ذلك السلوك بأن جميع محاولاتها كأم لتوجيه ابنتها إلى الطريق القويم قد بائت بالفشل. تقول الأم للمحقق خلال تحقيق الشرطة معها: "لقد شعرت بأنها [أي الإبنة] لن تتصلح أبداً".
 
وذات يوم، بينما كان الأب يبكي وهو يكلم إبنته بحر في سرداب بيتهم، صعدت الأم إلى المطبخ، والتقطت سكينة كبيرة، نفس السكينة التي كانت تستخدمها لقطع اللحم، ثم همست لنفسها: "قد حان الوقت"، وأخفت السكينة تحت قميصها ثم رجعت إلى السرداب وقالت لزوجها أن أفضل طريقة لعلاج المشكلة هو ترك الأم منفردة مع ابنتها لإيجاد حل بينهما، وطلبت منه قائلة: "أتركنا لوحدنا لمدة خمسة دقائق، لاترجع إلاّ بعد أن أناديك". فغادر الأب، ثم احتضنت الأم ابنتها البكر وطلبت منها أن تستلقي على بطنها لكي تدلك ظهرها.
 
تقول الأم: "ثم طعنتها، طعنت رقبتها. فقالت [الإبنة] لا يا أمي. فقلت أنه لمصلحتك، دعيني أكمل".
 
وفي وقت سابق من التحقيق، سأل المحقق الأم ما إذا كانت السكين حادة. فأجابت: "لا لم تكن حادة، ليتها كانت، فقد أردت أن أعطيها [الإبنة] السكون الذي كانت تحتاجه".
 
وعلى إثر صراخ الإبنة، هرع الأب إلى السرداب وانتزع السكين من يد الأم. تقول الأم: "لقد قلت لزوجي دعني أجهز عليها"، ثم استطردت قائلة في التحقيق أنها قد حاولت خنق ابنتها، وحتى بعد أن هربت الإبنة إلى غرفتها وأقفلت على نفسها الباب، حاولت الأم كسره لتدخل عليها. (انتهى، وباقي التفاصيل هـنـا)
 
لحسن الحظ، نجت الإبنة من هذا الهجوم البشع عليها من قبل مايفترض بأنها أحن إنسان نحوها. ولكن الفكر السام العفن لاينتج إلاّ سلوك سام وعفن مثله، وحين يستحكم هذا الفكر على عقل الإنسان، لن تصمد أمام بأسه في تسبب المآسي وإلحاق الدمار حتى أسمى الغرائز وأنبلها، وأشدها قوة وصلابة ... غريزة الأمومة.
 
* * * * * * * * * *
 

هناك 8 تعليقات:

غير معرف يقول...

على الرغم من بشاعة هذه القصة إلى أني أعتقد أنك جانبت الصواب في هذه المسألة, ما في شيء واحد في الشريعة الإسلامية يؤيد تصرف الأم في هذه الحالة, بلعكس تصرفات مثل هذه محرمة بالطبع في شريعة المسلمين.

على العموم المسؤل الرئيسي لهذه الحادثة المؤسفة أعتقد أنه جهل هذه المرأة و ثقافت بلدها الأصلي البدائية و ليس الأسلام.

صديق الأحرار

لسان عربي يقول...

إلى الأخ "صديق حار" صاحب التعليق الأول ,

يا عزيزي , لننظر لها من ناحية سيكلوجية

- عندما تكون العقيدة الدينية , تؤسس على جنة و نار أبديتين في الآخرة , و سخط و لعنة في الدنيا

- و شرائعيا , تربط المرأة "لجنسها" بالرجل كتابع (العرض, و النصوص الدينية كثيرة في هذا السياق)

- و تحول الفرج إلى (شرف, يجب أن يحمى و يصان)

- و تتوعد و تولل , في كل ذكر لمسألة الجنس (كان في الأحاديث أو القرآن أو نصوص السلف عند السنة , و المعصومين عند الشيعة)

- ثم تأتي بالقاضية , بدعواها لعقوبات دنيوية (الجلد و الرجم)

ما انعكاس ذلك على نفسية الأم ؟؟؟

و من ثم ما انعكاس ذلك على تصرفها ؟؟

زدّك وعيا , فتأمل ..



لسان عربي: الحاضر الغائب

لسان عربي يقول...

يجرى تعديل التعليق السابق و شكرا :)

::::::

إلى الأخ "صديق حار" صاحب التعليق الأول ,

يا عزيزي , لننظر لها من ناحية سيكلوجية

- عندما تكون العقيدة الدينية , تؤسس على جنة و نار أبديتين في الآخرة , و سخط و لعنة في الدنيا

- و شرائعيا , تربط المرأة "لجنسها" بالرجل كتابع (العرض, و النصوص الدينية كثيرة في هذا السياق)

- و تحول الفرج إلى (شرف, يجب أن يحمى و يصان)

- و تتوعد و تولل , في كل ذكر لمسألة الجنس (كان في الأحاديث أو القرآن أو نصوص السلف عند السنة , و المعصومين عند الشيعة)

- ثم تأتي بالقاضية , بدعواها لعقوبات دنيوية (الجلد و الرجم)

ما انعكاس ذلك على نفسية الأم ؟؟؟

و من ثم ما انعكاس ذلك على تصرفها ؟؟

زدّتك وعياً , فتأمل ..



لسان عربي: الحاضر الغائب

غير معرف يقول...

تحية أخ بصيص

هي عينة واحدة من قصص مأساوية تكررت الالاف المرات بأسم الدين والعادات الا ان هذه الفتاة نجت والبقية قضوا نحبهم.

ظاهرة قتل الوالدين لأبنائهم وبناتهم او ما يسمى Filicide هي ظاهرة قديمة وانقرضت في مجتمعات عدة ، لكن ان تستشري في مجتمعات تسمي نفسها إسلامية وتأخذ المرأة ( الأم بالذات ) الريادة فيها فهنا الطامة الكبرى ، للأسف اصبحت مسألة التصفية الجسدية هي تحصيل حاصل كل من يتجرأ الخروج من طوق الدين والعادات ، عندما تشاهد الحيوانات كيف تدافع عن صغارها لحد البسالة وتخترع حيلاً لأفلات صغارها من خطراً محدق وأذا بنا نحنُ بنوا البشر وخاصة الإسلام نُرجع انفسنا الى عصر القرابين بحيث لن نتوانى بذبح فلذات اكبادنا ارضاءً للبعبع الأعلى.

( وإذا الموءودة سئلت ، بأي ذنب قتلت ) التكوير ٨-٩ ، يتشدقون بهذه الآية والتي هي تطبق بل اسوء من الوأد ، فكم من فتاة قتلت بأسم جرائم الشرف ولا من سميع وكم فتاة غررت بتفجير نفسها بأسم الدين وكم فتاة عوملت كسبية في هذا الوقت في معسكرات أيواء اللاجئين من قبل رجالات الدين والذين يسيل لعابهم لأعمار الفتيات أسوة بصلعمهم وكم...وكم..

مسخوا عقول الامهات بأسم الدين وجردوها من هذه الفضيلة، كل شيء اصبح مشاع طالما الأنسان ليست لديه قيمة وطالما القتل بأسم الدين على قدم وساق.

وشكراً

مع التقدير

غير معرف يقول...

انها من ابشع الجرائم التي يرتكبها انسان هي في معتقدها تحافض علي ابنتها من الانحراف معتقدات فاسده ودين يحلل قتل الانسان بدم بارد واجزم ان رجال الدين يهللون ويمجدون فعل هذه الام انها اعتداء علي النساء سواء الفاعل رجل او امراءة تحت اي مسما مسيوو بصيص انت فعلا بصيص من النور للعقول المضلمه مشكور

غير معرف يقول...

أفهم نقاطك لكن الأحاديث و النصوص تؤخذ مجملاً و ليس بحد ذاتها( أنت بنفسك قلت سيكولوجياً و هذا جانب واحد فقط ) فلن تجد مثلاً في النصوص ما يسمح بمثل هذا التصرف و الحدود الإسلامية على رغم من وحشيتها و بدئيتها إلى إنها لا تطبق إلى بعد شروط كثيرة.

أنا أوافق بصيص إذا كان قصده أن الإسلام يولد الكراهية حتى من بين أفراد الأسرة لكن إي فهم صحيح للإسلام لن يولد مثل هذا التصرف لأن النص ببساطة لا يسمح بهذا و شكراَ.


غير معرف يقول...

نحن ماجابنا لوراء الاهذول الاجانب الغير عرب في عدم فهمهم للدين .هما في وادي والدين في وادي .هذه الناس محسوبه علينا بالغلط

عادل يقول...

كلما اشاهد فلم في موقع اليوتيوب ثم اٌقرأ التعليقات بعد ذلك فبالتاكيد اجد ابواقا نجسة وسخيفة تحاول ربط اي شيء بالفتنة الطائفية سنة وشيعة وهاجسي اكيد يقول ان من يقوم بتحريض هؤلاء على الكتابة هم صهاينة او من يعملون ضمن المشروعاتالقذرة ضد بلداننا للتضير للقادم الخطير. وعندما اقرا عن مواقع الالحاد فلا اجد هؤلاء السفلة يكتبون شيئا ضد الالحاد والكفر على مواقعكم على سبيل المثال وهذا تناغم بينكم وعملكم يصب في قناة واحدة وبنفس قلة العقل والحقد حيث تترجمون اي شيء واي مادة للنشر وتحاولو النيل من رموز وافكار الشعوب وتختاروا الامثلة القبيحة من بعض المجانين المعممين لتقولو ان هذا هو الاسلام. فيا مثقفين ومن تدعون انفسكم مثقفين اذا كنتم تريدون النقد وفهم الاسلام ومناقشته فالاولى ان تختارو المرجعيات المعتبرة وتتوقفو عن تفسيراتكم للدين حسب اهوائكم المريضة والحاقدة. واما قصة هذه الفتاة فان خلفية اهلها الثقافية دفعتهم الى ذلك والبنت ايضا سخيفة وتحتاج تربية ولا اقول القتل فهي تخرج وتسهر خارج البيت لمدة يومين وبعضكم يكتب ولا ينتقد تصرف البنت فهل تفعل بناتكم مثل ذلك. واذا قبلتم ذلك على انفسكم فاكيد انني مخطيء في الكلام مع امثالكم