الاثنين، 17 يونيو 2013

نافينا تتغذى بالضوء

::
أقدم لكم نافينا شاين، امرأة تعتزم أن تتغذى على الضوء بدلاً من الخبز والرز والبطاطس والسمك واللحم. وكيف؟ همممم ... لا أدري، ولكنها مقتنعة بأن الجسم لايحتاج إلى إنتاج المطبخ الذي يجب أن يمر بالجهاز الهضمي، بل تعتقد أنه من الممكن تغذية الجسم بواسطة تعريضه للضوء!! وهي تقوم حالياً بإجراء تجربة على نفسها بالإمتناع عن الأكل تماماً، مقتصرة على السوائل الغير مغذية كالماء والشاي فقط ... وطبعاً وجبات لاشهية من الضوء. وكلنا يعرف النتيجة التراجيدية التي ستصيبها إن لم ترمم العطب المنطقي الذي أصابها، وتعيد تشغيل فكها بمضغ وبلع هذه المواد المشكلة اللذيذة المسماة بالطعام.
 
 
 

كلنا نعرف نتيجة حرمان الجسم من الطعام لمدة طويلة: الموت. ولكن لماذا نعرف نحن هذه الحقيقة ونتحاشاها، وتتجاهلها هذه المرأة؟ فمن الواضح أنها ليست مجنونة أو مخرفة أو جاهلة، فهذا واضح من أسلوب حديثها، فلماذا تقدم على هذا العمل الإنتحاري الأرعن؟ 
 
الإجابة هي: الإيـــــــمان، أخطر موقف فكري يتخذه البشر. لأن تعريف الإيمان هو تبني فكرة ما بدون الحاجة إلى الدليل لإثبات صحتها أو خطأها، ، فالأيمان - الإيمان بعقيدة ما سواءً دينية أو غيرها - هي حالة فكرية مكتسبة من خلال آليات تربوية مشبوهة وفالتة من قبضة العقل والمنطق، كالتلقين، وغسل الدماغ، والتكرار المتواصل للمفاهيم المرغوبة، والحرمان الفكري بمنع الأفكار المخالفة من دخول الذهن، وأسلوب التخويف والترغيب، والرشوة، وغيرها من الأساليب الأخرى التي تعوم خارج دائرة الفحص المنهجي المتمحص الصارم.
 
فمن الواضح أن هذه السيدة التي توشك أن تجوع نفسها حتى الموت لكي تثبت صحة فكرة أن الجسم يتغذى على الضوء، قد اكتسبت هذه الفكرة بإحدى هذه الوسائل، سواءً بخداع الغير لها أو بخداع نفسها، لأن العلم المنهجي لا يدعم هذا المعتقد.
 
أليس من الغرابة كيف يتجاهل الإنسان أبسط الحقائق حين تستحوذ فكرة ما عليه وتتجذر في رأسه فيؤمن بها رغم هزالة الدليل أو حتى غيابه التام؟ فربما حتى طلبة الإبتدائي اليوم يعرفون أن العمليات الحيوية التي تبقى الكائنات على قيد الحياة، مصممة بأكملها، من أجهزة الهضم، معدة وأمعاء وبنكرياس ومرارة، إلى أجهزة التصفية، الكبد والكليتين، إلى وظيفة الدورة الدموية، إلى عملية الإحتراق الميتابولي (الإيضي) كلها موجهة لاستقبال وتوضيف الطعام لعمليات الجسم وليس الضوء. فلا توجد آلية واحده في جسم الإنسان أو باقي الحيوانات، تتمكن من تحويل الضوء إلى طعام.
 
فقد نشعر بالأسف أو يمتلكنا الضحك على نمط التفكير الملتوي لهذه المرأة، ولكن أليس من الغرابة أيضاً أن الغالبية الكبرى من البشر الذين سيستغربوا ويضحكوا على سلوك هذه المرأة، لن يلاحظوا التشابه الكبير بين التواء تفكيرها والتواء تفكيرهم وتعارضه أيضاً مع أبسط الحقائق المعروفة اليوم؟
 
فحين يؤمن الكثير بأن هناك إنسان قد عبر الكون على ظهر بغلة مجنحة، فهؤلاء يتجاهلوا أبسط الحقائق المعروفة، وهي أن جسم الإنسان والبغال ليس مصمم بأن يتحمل التعرض لدرجة من البرد تصل إلى الصفر المطلق، ولا يتحمل الضغط الجوي المعدوم، ولا يتحمل الإشعاعات الكونية المدمرة، ولا يتحمل حرمانه من الأكسجين، وأن الأجنحة لن تنفع في حمل أو دفع الأجسام في فراغ الفضاء. ولكن حين تتجذر عقيدة ما في ذهن الإنسان، فجميع الحقائق التي يعرفها يسقطها من حسبانه بشتى المبررات، كالتدخل الميتافيزيقي الذي لاتدعمه تجربة أو مشاهدة واحدة في تاريخ العلم، لكي يحتفظ بالفكرة المتجذرة مهما بلغت من تفاهة أو سخافة أو خطورة.
 
فعقيدة هذه المرأة، وإن بدت لامعقوليتها إلى أقصى الحدود، لاتختلف بتاتاً في جوهرها عن العقائد الدينية للغالبية الكبرى من البشر على وجه الكرة الأرضية. ولمن يريد السخرية والضحك أو يشعر بالأسف على عقيدة هذه المرأة وإيمانها، فالأحرى أن يعاين عقيدته وإيمانه هو أولاً.

 
 
 

هناك 8 تعليقات:

غير معرف يقول...

هو نفس ايمان عباس بن فرناس بقدرة الانسان على الطيران وان كان صحيحا ولكنه كان يحتاج لاثبات ، ولذلك عقلانية ابن فرناس الملحد لم تردع عاطفته التي قتلته في النهاية ، وهذه رسالة لجميع المؤمنين ، إيمانكم قوي ولكن يفتقد الإثبات

غير معرف يقول...

يكفى المسلم ان يتابع ما ورد ى القرآن و الحديث عن الجنة الصلعمية و هى مجرد (منكحة) كبيرة ، ليتخلص من كل هذه الخزعبلات و الخربطات الصلعمية مرة و الى الابد

غير معرف يقول...

المحتسبون في السعودية زاد جورهم وتخلفهم الارعن ... نريد موضوع ظريف وتعليق عن ما يحدث منهم :)

غير معرف يقول...

سيد بصيص
يجب علينا نحن توحيد صفوفنا ضد من وحدوها علينا
عندما اتناقش او ابدي راي مع مسلمين في تويتر او الفيس بوك او في المجالس تناهل عليك الشتائم من كل صوب ولا اجد (( فزعه )) ممن هم مثلي
اطالبك الان بفتح حساب جديد في تويتر وتشكيل قروب ملحدين للدفاع ودعم حسابات بعض
b.a

basees@bloggspot.com يقول...

الأخ/ت بي آي ،،

حسابي الحالي على التويتر يتبعه القليل جداً من القراء، لا أعرف لماذ!! ربما لأني لا أستخدمه بشكل منتظم. فلكي يكون أي حساب آخر على التويتر ناجح وله أتباع بعدد يستحق إدارته، سيتطلب ذلك مني صرف وقت إضافي عليه، وحالياً لاأملك الوقت على متابعة عدة حسابات في نفس الآوان. ولا أعرف أصلاً ماهي الخطة بالضبط الممكن السير عليها حسب اقتراحك، فربما تعطينا فكرة أشمل عما يدور في خاطرك للنظر فيها وتقييمها.

خالص تحياتي

غير معرف يقول...

مثلاً عندما علقت على احدى تغريدات العريفي هجم علي شبيحته بالشتائم وبالدعاوي و الريبورت سبام .
فلو اقمت لنا حساب وجعلته مغلق وخاصً بنا وجعلناه مثل جمعيات الدعم حتى وان لم تكن تغرد فيه بكثره ولاكن يتم نشره بقوه من الجميع على انه حساب للدعم المعنوي والفضفضه وتبادل الخبرات
وتوجيه الجميع على قضيه معينه او النظر في موضوع بعينه والتركيز عليه لفتره معينه . ولن ياخذ منك وقت في ادارته فهو لن يكون حساب تقليدي يعتمد على التغريدات التي تكتبها بل سيعتمد على انتشاره في مجتمع الملحدين على انه حساب دعم
ونحن كثر ولكن متفرقين
ajmi.bander@gmail.com

basees@bloggspot.com يقول...

الأخ بي أي ،،

سوف أنظر في اقتراحك وأبدي رأيي فيه لاحقاً. شكراً على اهتمامك.

خالص تحياتي

م - د مدى الحياة يقول...

إذن هو فايروس الأيمان هو مااصاب تلك السيدة ! وهو ماجعلها تقدم على تلك الخطوة الرعناء ! وهي خطوة ليست علمية ومبررة ! ولن تفيدها بشئ او يتعلم منها الآخرون شيئآ سوى تعلمها درسآ قاسيآ لها ولغيرها في حالة انه لن تصيبها اي مضاعفات خطيرة او تلقي حتفها من جراء الوهن والهزال المصاحب لهذا التجويع المستمر على امل ان يكون الضوء هو البديل للطعام على قرار عالم النبات الذي هو الآخر يحتاج سمادآ ! ، وهو اسلوب مشابه لما هو عند عالم المسلمين ! ولكن مع استبعاد الضوء من حسبانهم والبديل عنه هو الصبر والثواب والأجر من الله ! وهو بديلآ مشابهآ للضوء عند تلك المرأة المذكورة مع بعض الفروق ! ، فالجنون من الأيمان ! ولكن لاحياة لمن تنادي ! والمؤمنون بجميع انواعهم واشكالهم والوانهم فهم لايستطيعوا الفكاك منه ومن سطوته بسهولة عندما يتمكن من اي شخص كان ! وها نحن نرى عابدوا الفئران والجرذان ! في الهند وقد تمكن منهم هذا الفيروس الأيماني اللعين وجعلهم يخضعوا لعبادتها بكامل قذارتها ! دون اي مبرر عقلاني او امل وفائدة تنتظرهم في المستقبل القريب والبعيد من هذه الطقوس العجيبة سوى فائدة للجرذان والفئران لوحدهم ! ، وكذلك لايختلف الحال كثيرآ عند المسلمون المعاندون ! واما عابدوا النار والشمس ومقدسوا الأبقار فهذا امر آخر وله مبرر معقول من فعلتهم تلك ! دون بقية معظم انواع المؤمنين في العالم بما في ذلك المسلمون ! وهم الآخرون لم يعد لهم من مبرر في عصرنا هذا لأيمانهم وعبادتهم وطقوسهم التي اخرتهم لوحدهم ! واضرتهم واضرت العالم من حولهم ! ، ولكن اليس هناك من نهاية لتلك المعتقدات والأيمان الذي ضيع واخر مستقبل اجيالآ لاحصر لها من الشباب وبخاصة عند المسلمون ! وهم الذين لايريدون التقدم ولحق ركب الحضارة ! ، ولا هم يريدون من غيرهم ترك ايمانهم ومعتقداتهم والنظر إلى مستقبله وحريته ! ، ولولا الأيمان ومعتقد الأنسان المؤمن لكان العالم الآن اكثر تطورآ وتحظرآ وامانآ وهو الشئ الذي نتمنى ان نصحوا يومآ ونرى العالم ككل دون اي ايمان ومعتقد بأي شكل كان ! او مشابهآ لأيمان تلك المرأة ( نافينا شاين ) ! عدا الأيمان بالعقل والعلم والتقدم لوحده .