الأحد، 23 يونيو 2013

أفضل أسلوب لحماية العقيدة، خداع الذات

::
أنا الآن متابع لثلاثة دعاة خليجيين مشهورين على التويتر،  محمد العوضي ومحمد العريفي وطارق السويدان. أتابع تغريداتهم في محاولة لفهم لماذا يتابعهم هذا العدد الهائل من المؤمنين. هذا لغز يحيرني فعلاً لا أستطيع فهمه، مالذي عند هؤلاء الدعاة من أقوال تجذب هذا الكم الهائل من المسلمين، عدد يفوق بكثير عدد متابعي أشهر المفكرين والمنتجين والمبدعين الحقيقيين. والإجابة التي ألاقيها دائماً من خلال تقييمي لنوعية ووزن تغريدات هؤلاء الدعاة، هو المستوى الكارثي المتدني لعقلية وفكر هؤلاء المتابعين المؤمنين الذين لن أخطأ بوصفهم بالمغفلين والسذج، فليس لدى أي من هؤلاء الدعاة أو غيرهم ممن قرأت لهم إلى الآن من أقوال سوى "حكاوي" من هنا وهناك، وترديدات لحكم ونصائح وإرشادات دينية مكررة ومبتذلة، يتجرعها المسلم من البيت والمدرسة والعمل والمسجد ومن كل مكان آخر يذهب إليه، لا جديد بتاتاً فيما يقولون.

على أي حال، صادفت اليوم هذه التغريدة لمحمد العوضي يقول فيها:

يوم الجمعة في دار الشروق، - القاهرة مع الدكتور عمرو شريف وبيده كتابه (رحلة عقل، العلم يقود أشرس الملاحدة للإيمان)

وهي لصورة أنشرها أدناه. ومحمد العوضي بالذات يشن حرب شعواء ضد الإلحاد منذ فترة طويلة، لأنه أحد الأقطاب الإسلاميين القلائل الذين يدركون حقيقة إنتشار الإلحاد في المجتمع الإسلامي وأبعاد هذه الظاهرة على الفكر الديني اللاهوتي بشكل عام وليس على عقيدة معينة فقط، ولذلك يحاول مستميتاً لوي هذه الحقيقة وتعتيمها. والمضحك في هذه الصورة والتغريدة المصاحبة لها، هو أن هذا الكتاب الذي يحاول تسويقه لكاتبه عمرو شريف، يبين من عنوانه درجة اليأس أو خداع الذات الذي وصل إليه القادة المسلمون في محاولتهم لتعتيم الحقيقة. فليس من المعقول أنهم جهلة إلى هذه الدرجة المنحطة بــــــــــجــــــــــمــــــــــيــــــــــع الإستفتاءات الدولية التي تبين أن الإلحاد في تزايد مضطرد والأديان في انحسارمتسارع، وأن الغالبية الكبرى من العلماء التجريبيون، والنوابغ منهم بالذات، مــــــــــلــــــــــحــــــــــدووووون، أكررها مرة أخرى؟ هاهي بسطر لوحدها، مكبرة وبارزة:

أكثرية العلماء التجريبيون مـــــــــــــــلـــــــــــــــحــــــــــــــــدووووووووووووووووووون.

وهذه معلومة أخرى أصادفها كثيراً: أكثر الفلاسفة ملحدون أيضاً. وأيضاً كلما زادت ثقافة الإنسان ارتفع احتمال إلحاده. فكل هذه حقائق تدعمها الدراسات، وكتبت عنها كثيراً في هذه المدونة في السابق. فعلى أي أساس يصدر مفكر إسلامي  كتاب كاذب فاحش يزعم عكس ذلك؟؟؟ ماهي الأعمدة التي سيرتكز عليها؟ يعني هل نفهم أن المسلمين الذين يستهدفهم هذا الكتاب جهلة أو أغبياء إلى هذه الدرجة؟؟؟ همممممم ...... ممكن؟ هل سمع أحدكم بأن ريتشارد دوكنز أو سام هاريس أو دان دينيت قد تدين، فهؤلاء هم أقطاب الإلحاد وأشرسهم في العالم، وهؤلاء هم الذين ساهموا في نشر الإلحاد دولياً بكتبهم، أكثر من أي ملحد آخر؟

لماذا لاتعترفوا بأن الإلحاد في زيادة، وأنه منتشر مع العلماء المفكرين بالذات، ثم تبنون دفاعكم أو هجومكم على الحقيقة والواقع؟ لماذا الحاجة إلى الكذب الواضح الفاحش إذا كانت عقيدتكم ربوبية صحيحة؟ ألا تستطيع أن تصمد لوحدها بقوة فحواها "الربوبي" وسند من السماء التي يفترض أنها قد هبطت منه، بدون الحاجة إلى التزييف واللوي والكذب من عندكم للحفاظ عليها؟ 

لاتستطيعون كشف الحقيقة لأنها ستعني أن الدين عقيدة زائفة وخاسرة ولا تستطيع خداع الإنسان الواعي والصادق مع نفسه.

 
 
* * * * * * * * * *
 

هناك 3 تعليقات:

غير معرف يقول...

أرجو تنبيهك لنقطه في المقال..
هل تقصد استفتاءات بالاستفساءات الدوليه,,أم استقصاءات؟

basees@bloggspot.com يقول...

تم تصحيح الفلطة الإملائية، شكراً على التنبيه.

خالص التحيات

م - د مدى الحياة يقول...

من الملاحظ ان الدعاة او مايسموا رجال الدين عندما يدعوا إن فلانآ ملحدآ من فيزيائي او مظلي او رائد الفضاء او حتى اشهر مسؤلآ غربيآ معارضآ لبناء المآذن ! هم قد اسلموا بالكامل بعد ان كانوا من اشد الناس ابتعادآ عن الأسلام والمسلمين واشرسهم وقد تحول إلى حمل وديع وطيعآ في يد الأسلام والمسلمين ! وفي اللحظة المناسبة التي يريدها الدعاة ! وبدون اي ادلة حقيقية وواضحة او ذكر المصدر الصحيح على ادعائهم ! وليكونوا عبرة لغيرهم من الملحدون العاديون المكابرون والمرابطون في معظم الدول الخليجية والأسلامية ! وهم يدركوا تلك الحقيقة المحزنة بالنسبة اليهم والتظاهر عكس ذلك ! ، وهم الملحدون الذين ينقصوا عليهم عيشتهم ! التي بدأة بالأنهيار ومن ثم الزوال التدريجي ، ولهذا هم الدعاة وبخاصة محمد العوضي هو يقود حربآ منذ مدة طويلة ضد الألحاد والملحدون وهي حربآ خاسرة على المدى البعيد لامحالة خاصة ان الحقيقة لايمكن عكسها هو واعوانه الذين يريدون ان يطفئوا نور الألحاد بأفواههم ! وهم انفسهم ايضآ لايستطيعوا او يجرأوا او يجازفوا ! وبشكل مباشر على مقابلة الحجة بالحجة للملحد الحقيقي بدون سب ولعن والتكبير والأستغفار ! او المناورة منهم او المغالطات الغير منطقية وذلك خوفآ من هزيمتهم المنكرة التي يعرفوا منها ان ربهم سوف يخذلهم كعادته ! ولهذا هم يكتفوا بأرشاد المسطولين دينيآ من الجماهير وما اكثرهم !! وبث الرعب والهلع بمجرد التفكير بحقيقة وجود الله من عدمه ! وتذكيرهم بعواقب الأمور ان تجرءوا وحاولوا وبشكل عقلاني ان يتوصلا إلى الحقيقة !!! ، انظر إلى هذا الرابط كيف يتحاشى الكبار من المدعوذون مقابلة الملحدين خوفآ من الأفحام ! في هذا الرابط :

http://www.ladeenyon.org/forum/viewtopic.php?f=177&t=38895&sid=2a7fc58f7ce900e5e08815f2b798cf42